تحليل شامل ل:-التصعيد الخطير في حلب السورية!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-قلتها قبل اشهر وعدتها عدة مرات من خلال مقالاتي وتحليلاتي ان منطقة الشرق الأوسط دخلت في حقبة ( حرب تلد أخرى ) لحين الوصول إلى صاعق الحرب الاقليمية او صاعق الفصل الأخير من العالمية الثالثة التي بدأت فصولها منذ حرب ” جائحة كورونا ” نزولا لكي يولد العالم الجديد والذي بموجبه سوف ترسم خرائط جغرافية جديدة وخرائط نفوذ جديدة .
ثانيا: ان ماحدث بتوقيت صادم عنوانه دخول مايسمى بالمعارضة السورية لأحياء وقلب مدينة حلب السورية ماهو إلا عنوان (صراع روسي تركي خفي). علما ان هذه المعارضة التي يسمونها وطنية وسورية هي فروع من تنظيمات القاعدة وتنظيمات الاخوان المسلمين المدعومة من النظام التركي. فتركيا تريد الانتقام من روسيا لانها تعتقد ان روسيا هي التي منعت الرئيس السوري بشار الأسد من المصالحة مع تركيا والرئيس اردوغان، ورفض جميع عروض الاخير. اضافة ان تركيا تعيش ازمات داخلية خانقة ناهيك عن الانهيار في الليرة السورية فتريد الهروب من ازماتها الداخلية نحو الخارج فذهبت لدفع تلك المجاميع الأرهابية نحو احياء مدينة حلب لكي تُدخل سوريا في مخطط ( التقسيم ) لكي تلهي المنطقة والدول الكبرى عن تركيا. وسبق وان قال وزير الدفاع التركي علنا ” نحن نتوقع والقيادة التركية تتوقع حرب اسرائيلية ضد تركيا”!
وهنا سوف تصبح الحكومة العراقية بحرج شديد وهي التي تحالف مع تركيا والرئيس اردوغان وهي التي جاءت بدولة قطر وتركيا ليكونا لهما حصة الاسد بمشروع مايسمى ( مشروع التنمية ) وغضت الحكومة العراقية النظر عن التوغل العسكري التركي في ضواحي محافظة دهوك العراقية ( وكلها اخطاء استراتيجية وكارثية وقعت بها حكومة السوداني !)
ثالثا:-عندما شعرت روسيا في سوريا أخيراً انها باتت وحيدة وظهرها مكشوف بعد قصقصة اجنحة إيران في لبنان وسوريا فصار ليس امامها الا التحالف مع اسرائيل ” من وجهة نظرنا” بالضد من تركيا ومن تحالف تنظيمات القاعدة والاخوان المسلمين الذين يمثلون مايسمى بالمعارضة السورية والتي وراءها تركيا .وهنا أصبحت سوريا ساحة التقاء وصراع للمصالح (الروسية والغربية والتركية والاسرائيلية والإيرانية). اي تشابك الأضداد داخل سوريا. وان هذا المشهد سيجعل الولايات المتحدة أمام طريقين لا ثالث لهما :
١-فأما ان تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة وتقوم هي اي واشنطن برسم وتشكيل المشهد السوري!
٢-أو ستقوم واشنطن بدعم موسكو ( خصوصا في فترة ترامب) لتقوم روسيا في بلورة مشهد معين في سوريا بعيدا عن إيران !
رابعا:-: مضحك جدا من يقول وينشر ان جبهة النصرة وتنظيمات القاعدة والاخوان المسلمين اخذوا الإذن من نتنياهو وكان الكود هو ( بشار يلعب بالنار ) اي عندما قالها نتنياهو في خطابه . فاسرائيل غير مضطرة لذلك اطلاقا فهي قادرة ومنذ زمن على اغتيال الرئيس السوري بشار الاسد، وقادرة على قصف قصر الاسد، وهي تقدر على كل شيء لو تريد، ولا تفضح نفسها بهذه السذاجة. ولكن اسرائيل نتنياهو دعم تحرك مايسمى بالمعارضة السورية في حلب لكي لا يترك اي فراغ بين هدنة لبنان فجاءت الاحداث خدمة لرغبات نتنياهو الذي يريد المنطقة بيده فهو مفتاح إحراقها ومفتاح إطفاءها. فجاءت احداث سوريا سعادة له.. ولم يخفي نتنياهو ذلك فلقد قالها لمجلة تايم اخيرا : لا نواجه حماس فحسب بل محورا إيرانيا متكاملا وعلينا تنظيم أنفسنا للدفاع على نطاق أوسع!. وكلامه هذا يشمل سوريا والعراق واليمن … الخ !
الخلاصة :
روسيا اصبحت مستهدفه بالصميم من الاحداث في حلب. وروسيا تعرف ان وراء هذه الاستهداف هي تركيا. ولهذا صرح الكرملين الروسي قائلا(تركيا أنتهكت اتفاقيات أستانا وسوتشي.. ولحكومة دمشق كامل الحق في استخدام جميع الأسلحة لاستعادة النظام..وندعم السلطات السورية لإعادة فرض النظام في حلب بصورة عاجلة).وهنا لعب الرئيس اردوغان بالنار مع الرئيس بوتين . وان كلام الكرملين معناه ضوء اخضر للأسد باستعمال مالديه وما سيصله من اسلحة حديثة. ويبدو ان اسرائيل موافقة على ذلك بشرط مغادرة إيران من سوريا . لانه من جانبه رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو قال ( لقد أصدرت تعليماتي للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حالة حدوث انتهاك للاتفاق) وكلامه واضح وهو حال تدخل إيران في سوريا ولبنان سوف يفتح جبهة لبنان ثانية .خصوصا وان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان هش للغاية ، وان محاولة توريط الجيش اللبناني من قبل إسرائيل والغرب واضحة ليكون مفتاح الحرب الاهلية حال القيام بمهمة لا يقدر عليها وهي نزع سلاح حزب الله، ناهيك ان هناك بنود سرية في هذا الاتفاق الهش وهذا ما اكدته القناة 12 الإسرائيلية: الوثيقة الأميركية التي مهّدت الطريق للاتفاق في لبنان تحتوي على عدة بنود سرية!
باختصار :
وقع اردوغان بالفخ . وسوريا ستعبر المحنة ونتمكن ان نقول سوف ينتهي النفوذ الايراني فيها !.
سمير عبيد
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
(CNN)—ألقى رئيس منظمة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليبان، الضوء على الوضع في سوريا مؤكدا على أن البلاد بحاجة إلى "الكثير" لافتا إلى أهمية الشراكات السورية الجديدة، وخاصة مع دول الخليج، والتي ستساعد البلاد لاستعادة الازدهار.
وقال ميليبان في مقابلة مع CNN: "لقد زرتُ دمشق، عاصمة سوريا، وكذلك إدلب في شمال غرب البلاد، ومدينة حلب الشهيرة، ومدينة حمص، ونظرتُ بشكل خاص إلى دعمنا للخدمات الصحية هناك، هناك دمارٌ في جميع أنحاء البلاد عند الخروج من دمشق؛ بلداتٌ وقرى تُذبح بالكامل بسبب القتال.. ما كان لافتاً للنظر هو أن بعض الاحتياجات الصحية في المناطق التي كانت خاضعةً لسيطرة الحكومة سابقاً، أي المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، في الواقع، في حالة أسوأ من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد".
وتابع: "أتيحت لي الفرصة للجلوس مع الرئيس السوري (أحمد الشرع) ووزير خارجيته (أسعد الشيباني) والتحدث عن كيفية وضع الجداول الزمنية المناسبة للتغييرات السياسية التي يُحدثونها، والتغييرات الاقتصادية التي يدعمها قرار الرئيس ترامب برفع جميع العقوبات عن سوريا، ثم الرعاية الاجتماعية التي نتخصص فيها، الاحتياجات هائلة، ولكن هناك شعورٌ بوجود الإمكانات لأول مرة منذ 13 عاماً في سوريا".
ومضى ميليبان قائلا: "بالطبع، لم يكن الغرب هو من أشعل فتيل الحرب الأهلية السورية، بل كانت حربًا داخلية، لقد كان صراعًا داخليًا، وما سمعته من الرئيس (الشرع)، ومن وزير الخارجية (الشيباني)، هو أنهما يريدان علاقات منظمة ومستقرة مع المنطقة، يريدان إشراك دول الخليج وتركيا؛ والأهم من ذلك، أنهما يريدان الاستقرار في المنطقة، ويريدان أيضًا مساعدة عالمية.. كانا واضحين تمامًا في أن ما كان يومًا ما دولة متوسطة الدخل قبل 15 عامًا فقط أصبح الآن دولة فقيرة للغاية، وتحتاج إلى إعادة إعمار هائلة، سواءً ماديًا أو بشريًا.. لديهم 6 ملايين لاجئ خارج البلاد يريدون الترحيب بهم مرة أخرى، لديهم نزوح داخلي، وهم يريدون المساعدة العالمية فضلاً عن المساعدة الإقليمية".