سامح عسكر: الجماعات الجهادية تحركت في سوريا لخدمة إسرائيل والناتو
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
علق الباحث التاريخي والأممي، على تهديدات روسيا بشأن استخدام السلاح النووي ضد دول الغرب، قائلا إنها لم تؤثر فقط على الملف الأوكراني واللبناني، بل أثرت على الملف السوري، لاسيما أن الجماعات الجهادية الموالية لإسرائيل في سوريا قررت شن حرب على الدولة السورية، وإعلان معركة كبرى تحت شعارات الثورة السورية المنقضية.
وأضاف عسكر، في منشور على إكس: أنه بالرغم من أن هذه الثورة انتهت ودفنت، لكن يجري إحياؤها من المقابر ووسط الركام، نظرا للحاجة الملحة إليها في خدمة إسرائيل وحلف الناتو.
وتابع: أن الناتو يريد إشعال حرب ضد روسيا في أماكن متفرقة بالعالم، وأبرز هذه المناطق المؤهلة هي سوريا، نظرا لتأمين بوتين الشديد محيطه الجغرافي باتفاقيات سياسية وعسكرية واقتصادية ناجحة على مدار العقدين الأخيرين، فاجتمعت رغبة الناتو في الحرب مع روسيا داخل سوريا، مع رغبة الولايات المتحدة في توفير ضمانات لإسرائيل متعلقة باتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، وأبرز هذه الضمانات محاربة توريد السلاح للحزب، ووقف تمويل المقاومة اللبنانية من الحدود السورية.
وأكد: أن المجموعات الجهادية تحركت في هذا التوقيت لخدمة هذين الهدفين: أولهما إشغال روسيا في سوريا وابتزازها لإمكانية المقايضة معها في أوكرانيا،
وثانيهما توفير ضمانات أمريكية اشترطها نتنياهو للموافقة على الاتفاق مع حزب الله.
وأوضح: أن الضمان الأمريكي الأبرز والذي سال له لعاب نتنياهو هو وقف تسليح حزب الله بالسيطرة على سوريا، أو تفكيكها، أو تهديد طرق التمويل الرئيسية التي تمر بالوسط، وبما أن المعارضة السورية في الشمال الغربي لا يمكنها توفير ذلك الضمان الأمريكي، فوجب على الفور أن يتحركوا على الأقل للسيطرة على حلب، ثم الانتقال لاحقا إلى حماة وحمص وأرياف دمشق، وفي حال تحقق ذلك يكون قد نجاح بايدن في توفير الضمانات المتعهد بها لإسرائيل من ناحية، وفي إشغال روسيا واستنزافها من ناحية مختلفة.
اقرأ أيضاًأحمد موسى: ما يجري في سوريا يكشف من يحرك الميليشيات الإرهابية لنشر الفوضى وتدمير الجيوش
مصطفى بكري: العدو الصهيوني يستعد للتدخل بقوة في سوريا عبر دعم الإرهابيين
مصطفى بكري: تحركات «النصرة وداعش» الإرهابيين تمهيد لسيطرة إسرائيل على سوريا
مقتل أكثر من 600 إرهابي بريفي حلب وإدلب في سوريا خلال يومين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا سوريا اسرائيل امريكا الحرب النووية الرئيس السوري بشار الأسد سامح عسكر فی سوریا
إقرأ أيضاً:
كيف نواجه مفاهيم الجماعات المتطرفة المغلوطة عن الفقه؟ الأزهر يجيب
أكد الدكتور أحمد العطار، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن من الضروري تقديم قرار عقيدي واضح بشأن استخدام التنظيمات المتطرفة للفكر الإسلامي، مشددًا على أن مواجهة هذا الانحراف الفكري لا تتم إلا من خلال عدة خطوات جوهرية.
الفكر الإسلامي قائم على الاجتهادوأوضح "العطار"، في تصريح له، أن الفكر الإسلامي قائم على الاجتهاد ومراعاة المصلحة، وليس على التطبيق الآلي للنصوص، مضيفًا أن هذا الفكر لم يكن يومًا قالبًا جامدًا يُفرض على كل زمان ومكان، بل هو روح حيّة تستنطق بلسان الواقع وتتفاعل بنور المقاصد.
مقاصد الشريعةوأشار إلى أن النصوص الشرعية لم تأت لتُطبق بشكل تلقائي كما يفعل المتطرفون، وإنما تُفهم في ضوء الاجتهاد ووفقًا لمقاصد الشريعة التي وصفها الإمام الشاطبي بأنها وضعت لمصالح العباد في العاجل والآجل. واستشهد بموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن، وكذلك بقرار عمر بن الخطاب تعطيل حد السرقة في عام المجاعة، مؤكدا أن الفقه ليس نصًّا يُسلَّط كالسيف، بل ميزان يراعي الأحوال، وضمير ينصت للناس، ومنهج يحمي النصوص من سوء التأويل.
طبيعة الفقه الإسلاميوأضاف أن الفقه الإسلامي بطبيعته تعددي، وفيه أقوال متعددة لكل مسألة، معتبرا أن انتقاء رأي واحد وفرضه على الناس نوع من الجهل بالشريعة أو قصور في الفهم. واستشهد بقول الإمام النووي: "الاختلاف في الفروع رحمة، واتفاقهم حجة قاطعة، واختلافهم ليس حجة على أحد دون أحد"، لافتًا إلى أن اختلاف الفقهاء كان رحمة وسعة، لا ضعفًا أو تضادًا.
الضرورات الخمسوشدد "العطار" على أن الشريعة جاءت لحفظ الضرورات الخمس: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال، وأي فهم يُهدد هذه الضرورات هو بالتأكيد فهم منحرف عن مقاصد الشريعة، حتى وإن تستر بالنصوص. مضيفًا: "إنما الشريعة رحمة كلها، عدل كلها، مصلحة كلها، وكل مسألة خرجت عن ذلك فليست من الشريعة في شيء".
دعاء صلاة الاستخارة .. وأفضل وقت لأدائها وكيفية معرفة نتائجها
دعاء للميت يوم السبت.. بـ5 كلمات يبدأ النعيم وينتهي عذاب وظلمة القبر
وأكد أن هذه العناصر الثلاثة تمثل محاولة جادة لإعادة الفقه إلى دفء مقاصده، وأن الإسلام ليس مشروع كراهية أو صراع، بل هو مشروع بناء وتعايش، يبدأ بجهاد النفس وكف اللسان قبل حد السيف، قائلاً: "القراءات المتطرفة تُفرغ الشريعة من مرونتها وروحها الإنسانية، بينما المنهجية الصحيحة تقوم على التوازن بين النص والواقع، كما قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا، أي أمة عدل واعتدال، لا غلو ولا تطرف".