مثالبه ومناقب أفعاله!
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
عائض الأحمد
يقولون والعتب على من قال وليس من نقل، علمًا بأنَّ النقل كما أراه أشد ضرراً ممن حكى وذهب إلى حاله، أما الناقل فهو يقول بما يشبه التأكيد وإلا كيف بمن يذكر أخاً له بسوء على أمل صحته أو نفيه إن حدث لاحقاً، وكأنَّ حديثه سيفًا قاطعاً إن لم تحرك ساكنا قسمك إلى نصفين، وتذوق مرارة "أصابني في مقتل".
نهج حياته يسير هكذا فما بال سيرته تظهر حين يختفي كل من حوله وتتوارى في ظل أي ضوء خافت يلوح في أفق تلك الظلمة المفتعلة، وسط وهج ولواهب ناره التي أحرقت أطرافه وهو يزكيها بكل ما أوتى من بأس، وقد نصب عينيه في نصب البائس الفقير قليل المكر، عديم الحيلة شفاف تسحق دواخله البيضاء مظهر السواد وندبات الزمن تفاصيل "وشم" يصعب محوه من جسده "العاري" ولغة أطرافه تطلب الخلاص.
لم أكن أعقل ما أفعل، فصواب أخطائي مترادفات تفضي إلى ندم يعصر الفؤاد ويخلص إلى سنديانة وارفة الظل كثيرة الأوراق تحيطها مسرة الناظرين، وتخفي قبح تربتها بقايا أموات عصور بائدة يقال عنهم يحكى أنَّ.
ملامح ذاك الشيخ لم تكن لتفارق ذاكرتي حتى غدوت الآن قريبا أو أكاد من مشهده وهو يرجو من كان يرافقه أن يترفق به ويسمعه دون أن يطلب منه إعادة ما يسمع أو قد يسقطه عمداً من حسابات رده، حينها لم أكن أعي فعله حتى غدوت في مثل حاله فأتاني اليقين بأن الصمت وغض الطرف وثقل الرد على كل شاردة وواردة مضيعة وغفلة لا تعني شيئاً.
ختاما: مثلكم مثل الناس تقال لمن عجز عن محكاة "مثل نفسك" قناعة ما تملكه وليس فهم الآخرين، لن تجد شيئاً يبحث عنه غيرك ويدك مغلولة إلى عنقك، الفكر الحر يأتي بالعمل المقنع. أو لم تعد تملك إلا هذا؟ نعم.... وما لعيب أن أنقل لك تجربتي، وعلم بأنك من تأتي ولم أذهب لك يوما، ولم أكن أسعى لكل ما خلفته ماضيا بكل مافيه.
شيء من ذاته: رفيقة الصبا عديلة الروح خليلة العمر، الحديث لا يشبه وصفى لك حينما كان الجسد يراك بعينه، العمر والعشرة تخاطب قلبك وتتحين مستقرة لتعزف ألحان السماء ملائكية الإبداع لم يسمعها بشر سواك ولم تكن لأحد غيرك.
نقد: الخير والشر ضمن "النسبية" التي تؤمن بها، فالأبيض والأسود هنا تحدده مصلحتك وليست درجات إيمانك.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تقرير غربي: لم يحقق الحوثيون وإسرائيل شيئاً من ضرباتهم المتبادلة.. والأخيرة ستعتمد على توسيع نطاقها الاستخباراتي (ترجمة خاصة)
قال تقرير غربي إن جماعة الحوثي في اليمن وإسرائيل لم يحققا شيئاً من ضرباتهما المتبادلة على مدى عامين، في إطار الحرب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023م.
وأضاف "مندى الخليج العربي" في تحليل للباحث ألكسندر لانجلويس، وترجمه للعربية "الموقع بوست" أن الضربات المتبادلة التي غالبًا ما تصيب أهدافًا مدنية في كلا البلدين، تعكس أحد الآثار الجانبية العديدة لصراع غزة - وهي آثار يمكن، بل وينبغي، الحد منها بأي ثمن في ظل الأوضاع الإنسانية المقلقة بشكل خاص في اليمن.
وتابع "استنادًا إلى التجربة، لن تحقق الحملات العسكرية لأي من الطرفين نصرًا مطلقًا، ولن تؤدي إلا إلى إطالة معاناة المدنيين الأبرياء".
وأردف "شن الحوثيون هجمات متواصلة على إسرائيل منذ أن بدأت تل أبيب عملياتها العسكرية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب هجوم حماس داخل حدود إسرائيل".
وحسب التقرير فإن أفعال الحوثيين ضد إسرائيل عززت مكانتهم بين المؤيدين في الحرب الأهلية الطويلة في البلاد، حيث يتردد صدى الخطاب المعادي لإسرائيل لدى الكثيرين، ويمثل تشتيتًا مرحبًا به عن الكوارث الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها اليمنيون يوميًا.
وقال "استهدف الحوثيون مطارات ومناطق سكنية إسرائيلية، وإن كان نجاحهم محدودًا. وشملت هذه الهجمات ضربات على كل من مطاري بن غوريون ورامون، بالإضافة إلى برج شاهق في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل مدني واحد. وبينما سقطت بعض الضربات في مناطق مفتوحة، تمكنت إسرائيل من اعتراض غالبية الهجمات قبل وصولها إلى أراضيها. ومع ذلك، زادت الجماعة تدريجيًا من تعقيد هجماتها، ويشكل استخدامها الأخير للذخائر العنقودية التصعيد الأكثر أهمية حتى الآن".
تحديات الردع وإعادة الإعمار
وأردف "في غضون ذلك، صعّدت تل أبيب تدريجيًا من نطاق ضرباتها. بعد تجنب الرد الانتقامي في البداية، بدأت إسرائيل باستهداف الحوثيين في يوليو 2024 عقب عملية عسكرية أمريكية قصيرة الأمد استهدفت مواقع رادار وبنية تحتية عسكرية أخرى في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون".
واستطرد "بدلاً من الردع، فاقمت كلٌّ من إسرائيل والحوثيين المعاناة الإنسانية على جانبي الصراع. ففي إسرائيل، شنّ الحوثيون غارات، بينما أسفرت الغارات الإسرائيلية على اليمن عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 414 شخصًا. كانت حملة تل أبيب في اليمن كارثية على البلاد، وهي جزء لا يتجزأ من استراتيجية إسرائيل طويلة الأمد للعقاب الجماعي كشكل من أشكال الضغط والردع ضد أعدائها".
وطبقا للتحليل تبدو احتمالات نجاح حملة لردع الحوثيين أو القضاء عليهم بالكامل ضئيلة، نظرًا للحاجة إلى قوات برية وتضاريس اليمن الصعبة.
وأكد أن بُعد إسرائيل الجغرافي عن اليمن سيُعقّد جهودها للنجاح حيث فشلت الجهات الفاعلة السابقة. فصغر حجمها ومحدودية جيشها النظامي يزيدان من صعوبة تحقيقها، لا سيما مع إرهاق الحرب - وهي ديناميكية من المرجح أن يستغلها الحوثيون مع مرور الوقت.
وزاد "لا يمكن لتل أبيب أن تأمل في تحقيق النتيجة نفسها في اليمن، البلد المُمزّق بشدة عبر جبهات وفصائل متعددة، حيث يعيش معظم سكانه الفقراء تحت سيطرة حوثية مُحكمة لا يمكنهم الإطاحة بها، حتى لو أرادوا ذلك. من المرجح أن قادة إسرائيل يدركون هذه الديناميكيات، ويختارون الرد على هجمات الحوثيين كوسيلة للردع ولإضعاف وكلاء إيران في المنطقة بشكل أكبر.
سقوط إسرائيل في مستنقع الحوثيين
يؤكد التحليل أنه على مدار عامين، بلغ هذا النهج المُتبادل ذروته في الوضع الحالي: جمود بلا نهاية واضحة من جانب إسرائيل، التي سقطت في مستنقع الحوثيين. لافتا إلى أن واشنطن والرياض أدركتا هذه الديناميكية تحديدًا، لكن يبدو أن تل أبيب أقل استعدادًا لقبول الواقع في ظل قيادتها الحالية.
في الواقع، بالنسبة لحكومتها القومية المتطرفة، يستفيد قادة مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - الذي يواجه ثلاث محاكمات فساد وشعبية متراجعة - من استمرار الحرب الدائمة، مما يُبقي ائتلافه الحاكم الهش المؤيد للحرب على حاله، وبالتالي، في السلطة وخارج السجن. وفق التحليل الغربي
يضيف "في حين أن هذا السياق يُنبئ بسوء للصراع الإسرائيلي الحوثي، إلا أن هناك احتمالًا بأن تصل الضربات المتصاعدة إلى حدها الأقصى. لا تستطيع إسرائيل الالتزام بأي غزو بري في اليمن، ولن تُحاول ذلك بجدية، مما يتركها عالقة في نهجها الحالي. أما الحوثيون، الذين يواجهون قيودًا تكنولوجية وقدراتية تُحد من نطاق وتواتر هجماتهم على إسرائيل أو الشحن في البحر الأحمر، فمن المرجح ألا يتمكنوا من التصعيد أكثر من ذلك بكثير".
وقال "رغم عدم ردعهم، قد يجد الطرفان مستوى من الصراع يُمكنهما تحمله، مع استمرار إسرائيل في توسيع نطاقها الاستخباراتي في البلاد دعمًا لاستراتيجية قطع الرؤوس التي اعتمدت عليها لعقود".
واستدرك "في غضون ذلك، لا يزال المدنيون الأبرياء من كلا الجانبين عالقين في خضم صراع آخر في الشرق الأوسط. من الحكمة أن يُدرك قادة العالم أن الحل الوحيد لهذا الصراع المستمر هو العمل على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، لا سيما بعد أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في غزة خلال العامين الماضيين".
وقال "بما أن الحوثيين قد أوفوا سابقًا بتعهدهم بوقف الهجمات على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، في ظل وقفين لإطلاق النار، فإن الاختراق الأخير في محادثات وقف إطلاق النار التي توسط فيها الرئيس ترامب قد يُجبر الحوثيين على وقف هجماتهم على إسرائيل والتجارة البحرية الدولية، مع أن السلام الدائم يبدو مستبعدًا".