الثورة نت:
2025-05-28@02:23:14 GMT

30 نوفمبر.. حكاية لم تكتمل..

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

 

 

في كل حدث وطني تدوي أجراسه في تجاويف الذاكرة، نقرع طبول الترحيب ونتفنن في إصباغ هالة التقديس والترحيب المبالغ فيه لدرجة أننا نجهل فيها حتى طرق الابتهاج المفترض أن نتعاطى بها مع أحداثنا الوطنية التي لم يبق منها سوى مجرد تواريخ تتشابه مع تواريخ ذكريات رحيل أقاربنا الذين نحيي ذكرى وفاتهم ونتذكر مناقبهم، وهذا تماما ما نمارسه في ذكرى أحداثنا، سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر، و22مايو، وكما نحتفي أو بعضنا يحتفي بذكرى (5 نوفمبر) وآخرون يحتفون بذكرى (13 يونيو) أو بذكرى (23 يوليو) أو حتى بذكرى الثورة الاشتراكية الكبرى التي قادها الرفيق _فلاديمير اتش لينيين _ وتبقى الأحداث تجرجرنا بذكرياتها بما فيها احتفالنا بذكرى مولد النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، الذي تفصلنا عن سنته ملايين السنوات الضوئية.

. ذكريات نقف أمامها بعقول عابرة وكأنها إعجاز نخل خاوية..!
نعم.. لست ضد الاحتفالات وإحياء الذكريات الخالدة التي صنعها أبطال عظام وهامات وطنية ورجال قدموا أرواحهم من أجل أحداث آمنوا بها وصمموا على إنجازها والانتصار لها ليسقطوا في سبيلها شهداء مضحين بأرواحهم التي استرخصوها من أجل أحداث آمنوا بها واعتبروها نافذة للانعتاق من براثن ما كان رغبة بما سيكون، فيما نحن لم نعمل أكثر من توظيف تلك الأحداث والارتزاق منها وتوظيفها من قبل النخب النافذة للمتاجرة والاستغلال الذاتي الرخيص..!
30 نوفمبر 1967م واحدة من الأحداث العظيمة التي صنعها الأبطال من أجل أهداف عظيمة لكنهم لم يكونوا يدركون أن هذا الحدث سيتخذ منه البعض ( مشجب) يعلقون عليه أطماعهم الانتهازية ونرجسيتهم القاتلة للحدث وأهدافه وتضحيات أبطاله..
ماذا بقي من 30 نوفمبر الذين طرد الأبطال به من جزءا من الوطن مستعمر واحد ليجلبوا بعده أكثر من مستعمر..!
في 30 نوفمبر كان الحدث لكن أهدافه لم تتحقق بعد (الاستقلال).. فهل نحن اليوم  والوطن مستقلين.؟!
نعم.. طردنا قوات الاحتلال لكنا لم نطرد المحتل، بل ظل الاحتلال قائما وحاضرا بعد أن استبدل قواته المباشرة بأخرى غير مباشرة من الوطن للأسف.. غادر المندوب السامي البريطاني الوحيد ولكنه ترك على أرض الوطن أكثر من مندوب ولكنهم غير (ساميين) بل مجرد (حثالة مخبرين) يكتبون تقاريرهم اليومية والأسبوعية والشهرية والدورية والفصلية والسنوية ويبعثونها لسيدهم المندوب السامي في لندن الذي يتلقون منه أيضا الأوامر والتعليمات.. والمؤسف أن بريطانيا الاستعمارية التي كانت وحيدة تستعمر جزءا من الوطن وقد دحرنا قواتها وأخرجناها من الوطن، لكن حلت محلها نصف دول الجمعية العامة للأمم المتحدة ورحنا نوزع ولاءنا وتبعيتنا لتلك الروزنامة من الدول وتوزعنا كـ(مخبرين) لها نقاتل بعضنا ونقتل بعضنا تارة باسم الحزب وأخرى باسم القبيلة ولكل أيدولوجيات الأرض انتمينا إلا الإيديلوجية اليمنية لم ننتم لها ولم نعترف بها حتى اليوم بدليل أننا نتقاتل وكل فريق ينتمي لدولة خارجية ومنها يتلقى الدعم والتعليمات..
إذاً لماذا نغالط أنفسنا ونسخر من أحداثنا حين نزعم الاحتفاء بها ونحن ابعد ما نكون عنها وعن أهدافها وقيمها النبيلة وغايتها الوطنية التي في سبيلها ضحى أبطالها وصناعها..!
إن احتفالنا بأحداثنا الوطنية أصبح بمثابة احتفالنا بذكرى وفاة (آبائنا وأمهاتنا) والأحباب المقربين منا الذين نحيي ذكرى وفاتهم بتلاوة الفاتحة أو بتعداد مناقبهم حين كانوا على قيد الحياة..
إن كل أحداثنا الوطنية لم يبق منها سوى تواريخ عالقة بالذاكرة لا يعرفها شبابنا الذين يعيشون في عقدهم الثاني وربما الثالث..
رحم الله أبطال الثورة والتحولات الوطنية وأبطال 30 نوفمبر.. ولا عزاء لمندوبي الاستعمار الجديد المتعدد القارات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لقد تم تصفية جلحة ومعظم قادة المسيرية وكل الذين رفضوا الإنسحاب إلى دارفور

من أحاجي الحرب ( ١٨٧٩٧ ):
○ كتب: Ayoub Aboshara
عندما قلنا لكم إن خطة عبد الرحيم دقلو ونخب الرزيقات :- هي سحب المسيرية وأبناء كردفان إلى دارفور كنا ملمين جداً بنتائج الإجتماعات الخاصة لآل دقلو ونخب الرزيقات.

لقد تأكدوا من عدم مقدرتهم على المقاومة في كردفان وبالتالي كان خيارهم هو سحب جميع عناصرهم للدفاع عن حواضنهم.

لقد تم تصفية جلحة ومعظم قادة المسيرية وكل الذين رفضوا الإنسحاب إلى دارفور ليتسنى لهم تنفيذ هذه الخطة الخبيثة في حق المسيرية وأبناء كردفان .

لقد نجحوا في فعل ذلك وسيرى أبناء المسيرية جحيم المعاناة والتهميش والقهر لأنهم سيكونون شعبة شوك تدفع بهم إلى الخطوط الأمامية لحمايتهم.
أيوب أبوشرى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أسرار المال والميراث.. حكاية نوال الدجوي وأسرار الطلقة التي هزت كيان الأسرة
  • حكاية أطفال الأنابيب (6)
  • ???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!
  • عطاف: معركة التحرر الإفريقي لم تكتمل بعد وإفريقيا اليوم توجد وسط محيط دولي صعب
  • أمانة الرياضة بـ «الجبهة الوطنية»: لدينا رؤية شاملة، والممارسة رافد لاكتشاف المواهب ورفع راية الوطن
  • لقد تم تصفية جلحة ومعظم قادة المسيرية وكل الذين رفضوا الإنسحاب إلى دارفور
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • توفي بعد الحمل والولادة.. حكاية الجزائري أحمد الفاتح
  • سلام في عيد التحرير: فرحتنا لن تكتمل ما لم تحرر كامل أراضينا
  • أزمة الزمالك مستمرة .. مدحت عبد الهادي يكشف كواليس صفقات لم تكتمل