صادق صالح الهمداني
تهل علينا الذكرى السنوية الـ 57 لعيد الاستقلال الوطني المجيد الـ 30 من نوفمبر 1967م لتدق قاموس النسيان برحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.
يشكل هذا اليوم تحولاً استراتيجيا في مسار التحرر الوطني ضد الاستعمار بكافة أشكال الهيمنة والاستكبار ورسالة لقوى الاستعمار الغربي القديم الجديد.

.
عليهم قراءة التاريخ بتمعن ففي مثل هذا اليوم تم إنهاء الوجود البريطاني في اليمن بعد احتلال بريطاني جثم على جزء من ترابه الغالي حوالي 129 عاماً.
عليهم أن يتذكروا هذا اليوم، وأن يحفروا في ذاكرتهم الصدئة جيدا انه في مثل هذا اليوم تم هزيمة وطرد جيش بريطانيا العظمى.
لقد شكلت ثورة١٤ أكتوبر نواة للتحرك الثوري وصولا لتحقيق الاستقلال والانطلاق نحو وحدة الآمال والتطلعات لأبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، لتتوج سنوات الكفاح والنضال في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
لقد خرجت بريطانية وهي تجر أذيال الهزيمة فمنذ تفجرت شرارة الطلقة الأولى في الرابع عشر من أكتوبر 1962م من على قمم جبال ردفان على يد شهيد أكتوبر المناضل راجح غالب بن لبوزة.. وصولا لتحقيق الاستقلال في 1967م.
هذا اليوم.. يحاكي منازلة حقيقية وتصدياً بطولياً للبوارج الحربية وحاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية البريطانية الصهيونية المعادية في المياه الإقليمية اليمنية. وامتداداً لحماية السيادة وتجديد رفض الوصاية الخارجية..
إن وزارة الدفاع البريطانية، تعبر عن خوفها وقلقها من خطورة هجمات الصواريخ الباليستية في البحر الأحمر على سفنها الحربية.
وبالفعل فقد أصبحت سفنهم الأكثر شهرة في العالم أهدافاً مشروعة للصواريخ اليمنية والطيران المسير.
وقبل أيام، توقعت صحيفة التايمز البريطانية، انهياراً وشيكاً لحاملات الطائرات البريطانية، وسط تقارير عن تخفيضات هائلة في القدرات العسكرية البريطانية، قبل مراجعة دفاعية استراتيجية جديدة.
يأتي ذلك، بعد نجاح القوات المسلحة اليمنية في طرد 3 حاملات طائرات أمريكية من المنطقة، في إطار عملياتها العسكرية المساندة لغزة.
إن بريطانيا والغرب لم يستوعبوا الدرس ولم تتعظ دول الهيمنة مما حصل لها بالأمس، وما ينتظرهم من مصير محتوم هو بالنسبة لما حصل لبريطانيا في أكتوبر الثورة اليمنية وما قبل أكتوبر..
ولو تفكروا جيدا حول ما ينتظرهم من جحيم لأدركوا انهم كانوا في نزهة .
فها هي إسرائيل ومن ورأها أمريكا وبريطانيا قد رمت بكل ثقلهما لإنقاذ كيان العدو الإسرائيلي المجرم من هزيمة وانتحار مؤكد على حدود القرى اللبنانية وإن هزيمة الكيان المحتل باتت وشيكة، وإن السابع من أكتوبر لم يكن سوى بروفة لما سيحصل للكيان المؤقت في معركة الانهيار والزوال الأخير..
لقد أسقطت المقاومة في لبنان وفلسطين كبرياءهم، فصوروا للعالم وكأن اللبنانيين هم من يطالبون بوقف الحرب، لقد استعملت أمريكا وفرنسا كل وسائل التهديد والوعيد على قيادة لبنان للدفع باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان..
ولكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وحسب متابعين، فإن ما يزيد عن 500 صافرة إنذار تدوّي في كل الأراضي المحتلة يومياً..
وأكثر من 4 ملايين صهيوني يهرعون إلى الملاجئ كلما دوَّت صافرات الإنذار.. وسط فشل ذريع للقبة الحديدية ووهم القوة المزعومة في التصدي للهجمات الصاروخية اللبنانية.. إلا يعد ذلك انتصار للبنان ومقاومته الباسلة
لقد تحولت المدن والمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى مناطق أشباح ولأول مرة يواجه الصهاينة حرباً أحالت حياتهم إلى جحيم، فالصواريخ تسقط في كل أرجاء فلسطين المحتلة..
نعم.. إنها أول مرة يشعر فيها الصهاينة المحتلون بالرعب الحقيقي..
ناهيكم عن تدافع مئات الآلاف نحو المطارات للهروب، فأرض الميعاد باتت غير آمنة وحلم إسرائيل الكبرى بدأ يتلاشى مع ضربات محور المقاومة..
فها هي مستشفياتهم تمتلئ بالقتلى والجرحى. فضلا عن إصابة عشرات الآلاف من ضباط ومنتسبي الجيش الإسرائيلي بحالات نفسية وعصيبة أقضّت مضاجعهم..
فلم يحدث منذ السادس من أكتوبر 1973م أن قُتِل محتل إسرائيلي..
حتى جاء طوفان الأقصى، لتتحرك أرقام قتلاهم وأسراهم أنه خلال أكثر من 70 سنة كان القتل من جانب واحد وهو الجانب العربي الفلسطيني.. وكان لا يمر يوم، دون أن نودع شهيداً.. اليوم بدأ الاقتصاص من المجرمين القتلة المحاربين بينما هم لا يقتلون سوى الأطفال والنساء..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

محافظ أبين: ثورة 14 أكتوبر حدث استثنائي غير مجرى التاريخ في جنوب اليمن

الثورة نت /..

أكد محافظ أبين صالح الجنيدي، أن محاولات إعادة المحافظات الجنوبية إلى ما قبل ثورة 14 أكتوبر خط أحمر.

وأوضح الجنيدي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن المعطيات في المحافظات الجنوبية، تُشير إلى أن الاستعمار البريطاني يعمل على تحريك أدواته الاستعمارية الاقليمية والمحلية لإعادة مشاريع التجزئة والتفتيت، وفرض أجندات الاستعمار البغيض التي سقطت بسقوطه قبل 62 عاماً.

واعتبر ثورة ١٤ أكتوبر التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان في مثل هذا اليوم المجيد، حدثًا استثنائيًا غير مجرى التاريخ في جنوب الوطن، تمكن من خلالها الشعب اليمني من إنهاء حقبة الاستبداد والطغيان الإنجليزي من جنوب اليمن بعد 129 عاماً من الاستعمار، وإسقاط كافة المشاريع التآمرية التي أسسها الاستعمار على مدى عقود.

وأشار محافظ أبين، إلى أن كل حسابات الاحتلال الجديد في المحافظات الجنوبية خاطئة، وأن الممارسات التي تُجري في المحافظات الجنوبية من تدمير للمقدرات الوطنية وتقاسم للثروات يؤكد أن الاحتلال الجديد السائد منذ سنوات في المحافظات الجنوبية، يعد امتدادًا للاستعمار البريطاني البغيض.

وقال “شعبنا اليمني اليوم أقوى من أي وقت مضي رغم الانقسام السائد الناتج عن العدوان السعودي، الإماراتي والأمريكي، وقدرات قواتنا المسلحة التي فرضت معادلات عسكرية على المستوي البحري والجوي، وكسرت الغطرسة الامريكية في البحر الأحمر، وفرضت معادلة ردع عسكرية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني من خلال عمليات الإسناد لغزة، قادرة على دحر الاحتلال الجديد وإنهاء كافه المشاريع الاستعمارية”.

كما أكد محافظ أبين أن كافة تحركات العدو السعودي، الإماراتي في المحافظات المحتلة، تحت رصد كافة القوى الحرة، وسيناريو إعادة مشاريع وأطماع وأجندات لن يكتب له النجاح.

مقالات مشابهة

  • محافظ حضرموت: ذكرى ثورة 14 أكتوبر محطة نضالية متجددة في وجدان اليمنيين
  • محافظ أبين: ثورة 14 أكتوبر حدث استثنائي غير مجرى التاريخ في جنوب اليمن
  • في ذكرى ثورة أكتوبر.. عيدروس الزبيدي يجدد العهد بالانفصال وإقامة دولة الجنوب
  • محافظ لحج: روح ثورة 14 أكتوبر يتجسد اليوم في دعم اليمن لفلسطين
  • رسميًا.. موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025
  • موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025
  • كنوز مدفونة منذ 2500 عام.. اكتشاف مقبرة غامضة تروي حكاية حضارة مجهولة
  • مجلس عزاء للشهيد الأسير عيسى العفيري بأمانة العاصمة
  • تكريم يحيى الفخراني وسلمى الشماع ويوسف عمر بمهرجان الجامعة البريطانية لأفلام الطلبة.. اليوم
  • تكريم يحيي الفخراني وسلمي الشماع ويوسف عمر في مهرجان الجامعة البريطانية لأفلام الطلبة.. اليوم