صحيفتان بريطانيتان: الحرب في سوريا لها أسباب كافية ولن تتوقف قريبا
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تناولت صحيفتا "تايمز" و"غارديان" البريطانيتان اندلاع الحرب المفاجئ في سوريا بالتحليل واشتركتا في القول إن هناك عوامل منطقية لنشوبها وتوقعتا أن تستمر فترة طويلة.
قالت تايمز إن المعارضة السورية المسلحة استغلت انشغال حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بقضايا أخرى؛ إيران بالحرب في لبنان وصراعها مع إسرائيل، وروسيا بحرب أوكرانيا.
وأوضحت أن هجوم المعارضة السورية الحالي لم يكن مصادفة، وعزته إلى أن روسيا حولت طائراتها وقواتها من سوريا إلى أوكرانيا، في حين أن إيران قد تدهورت قواتها ومليشياتها بالوكالة في سوريا خلال العام الماضي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة.
كما عزته أيضا إلى غياب أقوى داعمين اثنين لإيران حققا انتصارات الأسد وهما قاسم سليماني، الجنرال الذي أشرف على القوات الإيرانية في سوريا ودبر تكتيكاتها القتالية، والآخر حزب الله اللبناني.
ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى أن بدء هجوم المعارضة السورية على حلب تم يوم الأربعاء المنصرم وهو يوم وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
روسيا وإيران لن تتخليا عن سورياوقالت تايمز إن هذا الهجوم ورغم أنه فاجأ روسيا وإيران، فإنهما يستعدان للعودة لأن سوريا مهمة للغاية بالنسبة لكليهما، ولن يسمحا بسقوطها دون قتال.
إعلانبالنسبة لروسيا، توفر سوريا قواعد عسكرية في الفِناء الخلفي لحلف الناتو على طول البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت بمثابة مركز لوجستي لا غنى عنه لمزيد من التوسعات في ليبيا وأفريقيا.
ورغم أن أوكرانيا أضعفتها وشغلتها، فإن روسيا ستظل لديها القدرة على إرسال تعزيزات إلى الأسد، وقد بدأت طائراتها المتبقية في البلاد بالفعل في تنفيذ غارات جوية في حلب وإدلب.
وبالنسبة لإيران، فإنها تعتبر سوريا عمقها الإستراتيجي، وخطها الأمامي ضد خصمها اللدود إسرائيل، وخطا يربطها بحزب الله في لبنان، وقد قُتل الآلاف من رجال مليشياتها وعشرات من ضباطها في سوريا (بحسب الصحيفة)، ولن تتخلى طهران عنها بسهولة.
وقالت تايمز إن ما ينذر به كل هذا هو المزيد من الموت والمعاناة للشعب السوري، الذي أصبح حكاية تحذيرية للحكومات العربية لتحذير شعوبها من التمرد أو المعارضة.
سرعة تغيير الخطوط الأمامية
وقالت إن تجدد القتال أدى إلى تغيير الخطوط الأمامية بسرعة، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد جعل الحرب أقرب إلى التوصل إلى حل.
وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته اضطرار جامعة الدول العربية لإعادة انضمام سوريا إليها، وقالت إن العرب وصفوا ذلك بأنه حبة دواء مرّة يجب تناولها، وذكرت 3 أسباب لذلك، أولا: أصبحت سوريا دولة مخدرات تصدر الأمفيتامينات إلى جميع أنحاء العالم، خاصة دول الخليج العربية، مما أدى إلى انتشار أوبئة المخدرات هناك. ثانيا: يحتاج ملايين السوريين الذين يقبعون في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا إلى العودة إلى ديارهم، إذ لم تعد تلك البلدان قادرة على تحمل تكاليف استضافتهم. ثالثا: لم تعد هناك معارضة قابلة للحياة لدعمها.
وقالت تايمز إنه ليس هناك ما يشير في الوقت الحالي إلى أن الحكومات العربية ستعيد النظر في احتضانها للأسد، لكن قبضته على البلاد قد أصبحت أكثر هشاشة بعد استيلاء المعارضة على حلب، ثانية كبرى المدن في سوريا، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
إعلان
فعالية عسكرية مفاجئة
أما صحيفة غارديان فقد شاركت تايمز في القول إن المعارضة السورية المسلحة استغلت انشغال روسيا وإيران، مضيفة أن هذا الصراع الأحدث في الشرق الأوسط سيستمر.
ولفتت غارديان إلى أن النجاح السريع الذي حققه هجوم المعارضة السورية يشير إلى فعالية عسكرية أولية مفاجئة.
وتساءلت عن سبب المفاجأة التي تعرضت لها قوات النظام السوري وقالت إن الإجابة ليست صعبة، إذ إن موسكو حولت تركيزها العسكري ومواردها إلى غزوها لأوكرانيا.
ونقلت عن معهد دراسة الحرب يوم السبت قوله إن أنظمة صواريخ إس-300 قد سُحبت من سوريا للحرب في أوكرانيا في عام 2022 وكان وجود روسيا منخفضا بشكل عام، مضيفة أن قدرة موسكو على تقديم الدعم المستمر للأسد ستكون حتما مفيدة على المدى الطويل.
وأوردت أن روسيا شنت سلسلة من الغارات الجوية في حلب وإدلب والمناطق المحيطة بها من قاعدة حميميم الجوية، مما أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل، لكن يبدو أنها لم يكن لها تأثير يذكر على تقدم المعارضة حتى الآن، مضيفة أنه من الواضح أن القصف الروسي الواضح للمستشفى الجامعي في حلب يوم الأحد، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، ليس له أي قيمة عسكرية أيضا.
إيران ستكون أكثر حذرا
كما نقلت غارديان عن بوركو أوزجيليك، خبيرة الشرق الأوسط في مركز الأبحاث التابع للمعهد الملكي للخدمات المتحدة قولها إن تدهور وكلاء إيران بشكل كبير، له تأثير لا جدال فيه على القوات البرية لنظام الأسد، وعكس أن إيران نفسها، التي خرجت أسوأ من تبادلاتها العسكرية المباشرة مع إسرائيل، قد تكون أيضا أكثر حذرا للتدخل أو السماح لوكلائها بالتدخل أيضا.
وأضافت أوزجيليك أن التحدي الحقيقي لقوات النظام السوري هو عدم استعداد إيران حتى الآن بصفتها راعية لحزب الله وروسيا لنشر أصول عسكرية وقوة جوية لإنقاذ النظام كما فعلت من قبل، وقد يؤدي التدخل العلني من إيران لدعم الأسد أيضا إلى مزيد من القصف من قبل إسرائيل.
إعلانوختمت غارديان تحليلها بأنه من غير المرجح أن ينتهي الصراع المسلح في سوريا قريبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المعارضة السوریة فی سوریا تایمز إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ميلانيا ترامب: ناقشت مع بوتين مسألة الأطفال الأوكرانيين في روسيا
صرحت السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رد على رسالة قلق بشأن الأطفال ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية.
وأعلنت ميلاني ترامب ذلك يوم الجمعة، قائلةً إنه بعد "قناة اتصال مفتوحة" مع بوتين، تم لمّ شمل الأطفال الأوكرانيين النازحين جراء الحرب مع عائلاتهم، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز.
وتم تسليم رسالة السيدة الأولى شخصيًا إلى بوتين خلال زيارته ألاسكا في أغسطس.
نشر الرئيس دونالد ترامب أجزاءً من الرسالة على وسائل التواصل الاجتماعي وفيها، تناشد السيدة الأولى بوتين حماية الأطفال، قائلةً إن ذلك "سيتجاوز خدمة روسيا وحدها" و"سيخدم الإنسانية نفسها".
وصرحت ميلانيا ترامب بأن ممثلها يعمل مباشرةً مع فريق بوتين على لمّ شمل الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم في ظل استمرار النزاع.
وأضافت: "أبدت روسيا استعدادها للكشف عن معلومات موضوعية ومفصلة تعكس الوضع الراهن".
وأضافت السيدة الأولى أنها تلقت "تقريرًا مفصلاً" عن الأطفال الثمانية الذين تم لمّ شملهم، والحقائق التي أكدتها الحكومة الأمريكية والواردة في الوثائق.
وأوضحت: "هذه مبادرة مهمة بالنسبة لي إنها مبنية على هدف مشترك وأثر مستدام"، مضيفةً أن الخطط "قيد التنفيذ" للمّ شمل المزيد من الأطفال في المستقبل القريب.
وقالت: "روح الطفل لا تعرف حدودًا ولا أعلامًا يجب أن نبني لأطفالنا مستقبلًا غنيًا بالإمكانات والأمن، مفعمًا بالإرادة الحرة، عالم تتحقق فيه الأحلام بدلًا من أن تتلاشى بفعل الحرب".