بوابة الوفد:
2025-06-15@08:52:28 GMT

الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا.. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في حديثه عن الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هناك تباينًا جوهريًا بين مفهوم "حب الحياة" و"حب الدنيا"، موضحًا أن الحياة في المفهوم الإسلامي تشمل الدنيا والآخرة معًا، بينما الدنيا هي مرحلة فانية وليست غاية الوجود.

وقال جمعة: "الحياة في الإسلام ليست مجرد الحياة الدنيوية التي يعيشها الإنسان على الأرض، بل هي رحلة تبدأ بالدنيا وتنتهي بالآخرة، حيث تكون الحياة الحقيقية والخلود الأبدي.

ولهذا فإن عقيدة المسلمين تقوم على الإيمان باليوم الآخر الذي يضمن للإنسان الخلود والنجاة، وهو ما يجعل الدنيا جزءًا مؤقتًا في هذه الرحلة".

 الحياة الدنيا في القرآن

وأضاف جمعة أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم عن الحياة الدنيا: "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت: 64)، مؤكدًا أن الدنيا هي مجرد مرحلة مؤقتة يجب على المسلم أن لا يعلق قلبه بها، بل أن يكون قلبه متعلقًا بالحياة الآخرة.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن من يحب الدنيا فقط ويتعلق بها يكون قد ضيع عليه فرصة الحياة الأبدية التي يعده الله بها، فقال تعالى: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 32). كما نبه إلى أن القرآن الكريم يحذر من أن الانغماس في الدنيا على حساب الآخرة هو نوع من الغفلة: "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" (الأنعام: 70).

لإسلام لا ينكر جمال الدنيا

وأكد  جمعة أن الإسلام لا ينكر جمال الدنيا أو ضروريات الحياة، بل يحث على الاستمتاع بما أباحه الله فيها من طيبات ورزق، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الآخرة. وقال: "لقد أمرنا أن نحب الحياة الدنيا ولكن من خلال النظر إليها كمرحلة تمهيدية لما هو أكبر وأبقى، وهو الحياة الآخرة. وفي هذا السياق، يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (الأعراف: 32)، إلى أن المؤمن هو الأحق بالتمتع بنعم الله في الدنيا، ولكن في إطارٍ من الوعي بأن هذه النعم هي زاد للآخرة".

وأشار إلى أن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو التوقف عند مفهوم "الدنيا" فقط، متجاهلين أن الحياة الحقيقية التي يحياها المؤمن هي حياة الآخرة، حيث تكون النعم دائمة لا تنقطع.

الحياة الدنيا ليست هدفًا

وفي ختام حديثه، قال الدكتور علي جمعة: "إن الحياة الدنيا ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق السعادة الأبدية في الآخرة. وقد فرق الإسلام بوضوح بين حب الحياة بشكل شامل وحب الدنيا التي تمتلئ بالشهوات الفانية. لذلك يجب على المسلم أن يعيش في الدنيا كما يعيش في مزرعة، يبذر فيها بذور الطاعات ليحصد ثمارها في دار الآخرة، حيث الحياة الحقيقية الأبدية".

وأضاف: "المؤمن يعيش بين الدنيا والآخرة، ولا يتخلى عن التمتع بنعم الله في الدنيا طالما أنها لا تلهيه عن الآخرة. ومن هنا يتضح الفرق الجوهري بين حب الحياة وحب الدنيا، فحب الحياة يشتمل على التوازن بين الدنيا والآخرة، بينما حب الدنيا وحدها هو الذي يوقع الإنسان في الغفلة ويبعده عن الهدف الأسمى الذي خلق من أجله".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحياة الدنيا جمعة علي جمعة الحياة الدنيا الحیاة الدنیا فی الدنیا حب الدنیا علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشيخ الشبل يوضح: هل النفقة على الأهل تُعد صدقة؟ .. فيديو

الرياض

أكّد الشيخ الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل، أن النفقة التي يبذلها المسلم على أهله من الزوجة والأبناء، بل وحتى الوالدين، تُعدّ من الصدقات إذا نوى بها وجه الله تعالى

واستدل بحديث النبي ﷺ:”إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة”، وهو حديث صحيح ورد في الصحيحين، ويُعد من الأحاديث الجامعة التي تدل على عظيم أجر الإنفاق على الأسرة.

وأوضح الشيخ الشبل أن النفقة تشمل الطعام والكساء والمسكن، وكل ما يلزم الحياة الكريمة، بشرط أن يكون ذلك بنية خالصة لوجه الله، دون رياء أو من، وكذلك باعتبارها صدقة وليست زكاة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/X2Twitter.com_ce33pgCc2bvoZRZh_720p.mp4

مقالات مشابهة

  • الحضور الجماهيري ولياقة اللاعبين.. إليك أبرز التحديات التي ستواجهها كأس العالم للأندية
  • الشيخ الشبل يوضح: هل النفقة على الأهل تُعد صدقة؟ .. فيديو
  • حكم الغش فى الامتحانات.. الأزهر للفتوى يوضح
  • علي جمعة: الحياء من أبرز الأخلاق الكريمة التي غرسها النبي في أصحابه وأمته
  • علي جمعة: إذا ذكرت ربك ذكرك في الملأ الأعلى
  • علي جمعة: لسانك مفتاح الجنة أو سبيل الهلكة
  • أحسن ذكر للتوفيق والتيسير في الحياة.. داوم عليه وسترى العجب
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: من علامات القبول الاستمرار في عمل الصالحات.. وبالرحمة تطيب الحياة وتصلح المجتمعات
  • الأمن العام يوضح دلالات صفارات الإنذار التي دوت صباحًا
  • لذّة الصلاة تبدأ من خارجها.. علي جمعة يوضح سر الخشوع ويُحذّر من تحوّل العبادة إلى عادة