بوابة الوفد:
2025-06-24@19:33:19 GMT

الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا.. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في حديثه عن الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هناك تباينًا جوهريًا بين مفهوم "حب الحياة" و"حب الدنيا"، موضحًا أن الحياة في المفهوم الإسلامي تشمل الدنيا والآخرة معًا، بينما الدنيا هي مرحلة فانية وليست غاية الوجود.

وقال جمعة: "الحياة في الإسلام ليست مجرد الحياة الدنيوية التي يعيشها الإنسان على الأرض، بل هي رحلة تبدأ بالدنيا وتنتهي بالآخرة، حيث تكون الحياة الحقيقية والخلود الأبدي.

ولهذا فإن عقيدة المسلمين تقوم على الإيمان باليوم الآخر الذي يضمن للإنسان الخلود والنجاة، وهو ما يجعل الدنيا جزءًا مؤقتًا في هذه الرحلة".

 الحياة الدنيا في القرآن

وأضاف جمعة أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم عن الحياة الدنيا: "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت: 64)، مؤكدًا أن الدنيا هي مجرد مرحلة مؤقتة يجب على المسلم أن لا يعلق قلبه بها، بل أن يكون قلبه متعلقًا بالحياة الآخرة.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن من يحب الدنيا فقط ويتعلق بها يكون قد ضيع عليه فرصة الحياة الأبدية التي يعده الله بها، فقال تعالى: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 32). كما نبه إلى أن القرآن الكريم يحذر من أن الانغماس في الدنيا على حساب الآخرة هو نوع من الغفلة: "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" (الأنعام: 70).

لإسلام لا ينكر جمال الدنيا

وأكد  جمعة أن الإسلام لا ينكر جمال الدنيا أو ضروريات الحياة، بل يحث على الاستمتاع بما أباحه الله فيها من طيبات ورزق، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الآخرة. وقال: "لقد أمرنا أن نحب الحياة الدنيا ولكن من خلال النظر إليها كمرحلة تمهيدية لما هو أكبر وأبقى، وهو الحياة الآخرة. وفي هذا السياق، يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (الأعراف: 32)، إلى أن المؤمن هو الأحق بالتمتع بنعم الله في الدنيا، ولكن في إطارٍ من الوعي بأن هذه النعم هي زاد للآخرة".

وأشار إلى أن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو التوقف عند مفهوم "الدنيا" فقط، متجاهلين أن الحياة الحقيقية التي يحياها المؤمن هي حياة الآخرة، حيث تكون النعم دائمة لا تنقطع.

الحياة الدنيا ليست هدفًا

وفي ختام حديثه، قال الدكتور علي جمعة: "إن الحياة الدنيا ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق السعادة الأبدية في الآخرة. وقد فرق الإسلام بوضوح بين حب الحياة بشكل شامل وحب الدنيا التي تمتلئ بالشهوات الفانية. لذلك يجب على المسلم أن يعيش في الدنيا كما يعيش في مزرعة، يبذر فيها بذور الطاعات ليحصد ثمارها في دار الآخرة، حيث الحياة الحقيقية الأبدية".

وأضاف: "المؤمن يعيش بين الدنيا والآخرة، ولا يتخلى عن التمتع بنعم الله في الدنيا طالما أنها لا تلهيه عن الآخرة. ومن هنا يتضح الفرق الجوهري بين حب الحياة وحب الدنيا، فحب الحياة يشتمل على التوازن بين الدنيا والآخرة، بينما حب الدنيا وحدها هو الذي يوقع الإنسان في الغفلة ويبعده عن الهدف الأسمى الذي خلق من أجله".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحياة الدنيا جمعة علي جمعة الحياة الدنيا الحیاة الدنیا فی الدنیا حب الدنیا علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل المسلم فى هذا الزمن المليء بالفتن؟ على جمعة يجيب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر منشور جديد على صفحته بـ"فيس بوك": "يا أيها المسلم، كن واعيًا في سعيك، وكن مؤمنًا في سيرك، واسأل الله أن يُلقي الثبات في قلبك، وأعطِ الناس حقوقهم كما أوصى رسول الله ﷺ، واسأل الله حقك، واسأله السلامة.

وتابع: “فنحن في فتنةٍ عمياءَ ظلماء، لا يُدرى بدايتها من نهايتها، لا يزال فيها الحليمُ حيرانًا، اختلطت فيها الأمور، وأُمِر فيها بالمنكر، ونُهي عن المعروف، وأُعجب كلُّ امرئٍ برأيه، وشاعت في الأرض قلة العلم، وقلة الديانة، وقلة الحياء؛ وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”.

هل ترك سجود السهو في الصلاة يُبطلها ؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز إعطاء الأبناء من زكاة المال؟ .. الإفتاء توضح الضوابط الشرعيةهل يجوز للمرأة تعليم الرجال تلاوة القرآن وعلومه؟.. الإفتاء تحسم الجدلزوجي يرى أن الاعتداء علي وترويع الأولاد جائز شرعا.. فهل هذا صحيح؟

وأشار إلى أن المؤمن اليوم غريب؛ قابضٌ على دينه كما يقبض على الجمر.

ماذا يفعل المسلم فى هذا الزمن المليء بالفتن؟

فما العمل؟ الصبر.

فما العمل؟ عليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة.

فما العمل؟ الفهم والوعي والسعي.

فما العمل؟ كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ؛ ارجع إليهما، واحتمِ بهما.

فما العمل؟ اللهُ وحده؛ اعلم أنه لا إله إلا الله، وأن الله عظيم.

واعلم أن الدعاء ليس من صفات الضعفاء؛ فإذا ضاقت بك الأرض بما رحبت، وعلمتَ أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فلُذْ به، يقف معك وينصرك.

وكن مخلصًا لله؛ فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى.

انخلع بكلك وجميعك — بقلبك، ونفسك، وروحك، وعقلك — من دائرة الكفر والفسوق والعصيان، وادخل دائرة الإيمان والتقوى والورع والرشاد والسداد؛ تفتح لك كنوز القرآن، وتُيسَّر لك أمور السنة، ويرضى الله عنك.

تمدّ يدك إلى السماء: "يا رب، يا رب"، فيستجيب لك.

ودعا فى نهايه منشوره وقال: “اللهم اجعلنا من عبادك المُخلِصين المُخلَصين، ونوِّر قلوبنا، يا رب العالمين”.

طباعة شارك علي جمعة الصبر الفتن زمن الفتن المسلم

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: ابدأ بنفسك دعوة للإصلاح في زمن الغربة على نهج رسول الله ﷺ
  • دعاء واحد يجمع لك خيري الدنيا والآخرة في العام الهجري الجديد 1447
  • أمين الفتوى يوضح الفرق بين الشرط والركن فى الصلاة
  • صفات ذميمة تحجبك عن الله.. علي جمعة يوضحها
  • «إن شاء الله الدنيا تتهد».. سلمى أبو ضيف تستعد للاحتفال بالعرض الخاص لفيلمها الجديد
  • «حساب المواطن» يوضح الفرق بين الأهلية والاستحقاق وشروط الحصول على الدعم
  • الفرق بين علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى .. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة يوضح علامات يوم القيامة الكبرى.. بدأت تقترب
  • ماذا يفعل المسلم فى هذا الزمن المليء بالفتن؟ على جمعة يجيب
  • استشاري يوضح أبرز الأساليب التي تساعد الأفراد على التكيف مع ضغوط العمل اليومية .. فيديو