إبراهيم عطا الله يكتب: "البوابة".. حيث بدأت رحلتي مع الصحافة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في يناير 2015، بدأت رحلتي مع جريدة "البوابة"، ولا يزال ذلك اليوم محفوراً في ذاكرتي.. كُنت أمام الأستاذ ناصر حجازي، مدير التحرير آنذاك، في مُقابلة حددت بشكل كبير مستقبلي الصحفي.. نظر إليَّ بابتسامة حاول من خلالها أن يطمئنني ويخفف من توتري، ثم سألني بنبرة هادئة: "عايز تشتغل في قسم إيه يا إبراهيم؟".
في تلك اللحظة، وجدت نفسي غارقاً في تساؤلات داخلية.. شغفي بالفن والموسيقى جعل قسم الفن يبدو خياراً مناسباً، في الوقت ذاته، حبي للشعر والكتابة الأدبية دفعني للتفكير في قسم الثقافة.. لكني أيضاً مشجع أهلاوي شرس، يتابع أخبار النادي بشغف كبير، فلماذا لا أتوجه لقسم الرياضة!!.
كل ذلك دار في ذهني في أقل من دقيقة، وبينما كنت أحاول موازنة كل هذه الخيارات لاحظت أن الأستاذ ناصر قد اتخذ القرار بالفعل قبل أن أنطق بأي كلمة: "إبراهيم.. أنت تروح قسم التحقيقات.. لازم تتمرمط شوية".
ذلك القرار، الذي بدا حينها غير متوقع، منحني فرصة لصقل مهاراتي و"شُرب الصحافة".. فالعمل في قسم التحقيقات لم يكن سهلاً أبداً، بل كان يعني مواجهة الميدان، البحث، التقصي، والغوص في أعماق القضايا التي تهم المجتمع.
وقعت في حب "شغلانة التحقيقات" منذ اللحظة الأولى، على يد رئيس القسم آنذاك، محمد عبداللطيف.. كان هذا الرجل صاحب الفضل الأكبر في ترسيخ أساسيات التحقيق الصحفي المُميز في عقلي.. علمني "كيف أبحث، وأتحقق، وأطرح الأسئلة" وهي الأسس التي تُشكل حجر الزاوية في كشف النقاب عن الحقيقة.
ومع مرور الوقت، دارت عجلة العمل، وظهرت تباعاً سلسلة من تحقيقاتي عبر صفحات "البوابة".. تحقيقات أعتبرها حتى اليوم محطات فارقة في مسيرتي المهنية، بعضها كان يسلط الضوء على ملفات فساد، وبعضها كان يتناول مشكلات تؤرق الشارع المصري، لكن القاسم المشترك بينها جميعاً كان واضحاً: "مصلحة الناس في قلب كل حرف وكلمة".
في يونيو 2021، جاءت نقطة تحول جديدة في مسيرتي مع "البوابة"، حينما كلفني الكاتب الصحفي الكبير، إسلام عفيفي برئاسة قسم التحقيقات، بناءً على قرار من الأستاذة داليا عبدالرحيم، رئيسة التحرير.
كانت تلك المسئولية محطة فارقة، إذ وضعتني أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على الإرث الذي صنعته "تحقيقات البوابة"، ودفع عجلة القسم إلى الأمام، رغم كل التحديات المادية التي يعاني منها أغلب الصحفيين.
رغم الظروف، حاولت جعل تحقيقات القسم تعكس نبض الشارع المصري، من خلال الإجابة عن الأسئلة المُلحة التي تشغل المواطنين يومياً.. أدرك تماماً أننا لم نحقق الكمال في كل مرة، لكن ما نفتخر به حقاً هو قدرتنا على تقديم مجموعة تحقيقات مُتميزة، وجدت صداها لدى القارئ، على مدار أكثر من ثلاث سنوات.
بالنسبة لي، كانت "البوابة" أكثر من مجرد مؤسسة إعلامية.. حقيقي، كانت بمثابة بيتي الصحفي الأول، والمكان الذي تعلمت فيه أصول الصحافة، وخضت فيه تجاربي الأولى في الميدان.. اليوم، ومع احتفالنا بمرور عشر سنوات على صدور العدد الأول، أجد نفسي ممتناً لكل لحظة قضيتها في هذا المكان.. بين أحلام تحققت، وطموحات ما زالت تتطلع إلى المزيد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوابة التحقيقات
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة الآن)
ومتحركات
الشهيد محمد يونس
الشهيد بحر
الشهيد مصطفى زيرو
متحرك كيكل
متحرك الفتح المبين
هذه يراها الناس تنطلق من وسط السودان.
ومتحركات لا يراها أحد.
ثم المجموعة الرهيبة… كتيبة الفتح المبين…
…..
والجيش يجد أنه يستحيل إخفاء شيء عن الأقمار،
والجيش يبتكر أسلوبًا لإخفاء خمس متحركات أخرى هي الآن هناك،
(ولا يمكن بالطبع الإشارة إلى أسلوب الإخفاء هذا، ولا ما تحته… لكنه يعمل بأزياء ليست معهودة).
…….
وإلى بارا وما حولها تندفع المجموعات هذه،
والعدو من فوق أسوار حمرة الشيخ،
وأم سيالة،
والقرفة،
وغابة خمجان،
ينظر…
ومن الغابات حول جبرة الشيخ شرقًا وغربًا،
ومخابرات الجيش تتلقى معلومات مذهلة،
وإلى درجة أن المخابرات تسأل الغواصات وتكرر:
“قلتوا في منطقة كذا… خمس عربات بس؟”
……
(2)
وإشارة تترجمها مخابراتنا، ومن الإشارات:
ما بين الصالحة ورهيد النوبة، الطريق تجعله رائحة الجثث شيئًا لا يُطاق…
وفي كل عدة أمتار جثث الجنوبيين… وأطفالهم… ونسائهم… ماتوا وهم يهربون من الموت.
(كانوا قد وصلوا وسط السودان والعاصمة للسكنى في البيوت التي طرد الدعم أهلها).
والأمتعة المنهوبة المبعثرة على الطريق – الأمتعة المنهوبة – منثورة على مئات الأميال:
ثلاجات… مكيفات… سراير… سخانات… تلفزيونات و…
وعربات مهجورة بعد نفاد الوقود منها،
والقرى حول الطريق رحلت حتى لا ينهب الدعم والجنوبيون طعامها، فالجوع يقتل الهاربين هؤلاء.
ومكتب مخابرات الجيش يجد أن مخطط قطع الطريق – طريق الإمداد من دار حمر وسودري وغيرها – ينجح،
وبارا تهرب. وتبقى خالية، لا قبضة ذرة في بيوتها ولا ماعز،
ويجدون أن أسلوب الدعم المجنون في التعامل مع المواطنين يجعل بعض المواطنين مستعدين للقتال،
مثل الكبابيش.
والأسبوع هذا، تحالف الكرامة (تحالف مائة عمدة) ضد الدعم يقطع الطريق، ويقطع الأمل.
وفي الطريق، القرى التي تهرب من الدعم تلجأ إلى الجيش.
……..
(3)
الصورة الجامدة على الخارطة هي هذه،
والصورة المقاتلة على الأرض آخرها كان هو هجوم بابنوسة… وهجوم الفاشر… وغرب الأبيض.
وبابنوسة تهاجم من خمس محاور،
والطحن الذي يلقاه المهاجمون يجعل بعض المواقع تزعم أن قتلى الجنجويد بلغوا ألف قتيل… والرقم هذا لا يأخذ به أحد،
لكن ما حدث هو أن (الهروب) الجازع كان أكثر تدميرًا للعدو من القتل.
ويبقى أن المتحركات الأربعة المجهولة،
والطائرات المجهولة التي تقصف المثلث،
هي ما سوف يطفو خبره على الأخبار قريبًا،
خصوصًا أن الإمارات (بقت مشغولة في رقبتها).