تفاصيل احتفالية محمد الفيتوري.. شاعر إفريقيا والعروبة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
نظم منتدى إفريقيا برئاسة الكاتب الصحفي خالد محمود، بالتعاون مع اتحاد الفنانيين السودانيين احتفالية فنية ونقاشية للاحتفاء بذكرى الشاعر محمد الفيتوري. حيث يعد الفيتوري من الشخصيات العظيمة التي قدمت ثقافة خاصة للسودان ولعموم إفريقيا.
ورحب الكاتب الصحفي خالد محمود، ممثلا لمنتدى إفريقيا بالحاضرين، وعبر عن ساعدته بعمل هذه الأمسية بالشراكة مع اتحاد تجمع الفنانيين السودانيين مع المنتدي، فالمنتدى قائم على إيجاد أو رعاية حالة ثقافية وفكرية مشتركة وإيجابية وتضامنية مع مثقفي الشعوب الأفريقية.
وقال خالد محمود في كلمته، نحن نحاول أن نفعل بالثقافة ما فشلت أن تفعله السياسة، ونحاول أن نقدم قراءات مشتركة في الأدب والتاريخ والفن بين مثقفينا في مصر وفي إفريقيا، خاصة بيننا وبين الأشقاء السودانيين.
وذكر محمود أن منتدى إفريقيا سبق وأن أقام عددا من الفعاليات، حيث أقمنا ليلة عن السينما السودانية وليلة أيضا عن شهادات المرأة السودانية في الحرب، كما أقمنا ليلة على التعتيم الصحفي لمأساة الحرب في السودان.
وأضاف خالد محمود رئيس منتدى إفريقيا، أن المنتدى يخطط لأقامة ليلة شعرية كبري عن شعراء العامية في مصر والسودان من خلال الشاعرين الكبيرين المصري عبد الرحمن الأبنودي والسوداني محجوب شريف، ونطمح بأن يستمر التعاون بيننا وهذا مبتغانا.
وتابع، أن منتدى إفريقيا يتشرف بالاحتفاء بالفيتوري ابن الجينية الدارفوري الليبي المصري الاسكندراني المغربي ليس فقط بأنه شاعر إفريقي ولكن لأنه الشاعر صاحب الهوية المنفتحة على الشعوب فهو الشاعر الإفريقي البيروتي الشاعر الدمشقي، ورغم إفريقيته، إلا أنه شاعر العرب والثقافة العربية، وهو شاعر إفريقيا والثقافة الإفريقية، ولكن عنده سمة انفتاح نادرا ما نلقاها عند غيره فهو رمزا لإفريقيا والوطن العربي معا.
ووصف خالد محمود الفيتوري، بأنه شاعر الثورة والحرية في كل مكان فكان ضد الرق، كتب عن التحرر وناهض الاستعمار، ونعتبره شاعر القضية الفلسطينية، وكانت جميع أشعاره تحمل روح الثورة.
وأوضح خالد أن الفيتوري أول من تحدث عن الزنجية بقوله: زنجي أنا وأمي زنجية، لأول مرة، وهذه العبارة تكتسب من التحدي والرقي والتحدي ومنازلة العالم وقصد بذلك أن يعبر عن كل أفريقيا في شعره.
قدم فقرات الاحتفالية الإذاعي السوداني طارق كابلو الذي قال، إن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري كثيرون قد اطلعوا على أعماله، وربما سمعوا مغناه، وربما احتفظوا بالكثير من المخطوطات والدواوين التي ضمت كلماته وأشعاره، هذه الليلة بعنوان «الدوريش المتجول.. قراءة في تجربة الشاعر محمد مفتاح الفيتوري».
كلمة الاتحادثم تلى ذلك كلمة اتحاد تجمع الفنانيين السودانيين التي قدمها زهير عبد الكريم الأمين العام للاتحاد وقال "ونحن في حضرة قامة من قامات بلادي جيث إن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري يعد رمزا لكثير من المعاني الإنسانية والحياتية، نحن سعداء باتحاد تجمع الفنانيين السودانين التابع لاتحاد الفنانين العرب بأن نرثو ونحتفي في ذات الوقت بهذه القامة العظيمة بتواجد متنوع مصري سوداني لما تركه الفيتوري للوطن العربي والأفريقي من كثير من المعاني الجيدة بقيمة الحياة وشأن الفنان ورسالته السامية.
وأشار عبد الكريم إلي سعادته بأن يكون بيننا عدد كبير من القامات المصرية والسودانية وهم يحاورن ويتحاورون في هذا الفنان العظيم الشاعر والمفكر والأديب الجليل، هذا الاسم العظيم حاول دائما أن يتجاوز جغرافية المكان والزمان وأن يعيش وحتى وإن رحل جسدا بل سيظل حيا بإبداعاته ومساهماته الفكرية.
كما عبر عبد الكريم أيضا عن سعادته بأن الاتحاد يدخل في أول شراكة مبادرة مع منتدى إفريقيا وأبدى الاستعداد للمزيد من الشراكة مع المؤسسات المصرية الفنية والثقافية ذات الصلة كل ما هو من شأنه أن الفنون الإبداعية والإنسانية.
تم خلال الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي قصير شمل مادة توثيقية تتناول حياة الفيتوري منذ ميلاده في مدنية الجنينة عام 1936م وحتي وفاته في 2015م بالمغرب، تخللتها قراءت بصوته ومقتطفات عن حياته، المادة التوثيقية من اخراج عبادي محجوب وإعداد عبد المنعم الكتيابي وعلقت عليها المذيعة ميادة هباش ومونتاج محمد عليش.
وخلال الفقرة الثانية من الاحتفالية أدار الشاعر الصحفي علي سعيد ندوة جلسة نقاش حول شعر الفيتوري، حيث قال نجتمع اليوم في هذا اللقاء المميز تحت سقف الإبداع وفي ضيافة اتحاد الفنانين السودانيين، لنستحضر معا عوالم شاعر فد مزج بين الإنسانية والقومية، وبين معاناة الفرد وأحلام الجماعة، أنه الشاعر الكبير محمد فيتوري صوت أفريقيا الصارخ، ورائد الشعر الحر الذي نسج بالكلمات ملاحم تتجاوز حدود الزمان والمكان.
وأشار سعيد إلي أن الفيتوري ولد ونشأ بين ثقافتين، عربية وإفريقية، ليصبح صوته الشعري تجسيدا لهذه الثنائية، حيث تغنى بالآلام القارة السمراء، وصاغ رؤى ثورية تنشد الحرية والتحرر من أغلال الاستعمار والاضطهاد، يقول في إحدى قصائده:
أنا زنجي
قلها لا تجين
قلها في وجه البشرية
أنا أسود.. أنا أسود
لكني حر
أمتلك الحرية
كما ألقى سعيد أبياتا من قصيدته «وصية الشاعر القديم» التي حملت في طياتها معاني التمرد والحكمة الممتزجة بالسخرية من السلطة والتاريخ الإنساني المتكرر في ظلم الطغاة.
وأوضح سعيد أن الفيتوري لم يكن شاعرا للثورة فحسب، بل كان شاعرا للإنسانية يبحث عن العدالة ويغني للحب وللحياة وللكرامة، حيث رأس في الشعر رسالة تنويرية تتجاوز الشكل الفني إلي الفعل المقاوم والوعي الجمعي.
وقال سعيد بعد مرور عقود علي إرثه الشعري تبرز اليوم تساؤلات مهمة، وهي كيف نقرأ شعر الفيتوري في سياق قضايا العدالة الاجتماعية والهوية في عالمنا المعاصر؟
هل ما تزال كلماته تحمل الزخم الثوري ذاته، أم أن العالم تغير بما يجعلنا نعيد تأويل إرثه؟
وكيف يمكننا استخدام أدبه لتقريب الثقافات وتجاوز الحدود؟.
وختم سعيد قائلا: دعونا نتأمل هذه الأسألة، سويا ونفتح النقاش والتفكير في عظمة هذا الشاعر الذي لم يكن يوما مجرد شاعر، بل كان ضميرا متحركا يعبر عن احلام أمة وأحلام قارة كاملة بل الإنسانية جمعاء.
وابتدأ النقاش الناقد الدكتور صلاح السروي، والذي أوضح أن شعر الفيتوري اتسم بالثورية رغم أنه عاش في العالم العربي لكنه كان يحمل هم أفريقيا وكان مختلفاً عن جيله، وصادف ميلاد أول ديوان له الثورة المصرية عام 1954م، والديوان صدر في 55، وهو من رواد مدرسة التجديد في الشعر الحر، حيث انتقل من الشعر التقليدي الذي يلتزم بالتفعيلة والقافية إلى الشعر الحر، كما أنه انتقل به من مرحلة الرومانسية إلى الثورية، فجميع قصائده كانت قضايا ذات مدلول، وكان التركيز على مضمون القصيدة وليس جمال الجرس الموسيقي للقافية الشعرية كما كان يفعل الشعراء قبل ذلك، لذا كانت القصيدة مضمون ثوري وقضية ذات أبعاد مختلفة.
وأضاف السرور، أن شعر الفيتوري حمل مضامين الغربة بين كلماته رغم أنه نشأة في القاهرة ودرس في كلية دار العلوم، والتجانس الذي وجده إلا انه كان يحمل غربة عن الوطن داخله، تحسها من خلال أشعاره، وازادت تلك الغربة بعد أن أقدم الرئيس جعفر نميري بسحب الجنسية السودانية منه، كانت هناك لمسة حزن وغصة تحسها بين كلمات قصائده.
وقال، إن الفيتوري عاش ثائراً ومات ثائراً وهو رمز من رموز الشعر العربي الإفريقي وأحد ركائز الثورات العربية.
وتناول الدكتور عادل حربي الجانب المسرحي في شعر الفيتوري حيث أشار إلى أن مسرحية «سولارا» والتي أبدع فيها الشاعر حيث نقل المسرح من المسرح الشعري إلى الشعر المسرحي، وهو بذلك أسس لضرب جديد في كتابة المسرح تبعه بعد ذلك الراحل هاشم صديق في مسرحية نبتا حبيبتي، وتعتبر مسرحية سولار نموذجا للمسرح الغنائي بأمتياز، فهي مسرحية ذات مدلول أجتماعي وسياسي دافعت عن المستضعفين في ذلك الوقت، أستفاد الفيتوري من البناء الدرامي في شرح القضية، باستخدام أسلوب مسرحي بديع، وهو أحد رواد المسرح الشعري.
خلال الندوة قدمت نماذج شعرية لقصائد الفتيوري قدمها رحاب إبراهيم، ووليد الخولي، وعبد المنعم الكتيابي، و طارق كبلو.
تكريم مستحقوفي نهاية الاحتفالية قدم منظموالاحتفالية درعا تكريميا لابنة الشاعر الكبير سولارا محمد مفتاح الفيتوري، والتي شكرت الحضور على هذه الندوات لإحياء ذكرى والدها، وتمنت أن تشمل الندوات جميع المبدعين السودانيين، بعدها قدم الفنان هاشم كمال فقرة غنائية من أشعار الفتيتوري أفاضت روحا من البهجة والشجن بين الحاضرين.
اقرأ أيضاًبإقبال كبير.. مسرح السامر يشهد احتفالية «الثقافة» بتسعينية فيروز (صور)
5 بنوك تكشف عن خدماتها المجانية بمناسبة احتفالية ذوي الهمم
«آنكر إنوفيشنز» تنظم احتفالية ضخمة بالمتحف المصري الكبير
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السينما السودانية منتدى إفریقیا الشاعر محمد خالد محمود
إقرأ أيضاً:
مأمون النطاح وصالح الشادي يقدمان أمسية شعرية في مهرجان جرش
صراحة نيوز – أشعل الشاعران مأمون النطاح من العراق وصالح الشادي من السعودية مشاعر جمهور مهرجان جرش في أمسية شعرية مميزة، نظمت مساء الخميس في قاعة عقل بلتاجي ضمن فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين، بحضور الأمين العام لوزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة.
وقدّم الأمسية الشاعر الأردني ماجد زريقات، مرحّبًا بالحضور ومعرّفًا بالشعراء المشاركين، وافتتح الليلة بإلقاء قصيدتين من شعره الوطني هما: “هدبتلي الشماخ الأحمر” و”يا جايب الخير”، اللتان عبّرتا عن الاعتزاز بالوطن والانتماء له.
مأمون النطاح: وفاء للأردن وحنين للعراق
الشاعر العراقي مأمون النطاح، الذي استذكر أولى مشاركاته في الأردن عام 2012، عبّر عن شكره لإدارة المهرجان وكرم الضيافة، وألقى مجموعة من القصائد باللهجة البدوية، منها: “بيت ولمنا” التي مدح فيها الأردن، و”الهامة إلنا” عن بلده العراق، و”اللي انطاك” ذات الطابع الحكَمي، و”ذكرتك”، و”الله خالقها كلها عناد” التي جمعت بين الفصحى والعامية، بالإضافة إلى “اشتري الغالي”، و”الهيبة”، و”تدعي وصل”، و”فارس”، و”حظ الردي”، و”أنت من كل عقلك”، و”شايف حالك علي”، و”علمتني شموخ” التي اختتم بها مشاركته موجّهًا تحية لعراقه.
صالح الشادي: حضور شعري ووجداني
أما الشاعر السعودي الدكتور صالح الشادي، فقد قدّم قصائد غلب عليها الطابع الوجداني والتأملي، منها: “بين العين” بمناسبة زفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين، و”دقايق صمت”، و”يا بنيتي” التي كتبها لابنته منذ ثلاثين عامًا، و”شاعر”، و”يوم ضاقت”، و”قدم” التي نظمها في مكة في شبابه، و”من تجين”، واختتم مشاركته بقصيدتي “الأخيرة” و”مرحباً”.
وفي ختام الأمسية، كرّم الدكتور نضال العياصرة الشعراء المشاركين، بحضور السفير العراقي في عمّان عمر البرزنجي، وممثل السفارة السعودية عصام شرف.