بيت العائلة المصرية من أهم المؤسسات التى أدت دوراً محورياً خلال السنوات الماضية فى بناء الإنسان المصرى وتحقيق أساس المواطنة بين المصريين. ولا شك فى أن المؤسسات الدينية لها دور مؤثر فى بناء الإنسان ودعم الاستقرار.

وعن المشاركة فى المبادرة الرئاسية، فيعمل «بيت العائلة» على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف فئات المجتمع، وتكريس قيم المواطنة والتسامح، والمساهمة فى بناء الإنسان المصرى على أسس من الاحترام المتبادل والعيش المشترك.

وقال د. محمد أبوزيد الأمير، منسق عام بيت العائلة المصرية: «نقوم بدور كبير فى دعم سبل المواطنة وتعزيزها، لتأكيد حقيقة واحدة هى أن المسلمين والمسيحيين فى مصر شعب واحد يعيش على أرض واحدة، كل منا يحترم عقيدة الآخر ولا يتدخل فى شئون الآخر»، مضيفاً: «مصر ضربت النموذج الأمثل فى تحقيق معنى المواطنة، والأسرة هى اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، الذى يتكون من مجموعة أسر يرتبط بعضها ببعض».

وأوضح «أبوزيد» أن بيت العائلة المصرية أدى دوراً محورياً فى دعم التعايش السلمى بين مختلف طوائف المجتمع المصرى، إذ يعمل على ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية وتطوير الشعور بالانتماء إلى الوطن بعيداً عن التفرقة الدينية، ويعتبر هذا الأمر جزءاً أساسياً من عملية بناء الإنسان، حيث يسهم فى خلق أجيال واعية بالقيم الإنسانية والتعددية، ومدركة لأهمية التعاون من أجل المصلحة العامة. وأضاف: «إلى جانب الترويج لقيم التسامح، يركز بيت العائلة المصرية على ترسيخ مبادئ التعليم والتثقيف الاجتماعى. من خلال البرامج والندوات التوعوية التى ينظمها فى المدارس والجامعات، كما يسعى إلى نشر قيم العيش المشترك وقبول الآخر، مما ينعكس بشكل إيجابى على سلوك الشباب ويسهم فى تقليل التوترات الطائفية. كما تعمل المؤسسة على معالجة المشكلات الاجتماعية التى قد تؤدى إلى التطرف أو التعصب الدينى، مما يعزز مناعة المجتمع ضد الأفكار الهدامة ويقوى دعائم الوحدة الوطنية».

وقال «أبوزيد»: «عملت المؤسسة على تقديم مبادرات للتصالح بين الأطراف المختلفة فى العديد من القضايا الطائفية التى شهدتها البلاد، ونجحت فى حل الكثير من هذه النزاعات من خلال الحوار والتفاهم، مما أسهم فى استقرار الأوضاع وتقليل الاحتقان الطائفى، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات للحوار المجتمعى، فقد بادر بيت العائلة بتنظيم العديد من الندوات التى تهدف إلى تعزيز الحوار المجتمعى بين المصريين من مختلف الأديان، ساهمت هذه المبادرات فى بناء جسور الثقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، وساعدت على تكريس ثقافة الحوار بدلاً من العنف».

وقال المطران الدكتور منير حنا أنيس، رئيس الأساقفة الشرفى لإقليم الكنيسة الأسقفية بالإسكندرية، لـ«الوطن»، إن مهمة بناء الإنسان تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، فالأسرة تحتضن الطفل وتسهم فى نموه الجسدى والنفسى والاجتماعى، والمدرسة والجامعة تسهمان فى البناء الفكرى والثقافى والاجتماعى للطلاب، أما المجتمع فيؤدى دوراً فى تشكيل أفراده من جميع النواحى الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.

وأضاف: «المجتمع المتماسك والمحافظ على القيم الأخلاقية والدينية يسهم بطريقة إيجابية فى بناء الإنسان. ولأن مجتمعنا المصرى هو مجتمع متدين بصورة كبيرة، فإن المؤسسات الدينية تؤدى دوراً محورياً فى المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان المصرى، ودور الأزهر الشريف والكنائس المصرية فى غاية الأهمية فى بناء الإنسان والمجتمع».

وتابع: «الكنيسة دعمت بيت العائلة بعدة مشروعات، من بينها مبادرة «معاً من أجل مصر» التى أسهمت فى تدريب مائة إمام مسجد ومائة قسيس من الطوائف المسيحية فى مصر، وشمل التدريب كيفية العمل المجتمعى المشترك وأهمية الخطاب الدينى الذى يتسم بالسماحة وقبول الآخر، وأسهمت هذه المبادرة فى دعم الوحدة الوطنية والتناغم الطائفى، كما أدى التعاون بين الأئمة والقساوسة إلى نبذ التعصب والتطرف فى المدن والقرى التى جاءوا منها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المؤسسات الدينية بناء الإنسان الكنائس الأزهر الأوقاف بیت العائلة المصریة فى بناء الإنسان الوحدة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم

We (Sudanese) matter!

نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم

بكري الجاك

فى كثير من اللقاءات التى تجمعني مع العديد من بنات و أبناء بلادنا اتضح لي اننا كسودانيين فى اغلب الاحوال لا نتفق فى تعريف طبيعة حرب ١٥ أبريل كما و ايضا لا نتفق فى تحديد المسؤولية لما حاق ببلادنا من جراء هذه الحرب بحكم التباين فى تعربف طبيعة و جذور الحرب، و مع الاخذ فى الاعتبار حجم التضليل و آلة الدعاية المستخدمة فى الحرب وفى توظيف ما تفعله الحرب من تفعيل لغريزة الخوف و البقاء و من ثم إرجاع الناس الى انتماءاتهم الأولية من قبيلة و عقيدة، و مع الاخذ فى الاعتبار حقيقة ان الناس فى بلاد السودان ظلوا يتموضعون فى الموقف من الحرب و أطرافها وفق عدة عوامل اهمها ١) الموقع الاجتماعي( الاثنية و الجغرافية و الطبقة) و ٢) المصلحة المباشرة و ٣) تصورات من المتسبب فى الاذي و اخيرا الفكر و التجارب الحياتية بالاضافة الى عوامل اخري يصعب حصرها.

 

الا ان الحقيقة التى نتفق حولها جلنا كسودانيين فى ظنى ان العالم بكل تنوعه (الافريقي و العربي و الاسيوي و الأوروبي و الأمريكي) لا يبدو انه يكترث البتة لنا و لما حل بنا و لكارثتنا الإنسانية الأكبر فى العالم و للحرب الضروس التى قبل ان تدمر كل ماهو مادي فقد دمرت فكرة الوطن و الانتماء و المواطنة و الشعور بالفخر بأن يكون الفرد منا جزءا من كل و ها قد تفرق هذا الكل الي جماعات كعقد السكسك الذي انفرط و اصبح الاتفاق على بديهيات أمر عسير و يتطلب ورشة و مؤتمر.

 

الحقيقة الموضوعية بعيدا عن ما هو مادي من جغرافيا ان السودان بلد يربط شرق القارة بوسطها و غربها و شمالها بجنوبها و بعيدا عن قيمة المادي من ثروات من ذهب و يورانيوم و ثروة حيوانية و اراضي و موارد مائية و شواطي و غيرها من فرص للتبادل بين الشعوب، فعلي المستوي المعنوي، و فى ظني ان لا قيمة لما هو مادي ما لم يجد صيغة للتعبير عنه في صيغة ما هو معنوي، و للترجمة لا قيمة للثروات و المال ما لم يتم اعطاء معني للثروة و قيمة لها فى المخيلة الاجتماعية للمجموع البشري السائد فى ظرف ما فى مكان ما، و افضل مثال هو الذهب ذلك الشيء الأصفر القبيح شكلا فما هي قيمة الذهب سوي تصورات البشر التاريخية عن انه مخزون مادي للقيمة و الذي حلت محله النقود لاحقا و الأصول القابلة للتسييل من عقارات و اراضي و اسهم لاحقا. و هل سيكون للذهب قيمة اذا كان الانسان يواجه العطش فى الصحراء و لا يوجد مشتري او سوق بعرض و طلب او ان كان الانسان فى جب بئر و يبحث عن النجاة؟

 

نحن لنا قيمة معنوية فوق ارثنا المادي كشعوب فنحن وحدنا من يستطيع ان يمشي فى شرق أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا ( وربما غيرنا) من نستطيع ان نذهب الي شمال أفريقيا و لا نشعر بأننا غرباء و نحن وحدنا من يتجول فى منطقة السهل و لا احد يسألنا عن من نكون و نحن من يستطيع ان نطبخ اللحوم بكافة انواعها من سلات فى شرقنا الحبيب الى كمونية دارفور ( ناس الوسط كمونية دارفور دي ما الكمونية البتعرفوها) بأكثر من ٤٠ طريقة كل له مذاق و شكل و لون و طعم.

 

و بخلاف قيمتنا و تقديرنا لذواتنا و هنا اعني ourself esteem و هى اقل درجات تقدير الانسان لذاته نحن صرة هذه القارة و حبلها السري، بلا ادني شك، اذا ما تدبرنا حالنا و رأينا انفسنا فى مراة الوجود، و لعل ما نجده من تعاطف و نظرة انكسار و حسرة للتعبير عن الاسي و الاسف من جل شعوب القارة حينما نمر بمطاراتهم و حينما نلتقي مثقفيهم و صناع الراي عندهم لما حل بنا لهو محل تقدير لنا و لتصورات هذه الشعوب عن من نكون و كيف يمكن ان نتصور مستقبلنا كأمة و كشعوب.

 

و لكن نظل نحن السودانيين و السودان كموطن و أرض و كثقافات و كجعرافيا و كمعبر و رابط لهذه القارة أناس لنا ما نقدمه للبشرية اكثر من الكوارث و الخراب و كل ما نرجوه من العالم (قريبه و بعيده) ان يقف معنا فى محنتنا التى من صنع ايدينا، و للأمانة هي من صنع اقلية منا قد لا تتجاوز اصابع الايدي و الارجل و لكنها طبيعة البشر و صيرورة الاشياء ان يمضي الحمقي فى تصوير جنونهم على انه محفل وطني و بكل اسف تتبعهم مالات الشعوب، و بكل تأكيد سوف لن يعدم الحمقي لفيفا من حارقي البخور و صانعي الاهازيج لتصوير ان خيارات الحمقي هى من لب مصالح الشعوب و عقيدتها و كينونتها و كهذا تعيد دوامة الجهل و العنف اعادة إنتاج تاريخ البشرية و نحن لسنا استثناء يا رفاق..

 

هذه مجرد ملاحظات من مئات اللقاءات و التقاطعات حول طريقة تعامل فاعلين سياسيين و اجتماعيبن و صناع رأي و اناس عاديين حين يسمعون عن ما يحدث فى بلاد السودان من خراب و موت جلهم لا يجد تقسير منطقي له فى جوهره و لمالاته و لصيرورته و انعكاس ذاك على أهلنا و ناسنا من غمار الناس الذين لا حيلة لهم و لا مأوي..

 

بكري الجاك

 

من مكان ما فوق الاطلنطي

١٢ الي ١٣ يونيو ٢٠٣٥

الوسومالسودانيين تحديد المسؤولية حرب 15 أبريل د. بكري الجاك قيمة و فائدة لهذا العالم

مقالات مشابهة

  • تدشين حلقات العمل لتحليل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • تحرير 146 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق
  • «الإصلاح والنهضة» ينظم صالونًا سياسيًا حول المستهدفات الحزبية في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • النيابة العامة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية نبت
  • في ذكرى ميلاد “قطة الشاشة” زبيدة ثروت.. أميرة الرومانسية التي أحبها عبد الحليم ورفضتها العائلة (تقرير)
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تعزز التعاون مع شرطة أبوظبي
  • نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
  • تحرير 137 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق
  • الخارجية تُدين العدوان الصهيوني على إيران وتؤكد على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تحمل «داخلية الدبيبة» مسؤولية الانتهاكات التي ارتكبها «العمو»