وقد هبطت مروحيات على سطح البرلمان بعد إعلان الرئيس سوك يول فرض الأحكام العرفية، قبل أن يتجمع متظاهرون أمام مبنى البرلمان وهتفوا بـ"سحب الأحكام العرفية الطارئة"، في حين طالب آخرون باعتقال الرئيس.

وتقدم الحزب المعارض الرئيسي في سول بطلب لعزل الرئيس، وذلك من خلال دعوى قضائية ضده وعدد من كبار معاونيه الأمنيين بتهمة "التمرد"، وانضم مشرعون آخرون إليهم وأعلنوا العمل على عزل الرئيس عبر محاكمته برلمانيا.

ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد فحسب، بل صوّت برلمان كوريا الجنوبية لصالح إلغاء الأحكام العرفية وأقر قانونا يدعو إلى رفعها، وقال رئيس البرلمان إن إعلان الأحكام العرفية باطل.

وبينما قال الجيش الكوري الجنوبي إنه سيبقي على الأحكام العرفية "إلى أن يرفعها الرئيس"، قرر يون سوك يول التراجع عن خطوته ورفع الأحكام العرفية في عموم البلاد بعد ساعات قليلة فقط من فرضها.

وتمنح الأحكام العرفية سلطة الحكم المؤقت للجهات العسكرية خلال حالات الطوارئ، عندما تُصبح السلطة المدنية غير قادرة على العمل، علما أن آخر مرة أُعلنت فيها الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية تعود إلى عام 1979.

تهويل وتهوين

واستحوذت الأزمة السياسية المفاجئة في كوريا الجنوبية على اهتمام نشطاء منصات التواصل الاجتماعي، ورصد برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2024/12/4) بعضا من التعليقات والآراء.

إعلان

فعلقت سيفين قائلة "شوفوا كيف رئيس دولة مستقرة صناعية صعدت للقمة بشق الأنفس ونفضت غبار سنوات من الجوع والكساد بشخطة قلم وبيان آخر الليل يرعب شعبه ويقلق العالم ويدمر أسواق بلاده المالية".

ويعتقد سعيد أن ما يحدث في سول يندرج في إطار صراع دولي، إذ قال "بالمختصر لا يوجد شيء اسمه ديمقراطية في العالم، الكل يخضع لصراع القوى الكبرى.. أزمة كوريا الجنوبية نموذجا".

وحاول أحمد التقليل من التحليلات التي توقعت مستقبلا سوداويا لكوريا الجنوبية، وقال موضحا "هذه الأزمة منذ فترة طويلة واليوم ازدادت حدة، لا يعني أنها أزمة فناء وهلاك لكوريا بل يجب مراقبة تطوراتها وتأثيرها على العالم".

وترى مايا في تغريدتها أن "الديمقراطية في كوريا الجنوبية هشة جدا، ولها تاريخ طويل مع الفساد.. الكوريون لم يتخطوا انتفاضة الثمانينيات ولا يريدون تكرارها بأي شكل من الأشكال".

ولا تزال أحداث مايو/أيار 1980 عالقة في ذاكرة الكوريين، حين نزل متظاهرون مطالبون بالديمقراطية إلى شوارع غوانغجو في جنوب غرب البلاد.

وجاءت الاحتجاجات رفضا لقانون الأحكام العرفية الذي أعلنه الدكتاتور شون دو-هوان، حيث قتل مئات الأشخاص خلال 10 أيام قمع خلالها الجيش المتظاهرين.

4/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

ناشطون: المساعدات المفاجئة لغزة محاولة لتجميل صورة إسرائيل تحت غطاء إنساني

أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "ممرات إنسانية" ووقف مؤقت لإطلاق النار في مناطق محددة بقطاع غزة جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من التماهي مع ما وصفه نشطاء بـ"اللعبة السياسية القذرة" لتجميل صورة الاحتلال وتنفيس الضغط الدولي المتزايد بسبب المجاعة المتفشية.

وبدأت شاحنات مساعدات إنسانية بالتحرك من مصر نحو قطاع غزة صباح اليوم الأحد، وفق ما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية"، وذلك في ظل تزايد الضغوط الدولية والتحذيرات المتصاعدة من منظمات إغاثة من تفشي المجاعة في القطاع المحاصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن وقف مؤقت للعمليات العسكرية في 3 مناطق محددة بقطاع غزة: المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وذلك يوميا من الساعة العاشرة صباحا إلى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، وحتى إشعار آخر.

كما أشار إلى أن "المسارات الآمنة" ستُفعّل يوميا من الساعة السادسة صباحا حتى الـ11 ليلا.

لكن هذه الإجراءات قوبلت بتشكيك واسع من قبل النشطاء والمغردين، الذين اعتبروا أن الخطوة لا تنبع من أي مراجعة أخلاقية أو إنسانية، بل جاءت نتيجة لضغوط أميركية غير مسبوقة، وتراكم الإدانات الدولية في تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، التي بدأت تتحدث بصراحة عن استخدام المجاعة كأداة حرب وانتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.

???? لم يكن مفاجئًا ما يحدث..

1️⃣ ما نراه اليوم هو محاولة صهيونية يائسة، بدعم منظومة دولية أكثر إجرامًا، لترميم صورة "إسرائيل" المتهاوية بعد أن انقلب عليها الرأي العام العالمي.

2️⃣ ما يجري ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة مئات الشهداء جوعًا وقتلًا، وصبر بطون خاوية، وثبات مقاومة عظيمة واجهت… pic.twitter.com/UbmLYaDT9h

— أدهم إبراهيم #غزة ???????? (@AdhamIbrahimPal) July 27, 2025

وأشار مغردون إلى أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الخطوة تحسين صورته المشوهة، عبر الترويج لإنزال جوي للمساعدات وحديث عن دخول مئات الشاحنات من معبر العريش المصري، ووقف مؤقت لإطلاق النار دون أن يمس ذلك جوهر سياسة العقاب الجماعي أو يضع حدا لحالة الإبادة المتواصلة.

إعلان

ورأى آخرون أن إدخال المساعدات لا يعدو كونه محاولة لامتصاص غضب الرأي العام العالمي وتهدئته مؤقتا، تمهيدا لاستئناف الحرب بوتيرة أشد.

وأشاروا إلى أن صور الأطفال الهزلى، والعائلات التي تبحث عن الطعام بين النفايات، والتي تسربت مؤخرا، شكّلت صدمة حتى في أكثر الدوائر الغربية دعما لإسرائيل، مما استدعى هذه المناورة الإعلامية والسياسية.

لا شيء يحدث صدفة.

في الأيام الأخيرة، ورغم المجاعة الكارثية، رفضت الأمم المتحدة توزيع المساعدات على نطاق واسع دون تأمين طرق الشاحنات وضمان سلامة عملية النقل والتوزيع. بعد فشل محاولات توزيع المساعدات عبر المرتزقة الأميركيين، كما طالبت “إسرائيل” بعض الدول العربية بتنفيذ إنزالات… pic.twitter.com/GtO7H0tYAR

— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 27, 2025

وأكد النشطاء أن ما جرى لا يمثل تحولا إنسانيا، بل هو مجرد "إدارة للأزمة"، مشددين على أن فتح المعابر جزئيا، وتوزيع المساعدات وسط الدمار دون خطة متكاملة لوقف العدوان أو رفع الحصار، لا يعالج المأساة بل يطيل أمدها.

كما لفتوا إلى أن المساعدات لا تزال محدودة كما ونوعا، والمسارات المعلنة ليست آمنة بما يكفي، في حين يبقى القرار الإسرائيلي هشا، قابلا للتراجع في أية لحظة تبعا لحسابات الميدان أو التقلبات السياسية داخل تل أبيب.

واعتبر مغردون أن الرسالة التي تحاول إسرائيل إيصالها للعالم ليست رسالة رحمة أو تغيير في النية، بل رسالة مفادها: "نحن ندير الأزمة ولا نغير سياساتنا".

لا تخدعكم المظاهر التي يتم تجهيزها الآن لدخول "قوافل المساعدات" في الصباح،
بعض الشاحنات لا تكسر المجاعة، ولا توقف الإبادة.
الحل الجذري يبدأ من فتح معبر رفح، ووقف المجازر، ودخول 600 شاحنة يوميًا لأربع شهور..
استمروا في الضغط، فصوت الشعوب أقوى مما يظنّون.

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) July 27, 2025

ولفتوا إلى أن سكان غزة لا يزالون في عين الكارثة، يتلقون الفتات تحت القصف ويعيشون بين سؤالين مؤلمين: هل تكفي هذه المساعدات لمنع المجاعة؟ وهل تدفع هذه المعاناة الأطراف نحو حل سياسي حقيقي؟

كما أن وقوع المجاعة فضحته بطون غزة الخاوية، بما أخرجته ووثقته كاميرا المجوّعين، حتى بات التجويع الإسرائيلي أحد مُسلّمات الرأي العام العالمي.

كذلك؛ لا يمكن الركون إلى الحديث الإسرائيلي عن الممرات الإنسانية وإدخال المساعدات، قبل أن يؤكد أهالي غزة ذلك، وأن حملة التجويع قد كُسِرت.

— صالح أبو عزة (@salehabuizzah) July 27, 2025

في السياق ذاته، شدد ناشطون على ضرورة عدم الانخداع بهذه الإجراءات المؤقتة، أو اعتبارها مؤشرا على نهاية الأزمة، مطالبين بمواصلة تسليط الضوء على المجاعة المتفشية في غزة، وعلى سياسة التجويع المتعمد حتى تصل المساعدات إلى كل بيت وخيمة بالقدر الكافي من الغذاء والدواء، وبالتوازي مع مواصلة الضغط الدولي لرفع الحصار وإنهاء الإبادة الجماعية.

مقالات مشابهة

  • برشلونة يهزم فيسيل كوبي بثلاثية قبل السفر إلى كوريا الجنوبية
  • ناشطون: المساعدات المفاجئة لغزة محاولة لتجميل صورة إسرائيل تحت غطاء إنساني
  • وزير إسرائيلي يشن هجومًا لاذعا على الرئيس ماكرون ويُشعل أزمة مع فرنسا
  • كوريا الجنوبية تكثف جهودها لتفادي رسوم أميركية وشيكة
  • كوريا الجنوبية تعد حزمة تجارية قبل انتهاء تعليق الرسوم الأميركية
  • اختتام المفاوضات التجارية بين كوريا الجنوبية وأمريكا دون نتائج ملموسة
  • كاتب سياسي: تغير رأي العالم حيال الدولة الفلسطينية جاء نتيجة جهود الدبلوماسية السعودية الجبارة
  • مخاوف من اندلاع حرب بين تايلند وكمبوديا وبانكوك تعلن الأحكام العرفية
  • كوريا الجنوبية.. تحقيقات بالفساد تلاحق أسرة السيدة الأولى السابقة وتفتيش منازل ومكاتب برلمانية
  • القيادة تهنئ الرئيس التونسي بذكرى إعلان الجمهورية لبلاده