اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
إبراهيم محمد الهمداني
في البداية، كان العار منفياً حتى من أخلاقيات وأعراف المجرمين. كان قطاع الطرق يأنفون من السطو على العجائز الضعفاء، ويترفعون عن الانتقام من النساء والأطفال. أما اللقطاء – مجهولو النسب – فكانوا منبوذين من محيطهم الاجتماعي، حيث يتحاشاهم الجميع ويرفضون كافة أشكال التواصل معهم. كانت الشعوب ترفض ولاية الابن غير الشرعي للملك وترى أن فرض ولايته إهانة لها وانتقاصاً من قيمتها ومكانتها، لذلك كانت تسارع إلى خلعه، غير مكترثة بالعواقب والتداعيات، ومستعدة لدفع ثمن موقفها من دمائها وأرواح أبنائها.
حتى في أسوأ فترات ضعف وانحطاط المجتمعات والأنظمة الحاكمة، كانت هناك ثوابت قيمية وأخلاقية لا يجوز انتهاكها مهما كانت المبررات. ومن يتجرأ على ذلك يعرض نفسه لغضب وانتقام المجتمع، ولن ينجو من العقوبات الرادعة، التي كانت تشمل النفي والطرد بالنسبة للأفراد، والمقاطعة والإدراج في قوائم العار بالنسبة للجماعات. بل إن العقوبات الجسدية والمالية – مهما عظمت – كانت أخف وطأة من عقوبات النفي والعار، لأن أثرها المؤلم يمتد عبر الأجيال.
ورغم انحطاط مبادئ القوى الاستعمارية وغاياتها، إلا أنها حرصت – عبر تاريخها – على إحاطة نفسها بهالة زائفة من المثالية، والتظاهر بتبني قيم الفضيلة. كانت تسعى لتلميع صورتها وتبرير نزعتها الإجرامية بمقولات مثل تطبيق القانون والحفاظ على الأمن المجتمعي. ومع ذلك، لم يكن هناك ما يثير غضب الشعوب واستفزازها أكثر من تنصيب الأدعياء والمنبوذين قادة عليها، لأن ذلك يمثل خطراً وجودياً يدمر قيمة الفضيلة ويكرس الانحطاط الأخلاقي.
ورغم عدم تكافؤ القوى في الصراع، فقد تمكن ضمير المجتمع الحي من صياغة صورة الرفض والمقاومة، والحفاظ على هويته العليا وإنسانيته ومشروعه الحضاري. غالباً ما كانت قوى الاستعمار تسقط في مستنقع جرائمها وطمعها. لذلك، لجأ اللوبي الصهيوني إلى إنتاج نماذج استعمارية مختلفة، علها تحقق الهيمنة الدائمة، إلا أن هذه النماذج كانت تسقط بمجرد أن تتحلل من القيم وتتحول إلى أدوات توحش مطلقة.
وفي ظل سقوط النماذج الاستعمارية التقليدية، رأى اللوبي الصهيوني ضرورة إنتاج نموذج استعماري جديد، مقطوع الأواصر والصلات، متحلل تماماً من القيم والمبادئ، وفي حاضنة مجتمعية ساقطة مثله. وكان ذلك النموذج هو الولايات المتحدة الأمريكية، أو ما يمكن تسميته “أمريكا الصهيونية”. هذا الكيان الإجرامي تأسس على الإبادة الجماعية وحروب الأرض المحروقة، وتجسد فيه المشروع الإجرامي الصهيوني بكل وحشيته وتطرفه، ولا يزال حتى يومنا هذا يمارس أبشع صور الإرهاب والاستعمار بحق الشعوب المستضعفة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ضبط كيان لإنتاج وبيع المنظفات المغشوشة ويستخدم علامات تجارية بأشمون
تمكنت مباحث التموين في محافظة المنوفية برئاسة العقيد أحمد أبو السعود من ضبط كيـان مخالف وغير مطابق لاشتراطات الأمن الصناعي تخصص في إنتاج وبيع مساحيق الغسيل المغشوشة مستخدماً خامات إنتاج مجهولة غير صالحة للاستخدام الصناعي وتشكل خطرا على صحة المستخدمين ، ووضع علامات تجارية مدون عليها علامات وهمية مملوكة لشركات كبرى خلال حملة تفتيشية مكبرة بمركز أشمون .
حيث تـم ضبـط خط إنتاج كامل و16 طن ملح وصودا ومسحوق غسيل " مستلزمات إنتاج" مدون عليها علامات تجارية مغشوشة ، كما تم ضبط 3٥٠٠ عبوة مدون عليها علامات تجارية مغشوشة ومقلدة لعلامات تجارية مسجلة ، والتحفظ على سيارة نقل ومبلغ مالي من محصلات الإتجار الغير مشروع ، وجارى العرض على النيابة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين.
ومن جانبه ثمن محافظ المنوفية جهود مباحث التموين ، مشدداً على ضرورة تكثيف الحملات التفتيشية وتوجيه ضربات قوية للخارجين عن القانون والمتاجرين في جميع السلع والتصدي للممارسات الاحتكارية والقضاء على جشع التجار ومكافحة الفساد بشتي صوره لمنع استغلال المواطنين.