يمانيون:
2025-05-16@19:49:30 GMT

اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط

إبراهيم محمد الهمداني

في البداية، كان العار منفياً حتى من أخلاقيات وأعراف المجرمين. كان قطاع الطرق يأنفون من السطو على العجائز الضعفاء، ويترفعون عن الانتقام من النساء والأطفال. أما اللقطاء – مجهولو النسب – فكانوا منبوذين من محيطهم الاجتماعي، حيث يتحاشاهم الجميع ويرفضون كافة أشكال التواصل معهم. كانت الشعوب ترفض ولاية الابن غير الشرعي للملك وترى أن فرض ولايته إهانة لها وانتقاصاً من قيمتها ومكانتها، لذلك كانت تسارع إلى خلعه، غير مكترثة بالعواقب والتداعيات، ومستعدة لدفع ثمن موقفها من دمائها وأرواح أبنائها.

ذلك لأن سيادة الأدعياء على صرحاء النسب أمر تنكره فطرة الشعوب السليمة وترفضه قيم ومبادئ وأخلاقيات معظم المجتمعات البشرية، إيماناً بمبدأ أن الدعي لا يلتزم – غالباً – بقيم الفضيلة والأخلاق، ولا يعترف بمرتكزات العادات والتقاليد وأسس الأعراف الناظمة للمجتمع. وهذا يجعل انتهاكه لتلك القيم – من موقعه السيادي – خطراً وجودياً يهدد الحياة الإنسانية بمختلف جوانبها.

حتى في أسوأ فترات ضعف وانحطاط المجتمعات والأنظمة الحاكمة، كانت هناك ثوابت قيمية وأخلاقية لا يجوز انتهاكها مهما كانت المبررات. ومن يتجرأ على ذلك يعرض نفسه لغضب وانتقام المجتمع، ولن ينجو من العقوبات الرادعة، التي كانت تشمل النفي والطرد بالنسبة للأفراد، والمقاطعة والإدراج في قوائم العار بالنسبة للجماعات. بل إن العقوبات الجسدية والمالية – مهما عظمت – كانت أخف وطأة من عقوبات النفي والعار، لأن أثرها المؤلم يمتد عبر الأجيال.

ورغم انحطاط مبادئ القوى الاستعمارية وغاياتها، إلا أنها حرصت – عبر تاريخها – على إحاطة نفسها بهالة زائفة من المثالية، والتظاهر بتبني قيم الفضيلة. كانت تسعى لتلميع صورتها وتبرير نزعتها الإجرامية بمقولات مثل تطبيق القانون والحفاظ على الأمن المجتمعي. ومع ذلك، لم يكن هناك ما يثير غضب الشعوب واستفزازها أكثر من تنصيب الأدعياء والمنبوذين قادة عليها، لأن ذلك يمثل خطراً وجودياً يدمر قيمة الفضيلة ويكرس الانحطاط الأخلاقي.

ورغم عدم تكافؤ القوى في الصراع، فقد تمكن ضمير المجتمع الحي من صياغة صورة الرفض والمقاومة، والحفاظ على هويته العليا وإنسانيته ومشروعه الحضاري. غالباً ما كانت قوى الاستعمار تسقط في مستنقع جرائمها وطمعها. لذلك، لجأ اللوبي الصهيوني إلى إنتاج نماذج استعمارية مختلفة، علها تحقق الهيمنة الدائمة، إلا أن هذه النماذج كانت تسقط بمجرد أن تتحلل من القيم وتتحول إلى أدوات توحش مطلقة.

وفي ظل سقوط النماذج الاستعمارية التقليدية، رأى اللوبي الصهيوني ضرورة إنتاج نموذج استعماري جديد، مقطوع الأواصر والصلات، متحلل تماماً من القيم والمبادئ، وفي حاضنة مجتمعية ساقطة مثله. وكان ذلك النموذج هو الولايات المتحدة الأمريكية، أو ما يمكن تسميته “أمريكا الصهيونية”. هذا الكيان الإجرامي تأسس على الإبادة الجماعية وحروب الأرض المحروقة، وتجسد فيه المشروع الإجرامي الصهيوني بكل وحشيته وتطرفه، ولا يزال حتى يومنا هذا يمارس أبشع صور الإرهاب والاستعمار بحق الشعوب المستضعفة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

استكانة قادة.. قصة الخيانة والتضليل

 

قرابة العامين، وهم ينظرون إلى أطفال ونساء غزة، يُذبحون أمام أعينهم وأعين العالم، ولم يحركوا ساكناً. رأوا القدس تُهَوَّد، والأقصى يُدَنَّس، ولم يجرؤوا على النطق بكلمة.
لقد بلغ بهم الهوان مبلغاً عظيماً، إذ لم يعودوا مجرد منبطحين – بالوجه والبطن – على أعتاب البيت الأبيض، بل صاروا في حالة استكانة كاملة. لم يعد الأمر مجرد خضوعٍ سياسي أو تنازلٍ تكتيكي، بل هو استسلام تام، وتفريط بالكرامة، وبيع للذمم بثمن بخس.
لقد استكانوا يا قوم، استكانوا حتى النخاع، ورضوا بالعيش في هذا المستنقع الآسن، إلى أبد الآبدين. لم يعد لهم من الأمر شيء، ولم يبقَ لهم إلا الذل والهوان، فقد أسلموا أمتهم إلى أعدائها، وصاروا عبيداً لهم، وباتوا أضحوكة الأمم، ومسخرة التاريخ.
ومع كل هذا، يأتي الأمريكي ليكذب علينا ويقلب الموازين، فيصوّر أولئك الحكام العرب المستكينين أنهم الأكثر حرصاً على المصلحة العربية، ويصوّرهم كمدافعين عن العرب، بينما هم في الواقع عبيدٌ له، يبيعون كرامة الأمة.
وفي هذا السياق، لا يمكن أن يُغفل عن دور معظم الإعلام العربي في هذا التضليل، فبدلاً من أن يشيد جسوراً بين الشعوب والحقائق، أقام جسوراً بينها والأكاذيب. فمثلاً، يُظهر لنا الإعلام العربي صوراً لحكّامٍ عرب وهم يبتسمون مع قادة أمريكيين وإسرائيليين، ويقيمون حفلات الاستقبال ذات الحفاوة لهم، في حين أنهم في الواقع يبيعون بلادهم وشعوبهم. ومقابل البقاء على كراسي الحكم، يقدّمون لأمريكا ثروات الأمة وأموالها وإمكانياتها، ويحرمون الأمة منها.
ولكننا نؤمن بأن ثمّةَ إعلاماً عربياً صادقاً، يمكن أن يؤدي دوراً فيصحح هذا الوضع، ويكشف الحقائق عن الاستكانة والخيانة، ويفضح من باعوا الشعوب العربية، ويضغط عليهم للرجوع إلى مصلحة الأمة. إعلام يهتم بحقوق الشعوب العربية، ويُشعِرها بالمسؤولية، ويجعلها تفهم أن مصلحتها لا تتوافق مع مصلحة من باعوها.
هناك كثير من وقائع الخيانة التي يجب أن تُكشف، وهناك كثير من صور العمالة التي يجب أن تُفضح، وهناك كثير من الحقائق يجب أن تتاح للرأي العام العربي. ونحن نأمل أن يأخذ هذا الإعلام العربي دوره، ليس فقط في الكشف عنها، ولكن في توعية واستنهاض الشعوب العربية، لجعلها قويةً لا تُهزم، ولا تُباع، ولا تُستعبد.
* وزير الإعلام

مقالات مشابهة

  • حلقة عمل حول القيم الإسلامية ودورها في حل المشكلات البيئية بشمال الباطنة
  • «البيوضي»: حكومة العار مرعوبة من جمعة الحسم والخلاص
  • قائد الثورة: عملياتنا في عمق كيان العدو الصهيوني بلغت هذا الأسبوع (9) وبعضها تزامن مع كلمة ترامب
  • غوقة: من العار استمرار الدبيبة ولو ليوم واحد بعد أحداث طرابلس
  • شركات الطيران تعلن تأجيل وإلغاء رحلاتها الجوية إلى كيان العدو الصهيوني
  • كيف تعامل اللوبي اليهودي مع استبعاد إسرائيل من زيارة ترامب للمنطقة؟
  • بلدية سوق الجمعة: نحيي أبناءنا العائدين من القوة الغازية.. والباب لا يزال مفتوحًا للآخرين
  • محمد أنور بين "بيج رامي" و"مملكة": نشاط سينمائي مزدوج في صيف 2025
  • شاهد | تداعيات أكبر من جداول الرحلات الملغاة في كيان العدو
  • استكانة قادة.. قصة الخيانة والتضليل