عودة «أفران الطين» لإعداد الطعام بغزة.. غسيل الملابس والأواني في البحر
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
من داخل مخيمات غزة، تحديداً فى منطقة دير البلح، بدأت «عصمت» معركتها مع الحياة، حيث شمرت عن ساعديها، وبدأت تستعمل المعلبات الفارغة فى الطهى وتسخين المياه، وها هى تستبدل البوتاجاز وتعتمد على «فرن الطين»، الذى صممه لها زوجها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل استغنت عن أنبوبة الغاز، التى حلت مكانها أوراق وأعواد الشجر، وبقايا أكياس النايلون، التى تجمعها من الشوارع وبعض المزارع، التى تم قصفها من قبَل الاحتلال.
لم يكن إعداد الطعام فقط هو ما وجدت المرأة النازحة له بديلاً، بل حلت يداها مكان الغسالة الكهربائية، تغسل ملابسها وأوانيها على شاطئ بحر غزة، بحسب وصف عصمت زايد، ناشطة نسوية مجتمعية نازحة من مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، إلى مدينة خان يونس، فى جنوب القطاع، لافتة إلى الطوابير التى تقفها بالساعات يومياً من أجل الحصول على قدر من المياه الحلوة.
«عصمت» لم تكن وحدها التى تحاول استكمال الحياة العادية بأقل الإمكانيات، بل تفعل مثلها السيدة الخمسينية سحر العيسوى، من أجل أسرتها، حتى إنها تحول كل شىء من أجل عائلتها، خاصةً فى ما يخص ملبسهم، قائلة: «أحول كل شىء قديم لملابس وأحذية، أفيد بها أسرتى، فحالياً كل شىء أصبح غالياً، وغير متوافر، فالجميع حالياً تساوى الغنى والفقير».
قررت «سحر» العودة إلى منزلها، الذى قصفه جيش الاحتلال، محاولة ترميمه بأقل الإمكانيات، باعتبار أن العيش به أفضل من المخيمات، مستغنية عن «البوتاجاز» بفرن الفخار، الذى صنعته بيديها، كما صممت لأبنائها بعض الأحذية من «الجينز» والمعاطف القديمة، حتى يستطيعوا المشى، بحسب وصفها، وأضافت: «كل شىء أصممه أنقله إلى عائلتى وأصدقائى عبر جروبات الواتساب، حتى يستفيدوا مثلى».
وأغلب الأجهزة استغنت عنها مئات الآلاف من السيدات النازحات نتيجة لأزمة الكهرباء المستمرة التى يواجهها ما يقرب من مليونى مواطن فى قطاع غزة، فخلال المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023، أوقفت إسرائيل إمدادات الكهرباء إلى غزة، كما نفد الوقود من محطة الطاقة الوحيدة المتبقية كمورد رئيسى، لتبدأ معاناة النازحين الذين عاشوا أياماً فى ظلام دامس، بحسب تقارير صادرة من وسائل إعلام فلسطينية.
وتعاملاً مع واقع أزمة الكهرباء، قام البعض بشراء بعض الألواح الشمسية، التى يتم استخدامها فى شحن الهواتف والإنارة، حتى إن بعض المهندسين أنشأوا نقاط شحن فى المدارس ومراكز الإيواء والشوارع وبين الخيام، بحسب عصمت زايد، الناشطة النسوية، التى أكدت أنها وأسرتها يعتمدون على هذه الطريقة من أجل شحن الهواتف.
وأضافت أن شحن الهواتف بالطاقة الشمسية لم يكن سهلاً بالنسبة للجميع، إذ اضطر عشرات الآلاف إلى الاصطفاف فى طوابير طويلة ولساعات عديدة أمام نقاط الشحن، متحملين عبء الوقوف والتدافع، كونها وسيلة الاتصال الوحيدة مع الأقارب والاطمئنان عليهم من الشمال إلى الجنوب.
الوضع نفسه بالنسبة لآمال عبدالرحمن الغليظ، الناشطة النسوية المجتمعية، التى تعتمد على شحن هواتفها إما بالطاقة الشمسية، أو بالمولدات الكهربائية، أو بطاريات السيارات، وروت تجربتها بقولها: «نأخذ هواتف الموجودين فى البيت، ونمشى إلى مسافات بعيدة؛ لكى نقوم بشحنها، إما فى مؤسسة أو مستشفى أو لدى أحد لديه طاقة شمسية فى الشوارع، وننتظر بالساعات حتى يتم شحن الجوال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الأوضاع الإنسانية کل شىء من أجل
إقرأ أيضاً:
مياه القناة: تعلن الاستعدادات القصوى لعيد الأضحي المبارك بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
أعلن اللواء عبد الحميد عصمت، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات القناة، اليوم الأربعاء، علي رفع درجة الاستعداد القصوى بمحافظات " السويس والإسماعيلية وبوسعيد" استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وذلك بجميع المحطات سواء مياه الشرب أو رفع الصرف الصحي، والعمل بنظام الورديات بالإضافة إلى المتابعة الميدانية على جميع الشبكات وذلك لمجابهة أي مشاكل مفاجئة قد تطرأ على مدار الساعة والعمل علي حلها فورًا.
وأكد اللواء عبد الحميد عصمت، أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى لمجابهة اى مشاكل قد تطرأ فى الشبكات والمحطات، مؤكدًا على تواجد رؤساء القطاعات والمناطق ومديري العموم بكل قطاع فى مناطق عملهم والاطمئنان بصفة مستمرة على حسن سير العمل والتعامل الفوري مع أية مشكلات في حينها، وتواجد الكيميائيين بمعامل الشركة على مستوى محافظات القناة الثلاثة للقيام برفع العينات من المحطات والشبكات والمنازل بصورة مستمرة.
وقال رئيس المياه والصرف الصحي بمحافظات القناة، إنه تم مراجعة خطط تشغيل المحطات لتتناسب مع فترات الإستهلاك المختلفة على مدار اليوم خلال أيام عيد الأضحي المبارك، بالإضافة لتطهير خطوط وشبكات الصرف الصحى لمواجهة أى مشكلات تتعلق بزيادة استهلاك المياه، والتى ينتج عنها زيادة التصرفات التى تستوعبها شبكات الصرف الصحى.
وأضاف اللواء عبد الحميد عصمت، إنه تم تشكيل غرفة طوارئ مركزية للتنسيق مع غرف العمليات الرئيسية بالمحافظات الثلاث" السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، وغرف العمليات الفرعية بقطاعات ومناطق الشركة بالكامل ومتابعة كافة الشكاوى الواردة إلى الخط الساخن، والعمل على حلها فورًا، مضيفا على الاستعداد بكافة معدات سيارات الكسح، وسيارات النافوري، والتدخل السريع، وذلك لمجابهة أى حدث مفاجئ خلال أيام العيد.
وأشار اللواء عبدالحميد عصمت، على تكثيف حملات التوعية التي تستهدف أصحاب محلات الجزارة، والمواطنين على حد السواء، وذلك بهدف رفع الوعي المائي عن طريق نشر الإرشادات التي توضح الطرق الصحيحة للتخلص من مخلفات الأضاحي بالأماكن المخصصة لها وعدم إلقائها في بالوعات الصرف الصحي والتي من شأنها أن تتسبب في انسداد لشبكات وطفح مياه الصرف الصحي بالشوارع.
وأوضح اللواء عبد الحميد عصمت، إنه هناك بيان الإحصائي بإجمالي عدد العينات التي يتم أخذها من مياه الشرب بأماكن عشوائية لعمل التحليل المطلوبة يوميًا، على مدار الساعة خلال عيد الأضحى المبارك، وذلك للتأكد من مدى صلاحيتها، وضمان جودتها الصحية والمذاقية والشكلية من أجل الحفاظ على صحة المواطنين، وذلك استمرارا لتنفيذ الخطة التي تستهدف محافظات" السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد" وذلك للاستمرار في تقديم خدمة متميزة للمواطنين.