سودانايل:
2025-05-14@06:17:53 GMT

ليس من سمع كمن (شاف بي عينو)

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

ليس من سمع كمن (شاف بي عينو) , برافو السفارة السودانية في القاهرة , غايتو أمس الخميس ٢٠٢٤/١٢/٥ خرجت منها مبسوط ٢٤ قيراط ، لست وحدي مراجعون كثر كانوا يحملون هذا الانطباع !!..

عندما اتصلت تليفونيا بسفارة بلادنا الحبيبة في القاهرة بخصوص تجديد جواز السفر كنت غير مصدق ونظرت الي الأمر وكأنه مزحة أو شيء من ( مقالب ) الكاميرا الخفية .

.. تصدقوا ( وما طالبني حليفة ) أنهم اعطوني موعد في منتصف يونيو من العام الجديد عشان ( يادوبك ) اشرفهم في موقعهم العامر بالدقي لكي ابدأ إجراءات تجديد الجواز ولسه في علم الغيب ما معروف كم تاخذ هذه الإجراءات من الوقت وكم تكلف من المال والشهد والدموع !!..
المهم لقد أسقط في يدي وقلت في نفسي الصبر طيب وان كل شيء يتم في أوانه ولا داعي للحزن والاسي والجرسة وان لم يكن من الانتظار بد فمن العجز أن يغلق المرء علي نفسه أبواب الأمل والتفاؤل وعسي فرج يأت به الله سبحانه وتعالي أنه في كل يوم له في خليقته أمر .
نعم أننا قد وصلنا الي مصر الكنانة ذلك البلد الجميل المضياف الذي لم يبخل علينا بحسن الاستقبال واحسسنا فيه وكأننا جزء من نسيجه الاجتماعي هذا النسيج الحريري الذي يلمع مثل الذهب كرما وحسن تعامل يفوق الوصف والخلاصة أننا لم نحس بغربة وصار لنا مصر العروبة ليست وطنا ثاني بل وطنا اول حملنا في حدقات عيونه !!..
وطالما أن اهلنا في مصر قد منحونا كل هذا الدفيئ يبقي من واجبنا أن نحترم قوانينهم وان تكون اوراقنا الثبوتية اللازمة مستوفية للشروط مثلا أن يكون الجواز ساري المفعول وان تكون الإقامة مجددة وان نلتزم القواعد المرعية عندهم وان نحافظ علي سلوكياتنا الجميلة التي عرفنا بها كابرا عن كابر وكم نتمني ان تكون سفارتنا عون للجالية السودانية تذلل لهم المصاعب وتسهل الاجراءت وتساعد بقدر الإمكان المحتاجين من غير من أو اذي .
نصحني بعض الأصدقاء أن أذهب للسفارة واطلب منهم تقديم الموعد من يونيو الي وقت قريب معقول لظروف كذا وكذا .
وقفت أمام الكاونتر للموظف المختص وناولته ورقة الموعد وشرحت له ظروفي واني اريد موعد معقول لأن ستة أشهر كثيرة !!..
لاحظت الرجل وبابتسامة عريضة وحديث طيب وكأنه يعرفني من زمان ناولني ورقة بها بيانات الجواز الخاص بي وقال :
( لو جاهز علي طول سدد الرسوم )
معني هذا أن الإجراءات ستتم في الحال ولن يكون هنالك انتظار ولو ليوم واحد .
ذهبت لكاونتر اخر ووجدت الضابط المسؤول عن التصديقات ورغم الزحمة فقد كان بشوشا يؤدي عمله في همة ونشاط ، وقع لي علي ورقة البيانات التي احملها وطلب مني أن اضع بصمتي عليها وقال :
( بعد تسديد الرسوم علي طول تمشي غرفة التصوير ) .
ماذا هل أنا في حلم !!.. تقريبا عند كل باب مكتب او صالة يوجد موظفون في غاية الأناقة يرتدون بدل جميلة يرشدون المراجعين ويقدمون لهم العون وينظمون الصفوف بصورة حميمية ويستعدون من يروا أنه يستحق المساعدة وكل هذا العمل منهم يتم بروح من الدعابة والابتسامات الموزعة بالورود !!..
وفي غرفة التصوير وجدنا رجال الكاميرا في أشد الحرص أن يجلس طالب الصورة بطريقة فنية وهم يساعدونه علي ذلك بكل ذوق وأدب وتهذيب وابتسامة حاضرة واعحبتني طريقتهم في تصوير الاطفال فغير أن هنالك نفر من فريق التصوير مختص في حملهم بطريقة معينة وان المصور نفسه كان يحمل ( كشكوش ) يحركه يجعل الطفل مركزا علي الكاميرا حتي تخرح الصورة علي حسب المواصفات .
المهم خرجت من السفارة وانا مبسوط والاستلام قريب وكم كنت اتمني لو أن مقر القنصلية كان أوسع لأن عدد المراجعين كبير .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غواي… حين تكون الخطيئة مرآة الروح

مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025

حسام باظة

في رواية غواي للكاتبة وفاء شهاب الدين الصادرة عن مجموعة النيل العربية بالقاهرة، نجد أنفسنا أمام عمل أدبي يستدرج القارئ كما تستدرج الغواية قلب العاشق، فلا يملك إلا أن يستسلم لسحر السرد، متورطًا في عالمٍ يشتبك فيه المحظور بالمباح، والبراءة بالذنب، حتى تتماهى الحدود، وتصبح الحقيقة ككفّ امرأة ترتجف تحت المطر، لا تعرف إن كانت تطلب دفئًا أم خلاصًا.

تُفتَح الرواية على نغمة شجن خفي، كموسيقى خلفية لحلمٍ مشوب بالقلق. ليست غواي مجرّد قصة، بل هي مساحة لتأمل الضعف الإنساني حين يلتقي بالشغف، وحين تتحول الرغبة إلى لعنة، والحنين إلى خنجر بارد في خاصرة الروح. إنّ بطلة الرواية لا تُرسم كضحية ولا كخاطئة، بل ككائن يتلوى في مرجل الأسئلة الوجودية، تارةً تستجدي الغفران، وتارةً تسخر من فكرة الخلاص برمّتها.

السرد في غواي مشغول بعناية نادرة، حيث تتداخل الأزمنة كأنها أنفاس راقصة في غرفة مغلقة، والحوار لا يأتي لأداء وظيفة بل ليكشف المستور، وليدفع القارئ دفعًا إلى مناطق داخلية لم يكن يجرؤ على ولوجها. الكاتبة هنا لا تهادن، بل تمسك بيد قارئها وتأخذه إلى الحافة، ثم تهمس في أذنه: “انظر… هذه أنت، إذا ما كُشفت كل أقنعتك.”. فاللغة هنا هي البطل الحقيقي، لغة مشبعة بالإيحاءات، أنثوية الإيقاع، جريئة دون ابتذال، رقيقة دون ضعف. كل جملة كأنها قطرة عطرٍ مُرٍ تسيل على جلدٍ متعب، توقظه ولا تريحه. وفاء شهاب الدين في هذه الرواية تُراهن على الكتابة كفعل مواجهة، لا كأداة تسلية؛ ولذلك فإن غواي ليست رواية تُقرأ بل تُعاش.

تمضي الرواية في خط سردي ملتف كأفعى، حيث تتشابك الحكايات وتتماوج الرغبات، فلا يعود القارئ متأكدًا إن كان يقرأ عن امرأة واحدة أم عن شظايا امرأة تكسّرت تحت وطأة التجربة. البطلة ليست نموذجًا نمطيًا ولا صوتًا خافتًا، بل كيانٌ متمرّد ينهض من بين الرماد، يرفض التصنيف، ويتحرّك بين الحب والرفض، بين الندم والرغبة في الانتقام، كأنها تمشي على حافة هاوية كلما ظنّ القارئ أنها اقتربت من النجاة.

حين تمسك برواية غواي، لا تتوقع أن تدخل عالماً هادئاً أو حكايةً تمضي في خط مستقيم… بل استعدّ لأن تُسحب إلى دوّامة من المشاعر المتناقضة، حيث تتقاطع الرغبة مع الندم، وتتمازج البراءة بالخطيئة، ويصبح الحب نفسه بابًا مواربًا على الجحيم.

“غواي” ليست مجرد عنوانٍ لافت، بل مفتاحٌ ثقافي يحمل جذوره في اللغة البدوية، حيث تعني الكلمة “الحبيب كثير الحب”، ذاك الذي لا يهدأ قلبه ولا يعرف الاعتدال في العاطفة… وكأن الكاتبة أرادت منذ اللحظة الأولى أن تشير إلى أن ما ينتظرنا ليس حكاية حب تقليدية، بل مواجهة عميقة مع أنفسنا. في هذه الرواية، تكتب وفاء شهاب الدين من داخل الجرح، لا من خارجه. تُعرّي النفس البشرية، وتقدّم بطلتها لا كضحية ولا كمذنبة، بل كامرأة تنوء تحت ثقل الشعور، وتسير في دربٍ غير ممهد نحو ذاتها الحقيقية

في روايتها غواي، تأخذنا الكاتبة وفاء شهاب الدين في رحلة داخلية قاسية، تختبر فيها الروح نفسها على محك الرغبة والذنب، الشوق والخطيئة، فتُعري هشاشة الإنسان حين يقف عاريًا أمام مرآة ذاته. ليست غواي مجرد عمل روائي، بل هي طقس اعتراف غير معلن، ونصّ تتكشّف فيه الحقيقة بالتدريج، كما تتسلل الخيانة إلى قلب مطمئن… بهدوء، وبدون استئذان.

العنوان نفسه يحمل مفتاح الدخول إلى عالم الرواية. فكلمة “غواي”، كما تفسّرها الكاتبة، هي لفظة بدوية تعني “الحبيب”، لا بمعناه البسيط، بل كـ”كثير الحب”، ذلك الذي يحب حتى التهلكة، ويغوي ويُغوى، كما لو كان الحب لعنة أبدية تطارده أو هو يطاردها. ومن هذا العنوان، تبدأ الدلالة الكبرى: ماذا لو كان الحب نفسه هو الخطيئة؟ وماذا لو كانت الغواية ليست فعلًا إراديًا، بل قدرًا؟ إن في اختيار هذا اللفظ البدوي ما يضفي على النص مسحة من الأصالة، ويمنحه بعدًا ثقافيًا غائرًا في التقاليد واللهجات التي طالما حمَلت الحكمة والغواية معًا.

تمضي الرواية في خط سردي ملتف كأفعى، حيث تتشابك الحكايات وتتماوج الرغبات، فلا يعود القارئ متأكدًا إن كان يقرأ عن امرأة واحدة أم عن شظايا امرأة تكسّرت تحت وطأة التجربة. البطلة ليست نموذجًا نمطيًا ولا صوتًا خافتًا، بل كيانٌ متمرّد ينهض من بين الرماد، يرفض التصنيف، ويتحرّك بين الحب والرفض، بين الندم والرغبة في الانتقام، كأنها تمشي على حافة هاوية كلما ظنّ القارئ أنها اقتربت من النجاة.

وفاء شهاب الدين كاتبة تعرف تمامًا كيف تحرّك أدواتها. فهي لا تكتفي برسم الشخصيات، بل تغوص في دواخلها، وتجرّدها من الزيف، وتقدّمها لنا مشحونة بالتناقض، وهذا ما يمنح الرواية نبضها الحقيقي. اللغة هنا ليست محض وسيلة، بل كائن حيّ، يتنفس مع كل جملة، ويئنّ أحيانًا. جملها قصيرة كالسكاكين، مشبعة بالإيحاء، لا تتورع عن فضح المشاعر، ولا عن مداعبة القارئ ثم صفْعه بحقيقة غير متوقعة.

الرواية تطرح سؤالًا مؤلمًا: من الذي يدين من؟ الرجل الذي سقط في الغواية، أم مجتمع لا يرحم؟ هل كان البطل مذنب فعلاً، أم أن العالم من حوله كان مهيأ لسقوطه منذ البدء؟ هنا، تتقاطع غواي مع كل التجارب الإنسانية التي يُدفع فيها الأفراد إلى الخطأ، ثم يُصلبون وحدهم على خشبة العار.

إن غواي ليست قصة تُقرأ مرة وتُطوى، بل وجعٌ يُستدعى كلما فكرنا في معنى الحب، وفي كُلفة أن تكون كثير الحب… أن تكون غواي.

رواية تستحق أن تُقرأ، لا لأنها تسلّي، بل لأنها تُفجّر الأسئلة، وتترك القارئ مشتعلاً بعد أن يُغلق الصفحة الأخيرة

فهي نص أدبي يضجّ بالصدق، بالوجع، بالجمال المشاكس… وهي دعوة صريحة لأن نعيد النظر في مفاهيم الغواية، الحب، والخطيئة. رواية تكتبها امرأة، عن رجل، لكنها تُلامس كل روح، رجلاً كان أو امرأة، عرف ما معنى أن تُحب حتى تتكسر.

هذه الرواية ليست دعوة للغواية، بل هي تأملٌ في كيف يصبح الإنسان فريسةً لهشاشته، كيف قد يحمل داخله الملاك والشيطان معًا، وكيف تكون المرأة — لا كرمز بل ككائن متكامل — مرآةَ المجتمع ومقصلة أحكامه في آنٍ واحد. في غواي، كل قارئ قد يرى نفسه، أو يهرب منها خوفًا مما قد يراه.

إنها رواية تُزعج، وتؤلم، وتثير… لكنها لا تُنسى. ففيها تأخذنا الكاتبة وفاء شهاب الدين في رحلة داخلية قاسية، تختبر فيها الروح نفسها على محك الرغبة والذنب، الشوق والخطيئة، فتُعري هشاشة الإنسان حين يقف عاريًا أمام مرآة ذاته. ليست غواي مجرد عمل روائي، بل هي طقس اعتراف غير معلن، ونصّ تتكشّف فيه الحقيقة بالتدريج، كما تتسلل الخيانة إلى قلب مطمئن… بهدوء، وبدون استئذان.

العنوان نفسه يحمل مفتاح الدخول إلى عالم الرواية. فكلمة “غواي”، كما تفسّرها الكاتبة، هي لفظة بدوية تعني “الحبيب”، لا بمعناه البسيط، بل كـ”كثير الحب”، ذلك الذي يحب حتى التهلكة، ويغوي ويُغوى، كما لو كان الحب لعنة أبدية تطارده أو هو يطاردها. ومن هذا العنوان، تبدأ الدلالة الكبرى: ماذا لو كان الحب نفسه هو الخطيئة؟ وماذا لو كانت الغواية ليست فعلًا إراديًا، بل قدرًا؟ إن في اختيار هذا اللفظ البدوي ما يضفي على النص مسحة من الأصالة، ويمنحه بعدًا ثقافيًا غائرًا في التقاليد واللهجات التي طالما حمَلت الحكمة والغواية معًا.

وفاء شهاب الدين كاتبة تعرف تمامًا كيف تحرّك أدواتها. فهي لا تكتفي برسم الشخصيات، بل تغوص في دواخلها، وتجرّدها من الزيف، وتقدّمها لنا مشحونة بالتناقض، وهذا ما يمنح الرواية نبضها الحقيقي. اللغة هنا ليست محض وسيلة، بل كائن حيّ، يتنفس مع كل جملة، ويئنّ أحيانًا. جملها قصيرة كالسكاكين، مشبعة بالإيحاء، لا تتورع عن فضح المشاعر، ولا عن مداعبة القارئ ثم صفْعه بحقيقة غير متوقعة.

الرواية تطرح سؤالًا مؤلمًا: من الذي يدين من؟ المرأة التي سقطت في الغواية، أم مجتمع لا يرحم؟ هل كانت البطلة مذنبة فعلاً، أم أن العالم من حولها كان مهيأ لسقوطها منذ البدء؟ هنا، تتقاطع غواي مع كل التجارب الإنسانية التي يُدفع فيها الأفراد إلى الخطأ، ثم يُصلبون وحدهم على خشبة العار.

إن غواي ليست قصة تُقرأ مرة وتُطوى، بل وجعٌ يُستدعى كلما فكرنا في معنى الحب، وفي كُلفة أن تكون كثير الحب… أن تكون غواي.

رواية تستحق أن تُقرأ، لا لأنها تسلّي، بل لأنها تُفجّر الأسئلة، وتترك القارئ مشتعلاً بعد أن يُغلق الصفحة الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • توجه مصري لاستيراد الغاز من قطر.. هل يجرد إسرائيل من ورقة ضغط على القاهرة؟
  • ترامب: أنا مع إيران تمامًا.. لن تكون قوة نووية
  • مؤشر بورصة مسقط يغلق متراجعا عند 4361.3 نقطة
  • الحزب الديمقراطي الاجتماعي يواصل صعوده في المشهد السياسي
  • زوجة السدحان: سبحان الله التوافه قاعدة تكون وظيفة..فيديو
  • غواي… حين تكون الخطيئة مرآة الروح
  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • مختار الجديد: أتوقع سحب ورقتي العشرين والخمسة دينار خلال الأشهر المقبلة
  • ما لم يوثقه الفيلم.. مخرج المستوطنون يكشف ما وراء الكاميرا
  • كركوك تواجه مرآتها.. النفط والهوية والتاريخ على ورقة الاقتراع