ليس من سمع كمن (شاف بي عينو) , برافو السفارة السودانية في القاهرة , غايتو أمس الخميس ٢٠٢٤/١٢/٥ خرجت منها مبسوط ٢٤ قيراط ، لست وحدي مراجعون كثر كانوا يحملون هذا الانطباع !!..
عندما اتصلت تليفونيا بسفارة بلادنا الحبيبة في القاهرة بخصوص تجديد جواز السفر كنت غير مصدق ونظرت الي الأمر وكأنه مزحة أو شيء من ( مقالب ) الكاميرا الخفية .
المهم لقد أسقط في يدي وقلت في نفسي الصبر طيب وان كل شيء يتم في أوانه ولا داعي للحزن والاسي والجرسة وان لم يكن من الانتظار بد فمن العجز أن يغلق المرء علي نفسه أبواب الأمل والتفاؤل وعسي فرج يأت به الله سبحانه وتعالي أنه في كل يوم له في خليقته أمر .
نعم أننا قد وصلنا الي مصر الكنانة ذلك البلد الجميل المضياف الذي لم يبخل علينا بحسن الاستقبال واحسسنا فيه وكأننا جزء من نسيجه الاجتماعي هذا النسيج الحريري الذي يلمع مثل الذهب كرما وحسن تعامل يفوق الوصف والخلاصة أننا لم نحس بغربة وصار لنا مصر العروبة ليست وطنا ثاني بل وطنا اول حملنا في حدقات عيونه !!..
وطالما أن اهلنا في مصر قد منحونا كل هذا الدفيئ يبقي من واجبنا أن نحترم قوانينهم وان تكون اوراقنا الثبوتية اللازمة مستوفية للشروط مثلا أن يكون الجواز ساري المفعول وان تكون الإقامة مجددة وان نلتزم القواعد المرعية عندهم وان نحافظ علي سلوكياتنا الجميلة التي عرفنا بها كابرا عن كابر وكم نتمني ان تكون سفارتنا عون للجالية السودانية تذلل لهم المصاعب وتسهل الاجراءت وتساعد بقدر الإمكان المحتاجين من غير من أو اذي .
نصحني بعض الأصدقاء أن أذهب للسفارة واطلب منهم تقديم الموعد من يونيو الي وقت قريب معقول لظروف كذا وكذا .
وقفت أمام الكاونتر للموظف المختص وناولته ورقة الموعد وشرحت له ظروفي واني اريد موعد معقول لأن ستة أشهر كثيرة !!..
لاحظت الرجل وبابتسامة عريضة وحديث طيب وكأنه يعرفني من زمان ناولني ورقة بها بيانات الجواز الخاص بي وقال :
( لو جاهز علي طول سدد الرسوم )
معني هذا أن الإجراءات ستتم في الحال ولن يكون هنالك انتظار ولو ليوم واحد .
ذهبت لكاونتر اخر ووجدت الضابط المسؤول عن التصديقات ورغم الزحمة فقد كان بشوشا يؤدي عمله في همة ونشاط ، وقع لي علي ورقة البيانات التي احملها وطلب مني أن اضع بصمتي عليها وقال :
( بعد تسديد الرسوم علي طول تمشي غرفة التصوير ) .
ماذا هل أنا في حلم !!.. تقريبا عند كل باب مكتب او صالة يوجد موظفون في غاية الأناقة يرتدون بدل جميلة يرشدون المراجعين ويقدمون لهم العون وينظمون الصفوف بصورة حميمية ويستعدون من يروا أنه يستحق المساعدة وكل هذا العمل منهم يتم بروح من الدعابة والابتسامات الموزعة بالورود !!..
وفي غرفة التصوير وجدنا رجال الكاميرا في أشد الحرص أن يجلس طالب الصورة بطريقة فنية وهم يساعدونه علي ذلك بكل ذوق وأدب وتهذيب وابتسامة حاضرة واعحبتني طريقتهم في تصوير الاطفال فغير أن هنالك نفر من فريق التصوير مختص في حملهم بطريقة معينة وان المصور نفسه كان يحمل ( كشكوش ) يحركه يجعل الطفل مركزا علي الكاميرا حتي تخرح الصورة علي حسب المواصفات .
المهم خرجت من السفارة وانا مبسوط والاستلام قريب وكم كنت اتمني لو أن مقر القنصلية كان أوسع لأن عدد المراجعين كبير .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: