سرت.. بوابة ليبيا نحو مستقبل اقتصادي واعد
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في قلب البحر المتوسط وعلى ضفاف التاريخ العريق، تبرز مدينة سرت كواحدة من أكثر المدن الليبية أهمية في خارطة التجارة العالمية. ومع انطلاق مشروع المنطقة الحرة، تتجه الأنظار إلى هذه المدينة لتكون جسرًا استراتيجيًا يربط الأسواق الأوروبية والأفريقية، متجاوزة حدود الزمن والتحديات. من هنا، تبدأ حكاية تحول اقتصادي يفتح آفاقًا جديدة لليبيا والعالم.
عودة الروح إلى سرت
وقال فرج الجارح، مدير مكتب التعاون الدولي في المنطقة الحرة سرت، وفق صحيفة “الأنباء الليبية”، أن المنطقة الحرة تسعى لإعادة الحياة إلى ميناء سرت الذي ظل مغلقًا لأكثر من 15 عامًا.
وأوضح أن الميناء يخضع حاليًا لعمليات صيانة وتطوير شاملة، تشمل تكريك الحوض ليصل عمقه إلى 11 مترًا، وتنظيفه من المخلفات البحرية الناتجة عن الحروب.
وأشار الجارح إلى أن الشركة المنفذة تعمل على تجهيز الأرصفة وتوفير خدمات أرضية متكاملة، لتكون جاهزة لاستقبال أول سفينة في فبراير المقبل، مما يشكل بداية جديدة للحركة الملاحية في المدينة.
خطة توسعية طموحة
وأوضح الجارح أن المشروع يهدف إلى توسيع الميناء ليصل عمقه في المستقبل إلى 24 مترًا، مما يمكنه من استقبال السفن الضخمة وتلبية احتياجات النقل البحري الدولي. كما سيتم إنشاء مناطق دوران حديثة تسهل حركة السفن، ما يجعل من الميناء مركزًا عالميًا للتجارة البحرية.
مشاريع متكاملة في المنطقة الحرة
تتميز المنطقة الحرة في سرت بمشاريع متكاملة تهدف إلى تحويلها إلى مركز اقتصادي شامل. وتشمل هذه المشاريع صوامع تخزين الحبوب، مناطق للوقود والغاز، ومنطقة ضخمة لتخزين الحاويات.
كما يجري العمل على تطوير شبكة الطرق البرية التي تربط سرت بالمناطق الجنوبية والشرقية، لتسهيل التجارة مع دول أفريقيا الحبيسة مثل مالي وتشاد والنيجر.
أهداف استراتيجية وتحول اقتصادي
يسعى المشروع إلى تحويل المنطقة الحرة سرت إلى بوابة استراتيجية للبضائع بين الأسواق العالمية وأفريقيا. كما يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية عبر توفير بيئة استثمارية متكاملة، تشمل إنشاء فنادق ومباني إدارية لدعم رجال الأعمال والمستثمرين.
وذكر الجارح أن هذه المبادرة تمثل فرصة لتوفير آلاف فرص العمل لأبناء المنطقة الوسطى والمدن الليبية الأخرى، ما يعزز من النمو الاقتصادي ويجعل سرت مركزًا محوريًا للتجارة الإقليمية والدولية.
قرار حكومي داعم
جاء قرار إنشاء المنطقة الحرة في مارس 2024، بموجب توجيهات الحكومة الليبية، ليشكل خطوة جريئة نحو تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الليبي. وبفضل هذا المشروع، يتوقع أن تصبح سرت نقطة وصل بين الشرق والغرب، مما يعزز من مكانة ليبيا على الخارطة الاقتصادية العالمية.
من خلال هذا المشروع الاستراتيجي، تسعى سرت إلى استعادة دورها التاريخي كمركز تجاري وثقافي. فالمنطقة الحرة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل رؤية شاملة لبناء مستقبل أفضل لليبيا وأفريقيا، وإطلاق مسيرة ازدهار تعبر الحدود وتعيد الروح إلى مدينة طالما كانت القلب النابض للمتوسط.
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: المنطقة الحرة
إقرأ أيضاً:
“إلى أين” الليبية تتألق في جرش وتحصد ثلاثية مهرجان المونودراما
صراحة نيوز- أعلنت لجنة التحكيم في مهرجان المونودراما العربي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39، نتائج المسابقة المسرحية، حيث نالت المسرحية الليبية “إلى أين” جائزة أفضل عرض متكامل، كما حصد مخرجها عواض الفيتوري جائزة أفضل إخراج، ونال الفنان حسين العبيدي جائزة أفضل ممثل عن أدائه في العمل نفسه، لتكون ليبيا قد حصدت ثلاث جوائز رئيسية في الدورة الثالثة للمهرجان.
وفي باقي الجوائز، فازت الفنانة العراقية كاترين هاشم بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “قمر أحمر”، فيما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي إلى الكاتبة تغريد الداوود عن نص “كن تمثالاً” من البحرين. كما حصلت مسرحية “هبوط مؤقت” من فلسطين على جائزة أفضل موسيقى، ونالت المسرحية الأردنية “رحيل” جائزة أفضل سينوغرافيا.
أقيم حفل إعلان الجوائز يوم الجمعة في مركز الحسين الثقافي، بحضور نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، ومدير المركز أيمن خليفات، ومديرة مهرجان مسرح المونودراما الفنانة عبير عيسى، إلى جانب جلال العالم ممثلاً عن الملحق الثقافي الليبي، وعدد من المهتمين بالشأنين الفني والثقافي.
وفي كلمته، أشاد رئيس لجنة التحكيم المخرج زيد خليل بدور وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومهرجان جرش في دعم الحركة المسرحية، مؤكداً أن إصرار هذه الجهات على استمرارية النشاط الثقافي يعزز من مكانة الأردن كمنارة فنية في المنطقة، مشيداً كذلك بالفنانة عبير عيسى “التي تؤمن بالحلم وتسعى لتحقيقه”، حسب وصفه.
وضمت لجنة التحكيم كلاً من الفنانة المصرية عايدة فهمي، والدكتورة ديما سويدان من الأردن، والدكتور علي السوداني من العراق، إلى جانب المخرج السعودي إبراهيم الحارثي كمقرر. وأكد الحارثي أن اللجنة اعتمدت في تقييم العروض معايير دقيقة شملت: أصالة النص، البناء الدرامي، الأداء التمثيلي، اللغة والحوار، الموسيقى، إدارة الفضاء المسرحي، الدراماتورجيا، والرؤية الإخراجية.
وشارك في المهرجان خمس مسرحيات من دول مختلفة، هي: “هبوط مؤقت” من فلسطين، “كن تمثالاً” من البحرين، “قمر أحمر” من العراق، “إلى أين” من ليبيا، و”رحيل” من الأردن. ولفتت اللجنة إلى التفاوت في مستويات الإنتاج وتوظيف العناصر الفنية، مع الإشادة بالالتزام المهني رغم محدودية الموارد.
وأوصت اللجنة في ختام أعمالها بضرورة تعزيز دعم مسرح المونودراما، وتوفير برامج تدريبية للمواهب الشابة، بالإضافة إلى إدخال محور فكري في كل دورة مستقبلية، مع إصدار أدبيات تحليلية وتطوير معايير التحكيم بما يتماشى مع التغيرات الفنية المعاصرة.
وقد تخلل الحفل عرض فيلم يوثق أبرز لحظات المهرجان، كما ألقت الفنانة عبير عيسى كلمة عبّرت فيها عن شكرها للجهات الداعمة، مؤكدة أن هذه التظاهرة تُعد منصة محفّزة للإبداع الفردي في المسرح العربي.