كرامة: أول مهرجان عربي لحقوق الإنسان يعرض 99 فيلما عن العدالة والصمود
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
عمّان- "السينما ليست مجرد فن عابر، بل هي وسيلة إبداعية تتجاوز حدود الواقع للتعبير عن القضايا الإنسانية على اختلافها، وهي ذاكرة الشعوب التي لا تمحى، وأداة كشف الحقيقة، وشهادة حية على النضال المستمر ضد الظلم"، بهذا المفهوم انطلقت فعاليات مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" في العاصمة الأردنية عمّان بدورته الـ15 تحت عنوان: "العدالة لشعوب جنوب العالم".
توجت فعاليات المهرجان هذا العام بعرض الفيلم الوثائقي الطويل "حالة عشق.. غسان أبو ستة" للمخرجتين كارول منصور ومنى الخالدي، حيث قدم الفيلم في (95 دقيقة) صورة مؤثرة وحميمة للجراح الفلسطيني البريطاني المتخصص في جراحة الترميم، الدكتور غسان أبو ستة، إذ تتبع الفيلم رحلة الدكتور أبو ستة الخطرة في غزة التي دمرتها الحرب، حيث أمضى 43 يوما شاقا، وهو يقدم الرعاية الطبية المنقذة للحياة وسط القصف المتواصل، في صراع مرير ما بين الموت والحياة، حيث نجا الدكتور أبو ستة بأعجوبة من مجزرة المستشفى المعمداني في غزة.
قدم الفيلم لمحة مؤلمة عن الآثار المدمرة لحرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة، ليروي الدكتور أبو ستة تجربته في معالجة الجرحى، وإجراء عمليات البتر المعقدة والخطرة دون تخدير للأطفال والنساء، والخسائر المأساوية في الأرواح، كما يبحث "حالة عشق" في الدوافع العميقة وراء العمل الإنساني للدكتور أبو ستة.
يتعمق الفيلم في الحديث عن التضحيات الشخصية والتفاني الوطيد الذي يدفع طبيبا للذهاب إلى الموت في غزة أكثر من مرة، كما يسلط الفيلم الضوء على صمود الشعب الفلسطيني وروحه الثابتة في مواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانولأن فيلم "حالة عشق"، جسد قصصا واقعية وحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني من جانب، وصموده وثباته في أرضه من جانب آخر، فقد شارك الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، حيث حاز على عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم عربي ضمن فئة "آفاق السينما العربية"، وجائزة لجنة التحكيم ضمن فئة "الفيلم الوثائقي"، والجائزة الفضية لأفضل فيلم فلسطيني ضمن فئة "أضواء على السينما الفلسطينية".
وبحسب القائمين على المهرجان، فإن الأفلام المشاركة في الدورة الحالية للمهرجان تمثل إطارا جامعا للنضال الإنساني ضد الظلم والقهر والاستعمار، بعرض فيلم "كرامة فلسطين: مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان/غزة"، وفيلم "كرامة بيروت" و"كرامة اليمن"، كما سيتم عرض أفلام أخرى في إطار شراكات مع الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان.
من جانبها، أكدت سوسن دروزة، رئيسة مهرجان كرامة سينما الإنسان أن المهرجان لهذا العام سعى في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى أن يكون منصة محورية ليس فقط لعرض الأفلام، بل أيضا للتفاعل مع القضايا الإنسانية العالمية بشكل أعمق وأكثر تأثيرا.
وقالت سوسن في حديثها للجزيرة نت إن المهرجان بأفلامه ومعارضه الفنية حاول أن يوثق جزءا من يوميات العدوان على غزة، مشيرة إلى أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية التي غالبا ما يتم تجاهلها أو تغييبها، لافتة إلى أن الفيلم وسيلة للسرد والأرشفة والتأمل والمناقشة والحوار، لا سيما أننا نعرض 99 فيلما في هذه الدورة كلها تتحدث عن معاناة الشعوب نتيجة اختلال الموازين العالمية والإنسانية.
بدورها، قالت مخرجة فيلم "حالة عشق" منى الخالدي إن اختيار الفيلم جاء لتسليط الضوء على المجازر التي ترتكب في غزة من خلال شخصية الدكتور غسان أبو ستة كونه شخصا ملهما، ويمثل الكثير من الآمال للشعوب المقهورة، وهو يتحدث عما يجري في غزة عبر مشاهداته اليومية أثناء وجوده في القطاع، وعن طبيعة الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون.
إعلانوأفادت منى الخالدي في حديثها للجزيرة نت بأن الأفلام الوثائقية تعتبر أداة خاصة للحديث عما يجري في قطاع غزة بعيدا عن الأخبار اليومية التي نطالعها للأحداث هناك، وبالتالي ركزنا في الفيلم على المعلومات والصور الخاصة، والأحداث المأساوية، وعلى كثير من الأشياء التي لم يتحدث عنها الإعلام.
شهدت فعاليات المهرجان، هي الأخرى، افتتاح معرض رسوم الكاريكاتير "غزة.. لا تعليق" للفنان الفلسطيني رفيق مجذوب، حيث مزج الفنان التشكيلي في رسوماته ما بين الفن الواقعي والرسالة الإنسانية، مسلطا الضوء في رسوماته على قصص القهر والظلم والقتل والدمار الذي يعيشه سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما يوثق المعرض يوميات غزة، راصدا سيرة الألم والمعاناة بأسلوب مبسط، حيث قام الفنان مجذوب على مدى عام كامل بإنجاز لوحة يومية، تناول فيها مختلف الأصعدة ذات العلاقة بما يجري في غزة سياسيا وإنسانيا ووجدانيا واجتماعيا، مدينا في السياسي منها ازدواجية معايير العالم.
وتتواصل فعاليات مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" حتى 13 ديسمبر/كانون الأول 2024، ويعرض خلالها زهاء 99 فيلما وثائقيا وروائيا طويلا وقصيرا، إضافة إلى عدد من الأفلام التحريكية القصيرة، منها فيلم أنتجه وأخرجه فريق "المعمل 612" يحمل عنوان "اللجوء.. إلى أين؟"، الذي يعرض في إطار "سينما اللجوء".
ويعتبر مهرجان كرامة أول مهرجان لحقوق الإنسان في العالم العربي، وأول مهرجان أفلام دولي في الأردن، أسس ودعم مهرجان كرامة مجموعة من المهرجانات في العالم العربي: كرامة فلسطين في 2013، كرامة موريتانيا في 2014، كرامة غزة- مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان في 2015، كرامة بيروت في 2016، كرامة يمن في 2018 بالإضافة إلى دعمه لمهرجان كرامة تونس- شاشة الإنسان، ومهرجان إيراتو لأفلام حقوق الإنسان في ليبيا من خلال الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان-أنهار، والتي أسسها المعمل 612 عام 2015.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لأفلام حقوق الإنسان غسان أبو ستة حالة عشق فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل. المرصد السوري لحقوق الإنسان: مقتل 8 مدنيين علويين بإطلاق نار من عناصر حاجز أمني في ريف حماة
في ظل فلتان أمني مستمر بدمشق، عُثر على 5 جثث لعمال من الطائفة العلوية بعد اختفائهم فجر الأحد، إثر خروجهم من عملهم في مطعم قاسيون. الجثث أظهرت آثار إعدام ميداني، الحادثة أثارت قلقاً واسعاً لدى الأهالي وسط غياب تعليق رسمي من الداخلية. اعلان
قتل ثمانية مدنيين من الأقلية العلوية بإطلاق النار عليهم من "عناصر حاجز أمني" الأربعاء في محافظة حماة وسط سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد عن "إقدام عناصر حاجز أمني على إعدام ميداني لثمانية مدنيين، بينهم ثلاث نساء، وإصابة خمسة آخرين بجروح، جميعهم من أبناء الطائفة العلوية، بعد استهداف حافلة نقل ركاب مدنية" في ريف حماة الغربي.
ويُظهر الوضع الأمني في العاصمة السورية دمشق تدهوراً واضحاً، مع تصاعد عمليات العنف والتجاوزات التي طالت مختلف المناطق، وسط عجز واضح من الحكومة المؤقتة عن فرض سيطرتها الكاملة على الأجهزة الأمنية أو ضبط الفصائل العسكرية المتعددة.
وشهدت دمشق خلال الفترة الأخيرة حالة من الفلتان الأمني، حيث سجلت العديد من الوقائع التي طالت المواطنين من مختلف الطوائف، بما فيها اعتداءات على محال تجارية تعود لأفراد من الطائفة المسيحية، وأخرى استهدفت أفراداً من الطائفة العلوية.
ومع ذلك، لم يصدر أي موقف رسمي واضح من وزارة الداخلية برئاسة أنس خطاب، سوى إقراره بوجود "انتهاكات" من قبل بعض العناصر دون تحديد هوياتهم أو الكشف عن الإجراءات المتخذة بحقهم.
في هذا السياق، شهدت العاصمة خلال الساعات الماضية حادثة اختفاء مُفاجئة لسبعة مواطنين من أبناء حي عش الورور، جميعهم يعملون في أحد المطاعم بمنطقة مساكن برزة، تطورت لاحقاً إلى العثور على جثامين خمسة منهم في منطقة القابون، فيما نجا أحدهم بعد أن سبقهم في العودة إلى المنزل.
وبحسب ما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن الشباب السبعة غادروا المطعم الواقع فوق مول قاسيون فجر يوم الأحد–الاثنين، على متن مركبة من نوع "فان" كانت تنقلهم بشكل يومي من مكان عملهم إلى حي عش الورور.
وبعد دقائق من انطلاقهم، انقطع الاتصال بهم قرب جامع السلام ومقبرة برزة، دون أي مؤشرات واضحة حول مصيرهم أو ظروف اختفائهم.
فيما تم العثور على المركبة متوقفة بالقرب من مشفى الشرطة على الأوتوستراد الدولي، خالية من الركاب ومن دون أي دليل يشير إلى الجهة التي أخذتهم أو طبيعة الحادث الذي تعرضوا له.
Relatedدُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةدروز يغلقون الطرق في الجليل ويطالبون نتنياهو بالتدخل بعد الاشتباكات في سوريا"نحمل أحمد الشرع المسؤولية".. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط مقذوفين أطلقا من سوريا في مناطق غير مأهولةوأكد مجلس حي عش الورور عبر صفحة الحي على موقع "فيسبوك"، أن الواردية الأخيرة من العمال خرجت بين الساعة الثانية والنصف والثالثة صباحاً، وكان ضمنها ستة أشخاص على متن الفان بقيادة السائق، بينما سبقهم السابع، على دراجة نارية مع صديق له.
وأوضح المجلس أنه تم العثور صباح أمس الثلاثاء على جثامين خمسة من المفقودين، إضافة إلى شخص جريح، في منطقة البعلة قرب شركة الكهرباء في القابون، حيث تم نقل الجريح إلى مشفى ابن النفيس، ونقل الجثامين إلى مشفى المجتهد.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة