سقوط الأسد.. هل تدفع إيران ثمن انهيار مشروعها الإقليمي؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تقدم المليشيات السورية نحو العاصمة دمشق وتزايد التحديات العسكرية لنظام بشار الأسد، تجد إيران نفسها في مواجهة واحدة من أكبر الأزمات الاستراتيجية في تاريخها الحديث.
بعد دعم استمر لأكثر من عقد من الزمن للنظام السوري، بدأت طهران في إجلاء قادتها العسكريين ودبلوماسييها من سوريا، في إشارة واضحة إلى تراجع قدرتها على دعم الأسد والحفاظ على نفوذها في المنطقة.
وفقًا لمسؤولين إيرانيين وإقليميين، بدأت إيران عمليات إجلاء واسعة الجمعة الماضية، شملت قادة من فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري، بالإضافة إلى أفراد الحرس الثوري وموظفين دبلوماسيين ومدنيين إيرانيين.
وغادر بعض القادة العسكريين بالطائرات إلى طهران، بينما انتقل آخرون عبر طرق برية إلى لبنان والعراق، أو من خلال ميناء اللاذقية. وأُخليت بعض القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، وشُوهدت قوات من لواء "فاطميون" الأفغاني وهي تُنقل إلى دمشق واللاذقية. وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية ذا صن داي تليجراف.
تحول مفاجئ في موازين القوىالهجوم المفاجئ الذي شنته المليشيات السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، أدى إلى تغييرات دراماتيكية في مسار الحرب الأهلية.
خلال أسبوع، تمكنت المليشيات من السيطرة على مدن استراتيجية كحلب وحماة، وانتقلت سريعًا نحو العاصمة دمشق.
استولت المليشيات على مساحات واسعة من الأراضي في أربع محافظات، مما أجبر القوات الإيرانية على التراجع.
تصريحات تعكس الأزمة الإيرانيةقال مهدي رحمتي، محلل إيراني بارز، إن إيران اضطرت إلى إجلاء قواتها لأنها "لا تستطيع القتال إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال".
وأضاف في تصريحات صحفية أن الخيار العسكري لم يعد ممكنًا لإيران في سوريا، مشيرًا إلى أن طهران تدرك أنها فقدت القدرة على إدارة الوضع.
أعرب أحمد نادري، عضو البرلمان الإيراني، عن قلقه الشديد، قائلاً: "إذا سقطت دمشق، فإن إيران ستفقد نفوذها في العراق ولبنان"، معبرًا عن استيائه من التقاعس الإيراني.
تحديات حلفاء إيرانويعد سقوط نظام الأسد يعكس تراجعًا لأهم حلفاء إيران في المنطقة أولهم روسيا فالجيش الروسي يعاني من استنزاف موارده بسبب الحرب في أوكرانيا، مما قلل من قدرته على دعم الأسد.
أما حزب الله: الحركة اللبنانية تعرضت لضربات قاسية في حربها مع إسرائيل، مما قلل من قدرتها على مساندة النظام السوري. أما وإيران تواجه تحديات داخلية وضغوطًا من إسرائيل، مما أدى إلى تقليص تدخلها في سوريا.
الآثار الاستراتيجية لسقوط الأسدسقوط نظام الأسد سيترتب عليه آثار استراتيجية كبيرة على إيران وحلفائها في المنطقة. أولاً، سيفقد حزب الله دعمًا حيويًا من إيران، حيث ستتوقف الأخيرة عن استخدام سوريا كجسر بري لتزويد الحزب بالسلاح، مما سيحد من قدرة الحزب على مواجهة إسرائيل. ثانيًا، فإن فقدان سوريا يعني تضييق نطاق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمشروع "محور المقاومة" الذي كان يربط طهران بحلفائها في لبنان وسوريا والعراق. وأخيرًا، مع تراجع الدعم الإيراني لحلفائها نتيجة لهذا التغيير الاستراتيجي، ستواجه إيران تحديات كبيرة في الحفاظ على موقعها الإقليمي، ما يزيد من عزلتها ويقلل من تأثيرها في القضايا الإقليمية.
إجلاء القوات الإيرانية من سوريا يشير إلى تراجع غير مسبوق في نفوذ طهران، التي استثمرت عقودًا من الزمن ومليارات الدولارات لدعم نظام الأسد. سقوط دمشق لا يعني فقط انهيار النظام السوري، بل تهديدًا مباشرًا لمشروع إيران الإقليمي، الذي يواجه اليوم تحديات عسكرية وسياسية قد تُغيّر خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بشار الأسد المليشيات السورية دمشق طهران سوريا
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن تسلّم مقترح أميركي حول برنامجها النووي
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن نظيره العماني بدر البوسعيدي قدم خلال زيارة قصيرة لطهران، السبت، بنود مقترح أميركي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.
وأضاف عراقجي في منشور على منصة "إكس" أن إيران "سترد على المقترح الأميركي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني".
ويأتي تصريح عراقجي قبل جولة سادسة مرتقبة من المحادثات بين واشنطن وطهران لحل النزاع المستمر منذ عقود حول البرنامج النووي الإيراني.
ولم يُعلن بعد عن موعد المحادثات ولا مكانها.
وأجرت الدولتان في الأسابيع الأخيرة 5 جولات من المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني، وهو أعلى مستوى اتصال بينهما منذ انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، من الاتفاق الذي وقع عام 2015.
يأتي ذلك فيما قال دبلوماسيون مطلعون إن القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تستعد للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إصدار إعلان رسمي بعدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ قرابة عقدين، وقد تُفاقم التوترات مع طهران.
ويُرتقب أن ينعقد الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، المكوّن من 35 دولة، في 9 يونيو المقبل.
وبحسب الدبلوماسيين، فإن مشروع القرار الغربي يسعى إلى تكثيف الضغط على إيران لتقديم تفسيرات بشأن آثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في مواقع لم يُعلن عنها مسبقا، وسط قلق متصاعد من وتيرة التقدم السريع في برنامجها النووي.