تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تقدم المليشيات السورية نحو العاصمة دمشق وتزايد التحديات العسكرية لنظام بشار الأسد، تجد إيران نفسها في مواجهة واحدة من أكبر الأزمات الاستراتيجية في تاريخها الحديث.

بعد دعم استمر لأكثر من عقد من الزمن للنظام السوري، بدأت طهران في إجلاء قادتها العسكريين ودبلوماسييها من سوريا، في إشارة واضحة إلى تراجع قدرتها على دعم الأسد والحفاظ على نفوذها في المنطقة.

انسحاب إيراني اضطراري

وفقًا لمسؤولين إيرانيين وإقليميين، بدأت إيران عمليات إجلاء واسعة الجمعة الماضية، شملت قادة من فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري، بالإضافة إلى أفراد الحرس الثوري وموظفين دبلوماسيين ومدنيين إيرانيين.

وغادر بعض القادة العسكريين بالطائرات إلى طهران، بينما انتقل آخرون عبر طرق برية إلى لبنان والعراق، أو من خلال ميناء اللاذقية. وأُخليت بعض القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، وشُوهدت قوات من لواء "فاطميون" الأفغاني وهي تُنقل إلى دمشق واللاذقية. وفق ما ذكرته الصحيفة الأمريكية ذا صن داي تليجراف.

تحول مفاجئ في موازين القوى

الهجوم المفاجئ الذي شنته المليشيات السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، أدى إلى تغييرات دراماتيكية في مسار الحرب الأهلية.

خلال أسبوع، تمكنت المليشيات من السيطرة على مدن استراتيجية كحلب وحماة، وانتقلت سريعًا نحو العاصمة دمشق.

استولت المليشيات على مساحات واسعة من الأراضي في أربع محافظات، مما أجبر القوات الإيرانية على التراجع.

تصريحات تعكس الأزمة الإيرانية

قال مهدي رحمتي، محلل إيراني بارز، إن إيران اضطرت إلى إجلاء قواتها لأنها "لا تستطيع القتال إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال".
وأضاف في تصريحات صحفية أن الخيار العسكري لم يعد ممكنًا لإيران في سوريا، مشيرًا إلى أن طهران تدرك أنها فقدت القدرة على إدارة الوضع.

أعرب أحمد نادري، عضو البرلمان الإيراني، عن قلقه الشديد، قائلاً: "إذا سقطت دمشق، فإن إيران ستفقد نفوذها في العراق ولبنان"، معبرًا عن استيائه من التقاعس الإيراني.

تحديات حلفاء إيران

ويعد سقوط نظام الأسد يعكس تراجعًا لأهم حلفاء إيران في المنطقة أولهم روسيا فالجيش الروسي يعاني من استنزاف موارده بسبب الحرب في أوكرانيا، مما قلل من قدرته على دعم الأسد.

أما حزب الله: الحركة اللبنانية تعرضت لضربات قاسية في حربها مع إسرائيل، مما قلل من قدرتها على مساندة النظام السوري. أما وإيران تواجه تحديات داخلية وضغوطًا من إسرائيل، مما أدى إلى تقليص تدخلها في سوريا.

الآثار الاستراتيجية لسقوط الأسد

سقوط نظام الأسد سيترتب عليه آثار استراتيجية كبيرة على إيران وحلفائها في المنطقة. أولاً، سيفقد حزب الله دعمًا حيويًا من إيران، حيث ستتوقف الأخيرة عن استخدام سوريا كجسر بري لتزويد الحزب بالسلاح، مما سيحد من قدرة الحزب على مواجهة إسرائيل. ثانيًا، فإن فقدان سوريا يعني تضييق نطاق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمشروع "محور المقاومة" الذي كان يربط طهران بحلفائها في لبنان وسوريا والعراق. وأخيرًا، مع تراجع الدعم الإيراني لحلفائها نتيجة لهذا التغيير الاستراتيجي، ستواجه إيران تحديات كبيرة في الحفاظ على موقعها الإقليمي، ما يزيد من عزلتها ويقلل من تأثيرها في القضايا الإقليمية.

إجلاء القوات الإيرانية من سوريا يشير إلى تراجع غير مسبوق في نفوذ طهران، التي استثمرت عقودًا من الزمن ومليارات الدولارات لدعم نظام الأسد. سقوط دمشق لا يعني فقط انهيار النظام السوري، بل تهديدًا مباشرًا لمشروع إيران الإقليمي، الذي يواجه اليوم تحديات عسكرية وسياسية قد تُغيّر خارطة النفوذ في الشرق الأوسط.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بشار الأسد المليشيات السورية دمشق طهران سوريا

إقرأ أيضاً:

بزشكيان يحذر من دخول إيران بأزمة جفاف نتيجة تراجع حاد في السدود

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من الاستهلاك المفرط للمياه الذي قال إن البلاد لا يمكنها تحمله وقد يضعها في مواجهة نقص حاد في المياه بحلول أيلول/سبتمبر.

ومع مواجهة سوء إدارة الموارد والاستهلاك المفرط، تواجه إيران أيضا نقصا متكررا في الكهرباء والغاز والمياه خلال أشهر ذروة الطلب.

وقال بزشكيان "إذا لم نتمكن من إدارة الموارد ولم يتعاون الناس في التحكم في الاستهلاك في طهران، فلن تكون هناك أي مياه في السدود بحلول سبتمبر أو أكتوبر".

وقالت شينا أنصاري مديرة منظمة حماية البيئة إن البلاد واجهت ظروف الجفاف على مدى السنوات الخمس الماضية، وسجلت منظمة الأرصاد الجوية انخفاضا بلغ 40 بالمئة في هطول الأمطار خلال الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل.

وذكرت شينا لوسائل إعلام حكومية اليوم "أدى إهمال التنمية المستدامة إلى مواجهتنا الآن العديد من المشكلات البيئية مثل ندرة المياه".



ويمثل الاستهلاك المفرط للمياه تحديا كبيرا لإدارة المياه في إيران، إذ قال محسن أردكاني رئيس شركة المياه والصرف الصحي في إقليم طهران لوكالة مهر للأنباء إن 70 بالمئة من سكان طهران يستهلكون أكثر من الحد القياسي البالغ 130 لترا في اليوم.

وتشكل إدارة الموارد الطبيعية تحديا مزمنا للسلطات، سواء في استهلاك الغاز الطبيعي أو استخدام المياه، إذ تتطلب الحلول إصلاحات كبيرة، لا سيما في القطاع الزراعي الذي يمثل ما يصل إلى 80 بالمئة من استهلاك المياه.

ورفض بزشكيان أمس مقترحا حكوميا بفرض عطلة في كل أربعاء أو قضاء عطلة لأسبوع خلال فصل الصيف، قائلا إن "العطلات تغطي على مشكلة نقص المياه ولا تحلها".

وكانت مناطق جنوب غرب إيران، شهدت احتجاجات من السكان، خلال فصل الصيف عام 2021، احتجاجا على نقص المياه وكثرة الانقطاعات.

مقالات مشابهة

  • إيران تنفي إغلاق بعض السفارات في طهران
  • هل يسرد كواليس السقوط ويكشف عن نوايا العودة؟ .. أول مقابلة محتملة لبشار الأسد منذ انهيار نظامه - تفاصيل
  • افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز بين سوريا وتركيا
  • وفد سوري في موسكو.. لماذا؟
  • إجلاء 10 عائلات جراء انهيار بناية قديمة بسكيكدة
  • مراسل سانا: افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بحضور وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف وممثلين عن صندوق قطر للتنمية
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران
  • بزشكيان يحذر من دخول إيران بأزمة جفاف نتيجة تراجع حاد في السدود
  • إيران تطالب ترامب بتعويضات عن خسائر حرب الـ 12 يوما قبل استئناف مفاوضات النووي