حالة من الفوضى العارمة وتطورات متسارعة للأحداث تشهدها سوريا خلال الساعات الماضية بعد مغادرة بشار الأسد البلاد وانتقال السيطرة إلى المعارضة، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» داخل الدولة من ممارسة العبودية في المناطق التي سيطر عليها منذ عام 2011 وتباهيه باستعباد النساء والأطفال، وسعي التنظيم المتشدد إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا وأفغانستان وجنوب شرق آسيا.

مشاهد من حياة النساء في ظل تنظيم داعش

ومنذ أن توّغل تنظيم الدولة الإسلامية داعش داخل بلاد المشرق العربي وخارجها، لم يتوانَ عن استخدام النساء كأحد موارده، خاصة بعدما كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أسواق النخاسة التي أنشأها تنظيم داعش داخل سوريا، فأصبحت بعدها الدولة بصدد مواجهة ظاهرة تجارة التنظيمات الإرهابية بالرقيق كمورد لتمويل نشاطتها، وحذر في تصريحات صحيفة سابقة قائلًا: «نواجه مجموعات مسلحة لا تكتفي بالضلوع في استرقاق البشر وفرض التشغيل سخرة، بل تجادل بأن عملها شرعي، وفي سوريا أقام داعش أسواق نخاسة، ونشر كتبًا تُرشد مقاتليها إلى كيفية جمع الفتيات والنساء والسيطرة عليهن والاتجار بهنّ».

هذه العمليات من الإتجار في النساء والتربح من خلالهنّ نظمها التنظيم الإرهابي بحجة بدعة جهاد النكاح، فكان النساء اللاتي يحملن الجنسية السورية يُجرى استقدامهم كسبايا في السوق وبيعهم بأسعار تتراوح ما بين 500 و2000 دولار حينها، ووفقًا لما ذكره موقع «CNN» فقد ابتدع التنظيم المتشدد مسابقة لمن يحفظ القرآن ويفوز بالمراتب الثلاث الأولى، وحددت جوائز لهم تمثلت بإهدائهم سبية كمنهج تظليلي للمواطنين، فضلًا عن بيع البنات اللاتي لم تتعدّ أعمارهم الـ10 سنوات بـ100 دولار.

ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي في مناطق النزاع زينب بانغورا، كانت قد حصلت على وثيقة خصصها تنظيم داعش تحدد لائحة بأسعار النساء والأطفال، لافتة إلى أنّ هؤلاء النساء يُبعن في السوق بطريقة تشبه بيع براميل البنزين، موضحة: «يمكن لخمسة أو ستة رجال شراء فتاة واحدة، وتكون الأولوية للقادة في التنظيم، إذ يسمح لهم باختيار الفتاة التي تعجبهم من الرهينات، أما اللواتي لم يخترهن أحد، يخضعن للبيع في مزاد علني أمام السكان الأثرياء، كما يبيع مقاتلو داعش الفتيات أحيانًا إلى أسرهم بآلاف الدولارات كفدية».

ووفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة، كانت لوائح داعش تُملي ما يجب على النساء ارتداؤه، ومن يخالطن، ومكان عملهن، فضلًا عن قصص الزواج القسري المؤلمة لفتيات لا تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة من مقاتلي داعش، فضلًا عن الاعتداء والإساءة المروعة للنساء والفتيات من الطائفة اليزيدية، بعد اختطافهن من العراق وبيعهنّ في سوق النخاسة الجنسية في سوريا ومعاملتهن بوحشية لسنوات، إذ لا تزال أكثر من 2000 امرأة أيزيدية في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنهن ما زلن في الأسر لدى خلايا داعش النائمة بعد 10 سنوات من المذابح بحق تلك الأقلية الدينية التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها «إبادة جماعية».

رغبة يائسة للنساء الأجانب بالعودة إلى أوطانهن

وانضم إلى النساء والفتيات من الطائفة اليزيدية، عشرات النساء اللواتي ينتمين لدول أجنبية، اللاتي أعربن عن رغبتهن اليائسة بالعودة إلى أوطانهن بعد أن مر نحو 5 أعوام على وجودهن في مخيمين شمالي سوريا بحسب تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، وهن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي تعرضن للاغتصاب أو الخداع للذهاب إلى سوريا.

وكانت العديد من الدول شهدت سفر مواطنيها إلى الشرق الأوسط تلبية لدعوة تنظيم داعش لإنشاء ما يسمى بـ «دولة الخلافة» في العام 2014، وتعرضت السيدات الأجانب حينها إلى الخداع من قِبل أزواجهن، إذ كنّ ضحية «زواج غريب» بعد أن غرر بهن عناصر من التنظيم عبر الإنترنت، إذ يعاني غالبية هؤلا النسوة من عدم حصولهنّ على المال الكافي لسد حاجاتهن الأساسية كمياه الشرب النظيفة، وسوء النظافة والرعاية الطبية، وغياب المشورة ونقص التعليم وسوء التغذية والعيش في حدود أسوار مغلقة وكاميرات مراقبة.

واشتركن النسوة من جنسيات متعددة جميعهنّ بأن أكثر الأسباب التي تمنع عودتهن إلى بلدانهن الأصلية هو وجود أطفال وُلدوا في سوريا من جنسيات متعددة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا تنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

سويسرا ترفع عقوبات اقتصادية عن سوريا

برن

رفعت سويسرا مجموعة من العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ومنها تلك المفروضة على المصرف المركزى، لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.

‎وقالت الحكومة السويسرية فى بيان، إن الهدف من هذا القرار هو “تعزيز الانتعاش الاقتصادى والانتقال السياسى الشامل والسلمى فى سوريا” بعد سقوط نظام بشار الأسد فى ديسمبر 2024.

‎وأوضحت أن العقوبات المفروضة على الأفراد والكيانات المرتبطين بنظام الأسد ستظل سارية.

‎وأشارت سويسرا إلى إنها سترفع القيود عن تقديم بعض الخدمات المالية والتجارة فى المعادن النفيسة وتصدير السلع الفاخرة.

‎ولفتت إلى أنها رفعت نحو 24 كيانا ومنها المصرف المركزى السورى، من قائمة العقوبات، وكانت قد أصدرت فى مارس الماضى قرارا أوليا بتخفيف العقوبات.

مقالات مشابهة

  • «الداخلية السورية»: تنظيم داعش يقف وراء الهجوم على كنيسة دمشق
  • سوريا: تنظيم "داعش" الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
  • المتحدث باسم الداخلية: تنظيم داعش سيفشل في ضرب السلم الأهلي، ونعول على دور الإعلام الوطني في التوعية من مخططات التنظيم.
  • مارشال جوي باكستاني متقاعد: ضرب المنشآت النووية الإيرانية انتهاك خطير
  • الاتحاد الأوروبي يخصص 5 ملايين يورو لإنقاذ حياة النساء والفتيات في اليمن
  • إنقاذ حياة سيدة حامل تعاني من نزيف حاد بمستشفى قنا العام
  • متهم بإدارة شبكات مخدرات.. اعتقال نجل عم "الأسد" في سوريا
  • سوريا.. القبض على ابن عم الأسد في عملية "أمنية محكمة"
  • اعتقال وسيم الأسد أبرز تجار المخدرات في سوريا
  • سويسرا ترفع عقوبات اقتصادية عن سوريا