سجون الأسد تسقط... فهل يفتح تغيير النظام صفحة جديدة؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
شهدت دمشق يومًا غير اعتيادي، حيث امتلأت شوارعها بصرخات الحرية والفرح بعد انهيار نظام بشار الأسد الذي حكم سوريا بقبضة من حديد على مدار خمسة عقود. إذ تقدم الثوار بشكل أذهل العالم خلال الأيام العشرة الأخيرة وتمكنوا من تحرير الآلاف من المعتقلين السياسيين والمفقودين من السجون التي كانت رمزًا للرعب.
وكان الكاتب بشار برهوم من بين هؤلاء الذين أُطلق سراحهم.
وعندما استيقظ صباح الأحد على صوت باب زنزانته يُفتح، ظن أن نهايته قد حانت. لكنه سرعان ما أدرك أن الرجال الذين دخلوا لم يكونوا جلادين بل محررين، وجاؤوا ليعيدوا إليه حياته المسلوبة.
"لم أرَ الشمس حتى اليوم"، عبارة قالها برهوم في حديثه لوكالة أسوشييتد برس. وبينما كان يمشي في شوارع دمشق التي لم يعد يتعرف عليها، بدأ رحلة البحث عن وسيلة يستطيع من خلالها إخبار أسرته أنه ما زال على قيد الحياة.
ولطالما رمزت سجون الأسد للرعب. فتقارير حقوقية وشهادات ناجين وصور مسربة وثقت التعذيب المنهجي والإعدامات السرية والمجاعة التي كانت سياسة ممنهجة لإسكات المعارضة وزرع الخوف بين الناس. ففي سجن صيدنايا، الذي أطلقت عليه منظمة العفو الدولية اسم "المسلخ البشري"، تحطمت الأقفال وفتحت الزنازين التي كانت مكتظة بآلاف السجناء.
"لا تخفن، بشار الأسد سقط!" كان هذا ما قاله أحد الثوار للنساء اللواتي خرجن من زنازينهن بعد سنوات من الظلام.
وبينما يحتفل البعض بالحرية المكتسبة، ينتظر آخرون بلهفة أخبار أحبائهم الذين اختفوا منذ سنوات طويلة. أحدهم، بسام المصري، الذي قال: "إن سعادتي لن تكتمل حتى أجد ابني، الذي اعتُقل منذ 13 عامًا".
Relatedسوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ سوريا ونهاية عهد عائلة الأسد في حكم امتد لـ50 عاما.. بشار يسقط ويسلم السلطة بعد 11 يوما من دون قتالسوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشقواختلطت لحظات الفرح في دمشق بالألم والذكريات المؤلمة، لكن السوريين يأملون أن يمثل هذا السقوط فرصة لطي صفحة المعاناة وبناء مستقبل جديد لوطنهم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد من قصر مهيب إلى غنائم وأطلال.. الفصل الأخير من حقبة الأسد يوم بعد سقوط الأسد: رفع علم الجمهورية السورية الأولى "علم المعارضة" على مبنى السفارة في موسكو حكم السجنتحريرسوريابشار الأسدمعارضةأمنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل روسيا الحرب في سوريا بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل روسيا الحرب في سوريا حكم السجن تحرير سوريا بشار الأسد معارضة أمن بشار الأسد سوريا معارضة إسرائيل روسيا الحرب في سوريا دمشق الحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهو أمن غزة فولوديمير زيلينسكي یعرض الآن Next بشار الأسد سقوط الأسد بعد سقوط
إقرأ أيضاً:
في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن "شرط الجولان"
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن بقاء إسرائيل في مرتفعات الجولان يشكل شرطا أساسيا لأي اتفاق تطبيع محتمل مع سوريا، مؤكدا أن اعتراف دمشق بسيادة إسرائيل على الجولان يُعد خطوة ضرورية لإبرام اتفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي مقابلة مع قناة "i24NEWS" العبرية، أوضح ساعر: "إذا أُتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، مع بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، فهذا – في رأيي – أمر إيجابي لمستقبل الإسرائيليين".
تسريبات عن اتفاق محتمل قبل نهاية 2025
تزامنت تصريحات ساعر مع ما نقلته القناة نفسها عن مصدر سوري مطّلع، توقع التوصل إلى اتفاق تطبيع كامل بين دمشق وتل أبيب قبل نهاية عام 2025، مشيرا إلى أن المحادثات لا تزال جارية برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشجيع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وطلب من الرئيس السوري أحمد الشرع.
وبحسب المصدر، يتضمن الاتفاق انسحابا تدريجيا لإسرائيل من الأراضي السورية التي سيطرت عليها بعد دخول المنطقة العازلة في ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تُحوَّل مرتفعات الجولان إلى "حديقة للسلام"، دون توضيح صريح لمسألة السيادة النهائية عليها.
الحرب الإيرانية – الإسرائيلية قرّبت بين الجانبين
وأفادت القناة بأن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران ساهمت في تقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب، بعدما سمحت سوريا للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي خلال عمليات عسكرية، كما تم تنفيذ بعض العمليات من داخل الأراضي السورية، وفق الإعلام العبري.
ويُعد هذا التقارب، في حال اكتماله، أحد أبرز التحولات السياسية في الشرق الأوسط منذ مطلع العقد الحالي، وقد يعيد رسم معادلات النفوذ والتحالفات في المنطقة، وسط تكتم رسمي من الجانبين على تفاصيل المفاوضات.