:: ومن الوقائع التي سردها الرئيس السابق لنادي المريخ أيمن المبارك أب جيبن في ذات حوار، جاءهم عثمان الأمين سائلاً عن مكان نادي المريخ، ليملأ إستمارة الترشيح ثم يترشح – عبر قائمته – نائباً له، فأرشدوه إلى المكان، وذهب وملأ الإستمارة وترشح ضد محمد سيد أحمد الجاكومي الذي أفنى زهرة صباه مُهرّجاً في النادي، وفاز عليه بفارق أصوات بلغ قدرها (470).
:: لاحظوا، فالفائز – عثمان الأمين، 671 صوت – لم يكن يعلم مكان النادي، ولم تطأه قدماه النادي و ملعبه في حياته، بيد أن منافسه المغلوب على أمره – الجاكومي، 201 صوت – ظل يوهم الناس حيناً من الدهر بأنه شاخور المريخ، و له حق تكسير أبواب النادي كما شاهدنا، وحق اقتحام الملعب شاهراً مسدسه كما شاهدنا، ومع ذلك خرج من حياة الرياضية مدخوراً مهزوماً، ليُفسد الحياة السياسية ..!!
:: وتلك المنافسة الحُرة هي الوحيدة التي خاضها الجاكومي في مضمار الحياة العامة، وقد خسرها بذاك الفارق الفلكي..ومع ذلك، فمن يرصد مناصبه وثرثرته يظن بان الرجل صاحب الأغلبية في كل الساحات، بيد أنه في الواقع صاحب نفسه ومن يستخدمه ليُعكر صفو الحياة العامة بالفتن، وما حديثه عن تفويج خمسين الف شاب من أبناء شمال السودان إلى إرتيريا لتدريبهم إلا نموذج للإستخدام غير الراشد ..!!
:: وما لا يعرفه البعض هو أن علاقة رئيس كيان الشمال – الجاكومي – بشمال السودان مثل علاقة زنوج أمريكا بأوطانهم الإفريقية، أي علاقة جذور وأُصول، وليست مواطنة ومعايشة وإقامة و ذكريات..فالرجل من أبناء الجزيرة، بالميلاد في الحصاحيصا ثم بالمعايشة والإقامة فيها، ثم بتمثيلها في الاتحاد العام لكرة القدم، و كان عليه أن يفتخر بذلك، بدلاً عن الإلتصاق بالشمال، فهو لا يعرف في الشمال خمسين شاباً، ناهيك عن (50.000)..!!
:: ولو سألوه عن عدد الدوائر الانتخابية في الشمال، لما عرف .. ولو إمتحنوه في عادات وتقاليد المكونات الإجتماعية بشمال السودان، لسقط كما سقط في انتخابات المريخ بالفارق الفلكي.. فالرجل لا يعرف عن الشمال غير اسمه الذي يستغله في نشاطه السياسي ( كيان الشمال) و (مسار الشمال) .. وسأله زميلنا بكري المدني في قناة أمدرمان عن الذي فوّضه للمشاركة باسم الشمال في مفاوضات جوبا، فقال : ( فوّضت نفسي براي، كِدا بس )..!!
:: وإن كانت قيادة الدولة تسمح للجاكومي بالتهريج الاعلامي في الشؤون العسكرية والعبث بعلاقات دول الجوار بمثل هذا الخطل، فالشباب بالشمال ليسوا قطيعاً يقودهم الجاكومي إلى إرتريا للتدريب، ليس لحماية بلدهم كما يزعم، بل ليتسلق بهم إلى مناصب السلطة، أو كما يحلم .. فليعلم السادة رئيس و أعضاء المجلس السيادي بأن شباب الشمال ليسوا جنجويد دول غرب إفريقيا ومرتزقتها ليتكسب بهم الجاكومي، أو كما يفعل آل دقلو ..!!
:: و ليشهد السيد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات العامة على صناعة الفتنة، إذ يقول الجاكومي – للمحقق الإخباري – بالنص : ( هناك تهديد مباشرلأهلنا في شمال السودان، وهناك قوات من خارج الشمال موجودة في الشمال، والأولى أن يتولى أبناء الشمال الدفاع عن مناطقهم وحمايتها)، والفكرة هنا ليست إستنفار أهل الشمال ليحموا اقليمهم، بل هي مناهضة وجود ما أسماها بقوات من خارج الشمال بالشمال، وكأنها قوات أجنبية غازية، وليست معاونة تحت قيادة الجيش ..!!
:: فالحرب عمرها ثلاث سنوات، تعرض خلالها الشمال لهجوم في مروي وحجر العسل و مناطق أخرى، فأين كان الجاكومي؟..لم يظهر في معسكرات المقاومة الشعبية بالشمالية و نهر النيل، ولم يُجنّد نفسه في كتائب المستنفرين، وغير المسدس الذي اقتحم به استاد المريخ لم يحمل سلاحاً، فما الجديد؟..لاجديد غير الطمع في كراسي السُلطة ..ولو إستجابت حكومة الأمل للجاكومي وكيانه الوهمي، فلتفتح أبوابها على مصرعيها لكل الأحزاب والكيانات و المسارات الوهمية، ليكونوا سلاطيناً في حكومة الوهم ..!!
*الطاهر ساتي*
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
علماء يقترحون بناء منازل المريخ من خرسانة حية وذاتية النمو
منذ عقود، كان العيش على كوكب المريخ حلمًا يظهر في أفلام الخيال العلمي. لكن اليوم، ومع هبوط العديد من المركبات على سطح المريخ، صار هذا الحلم أكثر واقعية.
ومن حين لآخر يتحدث رواد أعمال مثل إيلون ماسك عن السكن على الكوكب الأحمر، لكن كان هناك دائما تساؤل عن كيفية ذلك، حيث لا يمكن نقل مواد البناء من الأرض، لأنها ثقيلة ومكلفة جدًا.
لكنّ فريقا من جامعة تكساس إيه آند إم وجد حلًا مبتكرًا، حيث استخدم تكنولوجيا حيوية لصناعة مواد بناء حية وذاتية النمو. فبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "جورنال أوف مانيوفاكتشرينغ ساينس آند إنجنيرينغ"، يعتقد هذا الفريق البحثي أنه يمكن الاعتماد على نظام إشنات صناعي.
وتعرف الأشنة بأنها كائنات حية معقدة تتكون من علاقة تكافلية بين فطر وطحلب أو سيانوبكتيريا (بكتيريا زرقاء مخضرة)، الفطر هو الشريك المسيطر ويوفر الهيكل والمأوى، بينما يوفر الطحلب أو البكتيريا الغذاء بعملية التمثيل الضوئي.
وبحسب الدراسة، فإن سطح المريخ يحتوي على تراب وغبار وصخور في مزيج غير مناسب للبناء بمفرده، لكن يمكن ربط جزيئات التربة المريخية بواسطة مواد تفرزها تلك الكائنات الحية، هذه المواد تُحوّل التربة إلى مادة صلبة يمكن تشكيلها.
ويمكن للفطريات الخيطية، أن تنتج مواد لاصقة حيوية بشكل كبير، تتحمل الظروف القاسية على سطح المريخ (مثل الإشعاع والحرارة)، أما البكتيريا الزرقاء المخضرة فتقوم بعملية البناء الضوئي، وتنتج الأوكسجين والمغذيات اللازمة للفطريات، كما ترفع تركيز كربونات الكالسيوم (اللازمة لصلابة المادة).
ويعتقد العلماء، أن هذا النظام الحيوي هو الأفضل لحالة المريخ، لأنه ذاتي النمو، أي لا يحتاج إلى تدخل بشري مستمر، كما أنه يعمل فقط بالضوء والهواء والماء والتربة مريخية، وكلها متوافرة على المريخ.
إعلانكما أن هذا النظام يخلق مواد بناء صلبة يمكن استخدامها في طباعة المنازل والمباني والأثاث، ومن ثم لا حاجة لنقل مواد من الأرض، مما يُقلّل التكاليف بشكل هائل.
وحاليا، يعمل الفريق على صنع "حبر مريخي" باستخدام التربة المعدّلة بالكائنات الحية، يمكن أن يدخل هذا الحبر في الطابعات ثلاثية الأبعاد، ومنه يمكن طباعة الجدران والهياكل مباشرة على سطح الكوكب.
يعمل الفريق كذلك على اختبارات في بيئات شبيهة بالمريخ على الأرض، وحاليا يجري العمل على تطوير نماذج أوّلية لطباعة أبنية صغيرة، بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة.
استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد يساعد في بناء مستعمرات مريخية ذاتيًا، دون إرسال بشر. أما استخدام الموارد المحلية على المريخ، فهو مبدأ أساسي لاستدامة أي حياة هناك، يجعل الاستكشاف طويل الأمد للمريخ أمرًا ممكنًا.