سلمت الزكاة للفقير ثم أردت شراءها منه هل يجوز؟ دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم شراء الزكاة بعد التسليم للفقير؟ فأنا صاحب محل تجاري أُخرج زكاة مالي حبوبًا لمستحقيها، ثم يأتيني أحد المستحقين لبيع ما أخَذَه، فأشتريه منه بأقل من ثمنه الحقيقي؛ فما حكم ذلك؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه يجوز لـمَن أعطيت له الزكاة حبوبًا أن يبيعها لمن أعطاها له، إذا كان البيع بثمن المثل أو أعلى منه.
وتابعت: إن كان البيع بأقل من ثمن المثل حياء أو مراعاة لكون المشتري هو صاحب الزكاة قَبْلًا، فيحرم حينئذ البيع والشراء، لما فيه من مخالفة المقصد الأسمى من الزكاة وهو سد حاجة المستحق، وتملكه لها تملكًا تامًّا مع إطلاق التصرف فيها من غير محاباة المزكِّي أو الحياء منه.
واستشهدت دار الإفتاء بما رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: حملت على فرس في سبيل الله، فابتاعه أو فأضاعه الذي كان عنده، فأردتُ أن أشتريه، وظننتُ أنَّه بائعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «لا تشتره وإن بدرهم، فإن العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه».
وقد اختلف الفقهاء في حكم شراء الإنسان الصدقة ممن تصدق بها عليه، بناء على دلالة الحديث السابق، فذهب المالكية في المشهور عندهم والشافعية والإمام أحمد في رواية إلى جواز الشراء لكن مع الكراهة، وحملوا النهي الوارد في الحديث على الكراهة لا التحريم.
وذهب الحنفية والأوزاعي إلى القول بأن شراء الصدقة ممن تصدق إليه جائز ولا كراهة فيه؛ لأنه استبدال وليس برجوع.
وذهب بعض المالكية والحنابلة في الصحيح عندهم إلى حرمة شراء الصدقة ممن تصدق إليه، وقالوا إن النهي الوارد في الحديث إنما هو للتحريم لا الكراهة، ومن ثم فيحرم شراء المزكي زكاته ممن أداها إليه.
وأمَّا على قول من قال بالكراهة فالبيع لا يفسد عندهم لكون الكراهة لا تقتضي الفساد على قول الأكثرين.
وتابعت: ومُدْرَك النهي في شراء الصدقة ممن أعطيت إليه، أَنَّ في شرائه لها وسيلة إلى استرجاع شيء منها؛ لأن الفقير يستحي منه، فلا يساومه في ثمنها، وربما رخصها له طمعا في أن يدفع إليه صدقة أخرى، وربما علم أنه إن لم يبعه إياها استرجعها منه أو توهم ذلك، وما هذا سبيله ينبغي أن يجتنب. والنهي عن شراء المتصدق الصدقة ممن أعطيت له إنما يشمل الزكاة الواجبة من باب؛ أولى لإطلاق اللفظ في الحديث ونصوص الفقهاء، فالنهي يشمل الصدقة المندوبة والواجبة، وقد ألحق الإمام مالك الزكاة بالصدقة في ذلك.
وأكدت أن الأَوْلَى بالاختيار هو القول القائل بجواز البيع والشراء، فهو استبدال وليس رجوعًا في الصدقة أو الزكاة، وذلك متى كان البيع بثمن المثل أو أعلى منه، فإن ظَهَر الحياء أو الرَّهبة مِن البائع أو الرغبة من المشتري وكان البيع بأقل مِن ثمن الـمِثْل فيحرم حينئذ؛ لأنَّ ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام، ولأنَّ في البيع بأقل من ثمن المثل وسيلة إلى استرجاع شيء منها لمسامحة البائع فيه رغبة أو رهبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزكاة الفقير الصدقة شراء الزكاة دار الإفتاء فتاوى الزكاة دار الإفتاء کان البیع
إقرأ أيضاً:
هل تجوز الصلاة على النبي بأكثر من نية؟.. الإفتاء تجيب
الصلاة على النبي من أفضل ما يردده المؤمن ويستعين به في طلب حوائجه، كما أنه عبادة أمرنا الله به في قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" وفي السطور التالية نتعرف على حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنيات متعددة.
حكم الصلاة على النبي بنيات متعددةوفي السياق قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع من حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنيات متعددة، ناصحا بالإكثار من ذكر الله، وأن والصلاة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم خاصة يوم الجمعة.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، في فيديو منشور على صفحتها عبر منصة يوتيوب، أن كثرة الصلاة على رسول الله تحقق للإنسان ما يرجوه لأن الصلاة على النبي تقوم مقام الأدعية التي كان العبد يدعو بها بل قد تزيد.
فضل الصلاة على النبيورد حديث يؤكد أنمن عجائب الصلاة على النبي أنها تفك الكروب وتزيل الهم، فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك». رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأحمد، وحسنه ابن حجر، و«الهم»: ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة ـ ويقصد بالحديث كما ذكر العلماء أنه إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة.
حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
الإفتاء: الإكثار من الصلاة على النبي عبادة عظيمة وأقرب القربات إلى الله
هل استبدال الصلاة على النبي عند الكتابة بـ "ص" حرام ؟ .. دار الإفتاء تجيب
أفضل صيغة للصلاة على النبي .. تفك الكروب وتزيد الأرزاق وتشفي من كل داء
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعدّ من أسهل الوسائل التي يمكن من خلالها نيل براءة من النار، ومن يلتزم بالصلاة على النبي 1000 مرة، يضمن بفضل الله براءة من النار والنفاق، ويمكن الحصول عليه بسهولة، حيث يمكن للمسلم أن يؤدي هذه الصلاة خلال نصف ساعة فقط من جلوسه في منزله، وأن هذا الأمر يتفوق على الحج المبرور الذي يتطلب جهدًا ومالًا وتحمّلًا للزحام والإنفاق.
وبعض الناس يحرصون على أداء 10000 صلاة على النبي يوميًا، باستخدام صيغ قصيرة لزيادة العدد، وأن النبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- علم الصحابة كيفية تعويض الأعداد الكبيرة بمجهود أقل من خلال الاستعانة بصيغ قصيرة وشاملة، والحديث المعروف عن السيدة أم سلمة، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلم إن ذكر الله بعبارات محددة يمكن أن يعادل أعدادًا كبيرة من الذكر، والعلماء في كتبهم مثل «دلائل الخيرات» و«الصلاة على النبي» يوصون بالصلاة على النبي بعدد يفوق الحصر، مع ذكر أعداد طبيعية مثل عدد قطر الأمطار والرمال، وذلك للاستفادة من الأجر العظيم بأقل جهد.