كبرنا، وبلغنا من النضج ما يجعلنا نُلقي رحالنا في “منطقة العقل”، حيث يخيّم الصمت، ويعلو صوت السلام على ضجيج الجدال. نختار السكينة على انفعالات الغضب، ونوفّر أرواحنا من عناء شرح ما لا يُفهم.
لم نعد في قلب الزحام… لا لأننا تعالينا، بل لأننا ابتعدنا عنه لنحافظ على صفاء قلوبنا.
صرنا نُشاهد الأشياء من الأعلى، نراقبها من مسافة آمنة، دون أن نحمل قلوبنا إلى طاولات النقاش، ودون أن نسأل “لماذا؟” أو “كيف؟”.
لقد أنفقنا من أرواحنا ما يكفي.
صرنا نمرّ… نبتسم… ونصمت.
لا عن ضعف، بل عن وعي ونضج، وحرص على راحة لم تعد تُشترى بالجدال ولا بالتفاصيل الصغيرة.
تلك التفاصيل التي كانت تعني لنا الكثير، أصبحت اليوم مجرد جسور نعبرها دون أن نلتفت.
سلّمنا أمرنا لله، وأدركنا أن الحياة ليست مسرحًا دائمًا، نشرح فيه أدوار الآخرين أو حتى دورنا.
نسامح… بقدر ما تستطيع قلوبنا، لا لأنهم يستحقون، بل لأن قلوبنا ما عادت تحتمل الأذى.
نسامح الأعداء؛ لأن الله كفيل بهم،
ونسامح الأحباب؛ لأننا لا نريد أن نخسرهم داخلنا، حتى وإن خسرناهم خارجنا.
تعلمنا أن كل لحظة تمضي… لا تعود.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
“مسنون خارقون” يحتفظون بعقول شابة وذاكرة قوية
فيما يعتقد كثيرون أن فقدان الذاكرة أمر حتمي مع التقدم في العمر، كشفت دراسة أمريكية امتدت على مدار 25 عامًا، عن فئة استثنائية من كبار السن تُعرف بـ”المسنين الخارقين”؛ وهم أشخاص تجاوزوا الثمانين ويتمتعون بذاكرة تضاهي من هم أصغر منهم بثلاثة عقود.
ووفقاً لشبكة ” فوكس نيوز” الأمريكية، قالت الدكتورة ساندرا وينتراوب، أستاذة الطب النفسي وعلم الأعصاب بجامعة نورث وسترن، إن مصطلح “المسنين الخارقين” لا يصف حالة مرضية، بل معيار أداء في اختبار الذاكرة، مشيرة إلى أن التراجع الإدراكي هو الشكوى الأكثر شيوعًا بين المسنين.
والدراسة التي شملت فحص 79 دماغًا لكبار السن بعد وفاتهم، كشفت اختلافات ملحوظة عن الأدمغة التي تشيخ بشكل طبيعي، حيث احتوى بعضهم على نسب منخفضة أو معدومة من بروتيني الأميلويد والتاو المسببين لمرض الزهايمر، فيما احتفظ آخرون بقدراتهم رغم وجود هذه البروتينات، ما يشير إلى مسارات بيولوجية متعددة للشيخوخة الدماغية.
كما بيّنت النتائج أن أدمغة “المسنين الخارقين” تتميز بعدم ترقق القشرة الدماغية، واحتوائها على أعداد أكبر من “خلايا فون إيكونومو” المسؤولة عن السلوك الاجتماعي، و”الخلايا الأنترورينالية” المرتبطة بتقوية الذاكرة. هؤلاء الأشخاص كانوا أيضًا اجتماعيين للغاية ويتمتعون بروابط شخصية قوية.
وأوصت الدراسة باتباع أسلوب حياة صحي، لأن “ما هو جيد للقلب جيد للدماغ”، عبر التغذية السليمة، النوم الجيد، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، علاج الأمراض الممكنة، والابتعاد عن التدخين.
وتؤكد الدراسة أن الحفاظ على صحة الدماغ ممكن حتى في عقد الثمانينيات من العمر.
سبق
إنضم لقناة النيلين على واتساب