دراسة تكشف العلاقة بين استهلاك السكر وأمراض القلب
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة أجراها فريق من العلماء بقيادة سوزان جانزي، مرشحة الدكتوراه في جامعة لوند، تأثير استهلاك السكر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين أنواع مختلفة من السكر والمخاطر القلبية الوعائية.
ولتقييم تأثير تناول السكر على صحة القلب، استخدم العلماء بيانات من دراستين طويلتي الأمد شملت أكثر من 69000 شخص.
وأظهرت الدراسة أن تناول الحلوى باعتدال قد لا يشكل المخاطر الصحية نفسها التي تشكلها المشروبات الغازية المحلاة. وفي الواقع، ارتبط تناول الحلوى بشكل محدود بنتائج صحية أفضل من عدم تناولها على الإطلاق. وقد يكون ذلك بسبب أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات قليلة جدا من السكر ربما يتبعون أنظمة غذائية مقيدة أو لديهم حالات صحية تتطلب تقليل السكر.
وبينما تبين أن تناول السكر المفرط بشكل عام يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب، فقد أظهرت النتائج أن هذه المخاطر تتفاوت بحسب نوع السكر المستهلك. وتبين أن المشروبات الغازية والمحلاة، التي تحتوي على سكريات سائلة، تشكل أكثر المصادر ضررا للصحة، حيث تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية وفشل القلب.
وقالت جانزي: "السكر السائل في المشروبات المحلاة يسبب شعورا أقل بالشبع مقارنة بالأطعمة الصلبة، ما يزيد من احتمال تناول كميات أكبر من الطعام والشراب، ما يؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك". وأضافت أن مشروبات السكر غالبا ما تُستهلك بانتظام، بينما يتم تناول الحلوى في المناسبات الاجتماعية أو الخاصة.
وأشار العلماء إلى أن هذه النتائج قد تكون مرتبطة بالعادات الغذائية الثقافية، حيث أن الدراسة أجريت على سكان سويديين. وعلى سبيل المثال، في الثقافة السويدية، يوجد عادة اجتماعية تعرف باسم "فيكا"، وهي فترات راحة لتناول القهوة والمعجنات، وهو ما قد يؤثر على سلوكيات استهلاك السكر. وقد تختلف هذه النتائج في ثقافات غذائية أخرى حيث لا تكون هذه العادات راسخة.
وتوصلت الدراسة إلى أن تناول السكر بشكل معتدل، خاصة في شكل حلوى بين الحين والآخر، قد لا يكون ضارا لصحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، يجب توخي الحذر من الإفراط في تناول السكر، خاصة عبر المشروبات الغازية المحلاة التي تمثل أكبر مصدر خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السكر أمراض القلب والأوعية الدموية صحة القلب المشروبات الغازية المشروبات الغازیة تناول السکر
إقرأ أيضاً:
أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
أبوظبي( وكالات)
كشفت دراسة حديثة نتائج غير متوقعة حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين، حيث أظهرت أن استخدام هذه الأدوات لا يؤدي بالضرورة إلى تسريع العمل، بل قد يتسبب أحيانًا في بطء الأداء.
أكد باحثون يدرسون دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات، أن إنتاجية وكفاءة مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر الذين يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم أقل من الذين لا يستخدمون هذه الأدوات التي يتم الترويج لها بكثافة.
وبحسب فريق الباحثين التابع لمركز أبحاث تقييم ومخاطر النماذج "إم.إي.تي.آر"، فإنه بعد تجربة عشوائية محكمة شملت 16 مطورا قاموا بسلسلة من المهام النموذجية التي تتطلبها وظائفهم، مثل تصحيح الأخطاء اكتشفوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي جعل المطور يستغرق وقتا أطول بنسبة 16% لإنجاز المهمة التي ينجزها زميله الذي لا يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي.
يأتي ذلك في حين يعتمد المبرمجون على أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة بهدف زيادة إنتاجيتهم.
وفي مايو الماضي أصدرت شركة أوبن أيه.آي المطورة لمنصة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي وكيل ذكاء اصطناعي لهندسة البرجمة يسمى "كود إكس" لمساعدة مطوري البرمجيات في عملهم. لكن مركز أبحاث إم.إي.تي.آر غير الهادف للربح والموجود مقره في كاليفورنيا قال إن وكيل الذكاء الاصطناعي كود إكس أدى إلى انخفاض سرعة عمل المبرمجين ولم يزيدها، في حين كان المطورون يتوقعون زيادة سرعة الإنجاز بنسبة 25% عند استخدام هذه الأداة.
ولم يكن "البطء الكبير" نتيجة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة مخالفا لمعتقدات المطورين وتوقعات الخبراء فحسب، بل كانت "الفجوة بين التصور والواقع" "لافتة للنظر"، وفقا للباحثين.
نتائج الدراسة
ومن أبرز نتائج الدراسة اكتشاف أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كان يعوق عملهم، فإن المطورين الذين استخدموه في عملهم اعتقدوا أنه "زاد من سرعتهم بنسبة 20%"، وفقا لفريق الدراسة.
وقال فريق معهد إم.إي.تي.آر الذي أعد الدراسة إن المطورين الذين شملتهم الدراسة "أخطأوا في تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاجيتهم".
في الوقت نفسه لم ينف الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة للمبرمجين، بل قالوا إنه قد يكون مفيدا للمطورين الأقل خبرة أو أولئك الذين "يعملون في قاعدة بيانات غير مألوفة".
وتؤكد نتائج هذه الدراسة، بحثا آخر نشرته جامعة ستانفورد في وقت سابق من العام الحالي، وأظهر أن الذكاء الاصطناعي يعوق بشكل كبير العمال ذوي الخبرة، بينما يعزز من هم أقل مهارة.
وقال الباحثون إن آثار الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية "تختلف اختلافا كبيرا" بناء على مستوى مهارة وكفاءة المستخدم، فيضر بكفاءة ذوي الخبرة والمهارة ويحسن كفاءة المبتدئين والأقل مهارة وخبرة.
بالرغم من الإمكانات الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات البرمجة، تشير الدراسات إلى أن تأثيره على إنتاجية المبرمجين ليس دائمًا إيجابيًا أو مباشرًا. فبينما يساهم في تسريع بعض المهام الروتينية، قد يؤدي في حالات أخرى إلى بطء في الأداء نتيجة الاعتماد الزائد أو الحاجة لتصحيح المخرجات. عليه، فإن الفائدة الحقيقية من أدوات الذكاء الاصطناعي تتوقف على طريقة استخدامها، وخبرة المبرمج، ومدى ملاءمة الأداة للسياق البرمجي. ومن هنا، تظل الحاجة قائمة لمزيد من الدراسات والتقييمات الدقيقة لفهم الأثر الكامل لهذه التقنية المتقدمة.