بعد يوم واحد فقط من تغيير نظام الحكم في سوريا، شنت إسرائيل أعنف قصف جوي على مواقع الجيش السوري بواسطة 350 طائرة استهدفت نحو 320 هدفاً، ودمرت نحو 80% من قدراته، وذلك يعني عملياً أن سوريا أصبحت دون عتاد عسكري، وأي بلد دون جيش مجهز يصبح في مهب الريح، ولذلك استولت إسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان بكامل حريتها وتوغلت قليلاً بعدها.
يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، إن نية إسرائيل واضحة بمنع أي تهديد قادم من سوريا، فأي تهديد كان يتوقعه من بلد في حالة فراغ لم يبدأ التقاط أنفاسه بعد، ولا توجد فيه الآن دولة تملك قراراً يمكن أن يهدد أضعف طرف مجاور.
الغريب في الأمر، أنه لم يحرك ساكناً لدى المجتمع الدولي، إلى الآن المملكة فقط من أصدرت بياناً رسمياً واضحاً ومباشراً يدين ما حدث ويؤكد على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها. لكن الأغرب من موقف المجتمع الدولي هو أننا لم نسمع موقفاً من إدارة التغيير في سوريا، على الأقل يعبر عن الرفض لما فعلته إسرائيل، على طريقة فليسعد النطق إن لم يسعد الحال، وذلك أضعف الإيمان.
هذا الوضع يتحول من غريب إلى مريب، إذا وضعنا حلقات السيناريو في سياق متصل منذ بدايتها وصولاً إلى الصمت على الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لسيادة سوريا على أرضها وتدمير قدرات جيشها، في الوقت الذي تسلمت فيه فصائل المعارضة، أو هيئة تحرير الشام تحديداً زمام الأمور.
بكل تأكيد فإن إدانة العدوان الإسرائيلي لن تكون محل خلاف لدى السوريين مهما كانت الاختلافات بينهم، والإدانة وحدها لو جاءت لا تعني بحال من الأحوال تهديداً لإسرائيل، هذه الحقيقة تعرفها إسرائيل قبل أي طرف آخر، لكنها تمثل موقفاً وطنياً وأخلاقياً، فلماذا لم يتخذه القائمون على أمر سوريا الآن؟
المسألة ليست مجرد رغبة لاستحضار نظرية المؤامرة بخصوص ما يحدث دون سبب أو مبرر، لكنه سيناريو يُجبر أي متابع على إثارة التساؤلات، سقوط المدن السورية تباعاً كأحجار الدومينو بسرعة قياسية وصولاً إلى دمشق على أيدي فصائل مسلحة كانت وزعيمها مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية، مغادرة مفاجئة للرئيس السابق وتنصل حلفائه من دعمه، اختفاء دور الجيش أو عدم وجوده فعلياً، انقضاض إسرائيلي سريع وشرس على بنية الجيش وانتهاك للأراضي السورية، صمت دولي وداخل جهاز إدارة المرحلة، فماذا يحدث بالفعل، وماذا تم ترتيبه في سورية، وهل نكتشف ذات يوم، لا قدر الله، أن سوريا تخلصت من كابوس لتدخل مرحلة كابوس أسوأ وأخطر، لا سيما والأمر واضح بالنسبة لمخطط الشرق الأوسط الجديد، الذي يراد لإسرائيل أن تكون القوة الأبرز فيه، وتحقيق حلمها التأريخي بالتوسع في الأرض العربية.
هل نحن إزاء تغيير إيجابي حقيقي في سوريا يبعث التفاؤل بمستقبلها، أم أن هناك فصلاً جديداً من المخطط التدميري للمنطقة؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا
إقرأ أيضاً:
بالفيديو: هتافات مؤيدة لغزة في سوريا تستنفر إسرائيل
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المنظومة الأمنية في تل أبيب عقدت خلال الساعات الماضية سلسلة نقاشات شاركت فيها جهات رفيعة المستوى، وذلك لبحث دلالات مقاطع الفيديو التي نُشرت من سوريا وتُظهر عناصر من الجيش السوري وهم يرددون هتافات معادية لإسرائيل ومؤيدة ل غزة ، خلال عروض عسكرية نُظّمت إحياءً لذكرى سقوط نظام الأسد.
وبحسب الإذاعة، من المتوقع أن تُقدم إسرائيل على اتخاذ خطوات رسمية تجاه دمشق، من بينها نقل رسائل شديدة اللهجة إلى النظام السوري والمطالبة بتوضيح الموقف وإدانة الشعارات التي ظهرت في العروض العسكرية.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن المؤسسة الأمنية تنظر إلى النظام السوري بـ"قدر عالٍ من التشكيك"، مضيفًا: "نتعامل مع النظام السوري وفق مقاربة: التشكيك ثم التشكيك بهم. ننظر إليهم بكثير من الريبة، وطبيعة هذا النظام بنظرنا جهادية متطرفة، ولا يختلط علينا الأمر في تقييمنا لهم".
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تتابع التسجيلات وتداعياتها عن كثب، معتبرًا أن ظهور مثل هذه الهتافات في مناسبات رسمية "قد يشير إلى تغيّر في رسائل النظام أو محاولة لاستثمار الأوضاع الإقليمية".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية موقع عبري: سلسلة قرارات أميركية مهمة بشأن غزة قريبا لن نسمح بهذا الأمر - نتنياهو: حماس تخرق وقف إطلاق النار واشنطن وتل أبيب تبحثان ترتيبات "المرحلة الثانية" في غزة الأكثر قراءة استشهاد صحافي وشابين برصاص وقصف إسرائيلي في قطاع غزة الأمم المتحدة : تدمير 90% من محطات المياه في غزة يهدد آلاف العائلات هولندا: مساهمة بشرية لدعم مركز التنسيق المدني في غزة أكثر من 220 انتهاكا للاحتلال في القدس خلال نوفمبر عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025