خطيب المسجد النبوي: الشيطان يسعى إلى تحزين المؤمن وإثارة همومه وغمومه وأحزانه
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، أن الله تعالى يبتلي عباده بالهموم وبالشدة والضراء، داعيًا إلى الرضا بأقدار الله، والحرص على دفع تلك الهموم بحزم وعزم، وعدم الاستسلام لها والاسترسال في طريقها.
طبيعة الإنسان متغيرة وأحواله متقلبة
وبيّن الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي، أن طبيعة الإنسان متغيرة، وأحواله متقلبة، فمن سرور وأفراح، إلى أحزان وأكدار وأتراح، ومن يسر وعطاء ونعم، إلى ضيق وحرمان ونقم، ومن صحة وعافية وسلام، إلى أمراض وأسقام وآلام، كل ذلك مما يستوجب على المؤمن الحمد والشكر على الخير والنعم، والحمد والصبر على البلاء والنقم، فلله الحمد على كل حال، وله الحمد على ما قضى، وله الشكر على ما أنعم به وأعطى.
وذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستعيذ بالله من الهم والحزن، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال" رواه البخاري.
وبيّن أن الهمّ أحزان، وضيقٌ في الصدر، وانقباضٌ المزاج، وقلقٌ وتوتّر عصبي، وحِدّة وكآبة وتفكير سلبي، وعملية استنزاف للقوى البدنية والعقلية، كما أن الهم نصف الهرم، وسبب المرض والسقم، وجالب الخمول والكسل، والضعف والفشل، وخيبة الأمل، وداء عضال، ومقتٌ ووبال، وكآبة وتوتر وانفعال، واضطراب وأوهام.
حكم من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات.. احذر من العقوبة الربانية
حكم تصدق الزوجة من مال الزوج بدون إذن.. الإفتاء توضح
وأضاف أن الشيطان يسعى إلى تحزين المؤمن، وإثارة همومه وغمومه وأحزانه، قال تعالى: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
ولفت إلى أن الشيطان قد يستدرج الإنسان، فيؤزه إلى هاوية الهموم والغموم والأحزان، فيضيق صدره، ويضيع وقته، ويضل تفكيره، ويتعكر مزاجه، ويفقد صوابه، ويستنزف قواه وطاقته، ويفقد سعادته وراحته، ويخيب منه الأمل، ويتردى في أوحال الكسل، ويتقاعس عن العمل، ويصده عن النشاط والبذل، ويسترسله القلق والتوتر، فيغشاه العبوس والكآبة، واليأس والقنوط والإحباط.
ونبّه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله جل وعلا، يبتلي عباده بالسراء والضراء، وبالشدة والرخاء، إما لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وإما أن يكون الابتلاء بسبب المعاصي والذنوب وعدم المبادرة إلى التوبة، قال تعالى: "وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ" .
واستطرد: أن الرضا بالقضاء من موجبات السعادة والفرج، والسخط من موجبات الشقاء والبلاء والحرج، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رواه الترمذي.
وألمح إلى أن الرضا يوجب سعادة وطمأنينة في البال، وراحة في النفس، وانشراحًا في الصدر، وعدم الرضا يوجب الهموم والغموم والأحزان، والقلق والأرق وعدم الاطمئنان، ولن يفرج الهم مصيبة، ولن ينفس الحزن كربة.
وأردف: أن من أسباب انشراح الصدر وزوال الهموم والغموم والأحزان، الهداية والإيمان، وتوحيد الله الواحد الديان، قال تعالى: " أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" وكلما ازداد الإنسان إيمانًا وتوحيدًا ازداد صدره انشراحًا، ومن أسباب انشراح الصدر وزوال ضيقه وهمومه وغمومه ملازمة ذكر الله وتلاوة القرآن، والدعاء ومناجاة الله لرفعه، ومن أسباب السرور والابتهاج وانشراح الصدر وذهاب الهم والغم والحزن الأعمال الصالحة، فالبر والتقوى والإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف يدفع الله بها الهموم والغموم، وكذلك كثرة السجود والاستغفار، وملازمة ذكر الله الواحد القهار، وكثرة التسبيح وقراءة القرآن، والتضرّع إلى الله، والإقبال عليه جلّ جلاله، واللجوء إليه، والتوكّل عليه سبحانه في كل الأمور والاستعانة به في كل حال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم المزيد صلى الله علیه وسلم المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحرص على قول "إن شاء الله" هو من أعظم صور استحضار الله تعالى في تفاصيل الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن ثوابها كبير لأنها تعكس حضور القلب مع الله وتعلق القلب بمشيئته.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "إن شاء الله، مش مجرد لفظ، وإنما عبادة ومعنى عميق يدل على اليقين والتوكل، "ربنا بيحب تحضره في كل حاجة: في المشوار، في الوعد، حتى لما حد يضايقك، قول لا حول ولا قوة إلا بالله، دي عبادات بتقربك من الله".
هل الحسد مدمر؟.. الشيخ خالد الجندي ينصح: داري على شمعتك تقيد
الشيخ خالد الجندي: 4 عبادات للمحافظة على القلب من الفتن
الموت لن ينتظرك.. خالد الجندي يروي قصة واقعية عن مصير من يؤجل التوبة
الشيخ خالد الجندي للشباب: انتهزوا هذه الفرصة يوم عرفة
الشيخ خالد الجندي: مبروك لمن اختاره الله للمغفرة يوم عرفة
وفروا فلوسكم.. الشيخ خالد الجندي: هؤلاء حجهم باطل
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا الحضور القلبي هو الذي يجعل الإنسان مطمئنًا عند وقوع أي مكروه أو تأخر في الأمور، مضيفا: "لو حصل شيء لا يسرك، فاعلم أنه لصالحك، سيدي ابن عطاء الله بيقول: ما منع عنك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليرضيك، فثق أن في ثنايا المحنة منحة، وفي خفايا البلاء جزاء".
وتابع الشيخ خالد الجندي "المذكور الوحيد اللي يحضر إذا ما ذُكر هو الله.. واللي يذكر ربنا، ربنا يكون معاه.. فحضروا ربنا في كل لحظة.. ومش هتندموا أبداً".
الشيخ خالد الجندي: استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمانأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحديث عن النعم قبل وقوعها بشكل علني قد يعرّض الإنسان إلى الحسد ويمنع الأرزاق، مشيرًا إلى أهمية الكتمان كوسيلة شرعية وواقعية للحفاظ على النعم المنتظرة.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "زي ما بنقول عندنا كده: داري على شمعتك تِقيد.. وده متفق مع صحيح العقيدة.. النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان)".
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن إعلان بعض الأمور الخاصة بشكل مبالغ فيه، خصوصًا ما يتعلق بالرزق أو الجوائز أو المنح، قد يفتح باب الحسد من الناس، موضحا: "لو واحد رايح بكرة ياخد مليون جنيه مثلاً، مش لازم يقول لكل الناس، ده ممكن اللي بيسمعه يزعل أو يتحسد أو حتى يحسبه ويكرهه في النعمة اللي هو فيها".