الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحرص على قول "إن شاء الله" هو من أعظم صور استحضار الله تعالى في تفاصيل الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن ثوابها كبير لأنها تعكس حضور القلب مع الله وتعلق القلب بمشيئته.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "إن شاء الله، مش مجرد لفظ، وإنما عبادة ومعنى عميق يدل على اليقين والتوكل، "ربنا بيحب تحضره في كل حاجة: في المشوار، في الوعد، حتى لما حد يضايقك، قول لا حول ولا قوة إلا بالله، دي عبادات بتقربك من الله".
هل الحسد مدمر؟.. الشيخ خالد الجندي ينصح: داري على شمعتك تقيد
الشيخ خالد الجندي: 4 عبادات للمحافظة على القلب من الفتن
الموت لن ينتظرك.. خالد الجندي يروي قصة واقعية عن مصير من يؤجل التوبة
الشيخ خالد الجندي للشباب: انتهزوا هذه الفرصة يوم عرفة
الشيخ خالد الجندي: مبروك لمن اختاره الله للمغفرة يوم عرفة
وفروا فلوسكم.. الشيخ خالد الجندي: هؤلاء حجهم باطل
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا الحضور القلبي هو الذي يجعل الإنسان مطمئنًا عند وقوع أي مكروه أو تأخر في الأمور، مضيفا: "لو حصل شيء لا يسرك، فاعلم أنه لصالحك، سيدي ابن عطاء الله بيقول: ما منع عنك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليرضيك، فثق أن في ثنايا المحنة منحة، وفي خفايا البلاء جزاء".
وتابع الشيخ خالد الجندي "المذكور الوحيد اللي يحضر إذا ما ذُكر هو الله.. واللي يذكر ربنا، ربنا يكون معاه.. فحضروا ربنا في كل لحظة.. ومش هتندموا أبداً".
الشيخ خالد الجندي: استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمانأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحديث عن النعم قبل وقوعها بشكل علني قد يعرّض الإنسان إلى الحسد ويمنع الأرزاق، مشيرًا إلى أهمية الكتمان كوسيلة شرعية وواقعية للحفاظ على النعم المنتظرة.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "زي ما بنقول عندنا كده: داري على شمعتك تِقيد.. وده متفق مع صحيح العقيدة.. النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان)".
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن إعلان بعض الأمور الخاصة بشكل مبالغ فيه، خصوصًا ما يتعلق بالرزق أو الجوائز أو المنح، قد يفتح باب الحسد من الناس، موضحا: "لو واحد رايح بكرة ياخد مليون جنيه مثلاً، مش لازم يقول لكل الناس، ده ممكن اللي بيسمعه يزعل أو يتحسد أو حتى يحسبه ويكرهه في النعمة اللي هو فيها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي استحضار الله عبادة عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة الشیخ خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
اقطف ثمرة العبادة
كتب - ماجد الندابي
لقد أمرنا الله عز وجل بأداء العبادات التي افترضها علينا، وأمر أن تكون خالصة لوجهه الكريم، فجعل للإسلام أركانا لا يقوم إلا بها، وجعل لكل عبادة مقصدا وغاية، لا يكتمل أثرها إلا بتحقيقها في واقع حياة المسلم، فالعبادات وسائل ربانية لإصلاح القلب، وتقويم السلوك، وتعميق الصلة بالله تعالى، ولأن الله لطيف بعباده، فقد دلّهم على ثمار هذه العبادات، التي من خلالها يدرك العبد إن كان قد أدّاها على الوجه الذي يرضي الله ويتقبّلها منه، وقد جاء ذكر هذه الثمار في كتاب الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لتكون علامات هادية، نتبين من خلالها صحة أعمالنا وقبولها.
فالعبادة في حقيقتها غرس في أرض القلب، تسقى بنية خالصة وخشوع صادق، وتثمر تزكية وصلاحا وإيمانا، ولهذا فإننا مطالبون بالتفكر في أثر هذه العبادة، والنظر في ثمرتها، لنتحقق من صدق التوجه، وصحة الطريق، وإخلاص الوجهة إلى الله وحده.
فلو أتينا إلى عبادة الصلاة فلا بد لك أن تتبين أثرها فيك، وتتذوق ثمرتها، فالله في كتابه العزيز أخبرنا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فقال تعالى في سورة العنكبوت «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ»، فإذا وجدت أن صلاتك لا تنهاك عن الفواحش والمنكرات، فيجب عليك أن تعيد النظر في تلك الصلاة، وتكون على وجل من أن الله لم يتقبلها لأسباب أنت تعلمها، فالإنسان على نفسه بصيرة، ربما يكون السبب في عدم حضور القلب وعدم الخشوع في الصلاة، وإنما تمت تأديتها بالحركات فقط من غير استحضار لعظمة الخالق الذي تقف بين يديه لتأدية هذه الفريضة التي تعتبر ركنا من أركان الإسلام وهي الفيصل بين المسلم والكافر فمن تركها فقد كفر.
كما ينبغي على الإنسان أن يكون حريصا على الإتيان بأركان الصلاة وشروطها ويكون على اطلاع بمبطلات الصلاة، وأن يحيط علما بهذه العبادة من خلال القراءة والاطلاع والسؤال، وأن يصليها في أوقاتها في جماعة، فهي أداة تزكية للنفس، وهي صلة بين العبد وربه تجعله أكثر خوفا وحذرا من أي يقع في ما يغضب الله.
وإذا انتقلنا إلى عبادة أخرى لنتبين ثمرتها وهي عبادة الصوم، فقد بين الله عز وجل في كتابه العزيز الثمرة التي ينبغي على الصيام أن ينتجها وتتبين صحة صيامك من خلال أثرها في النفس، فقد قال ربنا عز وجل في كتابه العزيز: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، فهذه العبادة رغم انه يجود بها جانب بدني يتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب إلى أنها أيضا عبادة باطنية، تخاطب السرائر، وتؤدى في صمت الجوارح، لكنها يفترض أن تثمر التقوى في قلب المسلم فيصبح أرق قلبا وأسرع استجابة لأوامر الله، كما أنها تورث المراقبة الدائمة لله تعالى، فالتقوى هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فتلتزم بأوامره وتجتنب نواهيه.
ومن العبادات التي ذكر الله ثمرتها في كتابه هي عبادة الزكاة، فقال تعالى في سورة التوبة: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا»، فالزكاة والصدقة هي تطهير من دنس الشح، وتزكية للنفس من أدران الأنانية، وتربية للقلب على البذل والتعاطف، فإن أنفقت، ثم ازددت حبا للمال وبخلا، فأنت لم تخرج الزكاة من قلبك، وإن تصدّقت ثم منّنت وأتبعت أذاك، فقد ضيعت الأثر.
ومن أعظم ثمار الصدقة أن يرى العبد أثرها في سعة رزقه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما نقص مال من صدقة»، كما أن لهذه العبادة دورا كبيرا في تفريج الكرب وفي معافاة البدن، فقال عليه الصلاة والسلام: «داووا مرضاكم بالصدقة»، كما سيلاحظ السعادة الغامرة التي تملأ روحه وحياته جراء البذل والعطاء.
ولو أتينا إلى العبادة العظيمة التي افترضها علينا الله مرة واحدة في العمر على حسب القدرة والاستطاعة وهي عبادة الحج، لوجدنا أن ثمارها كثيرة منها ما هو مادي ومنها ما هو روحي، فعندما يبلغ الحج ذروته بالوقوف بعرفة، والالتجاء إلى الله في ذلك اليوم العظيم الذي يعتبر من أعظم أيام الله، فالله أوضح مجموعة من المحاذير التي يجب أن يلتزم بها الحاج لينال ثمرة الحج فقال:«فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ»، فهو مدرسة لتزكية النفس وإرجاعها إلى فطرتها وصفائها ونقائها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه»، فهو يرجع طاهرا من الذنوب، خفيفا من الأوزار، مملوءا بمحبة الله وتعظيم شعائره.
ومن العبادات الجليلة التي ينبغي على المسلم أن يتلمس فيها الثمار الروحية هي عبادة الدعاء، التي يظهر فيها المسلم افتقاره الكامل لله عز وجل، كما أنه يطلب حاجته الدائمة من صاحب الملك والملكوت، ويظهر ذله وانكساره أمام ربه الكريم، فتتجاوز ثمرة الدعاء نيل المطالب والرغبات إلى ترسيخ الإيمان بأن الله قريب من عباده مجيب لدعائهم يسمع شكواهم ويعلم سرهم ونجواهم، فقال الله تعالى في سورة البقرة: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»، والعبد إن أكثر من الدعاء ووجد قلبه يزداد طمأنينة ويقينا، ووجد أثره في راحة النفس، واستقامة القلب، فقد قطف من هذه العبادة أعظم ثمارها، وإن تأخرت الإجابة، أو جاءت على غير ما أراد، فليعلم أن الله لا يرد يدي عبد رفعت إليه، وإنما يدخر له الخير، أو يدفع عنه الشر، أو يرفع له بها درجة.
ومن أعظم العبادات التي يغفل كثير من الناس عن أثرها: تلاوة القرآن، هذا الكتاب الذي جعله الله هدى ونورا وشفاء ورحمة، فقال: «إِنَّ هَذَا القُرءَانَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ»، وقال: «وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحمَة لِّلمِؤمنِينَ»، فمن قرأ القرآن فقلبه يتغير، ويجد في صدره سعة، وفي قلبه نورا، وفي سلوكه تقويما، فقد أصابت التلاوة موضعها، وأثمرت أثرها، أما من يقرؤه دون أن يهتز له قلب، أو ينهض له عمل، فليعلم أن بينه وبين كتاب الله حاجزا من الغفلة يجب أن يرفع. كما لا ينبغي أن نغفل عن عبادة عظيمة شرعت في كل حال، وورد في فضلها من النصوص ما لم يرد في غيرها، وهي: ذكر الله، فقد قال تعالى: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ» وقال: «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، فثمرة الذكر في أثرها الذي يظهر على القلب والجوارح، فإذا وجدت قلبك عند الذكر يخشع، ونفسك تسكن، ولسانك يطيب، وأخلاقك تلين، فقد أدركت سر الذكر، وذقت حلاوته.