موقع 24:
2025-06-03@18:17:49 GMT

هل يسقط النظام العراقي بعد سقوط النظام السوري؟

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

هل يسقط النظام العراقي بعد سقوط النظام السوري؟

لطالما كان تاريخا العراق وسوريا متشابكان بعمق، ويتشكلان من خلال الصراعات المشتركة، والموروثات الاستعمارية، وتحديات الحكم، وتظهر فيهما التعقيدات المحلية والجيوسياسية، مما يشكل مصائر أنظمته.

وفي العقود الأخيرة، شهد كلا البلدين اضطرابات داخلية هزت أسسهما.  ورغم أن العراق لم يشهد تقسيماً واضحاً كما في سوريا، إلا أن نظامه السياسي يتأرجح بشكل خطير على مقربة من مزالق مماثلة.

إن أوجه التشابه بين البلدين لا يمكن إنكارها، ويجب على العراق أن يتعلم دروسا حاسمة من الانهيار المأساوي في سوريا لتجنب مصير مماثل. إن بعض القضايا السياسية والاقتصادية يمكن أن تزعزع استقرار الحكومات الاستبدادية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انهيارها .
بدأ انزلاق سوريا إلى الفوضى مع احتجاجات الربيع العربي عام 2011، التي أشعلتها المطالبات بالإصلاح السياسي، ووضع حد للفساد، والمزيد من الحرية. وبدلاً من معالجة المظالم المشروعة، رد نظام بشار الأسد بالقمع. وأدى هذا النهج التعسفي إلى تفاقم الانقسامات، التي أدت إلى الحرب الأهلية. ثم تطور هذا الصراع إلى ساحة معركة بالوكالة بين القوى الإقليمية والدولية، وتسبب في خلق أزمة إنسانية، وتفتيت الدولة، وظهور الجماعات المتطرفة. وكان عجز النظام السياسي السوري عن التكيف مع احتياجات الشعب واعتماده على الاستبداد من الأسباب الرئيسة للكارثة.
وفي السياق العراقي نجد تحديات مماثلة حيث يواجه العراق، رغم أنه ليس في حالة حرب أهلية، العديد من نفس القضايا الأساسية التي ابتليت بها سوريا. فالفساد والحوكمة الضعيفة اللذين ابتلي بهما كلا البلدين قوضا ثقة الناس وأديا إلى خيبة الأمل على نطاق واسع.
في سوريا، ركزت المحسوبية لنظام الأسد الثروة في أيدي نخبة صغيرة، في حين كافح العديد من المواطنين مع الفقر والبطالة. كما أعاق العراق، على الرغم من ثروته النفطية الهائلة، الفساد المستشري وسوء الحكم وسوء الإدارة. ووفقًا لمنظمة الشفافية الدولية، يصنف العراق باستمرار من بين أكثر البلدان فسادًا على مستوى العالم، وتسبب ذلك في احتجاجات على سوء الخدمات العامة والفقر.
إن التوترات الطائفية والعرقية التي اتسم بها النظام السياسي العراقي، الذي يعتمد بشكل كبير على المحاصصة الطائفية، جذرت الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة الوطنية.
وكذلك في سوريا حيث اندلعت الحرب الأهلية بسبب القمع الطويل الأمد لفئات عديدة من المجتمع في ظل نظام بشار الأسد. وتعكس هذه الديناميكية التوترات العرقية والطائفية المستمرة في سوريا والعراق.
إن التدخلات الخارجية جعلت من سوريا ساحة معركة للقوى الدولية والإقليمية، حيث تتنافس دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا على النفوذ، وبالمثل يعاني العراق من تدخل خارجي سافر.
فالنفوذ الإيراني من خلال الميليشيات الولائية، والوجود العسكري الأمريكي، والتجاوزات التركية على الحدود العراقية يخلق توازنًا غير مستقر للوضع الداخلي العراقي. وكثيرا ما تؤدي هذه التدخلات إلى تفاقم الانقسامات المحلية وتآكل السيادة الوطنية.

كما شهد العراق وسوريا موجات من السخط الشعبي والاحتجاجات تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي ووضع حد للفساد.
في عام 2011 تحولت الاحتجاجات والمظاهرات في سوريا إلى حرب أهلية وحشية. وفي العراق، شهدت الاحتجاجات عام 2019 وما بعدها خروج الآلاف إلى الشوارع، مطالبين بإصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد. في حين قدمت الحكومة العراقية بعض التنازلات، مثل إقالة الوزارة وإجراء انتخابات جديدة، إلا أن المشاكل العميقة مازالت دون حل، مما زاد من استياء ونفور المواطنين .
لم يكن سقوط سوريا حتمياً. فقد كان نتاج نظام سياسي رفض الإصلاح، وأساء إدارة التنوع، واستخف بمطالب شعبه. ويخاطر العراق بالسير على نفس المسار إذا استمر في تجاهل الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار.
وعلى الرغم من أن العراق قد لا ينزلق إلى الفوضى التي اجتاحت سوريا، إلا أن البلاد ليست محصنة ضد عدم الاستقرار.
إن استمرار الفساد المنهجي وسوء الحكم والانقسامات الطائفية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات.
يتوجب على النخب السياسية في العراق أن تفهم بأن المحاصصة الطائفية والفساد، وكبت الحريات وقمع الأصوات المعارضة وانفلات الميليشيات الولائية سوف لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة. وإذا أرادت تجنب مصير النظام السوري، فعليها التحرك عاجلا لإعادة بناء الثقة، وتعزيز القانون، وتنفيذ الإصلاح السياسي الشامل لبناء نموذج حكم مستقل عن التدخلات الخارجية، مع إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية .
وعلى الزعماء السياسيين أن ينظروا إلى معاناة سوريا باعتبارها تحذيراً، وقد تكون العواقب مدمرة مثل تلك التي شاهدناها عبر الحدود.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد العراق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الأسباب التي أدت سقوط طائرة دلتا .. فيديو

خاص 

كشف التقرير المبدئي لحادث انقلاب طائرة طيران دلتا المروع والذي أُصيب على إثره العشرات من الأشخاص دون وفيات، أن الطائرة هبطت بشكل عنيف وبمعدل يتجاوز حدود الطائرة، مما أدى لانهيار منظومة عجلات الهبوط في الجهة اليمنى وانكسارها، الأمر الذي تسبب بانفصال جناح الطائرة الأيمن وانقلابها.

وبحسب التقرير، بلغ معدل الهبوط 1,100 قدم في الدقيقة، وهو معدل يتجاوز الحدود الآمنة للطائرة، وعند ملامسة المدرج كانت الطائرة مائلة إلى جهة اليمين، وهذا الأمر أدى لتحميل كامل قوة الارتطام على منظومة الهبوط في جهة اليمين.

وأضاف التقرير أن مساعدة القائد هي من كانت تقود الطائرة، وكان لديها 418 ساعة طيران على طائرات الـCRJ، وأشار التقرير لاحتمالية اتخاذها لبعض القرارات الخاطئة أثناء الهبوط.

وأشار التقرير أنه على الرغم من تنفيذها لاقتراب طبيعي، إلا أنها قامت بتقليل دفع المحركات “Throttle to Idle” قبل ملامسة المدرج بـ5 ثواني وعلى ارتفاع 150 قدم، ولم تقم برفع مقدمة الطائرة لتقليل معدل الهبوط.

وبحسب وسائل إعلام، لم يتدخل قائد الطائرة لم يتدخل أو يظهر أي ردة فعل، بالرغم من نظام تحذير الاقتراب الأرضي قد أصدر تنبيهات بسبب معدل الهبوط العالي “Sink Rate” قبل ملامسة الطائرة للمدرج، بالرغم من أن لديه خبرة طويلة، ويعمل كمدرب محاكاة، إلا أن عدد ساعات طيرانه الفعلية خلال آخر 30 لم تتجاوز 3 ساعات ونصف.

بعد انقلاب الطائرة، لم يتمكن القائد ومساعدته من فتح باب قمرة القيادة، وتم إنقاذهم بواسطة أحد الركاب عبر مخرج الطوارئ الموجود في سقف قمرة القيادة.

بالرغم من شدة الحادث، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة، وتم تأكيد 21 إصابة، وجزء من هذه الإصابات كانت بسبب تعرضهم للوقود المتسرب، فيما تم رش بعض الركاب برغوة الإطفاء أثناء محاولتهم للخروج من الطائرة.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/iSDvcOuOxew9Qs_3.mp4

أقرأ أيضا:

مشهد صادم يُظهر لحظة إنقلاب طائرة طيران دلتا.. فيديو

 

مقالات مشابهة

  • قراءة في تحولات العلاقة: الحوثيون ونظام الأسد.. من دعم تكتيكي إلى تحالف إقليمي .. قراءة تحليلية
  • رواتب الكورد في العراق.. حرب اقتصادية تنذر بـانهيار النظام السياسي
  • منذ سقوط الأسد .. آلاف السوريين يواصلون العودة إلى قراهم
  • وهم التعيين يسقط منتحلي صفة ضباط في الأمن الوطني العراقي
  • وثائق تؤكد احتجاز نظام الأسد للصحفي الأمريكي أوستن تايس
  • سوريا تحديات أمنية واقتصادية بعد 6 أشهر من عزل الأسد
  • الأسباب التي أدت سقوط طائرة دلتا .. فيديو
  • البورصة السورية تستأنف التداول لأول مرة منذ سقوط النظام
  • تشريعيات العراق.. هل تخرج التحالفات السياسية من عباءة الطائفية؟
  • تركيا.. تراجع ملحوظ في أعداد السوريين بعد سقوط نظام الأسد