خسائر حزب الله... عجّلت بسقوط الأسد
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
كتب رضوان عقيل في" النهار":يروي ديبلوماسي لم تكن بلاده بعيدة من التطورات الأخيرة وهو متابع جيد لمسار التطورات في سوريا منذ عام 2011 إلى اليوم، أنه كان ينتظر هذا النوع من النهايات لحزب البعث لكنه لم يكن يتوقع تهاوي الأسد بهذه السرعة، مع التوقف عند أن وسائل الدعم التي كان يتلقاها من الحلفاء انعدم تأثيرها وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي دفع "دائرة القرار" إلى العمل على طرده من دمشق وإزالة تماثيل حافظ الأسد في المحافظات.
أول المؤشرات على تراجع دعم الأسد تمثل في تراجع القدرات العسكرية لـ"حزب الله" في حربه مع إسرائيل التي تمكنت من شلّ قدراته العسكرية وتدمير الجزء الأكبر من ترسانة صواريخه ومسيّراته. هذا العامل كان في مقدّم الأسباب التي دفعت خصوم الأسد إلى الانقضاض عليه. ويشرح أحد السفراء أنه قبل أقل من أسبوعين جرى تفعيل غرفة العمليات في تركيا وهي تضمّ ضباطاً من الأتراك والأميركيين فضلاً عن المسؤولين عن جماعات المعارضة وأبرزها "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع صاحب التجربة العسكرية في حرب العراق والذي كان سجيناً عند الأميركيين.
وعند اتخاذ القرار بالهجوم على وحدات النظام السوري وجيشه بدءاً من حلب وتحريرها من جماعة الأسد كان المهاجمون يعملون بناءً على جملة من الوقائع على الأرض واستناداً إلى معلومات دقيقة أن في إمكان المهاجمين السيطرة على حلب أولاً ثم حمص وحماة ولو أنهم كانوا يتحسّبون لمواجهة صعبة وقتال مفتوح في دمشق، إلى أن كانت المفاجأة وهي طلب الأسد من جيشه عدم المواجهة وتسليم مواقعه لمجموعات المعارضة المسلحة في تدهور دراماتيكي لوحدات الجيش النظامية. وزاد الطين بلة على هذه المشهدية هروب الأسد وحفنة من مساعديه بطوافة إلى قاعدة حميميم الروسية ومنها إلى موسكو. وفي معلومات لـ"النهار" إن مقربين من الأسد أبلغوا مسؤولاً لبنانياً أنهم فوجئوا بمغادرة الأسد من دون أن يخبر أحداً من حلقته الأمنية بدءاً من وزير الدفاع السابق الذي اتصل بنفسه بقادة الألوية والوحدات العسكرية وطلب منهم الانسحاب وعدم الاشتباك مع المجموعات المسلحة.
وثمة أسباب عدة أدّت إلى تمكن المعارضة ونجاحها في إزاحة الأسد، يعدّدها سفير عربي على الشكل الآتي:
- عند ظهور علامات الضعف التي أرهقت جسم "حزب الله" أخذ خصوم الأسد وكل من لا يريده في السلطة يضيّقون عليه وخصوصاً بعد اغتيال إسرائيل السيد حسن نصرالله ولو أنه أخذ مسافة من عملية "طوفان الأقصى" ولم يلاق فريق "المحور" في معادلة وحدة الساحات التي بقيت حبراً على ورق ما عدا مشاركات خجولة من اليمن والعراق ومن إيران نفسها راعية فريق "الممانعة".
- تؤكد غرفة العمليات في تركيا ومن تضمّ في صفوفها والمدعومة من قطر (التي فتحت سفارة للمعارضة السورية رغم اعتراضات خليجية) أن الحزب لم يعد يستطيع القتال مع النظام ولذلك سارع إلى سحب مقاتليه من حلب وحمص والقصير وأماكن أخرى في دمشق فضلاً عن الإيرانيين الذين عجّلوا بالمغادرة على مستوى المستشارين وغيرهم تحسباً من الوقوع في أيدي المعارضة.
- تبيّن لغرفة عمليات المعارضة أن روسيا غير قادرة بدورها على المشاركة في مواجهة أكبر مع المعارضة ولو نفذت جملة من الغارات الجوية على أهداف في حلب وحمص لا أكثر. وجرى التوقف عند ترهّل ضبّاط الجيش السوري وجنوده حيث لم يتجاوز راتب العسكري ثلاثين دولاراً زائد أنهم في الأشهر الأخيرة لم يتناولوا من الطعام أكثر من البيض والبطاطا. وإضافة إلى كل ذلك، انعدمت روحية القتال عند هؤلاء وهم يشاهدون بعيونهم كبار الضباط والتجار من حلقة الأسد كيف ينهبون البلد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المعارضة الفنزويلية من أوسلو: انتقال السلطة سلمياً بعد مادورو حتمي
1- "مادورو سيغادر سواء بالتفاوض أو بدونه": ماتشادو تؤكد التركيز على انتقال "منظم وسلمي" في فنزويلا.2-أول ظهور علني بعد عام من الاختفاء: الحائزة على نوبل تُشيد بـ"الضغط الحاسم" من واشنطن على كاراكاس.3- المعارضة الفنزويلية تستعد لحكم ما بعد مادورو وتدعو الجيش للانصياع للسلطة المدنية الجديدة.أكدت زعيمة المعارضة الفنزويلية والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، ماريا كورينا ماتشادو، يوم الجمعة، أن الرئيس نيكولاس مادورو "سيغادر السلطة" سواء تم التوصل إلى اتفاق تفاوضي بهذا الشأن أم لا، مشددة على أن هدفها الأساسي حالياً هو تحقيق انتقال "منظم وسلمي" للسلطة في فنزويلا.
جاءت تصريحات ماتشادو القوية خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة النرويجية أوسلو، في أول ظهور علني لها منذ قرابة عام، بعد رحلة هروب محفوفة بالمخاطر غادرت فيها بلادها لتسلم جائزة نوبل التي منحتها لها اللجنة النرويجية تقديراً لـ "جهودها الدؤوبة في تعزيز الحقوق الديمقراطية في فنزويلا".
"الانتقال حتمي ولا رجعة فيه"أوضحت ماتشادو أنها تركز على بناء إطار عمل يضمن استقرار البلاد بعد رحيل النظام الحالي، ورفضت المخاوف من أن يؤدي سقوط مادورو إلى حالة من الفوضى أو حرب أهلية مشابهة لما حدث في دول مثل سوريا أو ليبيا.
وقالت ماتشادو، متحدثة باللغة الإسبانية: "الانتقال لا رجعة فيه... مادورو سيغادر السلطة، سواء من خلال التفاوض أو بدونه، ونحن نسعى لأن يكون هذا الانتقال منظماً وسلمياً". وأضافت أنها على ثقة بأن "الغالبية العظمى من القوات المسلحة والشرطة الفنزويلية ستطيع الأوامر والتعليمات الصادرة عن السلطة المدنية التي يختارها الفنزويليون بمجرد بدء المرحلة الانتقالية".
إشادة بالضغط الدولي وتخطيط للمستقبلأشادت ماتشادو بالإجراءات الدولية، وخاصة الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، معتبرة أن هذه الخطوات "كانت حاسمة للوصول إلى حيث نحن الآن، حيث أصبح النظام أضعف بكثير". وتأتي تصريحاتها في أعقاب الإعلان عن مصادرة ناقلة نفط فنزويلية خاضعة للعقوبات قبالة سواحل البلاد، بالإضافة إلى حشد عسكري أمريكي واسع النطاق في جنوب البحر الكاريبي.
وأكدت المعارضة الفنزويلية أن فريقها يعمل على وضع خطط مفصلة لـ "الأيام المئة الأولى" التي تلي مغادرة مادورو للسلطة، بهدف إعادة بناء المؤسسات، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في غضون عام من الانتقال. وتعهدت بأن الحكومة الجديدة "لن تضطر إلى مقاضاة سوى بضعة عشرات فقط من كبار مسؤولي النظام الحالي".
وتسلمت ابنة ماتشادو، آنا كورينا سوسا، جائزة نوبل للسلام نيابة عن والدتها يوم الأربعاء، بعد أن تعذر وصول ماتشادو في الوقت المناسب بسبب التحديات الأمنية والقيود المفروضة عليها من قبل سلطات كاراكاس التي تعتبرها "هاربة" إذا غادرت البلاد.