وفي صباه حفظ الطفل ياسين شيئا من القرآن الكريم، لكنه سرعان ما التحق بالمدرسة الفرنسية وبدأ يلتهم الأدب الفرنسي.

وكان المحتلون الأوروبيون يسمون ياسين -وكان والده محاميا- وأمثاله من أبناء العائلات المترفة بـ"الفرنسيين المسلمين"، وكان يلعب مع أقرانه في المدرسة الفرنسية "لعبة الحرب" وينخرط معهم، وأدرك أنه يختلف عن هؤلاء الأطفال.

وعرف ياسين أنه يختلف عن أقرانه الفرنسيين عندما رأى عام 1945 وهو في سن 16 دماء أبناء وطنه تسيل على أيدي المحتل الفرنسي، حيث قتل عشرات الآلاف من الجزائريين وكان مصيره هو السجن.

وبعد أن أكمل دراسته في أحد المعاهد، غادر ياسين لاحقا الدراسة إلى الأبد، ولقي حياة التشرد في مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري.

نشر المقالات والقصائد باللغة الفرنسية في مجلة كان يصدرها الكاتب والروائي الفرنسي المولود في الجزائر ألبير كامو. كما عمل ياسين في ميناء الجزائر العاصمة حمّالا للبضائع.

انتقل بعد ذلك إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهناك التقى بفتاة فائقة الجمال، وتواعدا واشترى وردة وانتظر لكن الفتاة لم تأت، فأهدى الوردة إلى جارته التي ردت عليه الوردة بوجبة، ثم صارت هذه السيدة أمّا للجزائريين تطعمهم وتغسل ثيابهم.

إعلان

كتب ياسين -الذي ولد عام 1929- روايته الشهيرة "نجمة" في نسختها الأولى، وعندما ذهب بها إلى الناشر، قال له "عندكم في الجزائر خرافا كثيرة، فلماذا لا تكتب عن الخراف؟".

ونشرت الرواية في فرنسا بالتزامن مع اندلاع الثورة الجزائرية بكل عنفوانها، ولوحق الكاتب في فرنسا، فذهب إلى إيطاليا حيث نشرت الرواية بالإيطالية، وأخذ في ميلانو يبحث عن أخبار الجزائر ثم من إيطاليا إلى تونس، حيث أُستقبل ياسين بحفاوة كبيرة.

وكتب ياسين رواية "نجمة" وهو في الـ28 من العمر، ثم لم يستطع أن يكتب مثلها أو أحسن منها.

وعاش الكاتب ليرى الجزائر حرة وقد انصرف عنها المحتلون، ليتوفى عام 1989.

17/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إبراهيم فايق: ‏يا كاتب التاريخ.. اكتب.. الهلال العظيم هزم السيتي برباعية

علق الإعلامي إبراهيم فايق على فوز الهلال السعودي على مانشستر سيتي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وكتب إبراهيم فايق: "‏مبروووووووك يا هلالي.. أي شرف هذا.. أي عظمة هذه.. أي مباراة هذه؟! أي ليلة هذه؟! أي مكسب هذا؟! وعلى أي منافس؟!

‏يا كاتب التاريخ.. اكتب.. الهلال العظيم هزم السيتي برباعية.. الهلال منذ تعديل النتيجة.. يتقدم ويتعادل السيتي. 

‏الهلال الفريق العربي الوحيد في دور الثمانية.. مبروووك لكل هلالي.. ‏مبروك للمملكة العربية السعودية تألق سفيرها الهلال.. ليلة تاريخيّة".

وفي مباراة تاريخية ستظل عالقة في أذهان الجماهير، حقق نادي الهلال السعودي فوزًا مثيرًا على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-3، ليحجز مقعده في ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025. 

اللقاء الذي جمع الفريقين على ملعب “كامبينج ورلد” ضمن منافسات دور الـ16، شهد إثارة كبيرة امتدت حتى الأشواط الإضافية.

بداية نارية من السيتي

دخل مانشستر سيتي اللقاء بقوة ونجح في تسجيل هدف التقدم مبكرًا عن طريق النجم البرتغالي بيرناردو سيلفا في الدقيقة 9، مستغلًا تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء أسكنها الشباك.

انتفاضة هلالية تقلب الموازين

رغم التأخر، عاد الهلال بقوة في الشوط الثاني، حيث أدرك ليوناردو التعادل في الدقيقة 46، قبل أن يضيف مالكوم الهدف الثاني في الدقيقة 52 بعد جملة هجومية منظمة.

ولكن فرحة الهلال لم تدم طويلًا، إذ أعاد إيرلينغ هالاند السيتي إلى أجواء اللقاء بهدف التعادل في الدقيقة 55.

دراما الأشواط الإضافية

ومع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، اتجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية. 

ومع انطلاقتها، تمكن المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي من تسجيل الهدف الثالث للهلال في الدقيقة 94 من كرة رأسية متقنة، إلا أن السيتي واصل محاولاته، ونجح فيل فودين في إدراك التعادل مجددًا بالدقيقة 104.

ليوناردو يُنهي القصة بهدف تاريخي

في الدقيقة 112، عاد ليوناردو ليسجل هدفه الشخصي الثاني والرابع للهلال، ليمنح “الزعيم” فوزًا تاريخيًا على بطل أوروبا، ويحسم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي وسط فرحة جماهيرية سعودية عارمة.

تأهل مستحق

بهذا الانتصار، يثبت الهلال أنه رقم صعب في كرة القدم العالمية، ويواصل رحلته الطموحة نحو اللقب العالمي، في واحدة من أبرز مفاجآت البطولة حتى الآن.

طباعة شارك الهلال السعودي ابراهيم فايق مانشستر سيتي

مقالات مشابهة

  • فرنسا تدعو الجزائر للعفو عن الروائي صنصال
  • الحكومة الفرنسية تواجه تصويتاً بحجب الثقة
  • ترامب يفتح النار على ماسك: شركاته تعيش على الإعانات وكان سيغادر أمريكا والأخير يرد
  • مبادرة مدنية دولية لإحياء اتحاد المغرب العربي وإنهاء الخلاف المغربي الجزائري
  • إبراهيم فايق: ‏يا كاتب التاريخ.. اكتب.. الهلال العظيم هزم السيتي برباعية
  • كاتب صحفى: مصر عبر التاريخ أثبتت أنها دولة تصنع السلام
  • مُزوّر في مدينة لبنانية.. انتحل صفة كاتب عدل (صورة)
  • جيرو يعلن عودته رسميًا للدوري الفرنسي
  • كاتب صحفي: شبكة الطرق على قدر عال من الكفاءة وينقصها الصيانة
  • الجدل يتفاقم في الجزائر.. «أنيسة بومدين» ترفض الإفراج عن صنصال وتثير موجة غضب