تمركز بالغرب وتوجه نحو حفتر شرقا.. تركيا تعزز تواجدها العسكري في ليبيا
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
بدأ التواجد التركي في ليبيا قبل سنوات طويلة لكنه كان محدودًا، وتطور مع الوقت، ليأخذ أبعاد اقتصادية وعسكرية كبيرة، خاصة منذ عام 2020، عندما وقعت أنقرة اتفاقيات الدفاع المشترك والتعاون الأمني مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في الغرب آنذاك بقيادة فائز السراج، ومؤخرا اتجهت تركيا نحو معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وابنائه صدام وبلقاسم حفتر، بجانب استمرار تنسيقها مع طرابلس، في ظل تقارب ملحوظ مؤخرا بين المعسكرين الغربي والشرقي، وجمع تركيا لممثلي الطرفين في إسطنبول، خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث التقى صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية في الشرق مع وزير دخلية الغرب في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، على هامش معرض ساها إكسبو 2024 الدولي للدفاع والفضاء.
هل يمكن أن يكون هذا التقارب مع الشرق الليبي فخًا ذكيًا نصبه أردوغان لحفتر؟
توغلت تركيا عسكريا في ليبيا بشكل كبير، وتمثل هذا التوغل في الاتفاقيات العسكرية الجديدة التي وقعتها أنقرة مع حكومة الغرب مجددا هذا العام، وبحث التعاون أكثر مع صدام حفتر رئيس أركان القوات البرية بمعسكر الشرق، ونذكر هنا، مذكرة التفاهم بين أنقرة وحكومة عبد الحميد الدبيبة في مارس 2024، والتي تتعلق بوضعية القوات التركية في ليبيا، وكذلك على هامش معرض ساها إكسبو 2024، تمكنت تركيا من الحصول على توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع حكومة الوحدة الوطنية بمجال التعاون في تدريب قوات الأمن، وإمكانية إتاحة اختبار أنظمة الدفاع الصاروخي التركي في ليبيا، فيما قام صدام حفتر بجولة شملت أجنحة شركات الدفاع التركية المتخصصة في مختلف أنواع الأسلحة.
أسباب رغبة تركيا في التواصل مع شرق ليبيا وزيادة وجودها العسكري في البلاد
وحول الأسباب وراء رغبة تركيا في التواصل مع شرق ليبيا وزيادة وجودها العسكري في البلاد، أكد العقيد دكتور إيهاب أبوعيش المتخصص في شئون الأمن القومي، أن تركيا لها أسباب كثيرة للتواجد في ليبيا، والاتجاه نحو معسكر الشرق أيضًا، فهي ترغب في أن تكون ليبيا بوابة للنفوذ إلى إفريقيا، لتحقق أهدافها في القارة السمراء فهي لها تواجد في إفريقيا وتسعى لتثبيت وتوسع تواجدها أكثر، وبالتالي فأن ليبيا بوابة مناسبة لدخول القارة الأفريقية، كذلك فهي تطمح في استغلال الثروات الليبية الكبيرة والتواجد في شرق المتوسط، فالنفط والغاز الطبيعي الليبي مطمع للعديد من الدول ومنها تركيا التي ترغب في الاستفادة من هذه الثروات الضخمة.
وتابع أبوعيش تصريحاته: ليبيا دولة صراع، وبالتالي ستكون سوق مناسبة لتصدير الأسلحة التركية المختلفة لها، فأنقرة لديها تصنيع عسكري كبير وسوق لبيع الأسلحة، لذلك ترغب في أن يكون الشرق الليبي مركزا للتصدير التركي، فضلا عن توجه تركيا للاستفادة الاقتصادية من المشاركة في عملية إعادة الإعمار التي يقودها صندوق إعادة إعمار ليبيا في الشرق بقيادة بلقاسم حفتر من بعد أحداث فيضانات درنة واستغلال تركيا لذلك، حيث وقعت الشركات التركية عقود للاستثمار والبناء في لشرق ليبيا، والشركات التركية متميزة في هذا الأمر.
ويتفق الخبير والأكاديمي السياسي هاني الجمل، رئيس الدراسات الاستراتيجية في بمركز العرب مع ذلك، قائلا، إن تركيا استفادت من تموضوعها في ليبيا بأنها استطاعت أن يكون لها تمركز حقيقي ومشروع في منطقة شمال إفريقيا ومن ثم نفوذها أيضا في منطقة الساحل والصحراء واستطاعت أن يكون تواجدها في ليبيا هو قاعدة مركزية يمكن الإنطلاق منها إلى القارة السمراء وهو ما شاهدناه من تحركات تركيا سواء في دول الساحل والصحراء أو حتى نفوذها إلى شرق إفريقيا مع إثيوبيا وجيبوتي والعلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حيث استطاعت خلال هذه الفترة أن تقوم بتدريب الجنود هناك ومن ثم وجود اتفاقيات استطاعت من خلالها تفويج العديد من الأسلحة الخاصة بها وخاصة المسيرات البيرقدار التي تتميز بها تركيا، وكذلك أن يكون لها قدم في منتدى غاز شرق المتوسط وأن تكون من ضمن هذه الكوتة التي من الممكن أن تصنع تاريخا جديدا في الطاقة النظيفة.
وهنا يقول الدكتور محمد عز الباحث في علم الاجتماع السياسي: تعد الأسباب الاقتصادية هي السبب الأول والرئيسي في تواجد تركيا في ليبيا، فمن ناحية تريد أنقرة دومًا المحافظة على مصالحها الاقتصادية في ليبيا والتي كانت موجودة منذ فترة الرئيس معمر القذافي، لا سيما تلك الاستثمارات التركية الضخمة في مجال البناء، ومن ناحية ثانية يحتوي شرق ليبيا على موارد طبيعية هائلة خاصة النفط والغاز، وتعزيز العلاقات التركية الليبية قد يتيح لأنقرة استغلال هذه الموارد خاصة مع صراعها على الغاز في شرق المتوسط، ومن ناحية ثالثة، فإن الوجود العسكري لتركيا في ليبيا، يجعل تركيا تفرض نفسها كلاعب إقليمي مؤثر في المنطقة.
هل تصبح ليبيا حقل تجارب للصواريخ الباليستية التركية؟ وكيف تنظر مصر للأمر؟
تداولت تقارير غربية، أن تركيا قد تفكر في أن تصبح ليبيا حقل تجارب للصواريخ البالستية التركية، لكن دون وجود دلالات رسمية تركية تشير إلى هذا الأمر، في حين أن التواجد العسكري التركي في ليبيا غربا والتوجه شرقا، ربما يدفعها للتفكير في هذه الخطوة الضخمة، رغم صعوبتها، وذلك بفضل الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تحصل عليها بمرور الوقت.
وعن إمكانية أن تصبح ليبيا مسرح للتجارب الصاروخية البالستية التركية، أوضح العقيد أبوعيش، أن هذا أمر مستعبد وغير قابل للتحقيق على أرض الواقع فعليا، وذلك لعدة أسباب، منها، أن الثقل العسكري التركي في ليبيا هو في الغرب الليبي، والعمق الاستراتيجي للغرب الليبي لا يسمح له بتنفيذ تجارب الصواريخ البالستية بعيدة المدى، لذلك إذا أراد تنفيذها فلا بد أن يكون في الشرق الليبي.
وتابع أبوعيش: أما على مستوى القوى الدولية، فقد تغض القوى الغربية الطرف عن إجراء تجارب صاروخية بالستية لتركيا في ليبيا.
فيما قال هاني الجمل: أعتقد أن أمر إجراء التجارب البالستية بعيد المنال لأن هذه التجارب تستخدم في مناطق النزاع الساخنة، وحتى الآن لا تتواجد في ليبيا إلا مجموعات من المرتزقة صحيح أنهم بسيطي أيديهم على بعض الجغرافيا السياسية داخل ليبيا وهذا بسبب عدم وجود قوة عسكرية موحدة في ليبيا، وهذا يؤكد أنه أصبح لهم تأثير على متخذ القرار خاصة البنك المركزي الليبي وغيره، ولكن استخدام الصوريخ الباليستية التركية في الحدود الغربية المصرية أعتقد شيء صعب جدا وأردوغان وعى الدرس بالضغط المصري العالي عليه ومن ثم استخدام مصر الدبلوماسية الخشنة تجاه تعاملات أردوغان مع مصر في العديد من الملفات، لذلك أعتقد أنه من الصعب أن يفعل ذلك، لكن من الممكن أن يستخدمها إذا أراد هذا في مناطق الساحل والصحراء أو حتى في مسرح عمليات الشمال السوري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الترکی فی لیبیا الشرق اللیبی شرق لیبیا ترکیا فی أن یکون
إقرأ أيضاً:
أشجار القرض.. قيمة اقتصادية تعزز جودة الغطاء النباتي في نجران
يُعد نبات القرض في منطقة نجران من العناصر البيئية العريقة، التي نُسجت في نسيج الحياة اليومية للإنسان، إذ ارتبطت استخداماته في مجالات الصحة والغذاء والبناء والتدفئة، إضافة إلى رعي الإبل والماشية، ما منح أشجار القرض قيمة بيئية واقتصادية كبيرة، أسهمت في دفع عجلة التقدم الاقتصادي، وتعزيز جودة الغطاء النباتي، ومواجهة ظاهرة التصحر.
ويعيش نبات القرض في منطقة نجران، وتحديدًا في محافظة بدر الجنوب، ويعد من الأكاسيا المقاوم للجفاف والملوحة العالية، ويمتد وجوده على طول جبال السراة وصولًا إلى الطائف، حيث ينمو في سفوح الجبال وعلى ضفاف الأودية التي تتراوح ارتفاعاتها بين 800 و1500 متر فوق مستوى سطح البحر، ويصل طوله بين 5 و8 أمتار.
فيما يعتمد نموه على مياه الأمطار، ويزهر بأزهار منتظمة في نورات مستديرة لونها أصفر ذات رائحة عطرة، من أواخر الصيف حتى منتصف الخريف.
وأكد رئيس جمعية نجران الخضراء رفعان آل عامر، أن أشجار القرض من النباتات المستهدفة لإعادة توطينها وزيادتها نظرًا إلى أهميتها البيئية وملاءمتها للبيئة المحلية، لذا عملت الجمعية على مدار السنوات الثماني الماضية على زراعة أكثر من 125 ألف شجرة قرض في عدة مواقع وحدائق طبيعية بالمنطقة ومحافظاتها، ضمن أهداف الجمعية الرامية إلى زراعة 200 ألف شجرة قرض بحلول عام 2030.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أشجار القرض في نجران.. ارتباط وثيق بالحياة اليومية للإنسان قديمًا - واس
وأشار إلى استمرار التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية وأفراد المجتمع لتعزيز الغطاء النباتي، وتحسين البيئة المحلية، والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال التشجير وزراعة الأشجار المناسبة، ومنها أشجار القرض لفوائدها البيئية الكبيرة، خاصة للنحالين وإنتاج العسل، وكذلك لفوائدها في تعزيز الصحة والعناية الشخصية للإنسان، فضلًا عن دورها في مكافحة التصحر.
وأوضح مربي النحل ماجد آل سالم أن أشجار القرض تمتلك فوائد صحية وصناعية قديمة، فكانت تستخدم في عملية الدباغة، وتستعمل مياه جذورها المغلية في التطهير وتحسين الروائح، كما أنها مهمة للنحالين بسبب جودة عسل القرض وفوائده الغذائية والصحية، فهو يستخدم لعلاج والوقاية من العديد من الأمراض مثل السرطان وغيره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أشجار القرض في نجران.. ارتباط وثيق بالحياة اليومية للإنسان قديمًا - واس
وأشار إلى أن النحالين يوجدون خلال موسم أزهار القرض في الأماكن التي تنمو فيها هذه الأشجار في محافظة بدر الجنوب ومراكزها، بينما ينتقل آخرون إلى جبال السراة، لجني رحيق عسل القرض الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلكين، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى نحو 400 ريال.
ويهدف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمملكة التي تعكسها رؤية 2030، من خلال تحسين جودة الحياة عبر تقليل المناطق الملوثة بيئيا وإعادة تأهيلها، وتنمية الموارد الحيوية للمملكة، وضمان استخدامها بشكل مستدام.
كما يسعى المركز إلى وضع مبادرات وبرامج ومشاريع تتعلق بتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ومتابعة تنفيذها، بالإضافة إلى تطوير وحماية مناطق الغطاء النباتي في جميع البيئات وزيادة الغطاء في جميع مناطق التنمية.