ثنائيو اللغة يتمتعون بذاكرة رائعة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أظهرت دراسة جديدة بأن الأشخاص الذين يجيدون لغتين أو أكثر، يتمتعون بذاكرة عميقة وقوية، مقارنة بالأشخاص الذين لا يجيدون سوى لغة واحدة.
في التواصل الطبيعي، نادراً ما ننتظر سماع الكلمة بأكملها قبل أن نبدأ في التخطيط لما نقوله، فبمجرد سماع الأصوات الأولى لكلمةٍ ما، يستخدم دماغنا هذه المعلومات، وبالاشتراك مع قرائن أخرى مثل التكرار والسياق والخبرة، يمكن ملء الفراغات، واختزال قائمة واسعة من الكلمات المرشحة المحتملة للتنبؤ بـالكلمة الهدف.ولكن إذا كان الإنسان ثنائي اللغة يتكلم لغات ثرية بالمفردات التي تبدو متشابهة، فعندئذ تكون قائمة الكلمات المرشحة أكبر بكثير. وقد يبدو هذا سلبياً، لأنه يجعل التنبؤ بالكلمات التي سنسمعها صعباً. لكن دراسة جديدة نُشرت في الدورية الأكاديمية "التقدم العلمي" أظهرت أن هذا قد يعطي المتكلم ميزة عندما يتعلق الأمر بالذاكرة.
ويمكن القول، إن الجهاز العصبي نفسه الذي يعالج لغتنا الأولى يعالج لغتنا الثانية أيضاً، لذلك فمن السهل معرفة ما سبب تنشيط الكلمات المرشحة المحتملة، عند سماع الأصوات الأولى للكلمة، ليس فقط من لغة واحدة، ولكن في اللغة الثانية أيضاً.
في الدراسة الجديدة، سمع ثنائيو اللغة (الإسبانية والإنجليزية)، وأحاديو اللغة (الإنجليزية)، كلمة، وكان عليهم العثور على العنصر الصحيح بين مجموعة من صور الكائنات، بينما تم تسجيل حركات أعينهم.
عالجت الدراسة ما إذا كان هذا النوع من المنافسة بين اللغات يؤدي إلى قدرة أفضل في تذكر الأشياء، لأنه كلما زاد عدد الأشياء التي تنظر إليها، زادت احتمالية تذكرها لاحقاً.
وأظهرت النتائج أن ذاكرة التعرف على الأشياء التي تحتوي على العديد من المفردات المتوقعة كانت أفضل لدى ثنائيي اللغة.
ومن المثير للاهتمام أن إتقان اللغة الثانية كان له دور حاسم. فقد كانت ميزة الذاكرة أكثر عمقاً لدى ثنائيي اللغة ذوي الكفاءة العالية في اللغة الثانية.
وتظهر هذه النتائج أن النظام المعرفي ثنائي اللغة تفاعلي للغاية ويمكن أن يؤثر في المكونات المعرفية الأخرى مثل ذاكرة التعرف على الأشياء والكلمات، وفق ما أوردت صحيفة إنديان إكسبرس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
عندما تغفل عين الرقيب
1- نُسيء إلى اللغة العربية والذوق العام عندما نسمح بتمرير مسمّيات «غير وقورة» لمقاهٍ ومطاعم هدفها التفرد ولفت الانتباه بما يرفع نسب التسويق؛ لأنّ ذلك التساهل يعطي انطباعًا صريحا أنّ هذه اللغة، أو حتى لهجاتنا المحلية، فقيرة بمسمّيات قادرة على إيصال الفكرة التي يرغب صاحب النشاط التجاري في توصيلها.
مسمّيات غريبة ومستهجَنة تُؤشّر إلى ضعف علاقة الشخص الموكَل إليه تدقيق اللغة العربية بلغته، وتدني مستوى وعيه بما قد يقف خلف تلك المسمّيات من إسقاطات، كما تدلّ على انخفاض معرفة صاحب العلاقة بالانطباعات السلبية التي قد تطبعها في ذهن المستهلك أو عابر الطريق أو حتى الزائر الخارجي.
2 - لا أعرف ما الفكرة التي كانت تدور في مخيّلة المستثمر الوطني حين قرر إطلاق علامته التجارية المحلية تحت اسم أجنبي لا يمتّ إلى اللغة العربية ولا إلى التراث العُماني بصلة. كثير من العلامات التجارية التي نكتشف مصادفة أنها عُمانية تحمل مسمّيات أجنبية، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي تقف وراء سماح الجهات المختصة باعتماد هذه المسمّيات، ولماذا النفور من تلك المرتبطة بروح اللغة العربية والثقافة العُمانية.
3 - أتذكّر أنه منذ سنوات بلغ الحرص على سلامة اللغة العربية في لوحات الأنشطة التجارية -خاصة محالّ البناء والنجارة والسمكرة والحدادة والكهرباء وبيع الفواكه والخضروات- أشُدّه؛ نظرًا إلى التجاوزات والأخطاء الفادحة التي كان يرتكبها غالبًا وافد آسيوي غير متحدث بالعربية يتولى طباعة هذه اللوحات.
التشديد آنذاك على ضرورة أن تخرج تلك اللوحات بلغة صحيحة أسهم فعليًّا في تقليص نسبة الأخطاء «غير المقصودة» ربما، لكن -وهذا مؤسف- بدأت هذه التجاوزات تطلّ برأسها من جديد، وكأنّ الجهات المسؤولة لا يعنيها سلامة لغة تلك اللوحات وما قد يترتب على ذلك.
في «الصناعية» على سبيل المثال؛ أصبح من المعتاد أن ترى لوحات مكتوبة بلغة عربية مكسّرة أو ركيكة أو لا تمتّ إلى العربية بصلة، منها على سبيل المثال: «محل بيع أثاث المستعمل»، أو «بيع مواد الغذائية»، أو «تركيب الأبواب ألفولاذية».
ولم يقتصر وجود هذه الأخطاء اللغوية القاتلة التي تغفل عنها عين الرقيب على لوحات محالّ الأنشطة التجارية؛ بل امتد إلى الأشرطة التي تُمدّ لتوعية المارة وسائقي المركبات بوجود أخطار محتملة لحفريات بسبب شق طريق أو إصلاح مسار مياه، وتلك التي تُنبه إلى خطورة وجود خطوط كهرباء أو هواتف ثابتة أو شبكات اتصالات.
ويمكن العثور على هذه التجاوزات المؤذية للذائقة والعين معًا بسهولة على أبواب وهياكل سيارات نقل الغاز وسيارات الأجرة وسيارات نقل المياه الصالحة وغير الصالحة للشرب، وفي الأماكن التي توجد فيها القوى العاملة الوافدة بكثافة.
النقطة الأخيرة ...
يقول المؤرخ والباحث الفرنسي أرنست رينان، وهو يشيد بعظمة اللغة العربية: «من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية؛ فقد كانت غير معروفة، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسلة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة».
عُمر العبري كاتب عُماني