قصة العملة المعدنية والذكاء الاصطناعي في نزال فيوري وأوسيك
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
سيلتقي البريطاني تايسون فيوري والأوكراني أولكسندر أوسيك في نزال العودة للملاكمة في فئة الوزن الثقيل الذي طال انتظاره غدا السبت في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وقبل يوم واحد من المواجهة الكبيرة بين الملاكمين العملاقين، حصل تغيير في اللحظة الأخيرة يخص حكام النزال بعد انسحاب أحدهم بسبب المرض.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الجمعة أن الحكم فرناندو باربوسا من ميامي لم يتمكن من السفر إلى السعودية والانضمام إلى القاضيين الآخرين، الأميركي باتريك مورلي والبورتوريكي جيراردو مارتينيز.
وعلى ضوء ذلك، تم تعيين ستيف ويسفيلد وإغناسيو روبليس، بديلين محتملين، وسيتم اختيار أحدهما من خلال الاعتماد على طريقة غريبة نوعا ما.
المواجهة الأولى بين أبطال الملاكمة تايسون فيوري وأوليكسندر أوزيك انتهت ????
والمواجهة الثانية على الأبواب Usyk2Fury يوم 21 ديسمبر بالرياض ????
The first showdown between boxing champions Tyson Fury and Oleksandr Usyk was just the beginning ????
Don’t miss the highly anticipated… pic.twitter.com/IxvN2qBKu4
— موسم الرياض | Riyadh Season (@RiyadhSeason) December 18, 2024
العملة المعدنيةاقترح فرانك وارين، مروج الملاكم فيوري، أن قرعة العملة المعدنية ستحدد الحكم البديل لمباراة العودة بين فيوري وأوسيك.
إعلانوقال وارين "هناك قاضيان احتياطيان، وكلاهما سيصلان بالطائرة، ويتعين علينا أن نقرر من سيكون. نحن نريد واحدا منهما والمعسكر الآخر يريد الآخر، لذلك اقترحت أن نقوم بقرعة العملة المعدنية".
واشتبك فيوري وأوسيك في واحدة من أكبر المعارك على الإطلاق في مايو/أيار الماضي بالمملكة العربية السعودية، وفي النهاية فاز الأوكراني بقرار منقسم من القضاة الثلاثة، وأصبح بطل العالم للوزن الثقيل بلا منازع.
حكم يعمل بالذكاء الاصطناعيفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، بالمملكة العربية السعودية عن خططه لتعيين حكم من نوع خاص لتقييم مباراة العودة.
ولن يكون الحكم المشار إليه من البشر، بل سيكون حكما افتراضيا يعمل بالذكاء الاصطناعي، وسوف يُقيم المسابقة كجزء من التجربة، لكن حكمه لن يؤثر على النتيجة الرسمية.
For the first time ever, an AI-powered judge will monitor the fight ???? Free from bias and human error brought to you by The Ring. This groundbreaking experiment, which won’t impact the official results, debuts during the biggest fight of the century, #Usyk2Fury, on December 21 ????… pic.twitter.com/RdslVlBLRC
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) December 17, 2024
وقال رئيس الهيئة العامة للترفيه: "للمرة الأولى على الإطلاق، سيتولى قاضٍ مدعوم بالذكاء الاصطناعي مراقبة القتال في تجربة خالية من التحيز والخطأ البشري".
ونشر آل الشيخ مقطع فيديو للترويج للحكم المدعوم بالذكاء الاصطناعي جاء فيه: "لسنوات عديدة، كانت رياضة الملاكمة تُعرف بمجدها، ولكن في بعض الأحيان يخيم الشك والجدل على هذا المجد. ألم يحن الوقت لتدخل العدالة إلى الحلبة؟".
وأضاف الإعلان "هذا ليس مجرد ذكاء اصطناعي، بل إنه سيحدث ثورة في عالم الملاكمة. إنه عدالة مدعومة بالتكنولوجيا والخبرة البشرية. شاهد الثورة تتكشف في 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بالذکاء الاصطناعی العملة المعدنیة
إقرأ أيضاً:
بين الاجتهاد البشري والذكاء الاصطناعي.. مؤتمر الإفتاء العالمي يناقش مستقبل الفتوى الرقمية
تتواصل لليوم الثاني على التوالي فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وسط حضور دولي واسع يضم نخبة من كبار علماء الشريعة والخبراء في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، وذلك تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".
وفي إطار الجلسة العلمية الثالثة المنعقدة على هامش فعاليات المؤتمر، قدَّم المستشار السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم، مستشار الشئون القضائية والدينية بديوان الرئاسة في أبو ظبي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عرضًا بحثيًّا بعنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص".
المستشار السيد علي: التقنيات الحديثة فرصة لتطوير الإفتاء بشرط اقترانها بفهم شرعي ورؤية أخلاقيةواستعرض البحثُ التطورات المذهلة التي يشهدها العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وإمكانات توظيفه في خدمة الإفتاء الشرعي، مستشهدًا بالتجربة الريادية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت منصة: "المجيب الافتراضي راشد" عبر موقع مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وتطبيقاته الذكية، إلى جانب استخدام الطائرات المسيرة "الدرون" لرصد الهلال.
وأوضح الباحث أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تسريع الوصول للمعلومة، وتوحيد الفتاوى في القضايا المتكررة، وإتاحة الإفتاء على مدار الساعة، وتحليل البيانات الضخمة، لكنه في الوقت ذاته يثير تحديات عميقة تتعلق بالاجتهاد البشري، والتحيز في البيانات، والمسؤولية الشرعية، وضرورة ضبط انتشار الفتوى الرقمية.
واختتم البحث بالتأكيد على أن التقنية تمثل فرصة كبيرة للنهوض بواقع الإفتاء، إذا ما اقترنت بفهم شرعي عميق، ورؤية أخلاقية تحفظ مقاصد الشريعة، مشيدًا برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا المؤتمر، وموجهًا التحية لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
هل الصدقة تمحو كبائر الذنوب؟.. الإفتاء تجيب
ما معنى كفالة الطفل اليتيم شرعا؟.. الإفتاء توضح
ما حكم رد الهدية وعدم قبولها؟.. الإفتاء: يجوز فى هذه الحالات
هل يجوز الزواج من شاب لا يُصلي؟.. الإفتاء توضح الضوابط الشرعية
دار الإفتاء تحذّر: الذكاء الاصطناعي يُهدّد الفتوى بـ 3 أزمات خطيرة
هل يتقبل الله التوبة من الذنب حتى لو تكرر؟.. الإفتاء تجيب
وفي سياق علمي آخر، أكدت د. صافيناز سليمان، زميل جامعة ويسكونسن – ماديسون بالولايات المتحدة الأمريكية والباحثة في قيادة المجتمعات والأعمال غير الربحية، أنه في ظل التطور التقني المتسارع الذي يشهده العالم، بات من الضروري التأكيد على أهمية تعزيز المسؤولية الأخلاقية والإنسانية عند كل من يشارك في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددة على ضرورة تقنين الضوابط الأخلاقية والتقنية لضمان توافق الفتاوى الرقمية مع الأصول الفقهية والمقاصد الشرعية.
وتناولت د. صافيناز في بحثها: "تحيزات الذكاء الاصطناعي وأثرها على الفتوى: دراسة تحليلية في السياق الفقهي والتقني مع مقترح دليل تطوير مؤسسي"، المخاطر المترتبة على اعتماد المؤسسات الدينية على أنظمة الذكاء الاصطناعي دون رقابة بشرية دقيقة، وركَّز البحث على تحليل جذور التحيزات التقنية والاجتماعية في نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة في تطبيقات الفتوى الشرعية، محذرًا من أن البيانات أو الخوارزميات أو اللغة قد تؤدي إلى إصدار فتاوى غير منضبطة أو مخالفة للمقاصد الشرعية.
واقترحت الباحثة إنشاء دليل مؤسسيٍّ عملي لمواجهة هذه التحيزات، يهدف إلى مساعدة المؤسسات الدينية على فهم كيفية التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتجنب التحيزات في مخرجاته وما يترتب عليه في مجال الإفتاء الشرعي المؤسسي؛ لضمان دقة وصحة الفتاوى المستندة إلى الأدوات الرقمية، مع تجنب الأخطاء الناتجة عن التحيز.
وتضمن المقترح المقدم تشكيل لجنة مشتركة من العلماء الشرعيين والخبراء التقنيين، وإنشاء مكتبة علمية شرعية شاملة، وربطها بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وإضافة مصادر جديدة تمثل جميع المذاهب المعتبرة لها، ومن ثم اختبار مخرجات النموذج للتأكد من دقة النتائج ودعمها بالأدلة الشرعية، هذا بالإضافة إلى إلزامية المراجعة البشرية قبل إصدار أي فتوى، ووضع خطة مراجعة دورية لتحديث قاعدة البيانات، وإجراء اختبارات على النظام ومقارنة الأجوبة بالمعايير لضمان الحيادية والدقة.
بدَوره، قدَّم الدكتور سمير بودينار مدير مركز الحكماء لبحوث السلام بالمملكة المغربية ورقة بحثية بعنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات وأدوات الاستيعاب"، تناول فيه أثر التقنيات الذكية على مجال الإفتاء الشرعي، مع عرض نتائج دراسة تطبيقية في هذا المجال.
وأوضح بودينار أن السنوات الأخيرة شهدت دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل "ChatGPT"، إلى ميدان الفتوى عبر منصات رقمية تقدم إجابات في قضايا دينية، الأمر الذي يثير إشكالات حول شرعية هذه الفتاوى المولدة آليًّا ومدى التزامها بالقواعد الأصولية والمقاصد الشرعية.
وأكد من خلال عرضه أنه بالمقارنة بين فتاوى العلماء وإجابات النماذج الآلية، اتضح وجود فروق جوهرية في المنهج، والسياق، والتأصيل الفقهي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك المؤهلات الإنسانية اللازمة للمفتي، مثل: استحضار النية، وفهم السياق الاجتماعي، والقدرة على الترجيح بين الأقوال المعتبرة.
وأوصى د. بودينار بعدم الاعتماد على الفتاوى المولدة آليًّا بشكل مستقل، والتأكيد على أن الفتوى وظيفة إنسانية مرتبطة بأهلية شرعية وعلمية وأخلاقية لا تتوفر في النماذج الآلية؛ مع ضرورة تطوير نماذج لغوية شرعية تُدرَّب على مصادر موثوقة ومعتمدة.
كما اختتم حديثه بالتشديد على أهمية إدراج تنبيهات واضحة للمستخدمين في التطبيقات التي تقدم محتوًى شرعيًّا تُشير إلى أن الجواب آليٌّ ولا يُغني عن مراجعة العلماء؛ فضلًا عن أهمية إنشاء هيئات رقابية تضع ضوابط فقهية وأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الديني، وتعزيز التعاون بين العلماء والمتخصصين لبناء نماذج تراعي القيم الإسلامية والمقاصد الشرعية.
وفي سياق متصل، كشف أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني السابق أ.د عبد الناصر موسى أبو البصل، عن أبرز التحديات التي تواجه استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى والبحث الفقهي، محذرًا من خطورة الاعتماد الكلي على مخرجاته دون تدقيق من العلماء والمتخصصين.
وأشار أبو البصل، في ورقة بحثية بعنوان: "مشكلات استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى وأثرها على برامج تأهيل المفتين"، إلى أن من أهم الإشكالات التي رصدتها الدراسات العملية والتطبيقية؛ التحيز والخطأ في النتائج، الأمر الذي قد يُربِك المشهد المرجعي للفتوى ويؤدي إلى صدور أحكام غير دقيقة أو مضللة.
وأكد أن هذه التحديات تفرض ضرورة إدخال تعديلات على برامج تأهيل المفتين لتشمل جانبين أساسيين هما: التعرف على آلية عمل الذكاء الاصطناعي، وإتقان هندسة الأوامر؛ لضمان صياغة أسئلة دقيقة تقلل من مساحة الخطأ والتحيز.