7 فئات يظلهم الله يوم القيامة.. ومنهم فئة لن تخطر ببالك
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
في يوم القيامة، حينما تعمّ الفوضى ويكتنف الناس الخوف والهلع، يظل الله تعالى مجموعة من عباده تحت ظله، في نعمة وراحة لا يُحسّ بها سواهم، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ليبيّن لنا هؤلاء الأشخاص الذين سيكونون في معية الله، ويشملهم برعايته ورحمته، ومن بين هذه الفئات، نجد أناسًا قد لا يتوقعهم الكثيرون، لكنهم حصلوا على هذه الفضيلة بفضل أعمالهم الصادقة.
أول فئة يظلهم الله في ظله هو "الإمام العادل". فالحكم بالعدل من أعظم الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله، ويكافئه الله بظلّه يوم القيامة. وهذا يشمل القادة، الحكام، وكل من له مسؤولية في إدارة شؤون الناس وحقوقهم. العدل بين الناس والابتعاد عن الظلم هو ما يجعل الإمام في مكانة عظيمة عند الله.
2. الشاب الذي نشأ في عبادة اللهالشباب الذين نشؤوا في طاعة الله وعبادته، لم يغرقوا في متاع الدنيا، وكانوا يسعون لإرضاء الله في سن مبكرة، لهم مكانة خاصة. فهم مثال للمثابرة والإخلاص في العبادة، ويكافئون بظل الله يوم القيامة كأجر لهم على تمسكهم بدينهم.
3. الرجل الذي قلبه معلق بالمساجدمن الفئات التي يظلها الله في ظله هو "الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد". هؤلاء الذين يحضرون الصلاة في المساجد باستمرار ويشعرون بالقرب من الله في كل لحظة، يتقربون إليه بإقامة الصلاة والذكر والعبادة. فلا شيء يبعدهم عن المساجد إلا العمل الصالح والتقوى.
4. رجلان تحابا في اللهذكر النبي صلى الله عليه وسلم فئة خاصة من الأشخاص الذين يظلهم الله، وهم "رجلان تحابا في الله"، أي أن حبهم لبعضهم كان في الله، لا لأغراض دنيوية أو شخصية. هذا الحب الخالص لله تعالى يجعلهم في حماية الله ورعايته يوم القيامة.
5. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفضالفئة الخامسة هي "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفض"، وقد يكون هذا النوع من الابتلاء من أصعب ما يواجهه الإنسان، ولكنه يُكافأ بالظل الإلهي لأنه اختار الله وطاعته على غيره. مثل هذا الرجل الذي غلبت تقواه وورعه على شهواته الشخصية، يجعل الله له مكانًا في ظلّه يوم القيامة.
6. رجل تصدق بصدقة فأخفاهامن الفئات التي يظلها الله تعالى في ظلّه يوم القيامة "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". هذا النوع من الإحسان هو ما يجعل العبد في درجة عالية من القرب إلى الله، خاصة إذا كان بعيدًا عن الأضواء، حيث يسعى لمرضاة الله فقط دون النظر إلى ما يراه الناس.
7. رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناهالفئة السابعة هي "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه". هؤلاء الذين يذكرون الله في خشوع ودموع، بعيدًا عن أعين الناس، هم من أكمل المؤمنين. دموعهم ليست من الخوف من الموت أو الضعف، بل هي دموع من خشية الله، تجعلهم في مكانة متميزة عند الله، ويتم تكريمهم بظل الله يوم القيامة.
فئة مفاجئة لن تخطر ببالكقد يبدو البعض من هذه الفئات مألوفًا، ولكن هناك فئة قد تكون مفاجئة لك: "رجل جلس في مكان خالٍ وذكر الله تعالى، ففاضت عيناه". هذا الذكر في السر، بعيدًا عن الناس، هو من أصدق أنواع العبادة، حيث يكون العبد في حالة تفاعل عميقة مع الله، دون أن يكون هناك أي مظهر أو محاولة لظهور أو شهرة. هؤلاء البكاءون من خشية الله يجدون في يوم القيامة ظل الله ورعايته، كأجر لهم على الإخلاص في العبادة.
يظل الله في ظله سبعة أنواع من الناس في يوم القيامة، وهم أشخاص متنوعون في طبائعهم وأعمالهم، لكنهم يشتركون في الإخلاص والتقوى. إن فضل الله ورحمته يشمل أولئك الذين يسعون في حياتهم لرضاه، ويؤدون أعمالهم بخفاء بعيدًا عن الرياء. فلتكن هذه الفئات مصدر إلهام لنا جميعًا في سعينا للخير، ونعمل على أن نكون من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الله يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم یوم القیامة بعید ا عن ظل الله
إقرأ أيضاً:
من علامات الساعة خروج الدابة.. اعرف هيئتها ومواطن خروجها وماذا ستفعل بالناس
كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن العلامة الرابعة من علامات الساعة الكبرى، وهي خروج دابة الأرض تكلم الناس.
خروج الدابة تكلم الناس
وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: إن المسلمين يؤمنون بأن من علامات يوم القيامة خروج دابة تكلم الناس بلغتهم، والدابة في اللغة كل ما يدب على الأرض، ولقد اقتصر استعمالها على الحيوانات، وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى خروج الدابة في كتابه فقال : (وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ) [النمل :82].
واشار إلى ان خروجها علامة خطيرة، وذلك لانغلاق باب قبول التوبة والإيمان بظهورها، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ﷺ حيث قال : (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا، طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض) [رواه مسلم].
هيئة الدابة :
وأوضح انه رغم أن الحديث عن هيئة الدابة ليس من أساس الاعتقاد في باب الإيمان بالغيب أو علامات الساعة، إلا أننا نذكره لتميم الفائدة، فقد اختلف العلماء في هيئة الدابة، وذهبوا إلى عدة أقوال:
القول الأول : أنها فصيل ناقة صالح، قال القرطبي : (أولى الأقوال أنها فصيل ناقة صالح وهو أصحها، والله أعلم) ، واستدل بحديث أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال : ذكر رسول الله ﷺ الدابة فقال : «لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - ثم تكمن زمنا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية، يعني مكة، قال رسول الله ﷺ : " ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض رأسها عن التراب فتركض الناس منها شتى ومعا، وتثبت عصابة من المؤمنين عرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم، فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول : يا فلان : الآن تصلي !؟ فتقبل عليه فتسمه في وجهه، ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن يقول يا كافر أقضني حقي وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن أقضني حقي» [رواه الطيالسي في مسنده]
وفي الحديث أنها ترغو، والرغاء للإبل. قال القرطبي: «وقد قيل إن الدابة التي تخرج هي الفصيل الذي كان لناقة صالح عليه السلام، فلما قتلت الناقة هرب الفصيل بنفسه فانفتح له الحجر فدخل فيه ثم انطبق عليه، فهو فيه إلى وقت خروجه، حتى يخرج بإذن الله تعالى» [التذكرة]
القول الثاني : أنها دابة جمعت من خلق كل حيوان.
القول الثالث : أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم حتى يتبين الصادق من الكاذب فيحيا من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهو قول بعيد ليس عليه دليل، بل جاءت الأدلة بخلافه.
القول الرابع : أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة.
القول الخامس : أنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم، طولها ستون ذراعا، ويقال : إنها الجساسة المذكورة في حديث تميم الداري رضي الله عنه والذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وسميت بالجساسة ؛ لأنها تجس الأخبار للدجال
مواطن خروج الدابة
ولفت انه كما اختلف العلماء في حقيقة الدابة وهيئتها، اختلفوا كذلك في موطن خروجها في مكان خروج الدابة إلى عدة أقوال :
قال القرطبي : « واختلف من أي موضع تخرج، فقال عبدالله بن عمر: تخرج من جبل الصفا بمكة؛ يتصدع فتخرج منه. قال عبدالله ابن عمرو نحوه وقال: لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت وروي في خبر عن النبي ﷺ : (إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى، وإنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء كافر) وذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش؛ ذكره المهدوي. وعن ابن عباس أنها تخرج من شعب فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض لم تخرجا، وتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام.
وعن حذيفة: تخرج ثلاث خرجات؛ خرجة في بعض البوادي ثم تكمن، وخرجة في القرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء، وخرجة من أعظم المساجد وأكرمها وأشرفها وأفضلها الزمخشري: تخرج من بين الركن حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد؛ فقوم يهربون، وقوم يقفون نظارة. وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة.
وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنور نوح عليه السلام. وقيل: من أرض الطائف؛ قال أبو قبيل: ضرب عبدالله بن عمرو أرض الطائف برجله وقال: من هنا تخرج الدابة التي تكلم الناس وقيل: من بعض أودية تهامة؛ قال ابن عباس وقيل: من صخرة من شعب أجياد؛ قال عبدالله بن عمرو. وقيل: من بحر سدوم؛ قال وهب بن منبه. ذكر هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة الماوردي في كتابه. وذكر البغوي أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز قال: حدثنا علي بن الجعد عن فضيل بن مرزوق الرقاشي الأغر - وسئل عنه يحيى بن معين فقال ثقة - عن عطية العوفي عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها) [تفسير القرطبي].
وذكر انه يمكن أن نجمل الأقوال السابقة في قولين :
الأول : أنها تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام بمكة المكرمة.
الثاني : أن لها خرجات، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة. وعلى هذا القول يمكن جمع الأقوال المختلفة في ذلك.
ماذا تفعل الدابة بعد خروجها ؟
وتابع: بعد أن تعرفنا على هيئة الدابة، ومكان خروجها، بقي لنا أن نعرف ماذا تفعل هذه الدابة مع الناس عند خروجها قبل يوم القيامة، فقد ورد في الأحاديث أنها تسم الناس المؤمن والكافر.
قال ابن كثير : «وعن ابن عباس : تكلمهم، تجرحهم، يعني تكتب على جبين الكافر كافر، وعلى جبين المؤمن مؤمن، ومنه تخاطبهم، وتخرجهم، وهذا القول ينتظم من مذهبين وهو قوي حسن جامع، والله تعالى أعلم» [تفسير ابن كثير]
فعملها يتلخص في أنها دابة تكلم الناس، وأنها تسم المؤمن بعلامة وتجلو وجهه حتى ينير.
وأنها تسم الكافر بعلامة قيل: هي خطم الأنف. قال ابن الأثير : يعني تصيبه فتجعل له أثرا مثل أثر الخطام.
وأوضح ان الذي يجب على المؤمن في هذا الشأن أن يؤمن بخروج مخلوق من مخلوقات الله يكلم الناس، وأن هذا الخروج علامة على اقتراب الساعة، نسأل الله أن يرزقنا النجاة من الفتن، وحسن الخاتمة.