قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن سقوط سوريا بيدي هيئة تحرير الشام بمثابة سقوط من وجهة النظر المصريين للدولة السورية، لاسيما وأن مصر عانت من الإسلام السياسي والدور الذي لعبه على حدود مصر، وجميعنا رأى ماذا فعل في لبنان والسودان وغيرها.

جاء ذلك خلال ندوة ينظمها المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار «بيت الفكر» بالتعاون مع حزب الاتحاد، ندوة سياسية بعنوان: «مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا وتأثيراته على الأمن القومي المصري».

يأتي ذلك بمشاركة الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار والكاتب والسيناريست الدكتور باهر دويدار، والمستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، ومحمد الشورى نائب رئيس الحزب، يدير الندوة الكاتب الصحفي محمد مصطفي أبو شامة.

وأوضح "أبو شامة" أن مسألة سقوط سوريا التي تضمنها عنوان الندوة أثار لغط كثيرا جدا، مضيفا أن فكرة أن نقبل سقوط سوريا في يد جماعة إسلام سياسي بسهولة أمر غير وارد، وهذا ليس حبا في بشار الأسد، فمصر متعاطفة مع الشعب السوري، ولم تتورط في الدم السوري وهي من الدول العربية القليلة التي لم تنجر ولم تجلس على طاولة تتقاسم الجسد السوري، فهي دائما ما تتعامل مع سوريا بمنتهى الحياد وكانت وطنا ثانيا للسوريين.

وشدد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن مسألة وجود جماعة ذات تاريخ طويل معروف للجميع، أمر مثير للقلق، وهذا حق لمصر لا يزايد عليه أحد.

وأشار محمد مصطفى أبو شامة، إلى أن هناك فرق  ما بين الرؤية الخاصة بالدولة المصرية، ورؤية الشعب المصري، فمصر كدولة لها علاقات طيبة تربطها بالجميع تحكمها مصالح مشتركة، ودليل ذلك تنظيم مصر لقمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي جمعت تركيا وإيران على طاولة واحدة.

وأضاف: أما على المستوى الشعبي، فهناك حسابات أخرى تحكمها ارتباطات معينة جزء منها متعاطف مع السوريين، مشيرًا إلى ارتباط ذلك أيضا بحالة الإحياء والتجدد التي تحاول الجماعات التملق بها.

وأكد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار أن مصر لا تعاير السوريين باختياراتهم، التي أوصلتهم إلى هذا المطاف.

وأشار إلى أن تأثيرات سقوط نظام بشار الأسد كثيرة ومتعددة، وله أبعاد ومستويات على الأمن القومي المصري والعربي، ربما يكون أخطر ما فيه أن حجم الخلاف بين الدول العربية والدول المتفقة سيكون كبير في الملف السوري، وهو ما اتضح من التحركات التي جاءت بعد سقوط نظام بشار.

ولفت إلى أن تشابكات المشهد في سوريا ما بين تركيا وإسرائيل وامريكا وإيران وروسيا، تجعل المشهد السوري مؤثر على الأمن القومي العربي والمصري لأنه سيعيد تشكيل التحالفات وفقا لما سيحدث في العلاقات مع سوريا، موضحا أن مجيء ترامب سوف يعمق من هذا التفكك وسيجعل موقف مصر في وضع صعب وشديد التعقيد في تعاملاتها للمشهد في سوريا.

ولفت إلى أن تخطيط المجموعة الحاكمة في سوريا مثير للقلق بسبب مرحلة الإنتقال السلسل للسلطة، وهو ما سيلقي تداعيات على المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام محمد مصطفى أبو شامة سقوط سوريا المزيد أبو شامة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أحاديث نبوية أهملها الفقه السياسي الإسلامي (1)

حديث علي بن أبي طالب وتهافت خرافة التعيين والقرشية*

أخرج النسائي في “السنن الكبرى” (8210) عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لو كنت مستخلفًا أحدًا على أمتي من غير مشورة لاستخلفت عليهم عبدالله بن مسعود”.

وقد صحح الحاكم في المستدرك هذا الحديث وقال: “صحيح الإسناد وإن لم يخرّجاه”، أي البخاري ومسلم. أما عاصم بن ضمرة، فقد وثّقه جمع من كبار أهل الحديث، كشيخ البخاري علي بن المديني، والعجلي، ويحيى بن معين، والترمذي، وغيرهم، رغم تشيّعه، وهو أمر لا يقدح في هذه الرواية، لأن مضمونها يتناقض مع أصول العقيدة الشيعية، فلا يعيب هذا الحديث أن يكون رجاله ثقات لدي السنة والشيعة بل يزيده قوة.

ولم ينفرد عاصم بن ضمرة بالرواية، بل ورد الحديث من طريق أبي زهير الحارث بن عبدالله، صاحب علي رضي الله عنه، كما في الترمذي (3809)، وابن ماجه (137)، وأحمد (566). ما يمنح الحديث قوة إضافية في السند والمتن. والحارث من أصحاب علي المتهمين بالتشيع، ويرى علماء نقد الحديث أن رواية عاصم عن علي بن أبي طالب اقوى من رواية الحارث.

*مضمون الحديث ودلالاته السياسية:*

يتضمن الحديث جملتين:

جملة شرطية: “لو كنت مستخلفًا أحدًا من غير مشورة…”

وجملة الجواب: “…لاستخلفت عبدالله بن مسعود”.

فالجملة الأولى تُسقِط مزاعم الوصية والتعيين الإلهي التي تروج لها التيارات الكهنوتية، وتؤكد أن مسألة الاستخلاف ليست حقًا فرديًا للرسول نفسه دون مشورة، فكيف بمن دونه؟

أما الجملة الثانية، فتهدم دعوى اشتراط القرشية في الإمامة، لأن ابن مسعود ليس من بطون قريش الكبرى ذات النفوذ السياسي آنذاك، وهذا يسقط شرط النسب.

لماذا أُهمل هذا الحديث؟

من خلال قراءات شروحات الحديث يتضح أن سبب الإهمال والتهوين من قيمة الحديث تعود إلى الوهم بوجود تعارض بين ظاهر الحديث مع خبر “الأئمة من قريش”، وهو حديث إخباري لا يتضمن أمراً تكليفياً، وقد وظّفه جمهور الفقهاء لتقييد الإمامة الكبرى بشرط النسب القرشي، حتى صار هذا التقييد عرفاً فقهياً متوارثاً، رغم تعارضه مع روح الشورى والمساواة التي أكدها النبي في هذا الحديث وغيره.

وقد حاول بعضهم إخراج الحديث عن سياق الإمامة الكبرى، وصرفه إلى تعيين أمراء السرايا أو قادة الغزوات، لكن الرواية صريحة: “على أمتي”، والاستحلاف على الأمة لا يكون إلا في شأن الحكم العام، أما التعيينات العسكرية أو الإدارية فليست موضع حديث هنا، خاصة أنها لم تكن تَشترط الشورى عادة.

*توافق مع أحاديث أخرى:*

لا يعارض هذا الحديث ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“لو كنت مستخلفًا أحدًا لاستخلفت أبا بكر أو عمر”.

فالأحاديث تتكامل في سياق إظهار فضل الصحابة لا التعيين الملزِم، والرسول في الحالتين يقرر أنه لا يستخلف أحدًا على الأمة من غير شورى، ليبقى أمر الخلافة حقًا للأمة كلها، تمارسه بالشورى، لا بالوصية أو الاستحواذ العائلي.

*كشف الخرافة السياسية:*

مع اهمال هذه الأحاديث بدلالتها الواضحة تم الترويج لبعض الأحاديث النبوية بطريقة تعسفية لا علاقة لها بالنص النبوي ، كحديث الغدير “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، الذي ترويجه لتكريس خرافات التعيين الإلهي، وتحويل الولاء الديني إلى ولاية سياسية مغلقة على سلالة معينة، تمارس الحق الإلهي في الحكم وتُقصي الأمة وتُكفّر من يعارضها. تستبيح سفك الدماء والفساد في الأرض في سبيل هذا الحق الموهوم بينما حديث عبدالله بن مسعود يُفند هذا التصور من جذوره، ويؤكد أن حتى النبي لم يستخلف أحدًا من غير مشورة، فكيف بغيره؟

إن إعادة إحياء هذا الحديث اليوم، في زمن تتجدد فيه مشاريع الكهنوت السياسي واحتكار الحكم باسم الدين والنسب، هو واجب فقهي وفكري، واستدعاء صريح لروح الإسلام الأولى: شورى، وعدالة، ومساواة، لا استعباد باسم الغيب، ولا تكفير لمن يطلب حريته وحقه في أن يحكم نفسه بنفسه.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا نريد لأنفسنا عندما نريد الحلول لأزماتنا؟
  • أحاديث نبوية أهملها الفقه السياسي الإسلامي (1)
  • اليونيسف: ما حدث من تغيرات إيجابية منذ سقوط نظام الأسد يسهم في تجدد الأمل لأطفال سوريا
  • السفارة الصينية : الهوية الصحراوية جزء لا يتجزء من المملكة المغربية
  • ما هي أهداف الحرب في الإسلام وشروطها؟ .. علي جمعة يجيب
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • مدير أمن أسيوط يتابع البحث عن 4 أشخاص سقط بهم تروسيكل بنهر النيل
  • ضربة على الخاصرة.. اليمن المُعادِل الاستراتيجي المفاجئ
  • السلطات السورية تكشف عدد المواطنين العائدين إلى سوريا منذ سقوط النظام
  • نهب الآثار في سوريا... تدمر تواجه خطر الاندثار وسط فوضى أمنية وتفاقم الفقر