عواصم "وكالات": أكّدت روسيا الجمعة أنها دمرت مسيّرات أوكرانية فوق موسكو والبحر الأسود حيث تزايدت الهجمات المماثلة في الأسابيع الأخيرة، في سياق الهجوم الأوكراني المضاد وبعد وقف موسكو العمل باتفاق تصدير الحبوب منتصف يوليو.

وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين "هذه الليلة، دمّرت قوات الدفاع الجوي طائرة مسيّرة.

سقط هيكلها في منطقة مركز المعارض ولم تتسبب في أضرار كبيرة للمبنى".

وأشار إلى أن فرق الطوارئ هرعت إلى مكان الحادث، ووفقا للمعلومات الأولية، ليست هناك إصابات.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، نفّذت كييف الهجوم عند الساعة 04,00 صباحا بالتوقيت المحلي (01,00 ت غ) واستهدف "مواقع في موسكو والمنطقة".

ويستضيف مركز المعارض الواقع في غرب العاصمة الروسية على مسافة خمسة كيلومترات من الكرملين، معارض للمهنيين، بحسب موقعه الإلكتروني.

وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلا عن هيئة الطوارئ عن "انهيار جزئي لجدار خارجي في أحد أجنحة المجمع".

وأضافت الوكالة أن المجال الجوي قرب مطار فنوكوفو الدولي في موسكو أُغلق لفترة وجيزة.

تكثيف الهجمات

تتزايد هجمات الطائرات المسيّرة داخل الأراضي الروسية منذ أسابيع من دون التسبب في أضرار أو إصابات في معظم الأحيان، وتستهدف العاصمة بشكل خاص.

وفي 11 أغسطس، أعلن الجيش الروسي تدمير مسيّرة أوكرانية في منطقة غابات في غرب موسكو.

في أواخر يوليو ومطلع أغسطس، دمّرت طائرات مسيرة فوق مدينة موسكو، ما تسبب في أضرار طفيفة لواجهة برجين. وفي مايو، أسقطت مسيّرتان فوق الكرملين.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية يوليو إن "الحرب تصل إلى الأراضي الروسية".

هجوم جديد في البحر الأسود

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أنها أحبطت هجوما أوكرانيّا بمسيّرات بحرية على سفنها الحربية في البحر الأسود، في أحدث هجوم على أسطولها في الممر المائي المضطرب.

ويتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الهجمات في البحر الأسود منذ انسحاب روسيا منتصف يوليو من اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع في بيان "اليوم عند الساعة 22,55 (19,55 ت غ)، قامت القوات المسلحة الأوكرانية بمحاولة فاشلة لمهاجمة سفن أسطول البحر الأسود بزورق بحري مسيّر".

وأضافت أن "السفن كانت تؤدي مهمات مراقبة الملاحة في الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأسود على مسافة 237 كيلومترا جنوب غرب سيفاستوبول".

وتضم سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي.

وذكرت الوزارة أن سفينتي الدورية بيتليفيا وفاسيلي بايكوف دمرتا الزورق المسيّر قبل أن يصل إلى هدفه.

ويأتي هجوم الخميس بعد ساعات من وصول أول سفينة شحن مدنية إلى اسطنبول آتية من أوكرانيا عبر البحر الأسود في تحد للحصار الروسي، وفق مواقع تتبع حركة الملاحة.

وأعلنت موسكو الشهر الماضي أنها ستعتبر أي سفن تقترب من أوكرانيا في البحر الأسود بمثابة سفن شحن عسكرية محتملة.

وغادرت السفينة "جوزيف شولت" التي ترفع علم هونغ كونغ ميناء أوديسا الأوكراني الأربعاء، في تحد لروسيا التي هددت بإغراق مثل هذه السفن منذ رفضت تمديد العمل باتفاق الحبوب.

وأطلقت روسيا الأسبوع الماضي طلقات تحذيرية على سفينة شحن متجهة إلى ميناء إزمايل على نهر الدانوب في جنوب أوكرانيا.

وخرجت الرئاسة التركية عن صمتها مساء الخميس بشأن هذه الطلقات التي استهدفت السفينة التابعة لشركة تركيا، رغم رفعها علم بالاو.

وقالت الرئاسة التركية "تم تحذير محاورينا في روسيا لتجنب إجراءات مماثلة قد تصعّد التوترات في البحر الأسود".

وكثّفت روسيا هجماتها على البنى التحتية الأوكرانية في الدانوب والبحر الأسود منذ انسحابها من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في صيف 2022.

مقاتلات إف-16

قال مسؤول أمريكي اليوم الخميس إن الولايات المتحدة وافقت على إرسال طائرات إف-16 المقاتلة من الدنمرك وهولندا إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي وذلك فور اكتمال تدريب الطيارين.

وسعت أوكرانيا بقوة للحصول على مقاتلات إف-16 أمريكية الصنع لمساعدتها في مواجهة التفوق الجوي الروسي.

وقال المسؤول إن واشنطن منحت الدنمرك وهولندا تأكيدات رسمية بأن الولايات المتحدة ستُسرع إجراءات الموافقة على طلبات نقل الطائرات من طراز إف-16 إلى أوكرانيا عند حصول الطيارين على التدريب.

وطلبت كل من الدنمرك وهولندا تلك التأكيدات في الآونة الأخيرة. وموافقة الولايات المتحدة لازمة لنقل أي طائرات عسكرية من حلفائها إلى أوكرانيا.

وكان من المقرر أن يبدأ تحالف من 11 دولة في تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل الطائرات من طراز إف-16 هذا الشهر في الدنمرك. وقال وزير الدفاع الدنمركي بالإنابة ترويلس بولسن في يوليو تموز إن بلاده تأمل في رؤية "نتائج" التدريب في مطلع 2024.

وتقود الدنمرك وهولندا العضوان بحلف شمال الأطلسي الجهود الدولية لتدريب الطيارين الأوكرانيين بالإضافة إلى أطقم الدعم، وصيانة الطائرات، وتمكين أوكرانيا في نهاية المطاف من الحصول على مقاتلات إف-16 لاستخدامها في الحرب مع روسيا.

وقال المسؤول الأمريكي إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل خطابين لنظيريه الدنمركي والهولندي يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على الطلبات.

وقال بلينكن في خطابه الذي اطلعت رويترز على نسخة منه "أكتب للتعبير عن دعم الولايات المتحدة الكامل لنقل طائرات إف-16 المقاتلة إلى أوكرانيا وتدريب الطيارين الأوكرانيين ليصبحوا مُدَرّبين مؤهلين على الطائرة إف-16".

وأضاف بلينكن "يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل وانتهاكها سيادتها".

توقيف أمريكي

أمرت محكمة روسية بإيداع مواطن أميركي التوقيف الاحتياطي في قضية تجسس لم تكشف تفاصيلها، وفق ما أوردت الخميس وكالات أنباء روسية، وذلك بعدما أدين أمريكيون كثر في روسيا.

والأمريكي من أصل روسي جين سبيكتور متّهم بحسب وكالة إنترفاكس الروسية، بالتجسس، وقد أقر بالذنب ووافق على صفقة تعاون مع المحققين.

وهو يواجه حكما بالحبس يصل إلى 20 سنة.

وأوضحت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي" أن القضية صنّفت سرية ولن تكشف تفاصيلها.

وفي سبتمبر 2022 حُكم على سبيكتور بالحبس ثلاث سنوات ونصف السنة لإدانته بـ"الفساد" في قضية تتعلق بمساعِدة سابقة لنائب رئيس الوزراء الروسي السابق أركادي دفوركوفيتش، صدر هي أيضا حكم قضائي بحقّها.

وألغت محكمة استئناف إدانة أولى صدرت في قضية الفساد هذه في العام 2021، وأعادت القضية إلى المحكمة للنظر فيها من جديد في يوليو 2022.

بحسب وكالة "تاس"، جين سبيكتور مولود في روسيا وقد نشأ فيها قبل أن يستقر في الولايات المتحدة حيث مُنح الجنسية الأميركية.

وكان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "ميدبوليميربروم" الروسية.

الممر الؤقت

وصلت إلى مضيق البوسفور في تركيا أمس أول سفينة شحن تستخدم الممر الملاحي المؤقت للإبحار مِن وإلى الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، وهي السفينة الأولى منذ انتهاء مبادرة تصدير الحبوب. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن السفينة "جوزيف شولت" دخلت مضيق إسطنبول صباح اليوم الجمعة قادمة من ميناء أوديسا الأوكراني، مشيرةً إلى أن السفينة كانت قد أبحرت من ميناء أوديسا محملةً بالحاويات، ودخلت مضيقَ البوسفور من البحر الأسود. وتعد جوزيف شولت سفينةَ الشحن الأولى التي تبحر من أوكرانيا بعد انتهاء مدة مبادرة تصدير الحبوب في البحر الأسود، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية في 19 يوليو 2023 أنها ستعتبر جميع السفن التي تبحر في البحر الأسود إلى الموانئ الأوكرانية مشتبها في حملها معدات عسكرية. جاء ذلك عقب رفض موسكو في الـ 17 من الشهر نفسه تمديدَ اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي أعلنت لاحقًا أنها ستمددها فور تنفيذ الجزء الروسي منها والذي يشترط إيصال الحبوب إلى الدول المحتاجة بما فيها الدول الإفريقية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأسود تصدیر الحبوب إلى أوکرانیا وزارة الدفاع

إقرأ أيضاً:

هجوم المسيّرات على موسكو.. رسائل في العمق وانتظار الرد الروسي!

في تطور نوعي غير مسبوق منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تعرضت العاصمة الروسية موسكو، فجر الأحد الموافق 1 يونيو 2025، لهجوم جوي واسع بالطائرات المسيّرة الأوكرانية، اعتبره المراقبون الأكبر من نوعه حتى الآن. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط 337 طائرة مسيّرة، منها 91 فوق موسكو، والبقية فوق ثماني مناطق أخرى، أبرزها كورسك وفورونيج وبيلغورود.

هذا الهجوم، الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص وأدى إلى إصابة أكثر من عشرين آخرين وتضرر عدد من البنايات، يحمل دلالات تتجاوز المعركة الميدانية التقليدية، ليشكل منعطفًا حرجًا في مسار الصراع، ويضع موسكو أمام تحدٍّ جديد في عمقها الاستراتيجي.

نقل المعركة إلى قلب روسيا

رسائل أوكرانيا في هذا التصعيد واضحة: لم يعد هناك "ملاذ آمن" داخل روسيا، بما في ذلك العاصمة. فبعد أشهر من القصف الروسي على خاركيف

وزابوريجيا ومدن أخرى، جاءت هذه الضربة لتقول إن يد كييف باتت قادرة على الوصول إلى العمق الروسي، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا نفسيًا وسياسيًا.

الكرملين، الذي ظل يفاخر طوال السنوات الماضية بأن دفاعاته الجوية قادرة على صدّ التهديدات، تلقى رسالة محرجة أمام الرأي العام المحلي والدولي.

ومهما تكن نتائج الاعتراضات الصاروخية، فإن مجرد تحليق هذا العدد الكبير من المسيّرات فوق موسكو يُعدّ فشلًا استراتيجيًا وخرقًا لهيبة السلطة.

دلالات التوقيت والسياق الإقليمي

الهجوم لم يأتِ في فراغ، بل إنه يتقاطع مع عدة تحولات:

- تعثر المحادثات غير المباشرة بين روسيا والغرب بشأن هدنة أو تسوية، خاصة مع تصاعد الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.

- تصعيد روسي متواصل ضد منشآت الطاقة والبنية التحتية في شرق أوكرانيا، وخصوصًا خاركيف.

- اقتراب قمم سياسية دولية حاسمة قد تناقش مستقبل الحرب، حيث تسعى كييف لتذكير الحلفاء بأن المبادرة لا تزال بيدها.

- كما يتزامن الهجوم مع زيارة وفد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى موسكو، في لحظة دبلوماسية حرجة، وكأن كييف أرادت تذكير الجميع بأن لغة الحرب لم تنتهِ بعد.

خيارات الرد الروسي: بين التصعيد والاحتواء

ردّ موسكو بات متوقعًا، لكنه محفوف بالتكلفة، فأمام بوتين عدة خيارات:

1. تصعيد عسكري شامل ضد كييف أو لفيف أو مدن حدودية، عبر استهداف واسع للبنية التحتية المدنية، في محاولة لاستعادة الردع.

2. فتح جبهات جديدة في المناطق الرمادية كمولدوفا (ترانسنيستريا) أو تعزيز الحضور العسكري في بيلاروسيا.

3. تصعيد سيبراني أو استخباراتي ضد أوكرانيا وداعميها في الغرب.

4. استخدام الحدث كورقة ضغط دبلوماسية، للتأكيد على تورط الناتو في الحرب، واستدعاء الدعم الشعبي داخليًا.

غير أن الكرملين يدرك أن أي رد غير محسوب قد يُغرق روسيا في مستنقع استنزاف طويل، خصوصًا مع اتساع الفجوة الاقتصادية وتململ قطاعات من النخبة الروسية.

انعكاسات جيوسياسية

الغرب سيجد في الهجوم ذريعة لتقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لأوكرانيا، مع تعزيز استراتيجية "الردع دون التدخل المباشر".

الصين والهند ستواصلان دعوات التهدئة، مع مراقبة دقيقة لاحتمال انزلاق الحرب نحو الإقليم الأوسع.

دول الجوار كبولندا ورومانيا ودول البلطيق بدأت فعليًا رفع درجات التأهب، تحسبًا لأي ردود فعل روسية غير متوقعة.

نهاية مفتوحة على الاحتمالات

يبقى أن الهجوم يمثل تحولًا لافتًا في ديناميكية الحرب: من حرب مواقع إلى حرب عمق، ومن اشتباك تقليدي إلى معركة إرادات سياسية واستراتيجية. لم تعد موسكو عصية، ولم تعد كييف فقط في موقع الدفاع.

هل يختار بوتين التصعيد الشامل، أم يعود إلى طاولة التفاوض وفق قواعد جديدة؟

هل تنجح أوكرانيا في فرض معادلة "الداخل بالداخل"، أم يدفعها الغرب نحو ضبط النفس؟

أسئلة مفتوحة على صيف ساخن، ومشهد دولي لا يزال يُكتب بالنار والمسيّرات!

روسيا: مصرع وإصابة 36 شخصًا في انهيار جسر وخروج قطار عن مساره

مبعوث روسيا بالأمم المتحدة: مستعدون للقتال طالما اقتضت الضرورة

روسيا والصين تستعدان لتنفيذ أكثر من 80 مشروعا بقيمة 200 مليار دولار

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً على منشآت الطاقة الروسية..كيف ستنتقم موسكو؟
  • على وقع مفاوضات الجانبين في إسطنبول:عملية أوكرانية واسعة النطاق ضد الطيران العسكري الروسي وموسكو تتحدث عن إسقاط 162 طائرة مسيّرة
  • لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا الجرئ داخل العمق الروسي؟.. مصادر تجيب لـCNN
  • أوكرانيا تكشف تفاصيل المفاوضات مع روسيا في اسطنبول
  • هجوم المسيّرات على موسكو.. رسائل في العمق وانتظار الرد الروسي!
  • الدفاع الروسية: إسقاط 162 مسيرة أوكرانية في أجواء عدد من المقاطعات
  • فيديو متداول لضربات أوكرانية على مصنع صواريخ في موسكو.. هذه حقيقته
  • الدفاع الروسية تعلن التصدي لهجمات أوكرانية على المطارات العسكرية
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قواتها على بلدة "أوليكسييفكا" في منطقة "سومي" شرقي أوكرانيا
  • أمطار غزيرة وعواصف تضرب إسطنبول ومناطق واسعة هذا الأسبوع