تحذير من استمرار توغل الاحتلال الإسرائيلي بجنوب لبنان
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
بيروت– يواصل الجيش الإسرائيلي استغلال مهلة الـ60 يوما المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث يتوغل في عدد من القرى الحدودية ويواصل تدمير المنازل وتفجيرها، كما يفرض على الأهالي حظر العودة إلى قراهم التي طالها القصف.
وفي تطور جديد، كشفت "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في جنوب لبنان بعد انقضاء فترة الـ60 يوما التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، والتي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش يعتزم الاستمرار في الوجود بالمنطقة الجنوبية حتى بعد مرور شهرين من الاتفاق في 27 يناير/كانون الثاني المقبل، في حال لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته في فرض السيطرة الكاملة على المنطقة الجنوبية.
ومن جهتها، أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عن قلقها إزاء "الضرر المستمر" الذي تسببه القوات الإسرائيلية في منطقة الجنوب اللبناني، على الرغم من سريان اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل.
وأصدرت يونيفيل بيانا قالت فيه "هناك قلق بالغ بشأن الأضرار المستمرة التي تلحقها القوات الإسرائيلية بالمناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في الجنوب اللبناني، وهو ما يعد انتهاكا للقرار 1701".
إعلانوكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من شهرين من بداية المواجهة العسكرية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.
وفي سياق متصل، صرح علي فياض النائب في كتلة حزب الله البرلمانية بشأن توغل القوات الإسرائيلية في منطقة وادي الحجير، قائلا إن هذا التصعيد يمثل تطورًا خطيرا وتهديدا حقيقيا لتنفيذ القرار 1701. وأضاف أن هذا التحرك يهدد مصداقية اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ القرار، مشيرا إلى أن التصعيد الإسرائيلي يعكس تعاطيًا غير مبالٍ بأي التزامات أو اتفاقات سابقة.
وأكد فياض ضرورة أن تقوم الدولة، بجميع مؤسساتها العسكرية والسياسية، بإعادة تقييم الوضع بشكل فوري، ومراجعة الأداء الذي أظهر فشلا في مواجهة الاستمرار الإسرائيلي في الأعمال العدائية، بما في ذلك التوغل في الأراضي اللبنانية وارتكاب جرائم بحق المدنيين من قتل واعتقال.
من جانبها، قدمت الخارجية -عبر بعثتها الأممية الدائمة- شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن احتجاجا على الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لـ"إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701″ والتي بلغت أكثر من 816 اعتداء بريا وجويا بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و22 ديسمبر/كانون الأول 2024.
منطقة عازلة مدمرة
وفي تعليق على هذه التطورات، يرى الخبير العسكري حسن جوني -في حديث للجزيرة نت- أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في جنوب لبنان لفترة تتجاوز 60 يوما، وفقا لما نقلته صحيفة "هآرتس" عن الجيش الإسرائيلي، في حال عجز الجيش اللبناني عن اتخاذ الإجراءات المطلوبة أو إتمام ترتيباته اللازمة.
ويضيف جوني "إذا صح هذا الخبر، فإن الجيش الإسرائيلي يبدو وكأنه يروّج لفكرة البقاء في المنطقة، وقد تكمن وراء ذلك نوايا خفية تتمثل في الإبقاء على جنوب لبنان منطقة عازلة، مدمرة، وغير قابلة للحياة. إن العمليات التدميرية التي ينفذها تشير بوضوح إلى أنه لا يعتزم الانسحاب بل يسعى لتعزيز وضع ميداني يخدم مصالحه".
إعلانويؤكد النائب أن هذا السيناريو يمثل تحولا خطيرا وخرقا جسيما للاتفاق، وقد يصل إلى حد انهياره بالكامل، خاصة وأن أهم بنوده هو الانسحاب خلال 60 يوما. ويضيف "رغم ذلك، لا يمكن الحكم على نوايا الجيش الإسرائيلي قبل انتهاء المهلة، وبموجب الاتفاق يحق له البقاء حتى اليوم 59، على أن ينسحب كليا في اليوم 60، لذلك يجب الانتظار لمعرفة التطورات. أما إذا استمر في البقاء بعد انتهاء المهلة، فهذا يعني انهيار الاتفاق وعودة حالة الحرب".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بدأت منذ اليوم الأول للاتفاق ولا تزال مستمرة، وأوضح أن الانتهاكات تفاقمت مع شن غارات على أهداف في البقاع، مما يشكل خرقا أعمق للسيادة اللبنانية.
وأضاف أن هذه التصرفات تعكس عدم احترام إسرائيل للاتفاق وبنوده، وتسعى من خلالها لتكريس ما تعتبره حقها في العمل العسكري داخل لبنان، مستندة إلى ما يعرف بالضمانات الأمريكية أو وثيقة تم التفاوض عليها سابقا والتي لا يعترف بها لبنان ولم يطلع على تفاصيلها.
التهديدات الإسرائيلية
من جهته، ينبه الباحث بالعلاقات الدولية الدكتور علي مطر إلى ضرورة التركيز على أن العدو الإسرائيلي يمثل مشروعا توسعيا، وأن رئيس حكومته بنيامين نتنياهو يكرر مقولته المعروفة عن إسرائيل بأنها من النهر إلى البحر، مما يعكس بوضوح المطامع الإسرائيلية في المياه والجغرافيا، سواء في لبنان أو سوريا أو غيرها من الدول.
ويعتبر مطر، في حديث للجزيرة نت، أن "ما فشل العدو الإسرائيلي في تحقيقه خلال الحرب التي استمرت 65 يوما على لبنان، والتي حال فيها تقدم المقاومة دون تحقيق أهدافه، يسعى الآن إلى تحقيقه من خلال تمركزه في بعض القرى وعدم الخروج منها".
وأوضح أنه خلال الحرب التي استمرت 65 يومًا، فشلت إسرائيل في دخول مناطق مثل وادي الحجير وغيرها من المناطق، كما لم تتمكن من التقدم إلى القرى الأمامية القريبة من الحدود. أما الآن فيسعى الإسرائيليون إلى تكريس وجودهم في تلك المناطق، وقد دخلوا إلى وادي الحجير تحت ذرائع مختلفة.
إعلانوأكد مطر أن الدولة اللبنانية ويونيفيل، والقوى المعنية بالاتفاق، يجب أن تتحرك بشكل عاجل، إذ لا يمكن الاستمرار في الوضع الحالي خاصة بعد مرور شهر على الاتفاق الذي شهد العديد من الخروقات من قبل إسرائيل.
ولفت إلى أنه حتى الآن تحرك حزب الله مرة واحدة فقط، وهو يحذر من أن أي خرق إضافي قد يستدعي تحركات أخرى، لذلك تترك المقاومة حرية التصرف للدولة اللبنانية، داعمة المسار الدبلوماسي، ولكنها في الوقت نفسه تؤكد أنه لا يمكن الاستمرار في تجاهل هذه الخروقات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يُخطط لتفكيك حركة حماس
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يدرس عدة بدائل بهدف تفكيك حركة حماس، من بينها خيار احتلال كامل لقطاع غزة.
وأشارت الهيئة إلى أن الولايات المتحدة لا تملك حتى الآن خطة واضحة لنزع سلاح حماس، في ظل النقاشات المتواصلة حول مستقبل القطاع بعد الحرب.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يعمل على بلورة خطط جديدة لمنع تعاظم قوة الحركة خلال الفترة المقبلة، ضمن تقييمات أمنية مستمرة.
اقرأ أيضًا.. تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
اقرأ أيضً.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وأقدم مستوطنون، مساء اليوم الأحد، على اقتحام تجمع العراعرة البدوي شمال شرق القدس، وسط حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، لـ"وفا"، إن المستعمرين تجولوا في محيط مساكن الأهالي وقاموا باستفزازهم، في خطوة أثارت حالة من التوتر بين السكان.
ويعاني التجمع البدوي من اعتداءات متكررة تهدف للتضييق على الأهالي وتهديد وجودهم في المنطقة.
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، حملة اقتحامات واسعة طالت عدة بلدات غرب محافظة سلفيت، تخللها اعتقالات واحتجاز عشرات المواطنين، وسط انتشار مكثّف في محيط المناطق المستهدفة.
أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على اعتقال خمسة مواطنين فلسطينيين من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" غلى أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت عددا من المنازل، واعتقلت الأسيرين المحررين محمود ابراهيم ثوابتة (خطاب)، وعصام حسين ديرية، وشقيقه إبراهيم، بعد دهم وتفتيش منازلهم.
وأضافت الوكالة قائلةً إن تلك القوات اعتقلت المواطن محمد احمد ابو يابس، واحتجزت الشاب وافي يوسف علي ديرية، لإجبار شقيقه براء لتسليم نفسه، حيث قام الأخير بذلك عند المدخل الغربي للبلدة.
وسلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، أربعة إخطارات بوقف العمل والبناء في بلدة ياسوف شرق سلفيت، شملت منزلين وبئر مياه وطريقًا زراعيًا.
وأفادت مصادر محلية بأن الإخطارات استهدفت منزلَي المواطنين ربيع أحمد عبيه وسامي نعيم حسين، إضافة إلى بئر مياه يملكها وصفي حسن أيوب، وطريق زراعي في المنطقة.
وأضافت المصادر أن هذه الإخطارات تأتي ضمن تصعيد الاحتلال في استهداف البنية التحتية وممتلكات المواطنين في البلدة، بهدف الحد من التوسع العمراني والزراعي فيها.
وقال محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، إنه لا ترتيبات انتقالية دون تنسيق مع مؤسسات الدولة والسيادة تشمل غزة والضفة والقدس.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن أي ترتيبات انتقالية مقترحة يجب أن تتم حصراً عبر التنسيق مع الدولة ومؤسساتها الشرعية، مشدداً على أن فلسطين تُدار تحت سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن ولاية الدولة الفلسطينية تشمل كامل أراضيها، وفي مقدمتها قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، مؤكداً أن أي مسار سياسي أو أمني مستقبلي يجب أن ينطلق من هذا المبدأ باعتباره الأساس لضمان وحدة النظام والمؤسسات.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن أزمة صحية خطيرة تعصف بخدمات العيون، بعدما أدى تلف الأجهزة التشخيصية والجراحية إلى تعطّل التدخلات الطبية المتخصصة، وتفاقم قوائم الانتظار للعمليات الجراحية الضرورية.