شكك الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي في دقة تقارير إسرائيلية بشأن سير العمليات العسكرية شمال قطاع غزة، معتبرا أنها محاولة لتبرير تعثّر العملية العسكرية وإخفاء حجم الخسائر الحقيقية للجيش الإسرائيلي، وكذلك تبرير جرائمه المختلفة.

وكشف تقرير لصحيفة "هآرتس" عن ضابط استخبارات في القيادة الجنوبية بأن عملية الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع تتعثر، وأن نسبة استعادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدراتها العسكرية مرتفعة، كما أن وحدات الاحتياط تشهد تراجعا في معدل الالتزام بأوامر التجنيد إلى 60%.

وقال العقيد الفلاحي إن الأرقام المعلنة عن خسائر حماس غير دقيقة، مشيرا إلى أن حجم الخسائر الإسرائيلية الكبيرة خلال المواجهات يشير إلى ضرورة وقوع خسائر عالية في صفوف المقاومة.

وفند الفلاحي ادعاءات نقص القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي، موضحا أن إسرائيل تمتلك 175 ألف مقاتل نظامي و460 ألف جندي احتياط، وهي قوة كبيرة يمكن استخدامها في استكمال الحرب على غزة.

كما اعتبر الحديث عن استعادة حماس قوتها العسكرية في ظل الحصار البري والجوي المفروض عليها من جميع الجهات أمر غير دقيق، ويأتي في سياق محاولة تبرير التعثر أمام أداء المقاومة القوي في صد جيش الاحتلال.

إعلان رفض التجنيد

وأكد الخبير العسكري أن التقرير يحاول تبرير الفترة الطويلة التي استغرقتها العملية العسكرية وإنهاك قوات الاحتياط، مشيرا إلى أن الكثير من الضباط رفضوا إعادة التجند في الوحدات القتالية، مما يمثل مشكلة على المدى البعيد.

وأوضح أن قوات الاحتياط يجب أن تعمل لفترة معينة ثم تعود إلى أعمالها المدنية، لكن استمرار خدمتها لفترة طويلة عرّضها لضغوطات كبيرة.

ولفت الفلاحي إلى عدم وجود خطة إسرائيلية واضحة للتعامل مع غزة خلال الفترة القادمة، موضحا أن ذلك مرتبط بما سيتم التوصل إليه في قضية صفقة الأسرى.

وأضاف أن ما يقوم به جيش الاحتلال في المنطقة الشمالية هو عملية تدمير ممنهجة لكل البنى التحتية لتحويلها إلى منطقة غير قابلة للعيش، في إطار المشروع الإسرائيلي للتهجير.

وأوضح أن الاحتلال يستهدف المنطقة الشمالية تحديدا، لأنها كانت نقطة انطلاق المقاومة باتجاه "غلاف غزة"، مؤكدا أن تدميرها يهدف إلى إعاقة إعادة الإعمار والبناء لفترة طويلة جدا.

صمت حقوقي

وانتقد الفلاحي الصمت المطبق للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إزاء ما يجري في شمال غزة، خاصة استهداف المستشفيات.

وأكد أن اتفاقية جنيف والبروتوكول الإضافي يمنحان حصانة للمستشفيات والممتلكات العامة والخاصة، معتبرا أن تجاوز إسرائيل ذلك يعد دليلا واضحا على ارتكاب إبادة جماعية.

وختم الفلاحي حديثه بالتأكيد على أن جميع الحجج والذرائع الإسرائيلية غير صحيحة، وأنها مجرد محاولة لخلق ذريعة لتبرير جرائم إسرائيل في تلك المناطق الحساسة.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدء عملية عسكرية جديدة في شمال القطاع بذريعة "منع حركة حماس وفصائل المقاومة من استعادة قوتها في المنطقة".

ومنذ ذلك الوقت قُتل 35 جنديا وضابطا من الجيش الإسرائيلي في المعارك داخل مخيم جباليا وحوله وجُرح المئات منهم، وفق محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس.

إعلان

وتعد هذه المرة الثالثة التي يجتاح فيها الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا بعد المرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2023، والثانية في مايو/أيار الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في عملية نوعية شمال مدينة جباليا

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن تدمير دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" في عملية نوعية شمال مدينة جباليا، وذلك عبر تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار في منطقة القصاصيب، يوم الثلاثاء الماضي.

 وأكدت الكتائب، عبر بيان نُشر على قناتها في منصة تيليجرام، أن عناصرها رصدوا هبوط طائرة مروحية إسرائيلية في موقع الاستهداف، يُعتقد أنها جاءت لتنفيذ عملية إخلاء.

من جانبها، صرّحت حركة حماس، مساء الخميس، أن سياسة "التجويع الممنهج" التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بلغت مرحلة خطيرة تُهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

 وأكدت الحركة أن هذه الممارسات تشكّل "مجزرة جماعية" تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقفها، داعية إلى إدخال المساعدات الغذائية فورًا ودون قيود، مع ضمان وصولها الآمن إلى جميع مناطق القطاع.

وأعربت الحركة عن استعدادها الفوري لاستئناف المفاوضات، بشرط وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكدة أن استمرار التفاوض في ظلّ التجويع يفقد العملية التفاوضية معناها ومصداقيتها.

 كما حمّلت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن تعثّر المباحثات، بعد انسحابه المفاجئ من جولة المفاوضات الأخيرة، رغم اقترابها من تحقيق اتفاق شامل.

طباعة شارك ميركافا اسرائيل قطاع غزة القصاصيب دبابة إسرائيلية

مقالات مشابهة

  • حماس ترد على مزاعم أمريكية: لا حديث عن نزع السلاح في ظل الاحتلال
  • حماس تنفي مزاعم أمريكية حول نزع سلاحها.. استعادة القدس والسيادة أولا
  • حماس تنفي تصريحات المبعوث الأميركي: لا تخلي عن سلاح المقاومة إلا بزوال الاحتلال
  • حماس تنفي نزع سلاحها: المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال
  • خبير عسكري: ارتفاع مستوى التنسيق والتكتيك لدى قوى المقاومة بغزة
  • حماس: اعتداء مستوطنين على متضامنين أجانب رسالة عدوانية لأحرار العالم
  • تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في عملية نوعية شمال مدينة جباليا
  • خبير عسكري: خطة الاحتلال للسيطرة على غزة تنهار أمام التجويع والضغط الدولي
  • حماس ردًا على "إعلان نيويورك": المقاومة وسلاحها استحقاق وطني
  • خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع