يمانيون:
2025-08-02@15:04:41 GMT

كيف يسهم الفلفل الحار في تخفيف آلام الأعصاب المزمنة؟

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

كيف يسهم الفلفل الحار في تخفيف آلام الأعصاب المزمنة؟

منوعات

تُعرف آلام الأعصاب بكونها من أكثر الآلام صعوبة في العلاج، إذ تترك المصابين يعانون من إحساس دائم بالحرق أو الوخز الذي يعيق حياتهم اليومية. في خطوة مبتكرة وغير تقليدية، بحسب صحيفة تاغيس تسايتونغ الألمانية لجأ الأطباء إلى استخدام مادة الكابسيسين، المستخلصة من الفلفل الحار، كعلاج للألم.

بيد أنّ المفارقة المثيرة أن هذه المادة تُسبب ألمًا شديدًا عند استخدامها، لتثبت صحة القول المأثور: “الألم يُعالج بالألم”.

الفلفل الحار: من المطبخ إلى العلاج الطبي

الكابسيسين هو المكون النشط في الفلفل الحار، وهو المسؤول عن الطعم الحارق الذي يشعر به من يتناوله. هذه المادة لا تقتصر على إثارة التذوق، بل لديها تأثيرات طبية عميقة، إذ تعمل على تحفيز الأعصاب الحسية في الجلد بشكل مكثف، ما يؤدي إلى “إرهاق” هذه الأعصاب وجعلها أقل حساسية للألم مع مرور الوقت.

كيف تعمل لاصقات الكابسيسين؟

تعتمد هذه الطريقة على وضع لاصقة تحتوي على نسبة عالية من الكابسيسين (8%) على المنطقة المصابة بالألم العصبي لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة. خلال هذا الوقت، يعاني المريض من إحساس حارق شديد يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. هذا الألم المؤقت يهدف إلى إرهاق الأعصاب الحسية المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ.

أحد المرضى، الذي عانى من آلام عصبية شديدة لسنوات، وصف تجربته مع العلاج بالكابسيسين للصحيفة الألمانية بأنها “ألم لعلاج الألم”.

يقول المريض: “في البداية، شعرت وكأنني وضعت صلصة الفلفل الحار على جرح مفتوح. لكن بعد انتهاء الجلسة، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا في حدة الألم، واستطعت تقليل استخدامي للمسكنات.”

رغم الألم المؤقت الذي يسببه العلاج، إلا أن النتائج تبشر بتحسن طويل الأمد. تظهر الدراسات أن تأثير اللاصقات يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار العلاج عند الحاجة. ومن بين الفوائد الإضافية، تقليل الاعتماد على المسكنات التي غالبًا ما تكون ذات آثار جانبية كبيرة.

عقبات أمام انتشار العلاج

رغم فعالية العلاج، إلا أنه ما زال غير شائع الاستخدام. يعزو الخبراء ذلك إلى نقص الوعي بهذه التقنية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تجهيزات خاصة لإجراء الجلسات تحت إشراف طبي، نظرًا لأن الكابسيسين يمكن أن يرفع ضغط الدم أثناء الجلسة بسبب الألم الشديد الذي يسببه.

ويرى الخبراء أن هذا العلاج يعيد تعريف مفهوم علاج الألم، عبر استثمار خاصية الحرق الشديد في الفلفل الحار للتغلب على آلام مزمنة يصعب علاجها.

ورغم صعوبة التجربة في البداية، إلا أن نتائجها تعد بالكثير للمصابين الذين يعانون من آلام عصبية أثرت على حياتهم لسنوات طويلة. يبدو أن الفلفل الحار، المعروف بلسعته الحادة، قد أصبح حليفًا غير متوقع في رحلة تخفيف الألم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الفلفل الحار

إقرأ أيضاً:

الإيجابية السامة وفن التخلي

في عالمٍ يُلح علينا بشعارات التحفيز، والابتسامات المصطنعة، والعبارات اللامعة مثل “كن إيجابيًا مهما حدث”، “تخلى عما يؤذيك” ننسى أن الإيجابية الحقيقية لا تعني إنكار المشاعر الإنسانية، بل الاعتراف بها والمرور عبرها بصدق.

ولكن! ماهي الإيجابية؟

الإيجابية، ببساطة، هي الميل لرؤية الجانب المُضيء من الأشياء، والسعي للسلام النفسي، والنظر للأزمات من زاوية النمو والتعلم. وهي بلا شك سلوك ناضج ومفيد في الحياة.

ولكن… متى تنقلب هذه الإيجابية ضد الإنسان بدلًا من أن تكون لصالحه؟

ومتى تصبح الإيجابية “سامة”؟

تُصبح الإيجابية سامة حين تتحوّل إلى قناع يُخفي الألم الحقيقي، ووسيلة للهروب من المشاعر الصعبة، أو عندما تُستخدم لإسكات الآخرين وتقزيم معاناتهم.

حين يُقال لشخص يتألم: “تجاوز الأمر، على الأقل أنت أفضل من غيرك”، حين يُقال لمن فقد عزيزًا: “كل شيء يحدث لسبب” حين يُقال للمقهور: “كن ممتنًا، فهناك من هو أسوأ حالًا منك”

هنا لا تُمارَس الإيجابية كتعاطف، بل كأداة للإنكار، والتقليل، والعزل.

فالإيجابية السامة تُفقد الإنسان جزءًا من إنسانيته.

وتجعلنا نرفض الاستماع الحقيقي، ونبتعد عن الأحزان، ونخشى أن نتلامس مع الألم.

وبإسمها تحوّلنا إلى كائنات أنانية، تهتم فقط بالمُتعة اللحظية، وترفض العلاقات العميقة، وتُقصي من يعاني، وتضع مُلصق “السلبي” على كل متألم.

وراء كثير من الدعاوى لقطع العلاقات، والانعزال عن “الطاقة السلبية”، تجد أشخاصًا جُرحوا بعمق، ولم يجدوا من يحتويهم، فقرروا ألا يعودوا بشرًا يشعرون، بل “مدربي طاقة”، أو “مرشدي سعادة”، أو “ناجين روحيًا”، يوزعون نصائح مُفرغة من الرحمة.

لكن الحقيقة هي: كل من يطلق وصف “سلبي” على المتألمين، فقط لأنهم يعبرون عن مشاعرهم، هو إنسان فقد شيئًا من إنسانيته، ويريد أن ينتقم من الضعف الذي كان فيه يومًا، بدل أن يضمده.

وفي هذا السياق، نستحضر قول لوري ديشين: “لست مضطرًا لأن تكون إيجابيًا طوال الوقت، فلا بأس تمامًا بأن تشعر بأنك حزين، أو غاضب، أو مُنزعج، أو مُحبط، أو خائف أو قلق، إمتلاكك للمشاعر لا يجعلك “شخص سلبي”، بل يجعلك إنسانًا”

همسة
دعونا نُعيد تعريف القوة.

فالقوة ليست في دفن الألم تحت قناع “كل شيء على ما يرام”، بل في مواجهته.

القوة ليست في إنكار مشاعر الآخرين والتراقص على آلامهم وتسميتها سلبية، بل في الجلوس معهم، والإنصات، والمشاركة.

فالإيجابية الحقيقية ليست أداة فصل عن العالم، بل وسيلة للتواصل معه بصدق.

مقالات مشابهة

  • الإيجابية السامة وفن التخلي
  • آيات قرآنية تريح الأعصاب وتهدئ النفس
  • أسعار البطاطس اليوم في سوق العبور
  • الصحة: فحص 18.4 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي
  • الصحة: فحص 18.4 مليون مواطن ضمن مبادرة الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي
  • تشغيل الشعب بسيناريوهات لإخفاء القضايا الكبرى: بين الإلهاء والصدمة الجماعية
  • قبل بدء أغسطس الحار.. قرار عاجل من رئيس الوزراء بشأن انقطاع الكهرباء
  • الحزام الناري.. اكتشف الأسباب والأعراض وطرق العلاج
  • مدبولي: حققنا انخفاضا ملحوظا في تخفيف كثافات الفصول الدراسية
  • هل سيحدث تخفيف لأحمال الكهرباء بسبب الموجة الحارة؟.. رئيس الوزراء يحسم الجدل