ابن خلدون وسيكلوجية الشعوب المقهورة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
عبد المنعم عجب الفَيا
كتب ابن خلدون بالفصل الثالث والعشرون من المقدمة:
"ان المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائدهم، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لما تغالط به (تظنه) من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك واتّصل لها اعتقادا، انتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبّهت به وذلك هو الاقتداء.
وانظر إلى كلّ قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زيّ الحامية وجند السّلطان في الأكثر لأنّهم الغالبون لهم حتّى أنّه إذا كانت أمّة تجاور أخرى ولها الغلب عليها، فيسري إليهم من هذا التّشبّه والاقتداء حظّ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة* فإنّك تجدهم يتشبّهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتّى في رسم التّماثيل في الجدران والمصانع والبيوت حتّى لقد يستشعر من ذلك النّاظر بعين الحكمة أنّه من علامات الاستيلاء والأمر للَّه. وتأمّل في هذا سرّ قولهم: العامّة على دين الملك فإنّه من بابه، إذ الملك غالب لمن تحت يده والرّعيّة مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه، واقتدا الأبناء بآبائهم والمتعلّمين بمعلّميهم والله العليم الحكيم وبه سبحانه وتعالى التّوفيق". انتهى
هامش :
* الجلالقة من سكان أسبانيا الأصليين الذين حكمهم العرب في بلاد الأندلس وهم نصاري مسيحييون. ويعني الكاتب انهم تأثروا تأثيرا عميقا بالثقافة العربية الإسلامية.
عبد المنعم عجب الفَيا
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
abusara21@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شرطة عجمان تطلق حملة «سلامة الأبناء واجب»
عجمان- وام
أطلقت القيادة العامة لشرطة عجمان حملة توعوية موجهة لأولياء الأمور تحت شعار «سلامة الأبناء واجب» بهدف تعزيز الوعي بالمخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء نتيجة الإهمال وعدم الانتباه وضرورة متابعة سلوكياتهم، والحذر من الإهمال سواء من جانب الأسرة أو من فئة العمالة المساعدة.
وأوضحت المقدم نورة سلطان الشامسي، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بشرطة عجمان، أن هذه الحملة تستهدف حماية الأطفال من الحوادث الناجمة عن إهمالهم أو عدم الانتباه لسلوكياتهم، مثل وصولهم إلى مواد خطرة في المنازل كالمنظفات أو المواد الكيميائية التي تُحفظ في أماكن غير آمنة، والخروج من المنزل دون مرافق، وملامسة الكهرباء المكشوفة أو الخروج إلى الشرفات والأسطح، مما يعرضهم لخطر السقوط، إضافة إلى الاقتراب من الأدوات الحادة والأفران في المطبخ، وأكدت أن مثل هذه الحوادث يمكن الوقاية منها بتكثيف المتابعة والمراقبة على مدار الساعة.
وأضافت الشامسي أن الحملة تتضمن نشر التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع أولياء الأمور والعمالة المنزلية بالتعاون مع الجهات المختصة، لتوعيتهم بأبرز السلوكات الخاطئة والمواد والأدوات الخطرة، مع التأكيد على أهمية تثقيف الأطفال أنفسهم بشأن ما يجب عليهم تجنبه داخل المنزل.