أيرلندا تستنكر عملية الاحتلال في مستشفى كمال عدوان شمال غزة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أعرب نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي مايكل مارتن، عن قلقه العميق إزاء الهجمات التي شنها الاحتلال على آخر مستشفى رئيسي في شمال غزة، واعتقالها لموظفيه، في إشارة إلى مستشفى كمال عدوان.
وقال مارتن، في بيان، “أشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة من منظمة الصحة العالمية، والتي تفيد بأن آخر مستشفى رئيسي في شمال غزة أصبح غير صالح للاستخدام جراء هجوم للجيش الإسرائيلي، وأن العاملين فيه، بمن فيهم مدير المستشفى (حسام أبو صفية)، تعرضوا للاعتقال”.
كما تطرق إلى تحذير لبرنامج الأغذية العالمي بشأن عدم إمكانية ضمان الأمن الغذائي في غزة في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي هذا الصدد، أكد مارتن على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف وفي جميع الأوقات، وحماية المستشفيات والمنظمات الصحية وعمال الإغاثة الإنسانية.
وتابع، “يجب أن تتوقف الهجمات والمجازر ضد المدنيين والأطفال الأبرياء فورا”، مجددا دعوته إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في غزة.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت السبت عن اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مدير مستشفى كمال عدوان، في محافظة شمال قطاع غزة حسام أبو صفية.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في القطاع ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان آخر الاعتداءات الإسرائيلية على المنظومة الصحية في غزة اقتحام مستشفى كمال عدوان، وإضرام النار فيه وإخراجه عن الخدمة، واعتقال أكثر من 350 شخصاً كانوا داخله، بينهم الكادر الطبي وجرحى ومرضى، وأبو صفية.
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة كمال عدوان غزة الاحتلال ايرلندا كمال عدوان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى کمال عدوان فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد الضربات الإيرانية.. نتنياهو بين كابوس 7 أكتوبر وورطة الإقليم
الليالي الطويلة التي عاشها الاحتلال الإسرائيلي بفعل الرد الإيراني، لم تكن مجرد لحظة عابرة في مسار الصراع، بل تمثل منعطفًا قد يُغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة.
فالهجوم الإيراني، على الرغم من أنه لم يكن مفاجئًا في توقيته، فإن شكله واتساعه شكّلا صدمة عسكرية وسياسية في تل أبيب.
القرار الذي اتخذه نتنياهو بتوجيه ضربة لإيران لم ينبع من حكمة استراتيجية أو قراءة دقيقة لموازين القوى، بل كان نتاجًا لحالة غرور سياسي وتغطية أميركية منحها له دونالد ترامب.
اعتقد نتنياهو أن بإمكانه حسم مواجهة إقليمية بتفوق جوي مؤقت، لكنه لم يحسب حساب الرد الإيراني المعقّد والممتد.
إيران لم تكن البادئة، لكنها ليست عاجزة، ومع ما تملكه من أدوات الردع والصبر الاستراتيجي، فإن ردّها لن يكون لمرة واحدة، بل في جولات قد تمتد لأسابيع ما دام الاحتلال لم يتلقّ الثمن المناسب لما فعله.
على الرغم من مرور أكثر من عام وثمانية أشهر على عملية طوفان الأقصى، فإن نتنياهو لم ينجح في محو آثار الهزيمة التي لحقت بإسرائيل.
كل الجولات العسكرية في غزة، وكل حملات التدمير الشامل، لم تمحُ عار السابع من أكتوبر، واليوم، ومع دخول إيران على خط المواجهة، يتجدد الفشل الإسرائيلي، وتتعزز صورة الدولة الضعيفة التي تُهاجَم ولا تستطيع الرد بالشكل المناسب.
المفارقة أن نتنياهو، الذي كان يحلم بتحقيق نصر استراتيجي يعيد إليه مجد زعماء إسرائيل الأوائل، يجد نفسه اليوم أقرب إلى نهاية سياسية لا تشبه تلك التي خطط لها.
فالوحل في غزة، والورطة مع إيران، والانقسام الداخلي، كلها عوامل تُهدد مستقبله.
في خضم هذه المتغيرات، يُطرح سؤال جوهري: هل يُعيد نتنياهو ترتيب أولوياته؟ وهل يُدرك أن استنزاف الحرب على غزة لم يعد ذا جدوى سياسية أو عسكرية؟
الواقع أن الولايات المتحدة، التي حاولت إدارة صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لم تعد محل ثقة في نظر المقاومة.
فقد تخلّت عن الحياد، ومنحت الغطاء الكامل للعدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو إيران، كما أن سلوكها في صفقة الجندي “عيدان” كشف عن ضعف التزامها بأي تفاهمات.
ومع ذلك، فإن فرص التوصل إلى صفقة تبادل لا تزال قائمة، فهي حاجة فلسطينية إنسانية، لكنها أيضًا حاجة إسرائيلية سياسية وعسكرية، وقد يراها نتنياهو فرصة لحفظ ماء الوجه، أو لخفض منسوب التوتر الداخلي، ولا سيما مع التورط المتزايد مع إيران.
ما يحدث اليوم يُشير بوضوح إلى أن الهندسة السياسية والعسكرية لمحور المقاومة قد نجحت في توسيع ساحة الاشتباك، فالمواجهة لم تعد مقتصرة على غزة، بل شملت لبنان، واليمن، والعراق، وها هي اليوم تطال إيران بشكل مباشر.
وبينما يُراهن الاحتلال على الدعم الأمريكي لضمان التفوق، فإن الوقائع الميدانية والدبلوماسية تقول إن إسرائيل تسير في حقل ألغام إقليمي ودولي، قد تُفجّر مفاجآت غير محسوبة.
نتنياهو الذي سعى لتحويل السابع من أكتوبر إلى قصة انتصار، يجد نفسه اليوم عالقًا بين خيبات غزة وارتدادات طهران. وحتى لو أدار معركة تفاوضية ناجحة، فإن جراح الساحة الإقليمية ستبقى مفتوحة، وستُبقي إسرائيل في دائرة التوتر والانكشاف.
لقد دخلت المنطقة مرحلة جديدة، يُعاد فيها رسم التحالفات والتوازنات، في حين يسقط وهم “التفوق الإسرائيلي” الواحد تلو الآخر.
وما لم يُراجع الاحتلال حساباته، فقد تكون الضربة التالية أقسى، وأكثر إيلامًا، وأبعد من مجرد رد فعل.
* كاتب فلسطيني