مقتل شرطي يتبع النظام السوري برصاص مجهولين بدير الزور
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن أحد عناصر شرطة منطقة الميادين في ريف دير الزور (شرق)، قتل جراء هجوم "إرهابي" تعرض له.
ونقلت الوكالة عن بيان لوزارة الداخلية في بيان، السبت، "إن الملازم شرف البطل محمد ياسين العون من مرتب شرطة منطقة الميادين في محافظة دير الزور استشهد إثر استهدافه بطلقات نارية من قبل مسلحين مجهولين كانوا على متن دراجة نارية في منطقة الميادين أثناء تأدية واجبه الوطني".
فيما قالت صفحة "دير الزور 24" على "فيسبوك" إن محمد ياسين العون، أحد عناصر الأمن الجنائي التابع لقوات الأسد، قتل برصاص مجهولين بالقرب من منزله في شارع الجيش بمدينة الميادين شرقي دير الزور. دون مزيد من التفاصيل.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات ضد قوات النظام السوري بالمنطقة، فقد قتل 23 عنصرا للنظام السوري وأصيب أكثر من 10 في هجوم على حافلة عسكرية شرق سوريا، الخميس 11 آب/ أغسطس الحالي.
ووقع الهجوم في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي.
وكثف تنظيم الدولة من هجماته على قوات النظام في الآونة الأخيرة، بمناطق البادية السورية الشاسعة، ونفذ هجمات مسلحة وأخرى بعبوات ناسفة، ضد القوافل العسكرية، وقوافل تنقل المواد البترولية عبر الصحراء.
وقبل الهجوم على الحالفة بأيام قتل فيه 10 عناصر للنظام، بعد استهداف حواجز عسكرية في الرقة، التي كانت عاصمة للتنظيم قبل خسارته الأراضي التي سيطر عليها عام 2018.
كما هاجم التنظيم قافلة صهاريج نفط في ريف حماة الشرقي، الممتد مع مناطق البادية، وقتل في الهجوم 7 أشخاص، أغلبهم من قوات النظام.
ووفقا لحسابات التنظيم، فقد نفذت خلاياه 8 عمليات في سوريا قتل خلالها 76 شخصا، وذلك خلال الفترة الممتدة من 27 تموز/ يوليو، وحتى 2 آب/ أغسطس، وذكرت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم.
من جهة أخرى حذر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، الاثنين، من أن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بعدد مهم من مقاتليه، رغم الخسائر الفادحة التي مني بها وتراجع نشاطه في سوريا والعراق.
وبحسب التقرير، فإن التنظيم لا يزال يقود ما بين 5 و7 آلاف عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق، معظمهم من المقاتلين، فيما قال الخبراء، الذين يراقبون العقوبات المفروضة على الجماعة، إن النصف الأول من العام الجاري، شهد تهديدا مرتفعا من التنظيم ظل في مناطق الصراع.
وأوضح الخبراء، في تقريرهم لمجلس الأمن أن "الوضع العام لا يزال نشطًا"، ورغم الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم، وتراجع نشاطه في سوريا والعراق، فإن خطر عودته ما زال قائما.
وبحسب تقرير الخبراء، فقد كيّف التنظيم استراتيجيته والاندماج مع السكان المحليين، كما أنه يتوخى الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر، بالإضافة إلى قيامه بإعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الجيش سوريا سوريا داعش جيش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیر الزور فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: عام على سقوط الأسد.. سوريا تتماسك والشرع يفاجئ العالم
قالت مجلة "إيكونوميست" في افتتاحية إن العملية الانتقالية في سوريا جرت بطريقة أفضل مما توقع كثيرون، مشيرة إلى أن الرئيس أحمد الشرع أثبت قدرة لافتة على المناورة الدبلوماسية، رغم أن أمامه طريقا طويلا قبل أن يطمئن السوريين ويعيد بناء الدولة المنهكة.
وأكدت المجلة أن نظام بشار الأسد روج مع بداية الثورة عام 2011 لشعار "الأسد أو الفوضى"، محذرا أنصاره من سقوط البلاد في حرب أهلية إن غاب عن الحكم.
غير أن السنوات اللاحقة أثبتت – بحسب المجلة – أن رفض الأسد التنحي وقمعه الوحشي للمتظاهرين السلميين هو ما دفع سوريا نحو أتون الحرب الأهلية. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبعد هجوم خاطف للمعارضة، فر الديكتاتور إلى المنفى، ليظهر العام اللاحق أن سوريا قادرة على مواصلة الحياة بدونه.
وتلفت إيكونوميست إلى المفارقة في أن خليفة الأسد – أحمد الشرع – ينتمي إلى الفئة ذاتها التي كان النظام يحذر منها؛ إذ سبق للشرع أن انخرط في العمل الجهادي. ومع ذلك، لم تنحدر البلاد إلى الفوضى المتوقعة، بل حقق الرئيس الجديد قدرا من الحفاظ على تماسك الدولة والمجتمع.
وعلى الصعيد الدولي، رأت المجلة أن الشرع حقق اختراقات واضحة، إذ تمكن من كسب ثقة الغرب، واستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي.
ورفعت الولايات المتحدة العقوبات المؤقتة المفروضة خلال حكم الأسد، وتعمل حاليا على إلغاء أجزاء منها. كما تبدو دول الخليج أكثر حماسا للشرع، الذي يسعى – وفق التقرير – إلى فتح صفحة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، وإن كانت تل أبيب قد تعاملت مع مبادراته بعدائية "غير حكيمة"، بحسب المجلة.
وتشير الافتتاحية إلى أن هذا الانفتاح يعكس تحولا كبيرا في موقع سوريا الإقليمي، فالدولة التي ارتبطت لعقود بمحور روسيا وإيران، تحاول الآن الانتقال إلى المعسكر الموالي للغرب. وبعد أن كانت تغرق جيرانها بالمخدرات غير المشروعة – إحدى أهم صادرات النظام السابق – باتت تسعى لاستقطاب استثمارات خليجية واسعة.
وتستعرض المجلة الوضع الداخلي بعد سقوط الأسد، مؤكدة أن سوريا لم تعد إلى أجواء الحرب الأهلية، ولم يسع الشرع إلى فرض الشريعة، فيما بقيت حانات دمشق مفتوحة، ولم يفرض الحجاب أو القيود الدينية على النساء، في ما اعتبرته المجلة تعبيرا عن براغماتية الرئيس الجديد.
لكن التحدي الأكبر – وفق إيكونوميست – هو الوضع الاقتصادي المنهار، إذ تراجع الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 70% منذ 2011، ويحتاج ملايين السوريين إلى منازل ووظائف وخدمات أساسية. ورغم أن تحميل الشرع مسؤولية هذا الانهيار سيكون ظلما، إلا أن نمط حكمه يثير القلق. فلا يبدو مهتما بإصلاح مؤسسات الدولة التي دمرها النظام السابق، بل يميل إلى إنشاء هياكل موازية.
وتورد المجلة مثالا على ذلك قراره تشكيل هيئة جمركية جديدة تحت إدارة أحد المقربين من خلفيته الجهادية، ما يعني نقل أحد أهم مصادر الإيرادات من وزارة المالية إلى دائرة الولاء الشخصي.
وتضيف المجلة أن الشرع لم يفعل الكثير لطمأنة الأقليات الدينية، رغم إدانته العلنية للمجازر التي ارتكبتها قوات موالية للحكومة هذا العام ضد علويين في مارس/آذار الماضي٬ ودروز في تموز/يوليو الماضي. وترى أن الأقليات ما تزال تشعر بقلق عميق من دولة يهيمن عليها السنة بقيادة رئيس ذي خلفية جهادية.
وترى الافتتاحية أن الشرع مطالب بتوسيع دائرة الحكم وتقاسم السلطة، إذ تتركز مفاصل القرار حاليا بين مجموعة ضيقة من أقاربه ومقربيه. كما أنه مطالب بتقوية الوزارات الرسمية بدلا من الالتفاف عليها، وبإقامة علاقة حقيقية مع المجتمع المدني النشط الذي ظهر خلال سنوات الحرب.
وتعتبر المجلة أن أول اختبار حقيقي للرئيس الجديد سيكون مع انعقاد البرلمان السوري المرتقب في كانون الثاني/يناير المقبل، والذي سيحدد ما إذا كان قادرا على أداء دور رقابي فعلي، أو ما إذا كان سيتحول إلى نسخة جديدة من المجلس التشريعي للنظام السابق، مجرد ختم على القرارات الرئاسية.
وتختتم إيكونوميست تقريرها بالقول إن الشرع نجح خلال عامه الأول في منع الانهيار والحفاظ على وحدة البلاد، وهو إنجاز يستحق الثناء، إلا أن مهمته الكبرى لم تبدأ بعد؛ فهي تتعلق ببناء دولة جديدة مختلفة جذريا عن النظام الفردي الذي حكم سوريا لعقود طويلة.