وقفة جماهيرية مسلحة في البيضاء دعمًا لغزة و تحديًا للعدو الأمريكي والصهيوني
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
الثورة نت| محمد المشخر
نظمت السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة البيضاء اليوم، وقفة جماهيرية مسلحة مناصرة لغزة و تحدياً للعدو الأمريكي والإسرائيلي، و استمراراً في التعبئة العامة، وتأكيدا للجهوزية الكاملة لكل الخيارات ومباركة لعمليات القوات المسلحة ضد قوى العدوان و الاستكبار تحت شعار”التعبئة والاستنفار لمناصرة غزة ومواجهة اليهود وعملائهم” .
وخلال الوقفة التي حضرها محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس ووكيلا المحافظة عبدالله الجمالي وصالح المنصوري ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية بالمحافظة، أكد محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس، ثبات الموقف اليمني لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة بمعنويات عالية تقهر الأعداء، ودون عمل أي حساب لأمريكا والكيان الإسرائيلي.
وأشار، إلى أن الشعب اليمني مستعداً لحماية الوطن والتصدي للأعداء، ولن تستطيع أي قوة في الأرض منعه أو إيقاف مناصرته لغزة.
وأشاد، بمواقف أبناء محافظة البيضاء وتضحياتهم التي حققت النصر والعزة والكرامة والتحرر من هيمنة قوى الاستكبار و طغاة العصر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، لافتا إلى أن هذه الوقفة الجماهيرية تأتي في إطار تلك التضحيات التي ستمتد حتى تحقيق النصر الموعود ودحر العدو الصهيوني الغاصب.
ودعا محافظ البيضاء، أبناء المحافظة قاطبة لحشد الهمم وتعزيز الصمود والتعبئة والمشاركة في الدورات التنشيطية لطوفان الأقصى.. داعيا إلى الاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الأمريكي الصهيوني.
وفي الوقفة التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص ومدير عام مديرية ريف البيضاء عادل الكسادي وأمين عام المجلس المحلي بمدينة البيضاء صادق القاضي.. أوضح المشاركون، أن أبناء وقبائل مديريات محافظة البيضاء ينطلقون من هويتهم الايمانية، واستجابة لله تعالى و اقتداء برسوله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، للقيام بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة.
وأكد المشاركون، استعداد أبناء وقبائل مديريات محافظة البيضاء، لمواجهة أي تصعيد خارجي مهما كان نوعه أو حجمه، إلى جانب القبائل اليمنية، وعمل كل ما من شأنه لتقوية الجبهة الداخلية، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر مؤامرات الأعداء و مخططاتهم العدوانية التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره وسيادته.
وتوجه المشاركون في الوقفة، بعظيم الثناء والحمد والشكر لله سبحانه وتعالى، على مــا من به على الشعب اليمني من انتصارات عظيمة في مواجهة الأعداء والدفاع عن الوطن ومقدسات الامة.
وجدد أبناء وقبائل محافظة البيضاء في بيان صادر عن الوقفة، تأييدهم المطلق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي و تفويضه في اتخاذ كل الخطوات اللازمة نصرة للشعب الفلسطيني ومواجهة الاعتداءات الأمريكية والبريطانية والصهيونية وكل المخاطر والتهديدات والمؤامرات التي تستهدف اليمن..
وأدان البيان، العدوان الأمريكي والصهيوني والبريطاني على المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة وحجة.. معتبراً هذا العدوان دليلاً على مستوى الإفلاس الذي وصلت إليه هذه الدول الإجرامية.
وأكد البيان، استمرارهم بجهوزية عالية وإرادة صلبة وتوكل صادق على الله في موقف المساند للشعب الفلسطيني، والاستمرار في التعبئة العامة وإعداد العدة لمواجهة أي تحديات أو مخاطر أو عدوان يستهدف الوطن و جبهته الداخلية ومحاولة ثني الشعب اليمني عن موقف المساند للشعب الفلسطيني.
ودعا البيان، أبناء الشعب اليمني للالتحاق بدورات ”طوفان الأقصى ”ضمن قوات التعبئة العامة التي تعتبر جزءا من الإعداد لمواجهة قوى الاستكبار العالمي.
وطالب البيان، القوات المسلحة والصاروخية والبحرية الاستمرار في تكثيف العمليات العسكرية النوعية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: محافظة البيضاء محافظة البیضاء الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
ريهام العادلي تكتب: ثورة 30 يونيو .. انتفاضة شعب أنقذت الوطن
في تاريخ الأمم، تأتي بعض اللحظات التي تُعيد كتابة المصير، وتحدد الاتجاهات، وتشكل ملامح المستقبل، وكانت ثورة 30 يونيو 2013 واحدة من أعظم هذه اللحظات في تاريخ مصر الحديث، حين انتفض ملايين المصريين في مشهد غير مسبوق، مدفوعين بشعور وطني عميق بأن الوطن في خطر، وأن الدولة مهددة بالانهيار، وأنه لا بديل عن الخروج من أجل إنقاذ مصر من قبضة جماعة لم تنتمِي يومًا إلى الوطن، ولا آمنت بالدولة المدنية الحديثة.
لم تكن 30 يونيو مجرد مظاهرات أو احتجاجات، بل كانت ثورة شعبية كاملة الأركان، عبّر فيها المصريون عن رفضهم القاطع لحكم جماعة الإخوان المسلمين، التي استغلت وصولها إلى السلطة لتحقيق مصالحها الضيقة وأجندتها الخاصة، بعيدًا عن إرادة الشعب وأسس الدولة. مارسوا الإقصاء، وعبثوا بمؤسسات الدولة، وضربوا وحدة الصف الوطني، وكان مشروعهم السياسي والاجتماعي قائمًا على التفرقة لا الوحدة، وعلى التمكين لا الشراكة.
في عامٍ واحد فقط من حكم جماعة الإخوان الإرهابية ، بدأ المصريون يشعرون أن شيئًا ما يتكسر في الدولة. .. المؤسسات تُهمّش، والقرارات تصدر بلا رؤية، والهوية المصرية تتعرض للطمس لصالح أيديولوجيا دينية مغلقة، تتنافى مع تاريخ مصر التعددي والمتسامح. لم تعد هناك مساحة للرأي الآخر، وبدأت ملامح الدولة المصرية – التي عُرفت عبر قرون بقوة مؤسساتها وتوازن سلطاتها – تبهت وتختفي تدريجيًا.
في ظل هذا المشهد، لم يعد الصمت خيارًا، فخرجت الدعوات الشعبية من كل مكان، ولبّى الشعب النداء، فكانت 30 يونيو يوم الغضب الشعبي العظيم، الذي لم تُحرّكه الأحزاب ولا النخب، بل حرّكه وجدان الناس، وإحساسهم الغريزي بأن مصر تُختطف أمام أعينهم.
لعب الشباب المصري دور البطولة في هذه الثورة، لم يكتفوا بالرفض عبر مواقع التواصل أو اللقاءات الخاصة، بل نزلوا إلى الميادين، وشاركوا في حملة جمع التوقيعات، ونظموا صفوفهم بحس وطني مسؤول. لم يتحركوا من أجل مصالح ضيقة، بل من أجل الدفاع عن هوية وطن، وعن دولة تستوعب الجميع وتضمن مستقبلاً آمناً.
الشباب كانوا نبض الشارع، طاقته، وإرادته، في كل ميدان وساحة، حملوا أعلام مصر، ورفعوا لافتات ترفض التفرقة وتُطالب بالوحدة الوطنية، وعبروا عن وعي سياسي عميق بأن ما يجري ليس خلافًا سياسيًا تقليديًا، بل معركة وجود تتعلق بمصير الدولة.
لم تتأخر المرأة المصرية عن الحضور القوي والمؤثر. كانت في الصفوف الأولى، تهتف، وتشارك، وتدعم، وتقاوم ، الأم خرجت مع أبنائها، والفتاة نزلت إلى الميدان مع زميلاتها، والسيدة الكبيرة شاركت بما تستطيع من طاقة ، لقد كانت المرأة صوت الضمير الوطني الذي يرفض القهر، ويطالب بالكرامة، ويقف في وجه من أرادوا تهميشها وإقصاءها من المجال العام.
كانت مشاركة المرأة رسالة قوية بأن مصر ليست دولة قابلة للوصاية، ولا مجتمعًا يقبل الانتقاص من نصفه الفاعل ، لقد دفعت النساء في 30 يونيو بدمائهن وأصواتهن من أجل مستقبل يُحترم فيه الحق، وتُصان فيه الكرامة، وتُحمى فيه الدولة.
حتى الأطفال، الذين ربما لم يدركوا عمق الصراع السياسي، شعروا بأن هناك خطرًا ما. نزلوا مع أسرهم إلى الميادين، رافعين أعلام مصر، مرددين الهتافات، ومتفاعلين مع مشاعر أهلهم ، لقد كانوا شهودًا أبرياء على لحظة وطنية فارقة، ستظل محفورة في ذاكرتهم، وسيحكون عنها لأجيال قادمة بأنهم كانوا جزءًا من لحظة إنقاذ مصر.
في ظل هذا المشهد الغاضب، ووسط الحشود التي ملأت الميادين، جاء دور الرجل الذي آمن بإرادة الشعب ووضع أمن البلاد واستقرارها فوق كل اعتبار ..الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، الذي تعامل مع الأزمة بحكمة وهدوء، وقرأ نبض الناس بدقة، واتخذ قرارًا تاريخيًا بالانحياز إلى الجماهير، وليس إلى سلطة كانت على وشك أن تُدخل البلاد في نفق مظلم.
الرئيس السيسي، بإرادة قوية وشجاعة نادرة، أعلن عن خارطة طريق واضحة، أعادت للدولة هيبتها، ومهّدت لمرحلة جديدة من البناء والاستقرار، قوامها احترام القانون، ودعم مؤسسات الدولة، واستعادة الثقة بين الشعب وقيادته. لم يكن ذلك سهلًا، لكنه آمن منذ اللحظة الأولى بأن مصر تستحق التضحية، وأن الشعب لا يمكن أن يُخذل مرتين.
لم تكن ثورة 30 يونيو لتنجح لولا الموقف الوطني للجيش المصري العظيم، الذي وقف بجانب شعبه، ورفض أن يكون أداة في يد السلطة المرفوضة شعبيًا ، لقد تجسّد الولاء الحقيقي في التزام المؤسسة العسكرية بدورها الوطني، كمؤسسة ضامنة للاستقرار، لا منحازة لفصيل أو تيار.
كما قامت الشرطة المصرية بدورها كاملاً في حفظ الاستقرار الداخلي، وكذلك حماية المتظاهرين وتأمين المنشآت ومنع الفوضى، برغم التحديات الأمنية الكبيرة. وظهر التنسيق بين الجيش والشرطة كعنوان لوحدة مؤسسات الدولة في لحظة حاسمة، كان الهدف فيها هو الحفاظ على الوطن، لا السلطة.
بعد إسقاط حكم الإخوان، بدأت مصر مرحلة جديدة من التحديات والإنجازات ، استُعيدت مؤسسات الدولة، وأُعيد بناء الاقتصاد، وشُيّدت مشروعات قومية كبرى، وشهدت البلاد حالة من الاستقرار السياسي والأمني لم تعرفها منذ سنوات. وتم إطلاق حزمة من الإصلاحات التي مست جميع مناحي الحياة، مع اهتمام خاص بدور الشباب والمرأة، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا.
الرئيس السيسي، الذي حمل أمانة الوطن في لحظة تاريخية صعبة، قاد هذه المرحلة بإرادة لا تلين، ورؤية واضحة، جعلت من 30 يونيو ليس فقط يوم الثورة، بل بداية الجمهورية الجديدة، جمهورية العدالة، والمواطنة، والتنمية.
ثورة 30 يونيو ستظل صفحة ناصعة في كتاب الوطنية المصرية ، كانت إرادة شعبية خالصة، خرج فيها المصريون بكل أطيافهم ليقولوا “لا” لحكم لا يُشبههم، وليؤكدوا أن مصر أكبر من أي جماعة أو تيار، وأن الشعب هو صاحب القرار الأخير دائمًا.
إنها ثورة وعي، وثورة كرامة، وثورة بقاء… وستظل خالدة في الوجدان الوطني، لأنها ببساطة أنقذت وطنًا، وأعادت إليه روحه.