لجريدة عمان:
2025-12-15@01:56:48 GMT

2024.. حصاد فلسطين الثقافي غير العادي

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

2024.. حصاد فلسطين الثقافي غير العادي

ثقافيا كانت سنة 2024 ممتلئة بالإنجازات الثقافية، يحدث هذا في كل عام، فهذا ليس غريبا، لكن هذا العام 2024 ذو طابع خاص في لغة وأجواء هذه الثمار الثقافية وشكلها وسياقها، فقد تعرضت فلسطين وما زالت تتعرض، لأخطر مرحلة في وجودها، فقد توحش الغزاة الصهاينة، داخل المكان الفلسطيني، حتى انتهكوا قلبه وجسده، وحطموا عظامه لكنهم لن يهزموه، بشهادة رفض الاعتراف بأي واقع لا يتطابق مع الحق الفلسطيني وعدل الله، الوعي الفلسطيني ما زال مشعا يضج بالثوابت والإصرار على الصمود، تلونت إنجازات البلاد الفلسطينية، بسمات تعكس الوجع الفلسطيني الكبير الذي يعصف بمختلف نواحي الحياة، والذي أنتج، تعطلا لمرافق الحياة من مؤسسات ووزارات، وبطالة مرعبة، وحواجز احتلالية على الطرق تهين الفلسطيني وتذله وتلغي يومه، ليست عاديا هذه الإنجازات فهي ابنة الدم والإبادة في غزة، وحفيدة الحصار والمستقبل المجهول في الضفة الغربية.

ثقافيا توهجت فلسطين مع توهج الجرح الفلسطيني، فقد صدرت العديد من الكتب والدراسات في الحقول كافة، في الرواية وعلم الاجتماع والقصة القصيرة والشعر والنقد، كما عُرضت مسرحيات كثيرة وأفلام سينمائية، في أكثر من محافظة وأقيمت عديد من الورشات الفنية في الرسم والكتابة، وعروض موسيقية، وأمسيات أدبية لنقاش كتب ومجموعات قصصية ودواوين شعر وروايات، كما صدرت أغان كثيرة من أكثر من فنان فلسطيني، في الداخل وفي الضفة وحتى في غزة.

لكن كل هذه الإنجازات المهمة داخل هذا العام المنصرم لم تكن عادية، بمعنى لم تكن بتلك المساحات المعتادة من المسحة الفلسفية والأدبية، والرفاهية في اللغة، والشطح في الرؤية واللعب في التقنيات والرقص مع المعاني، والمجاز، هذا لا يعني أنها كانت ناقصة فرح وحب، وأنها سوداوية ومحبطة، وفارغة من كل الفرح والحب في هذه الأعمال، لكنه الفرح البطل واليائس والمنزوي والخائف، هو الحب المتوتر الحذر، حب بلا ألوان، بلا أصوات، بلا اتساع معاني، بلا طيران بعيدا عن الأرض والحقيقة والدم والخيمة.

مركز خليل السكاكيني الثقافي وهو من المراكز الثقافية المهمة في رام الله - فلسطين، نظّم العام المنصرم عددا من المحاضرات والورشات والأمسيات الفكرية المختلفة التي اتسمت بسمات الجرح الفلسطيني الواسع، من أهم هذه الفعاليات: (شهادات من تجارب الاعتقال والتعذيب في عصر الإبادة، وليد دقة ضد دولة العرق، من غرفة الغاز الى ثلاجة الحداثة، ومعرض ملصقات من أجل غزة، و قراءات باسل الأعرج. وغيرها من فعاليات حاولت أن تقارب فكريا وثقافيا هذه المرحلة الجحيمية الدموية في حياة شعب فلسطين).

من إصدارات غزة تحت الإبادة (تمثل الزلزال اللغوي) والتي قبل أقل من شهرين فقط، كتابان مهمان، كتبا تحت وفوق الدم، (تغريدة النورس الأخيرة) للكاتب القصصي المعروف عمر حمش، الذي يعيش في خيمة مع أسرته الكبيرة، بعيدا عن بيته المدمر ومكتبته الجريحة وكتاب (الحرب التي لا تنتهي) للشاعر المختلف الذي ما زال محاصرا في مخيم المغازي، ناصر رباح، أعرف لغة القاص عمر حمش التي تعلمت منها وأحببتها ونهبتها في أيام صباي الثقافي، أعرف طريقته في السرد وفضاءه الجمالي. في كتابه الجديد، الذي صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية نرى بوضوح حجم الهزة في اللغة وتفكك الحبكة وانهيار المجاز، وطريقة السرد، في هذه التجربة الجديدة التي كتبت تحت النار:

كأنها جدتي

( ليست هي، بل هي.

تظهر وقت الحرب بكفها رغيف نحيفة بيضاء غزا وجنتيها نمش قليل.

ظهرت وأنا كنت اثنين طفلا وشيخا تشاجرا.

هي، لا ليست هي.

وتشير بثقة، ويقف لها كل عابر، وتنثني تهوي أو ظهرها ينزلق.

وتصير رقم 6 بالضبط كما كانت تفعل جدتي، وهي تحدّق، مادة بيدها الرغيف.

خذه أو أعطني أشتري غموسا.

وكلانا نصيح: هي.

وقت الحرب نبكي اثنين، طفل َفراش خلا من دفء حكاياتها.

وشيخا يروغ من رغيفها الذي بلا غموس.)

كذلك كتاب ناصر رباح، الذي أتخيل لغته الآن وقد خرجت من تحت الأنقاض بنصف ذاكرة، وبشعر فوضوي مغبر، وبكثير من الجمال الجديد، برضوض بالغة بحرف الضاد، حزينة وساخرة، مقاتلة بيأس، تسأل بغضب، وتجيب دون إجابة، وتتذكر بحسرة:

الطاعون

(منذ عام لم أسمع أغنية في الشارع،

لم يرقص أحد في حفلة عرس،

لم يأتِ باص المدرسة ولم يذهب،

وأحد لم يشتر وردة لأحد.

منذ عام نوزع كعكة الحرب الكريهة،

لم ننس طفلاً ولم ننس أي حديقة، لا كتاباً ولا أمنية.

في النهار نمرن أعيننا السباحة في الدم، فلا تبتل،

وأن تخطئ في عد أطرافنا الناقصة،

نمرنها في الليل كي تضيء الأسى،

وأن تشعل النار في خشب الانتظار.

منذ عام لم يحدث شيء،

ولم يكف عن الحدوث شيء،

تعال وافتح عينيك على آخرها أيها الموت،

نحن الضحيةِ الأبدية المستحيلة،

تبكي بصمت نعم، وتصرخ حتى تشق ثوب السماء

نحن الضحية التي جرحها مئذنة،

والتي دمها خلفها في الطريق إلى الجلجلة.

والتي غير كل الضحايا لا ترى قاتل أبنائها؛

لا تراه في الدموع،

لا تراه في القصيدة،

لا تراه.. لا تراه..

لا أحد يمكنه رؤية الطاعون).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا تراه

إقرأ أيضاً:

جرائم الاحتلال في فلسطين تغذي "موجات انتقامية" وسط عجز دولي عن محاسبة "مجرمي الحرب"

 

 

 

مقتل 12 شخصًا في أستراليا خلال احتفال لحركة "حبّاد" المتطرفة

حركة "حباد" من الحركات المتطرفة التي تدعو للتخلص من الفلسطينيين

علم الحركة ظهر على دبابات جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة على غزة

 

الرؤية- غرفة الأخبار

تسببت الممارسات الإسرائيلية المتطرفة وسياسات القتل الجماعي والإبادة في قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة وعجز المجتمع الدولي عن تطبيق القوانين الدولية، في تغذية موجات الانتقام عبر تنفيذ عمليات مسلحة في بعض دول العالم، سواء التي تستهدف الإسرائيليين المتورطين في قتل الفلسطينيين أو تجمعات الحركات اليهودية المتطرفة التي أيدت حرب الإبادة.

وبالأمس، قُتل 12 شخصا وأصيب أكثر من 10 آخرين، في حادث إطلاق نار وقع الأحد، على شاطئ بوندي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، استهدف فعالية نظمتها حركة "حباد" بمناسبة عيد "الحانوكا"، حضرها نحو 2000 شخص.

وتعد هذه الحركة من الحركات المتطرفة التي تدعو للتخلص من الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، كما ظهرت راياتها الصفراء على دبابات الجيش الإسرائيلي أثناء حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقالت الشرطة الأسترالية إن أحد منفذي الهجوم المسلح كان ضمن القتلى، في حين أصيب المشتبه به الثاني وتم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أن حالته حرجة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله إنه تمّ تحديد هوية أحد المسلحين في هجوم سيدني ويدعى نافيد أكرم.

من جهتها، أفادت شبكة (إيه بي سي) الأسترالية نقلا عن خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز بنقل 16 مصابا في هجوم شاطئ بوندي إلى المستشفيات.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الواقعة بأنها "صادمة ومروعة"، وأضاف "قلبي ومشاعري مع كل شخص تضرر من هذا الحادث"، مؤكدا أن المستجيبين لحالات الطوارئ يعملون على إنقاذ الأرواح في الموقع.

واعتبر ألبانيزي أن هجوم شاطئ بوندي "حادث إرهابي"، مشددا على أنه "هجوم يستهدف الأستراليين اليهود في اليوم الأول من العيد".

من جانبها، أعلنت الاستخبارات الأسترالية أن مستوى التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال عند درجة "محتمل"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شهدته سيدني.

ولقد أدانت سلطنة عُمان بشدة الهجوم الذي استهدف مدنيين في أحد شواطئ مدينة سيدني بأستراليا، مؤكِّدةً موقفها الثابت في إدانة العنف والإرهاب بكافة أشكاله ودوافعه.

وجددت السلطنة الدعوة إلى "أهمية تعزيز قيم التعايش والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم والتعاون الدولي لمكافحة آفة التطرف".

 

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخشاه أوروبا من انهيار السودان؟
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: نصف شهداء غزة من الأطـ.ـفال وآلاف الإصابات
  • دولة فلسطين تدين الهجوم الذي وقع في سيدني الأسترالية
  • جرائم الاحتلال في فلسطين تغذي "موجات انتقامية" وسط عجز دولي عن محاسبة "مجرمي الحرب"
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • لجنة فلسطين النيابية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتؤكد دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • كانديس أوينز.. اليمينية السوداء التي ناصرت فلسطين وعادت الصهيونية
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)