القدس المحتلة - قررت السلطة الفلسطينية وقف بث قناة الجزيرة وتجميد مجمل نشاطاتها واتهمتها الخميس بـ"التحريض على التمرد"، فيما اعتبرت الشبكة التلفزيونية القطرية أن القرار "يتماهى" مع ممارسات إسرائيل بحقها.

وكانت إسرائيل قد حظرت في وقت سابق قناة الجزيرة بعد نزاع طويل الأمد مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

ودهمت في أيلول/سبتمبر قوات إسرائيلية مسلحة وملثمة مكتب الجزيرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، قائلة إنه "يستخدم للتحريض على الإرهاب".

وأصدر الجيش قرارا أوليا بإغلاق المكتب لمدة 45 يوما، وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية في ذلك الوقت بـ"انتهاك صارخ" لحرية الصحافة.

الخميس، شددت السلطة الفلسطينية في بيان على أن إجراء التعليق الذي اتخذته بحق الجزيرة "موقت"، مضيفة أن قرارها جاء في أعقاب شكوى من نقابة الصحافيين الفلسطينيين بشأن تغطية الشبكة.

وقالت إن "هذه الإجراءات ستستمر حتى تختار الجزيرة العمل وفقا لأخلاقيات الإعلام الأساسية، ومن بينها واجبها في منع التضليل المتعمد، وحظر تمجيد العنف، وإنهاء التحريض على التمرد المسلح".

وكانت النقابة التي تمثل نحو ثلاثة آلاف صحافي فلسطيني قالت في بيان إن العديد من أعضائها تقدموا بشكاوى ضد قناة الجزيرة بسبب "تغطيات إعلامية غير موضوعية على منصاتها المختلفة، تضمنت مواد تحريضية وتقارير تتسم بالتضليل وإثارة الفتنة الداخلية".

ينص قرار السلطة الفلسطينية على "وقف بثّ وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة ومكتبها في فلسطين، وتجميد عمل كافة الصحافيين والعاملين معها والطواقم والقنوات التابعة لها"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وبثت القناة صورا لعناصر من الأمن الفلسطيني يدخلون مكتب الشبكة في رام الله ويسلمون أوامر الإيقاف.

ونددت الشبكة بالخطوة واعتبرت في بيان أنها "متماهية مع ما مارسه الاحتلال ضد طواقمها".

كما اعتبرت أن القرار "محاولة لثني القناة عن تغطية الأحداث المتسارعة والمتصاعدة التي تشهدها الأراضي المحتلة".

وأضافت أنه يأتي "في أعقاب حملة مستمرة من التحريض والترهيب من قبل جهات ترعاها السلطة الفلسطينية ضد صحافيي ومراسلي شبكة الجزيرة الإعلامية".

جاء القرار في ظل اشتباكات متواصلة منذ أسابيع بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ومسلحين في جنين بشمال الضفة الغربية.

- توتر بشأن التغطية -

دانت حماس، المنافسة لحركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية، قرار وقف عمل الشبكة الإعلامية القطرية.

وقالت الحركة في بيان إن "قرار السلطة الفلسطينية إغلاق مكتب قناة الجزيرة انتهاك صارخ لحرية الإعلام وسلوك قمعي يستهدف تكميم الأفواه. نرفض ونستنكر بشدة قرار السلطة الفلسطينية وقف بث قناة الجزيرة".

كما ندّدت بالقرار حركة الجهاد الإسلامي التي شاركت مع حماس في شنّ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة مذاك في قطاع غزة.

وقالت الجهاد الإسلامي في بيان "نستهجن إغلاق السلطة مكتب الجزيرة في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا لصوت مسموع يوصل معاناته للعالم".

تصاعدت حدة التوتر بين الشبكة وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسابيع الأخيرة بعد تغطية القناة للاشتباكات في جنين.

وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر، استنكرت الجزيرة ما قالت إنها "حملة تحريضية" تقوم بها حركة فتح ضد الشبكة في بعض مناطق الضفة الغربية المحتلة.

وقالت في بيان إن "قناة الجزيرة كانت وستبقى منبرا للرأي والرأي الآخر ولتغطية الأحداث بمهنية ومصداقية، وقد حافظت الجزيرة على ذلك خلال تغطيتها للأحداث المؤسفة في جنين".

وتدور الاشتباكات في جنين بين الشرطة الفلسطينية وعناصر في كتيبة جنين، ينتمي معظمهم إلى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.

ويتهم منافسو فتح قوات السلطة الفلسطينية بمساعدة إسرائيل.

تواصل الجزيرة عملها في غزة التي سيطرت عليها حماس عام 2007.

وأدت أعمال العنف في مخيم جنين للاجئين الذي يشكل معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية ويشهد غارات عسكرية إسرائيلية متكررة، إلى مقتل 11 شخصا من بينهم أفراد في الأمن الفلسطيني ومسلحون ومدنيون.

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

«بن غفير» يطالب نتنياهو بخطوات فورية لتفكيك السلطة الفلسطينية

أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأحد، عزمه طلب طرح خطوات عملية وفورية خلال اجتماع الحكومة القادم لتفكيك السلطة الفلسطينية، ووصفها بأنها “سلطة الإرهاب” التي يترأسها أبو مازن، معتبراً أن الرد المناسب هو إسقاط هذه السلطة ووقف ما أسماه أوهام “دولة فلسطينية”.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، شدد بن غفير على رفضه لتحذيرات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بشأن خطة احتلال غزة، معتبراً أن تنفيذ الخطة لن يتطلب تكلفة مالية أو عددًا كبيرًا من الجنود، وأن الأمر يتطلب الدخول والتدمير والاحتلال بسرعة وحسم.

وأشارت القناة 12 العبرية إلى دعم بن غفير الكامل للخطة التي أقرها الكابينيت الأمني والسياسي لاحتلال مدينة غزة، معبراً عن حماسه لتنفيذها.

ويأتي هذا في ظل استمرار بن غفير بمطالبة حل السلطة الفلسطينية، واصفاً إياها بـ”العدو” ورافضاً أي دور لها في المنطقة. وفي هذا السياق، قدم مشروع قانون لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل وواي ريفر، التي تشكل الأساس القانوني والسياسي للسلطة الفلسطينية.

ووصف هذه الاتفاقيات بأنها “ظلماً مستمراً” و”خطأ تاريخي”، مطالباً بإلغائها بالكامل وإعادة الأراضي التي سلمت للفلسطينيين إلى إسرائيل، مما يعني عملياً حل السلطة الفلسطينية وإلغاء دورها في الحكم.

كما اعتبر بن غفير أن إقامة دولة فلسطينية تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، وأن استمرار تلك الاتفاقيات يؤدي إلى استمرار الصراع ويقوض الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • لازاريني: إسرائيل تواصل إسكات الأصوات التي تُبلغ عن فظائعها في غزة
  • وزير خارجية مصر: لا مانع من نشر قوات دولية في غزة لتمكين السلطة الفلسطينية من إدارتها
  • «بن غفير» يطالب نتنياهو بخطوات فورية لتفكيك السلطة الفلسطينية
  • وزراء خارجية 8 دول أوروبية يرفضون أي تغييرات ديموغرافية أو إقليمية في الأراضي الفلسطينية
  • ردًّا على تحرّك محمود عباس.. بن غفير يدعو لتفكيك السلطة الفلسطينية
  • نتنياهو: لا نريد في غزة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية
  • عاجل | نتنياهو: هدفنا نزع سلاح حماس وإنشاء إدارة مدنية غير إسرائيلية لا تقودها حماس أو السلطة الفلسطينية في غزة
  • بن غفير يحرض على إسقاط السلطة الفلسطينية فورا.. ويهاجم أبو مازن
  • بن غفير يطالب بإسقاط السلطة الفلسطينية ويصفها بـالإرهابية
  • بن غفير يطالب نتنياهو بخطوات فورية لإسقاط السلطة الفلسطينية