مصر تتقدم في مؤشرات "الذكاء الاصطناعي".. القاهرة الأولى إفريقيًا في البحث العلمي.. خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يسرع من إنجاز المهام والوظائف
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا يخفى على أحد أن الذكاء الاصطناعي تحول في سنوات معدودة إلى أحد أهم أدوات ولغات العصر الحديث من التطور التكنولوجي والسعي نحو تحقيق الرقمنة الشاملة لكافة أوجه الحياة، ولهذا تسعى دول العالم إلى مواكبة الركب والتسابق من أجل التطور وتحقيق خطوات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية، ولهذا كانت مصر في مقدمة الدول الإفريقية التي سعت إلى تطويع الذكاء الاصطناعي وخططه المختلفة لتحقيق أهدافها التنموية، حتى أصبحت مصر في مقدمة الدول الإفريقية واحتلت المركز الأول في مجال البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي، متفوقة على جنوب أفريقيا التي ظلت طوال السنوات الاخيرة تسبقنا في هذا المجال.
وبحسب دراسة بحثية صادرة عن المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية”، فإن مصر جاءت في المرتبة الثانية إفريقيا بعد موريشيوس وفقا لتقرير مؤشر جاهزية حكومات دول العالم لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لعام 2022 ، حيث جاءت مصر في المركز 56 بـ2 نقطة. وبمقارنة التقرير لعام 2019 كانت مصر في المركز الثامن على مستوى إفريقيا، وفي المركز 111 من بين 194 دولة.
وبالنظر إلى التقارير والمؤشرات الدولية فنجد مصر قد حققت طفرات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث قفزت 55 مركزًا في مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي"، وفقا لتقرير التنمية البشرية لمصر عام 2021، فيما تقدمت مصر 19 مركزًا في مؤشر المعرفة العالمي، حيث كانت تحتل الـمركز 72 من بين 138 دولة عام 2020، وارتقت إلى الـمركز 53 من بين 154 دولة عام 2021.
وتقدمت مصر 49 مركزا فى مؤشر استعداد الحكومة للذكاء الاصطناعى، لتحتل المرتبة 62 عالميا لتصنيف عام 2023، وتشير دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن تقدم مصر في المؤشر يأتي نتيجة للسياسات الحكومية والتشريعات والاستثمارات فى البحث والتطوير والتعليم والتدريب فى مجال الذكاء الاصطناعى، وأكدت الدراسة أن الجهود التي أولتها مصر لتطبيق تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كانت العامل الحاسم في تحسن ترتيب مصر في المؤشرات الدولية.
وأكدت الدراسة أن مصر توسعت في تبنى التكنولوجيات الحديثة لتقديم خدمات مصر الرقمية؛ وتنفيذ مشروع ضخم لتطوير البنية التحتية للاتصالات باستثمارات تصل إلى نحو 1.6 مليار دولار وتنفيذ المرحلة الثانية للمشروع في العام المالي الحالي باستثمارات 300 مليون دولار، بالإضافة إلى تهيئة البيئة التشريعية والقانونية التي تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال إصدار قانون حماية البيانات الشخصية الذي ينظم العلاقة بين مالك البيانات والمستخدمين.
تلك الجهود جعلت القائمين على مؤشر جهازية الحكومة للذكاء الاصطناعي يرفعون من ترتيب مصر، حيث يرتب التقرير الدول بناء على قدرتها على استخدام الذكاء الاصطناعي في توفير الخدمات العامة، وذلك من خلال تقييم البنية التحتية القائمة، والمهارات البشرية المتاحة، وانتشار معايير الحوكمة، وجودة وإتاحة البيانات، توفر خيارات كبيرة من المواهب داخل البلاد، والتي تتكون من خلال تعليم الذكاء الاصطناعي وتقوية القطاع بشكل عام.
خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يسرع من إنجاز المهام والوظائف ويقضي على الفساد
ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبح لها أهمية كبيرة في الأونة الأخيرة، ولكن يجب الاعتماد على هذه التطبيقات كأدوات ووسائل مساعدة على إنهاء المهام والأعمال، والحذر في التعامل مع هذه التطبيقات لما قد تمثله من مخاطر وبخاصة في دقة البيانات المقدمة عبر هذه التطبيقات.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة أصبحت محل اهتمام الملايين حول العالم، الأمر الذي دفع الكثير من المطورين والمبرمجين لاستحداث وإطلاق تطبيقات جديدة ومتطورة.
وأضاف خبير أمن المعلومات في تصريحاته لـ"البوابة" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي "التوليدي" والتي تستطيع إنشاء محتوى متكامل أصبحت وسائل مساعدة، وتقدم العديد من الخدمات للمستخدمين في تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة على اختلال المجالات والتخصصات فنجد تطبيقات تتميز في المحتوى وأخرى تتميز في الصوت والصورة والمواد المصورة "الفيديو"، وغيرها.
ولفت "عزام" إلى أن أهم ما يميز هذه التطبيقات هو اعتمادها على أنماط جديدة في إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي، والتي تمكن المستخدمين على اختلاف تخصصاتهم من الاستفادة من هذه التطبيقات، الأمر الذي أصبح التعامل مع المعلومات والبيانات ومحركات البحث بشكل متسارع.
وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت بمثابة المساعد الذكي القادر على إنجاز المهام المختلفة بشكل احترافي وبسرعة فائقة، حيث أحدثت نقلة نوعية حتى في الاستخدامات المختلفة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الأمر الذي دفع العديد من الشركات العملاقة للإسراع في الاستفادة من هذه التطبيقات".
وعن أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، أكد "عزام" أن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلم أصبح ضرورة قصوى، والاستفادة من الإلمام بهذه التطبيقات يساعد على التطور الوظيفي، فهذه التطبيقات لا تهدد مستقبل الوظائف بشرط الإدراك الكامل لإمكانيات هذه التطبيقات والسعي إلى تطويعها في تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة.
وأكمل: "بالطبع هناك بعض الوظائف التي يتختفي في المستقبل وبخاصة ي قطاعات التصنيع والأعمال الإدارية، كما ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والمهن الطبية والبرمجة".
من جهته، قال المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح فرص هائلة يجب العمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث أنه من المتوقع أن يفقد العالم الآلاف بل وملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة، ولكن هناك العديد من الخدمات والإدوات التي تقدمها هذه التطبيقات، ومن هنا يجب على الجميع السعي للاستفادة منها".
وأضاف "طارق" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشهد تطور متسارعًا والشركات الكبرى تسعى لتطوير تطبيقات خاصة بها في هذا المجال، وتشير التقارير الدولية إلى أن المستخدم منهذه التطبيقات لا يتعدى 5% فقط، الأمر الذي يجعل هناك فرصًا كبيرة للتوسع خلال الفترة المقبلة".
وتابع: "يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وبخاصة لأنها تساعد على توفير الوقت والجهد والقضاء على الفساد نظرًا لأن تطبيق الرقمنة يفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها وبالتالي تقل الرشاوى والفساد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مؤشرات الذكاء الاصطناعي التطور التكنولوجي الذكاء الاصطناعي مصر الدول الإفريقية البحث العلمي المؤشرات الدولية تطبیقات الذکاء الاصطناعی تکنولوجیا المعلومات هذه التطبیقات الأمر الذی فی مؤشر فی مجال مصر فی
إقرأ أيضاً:
مصر في قلب المعرفة.. 11 عاما من التحول نحو دولة منتجة للابتكار والبحث العلمي
على مدار أحد عشر عاما، قطعت مصر شوطا طويلاً في مسار التحول إلى دولة منتجة للمعرفة، مستندة إلى رؤية طموحة تؤمن بأن الابتكار هو مفتاح المستقبل.
وتواصل الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهودها الدؤوبة لتكون في مصاف الدول التي لا تكتفي باستهلاك المعرفة، بل تسهم في إنتاجها وتصديرها، واضعة نصب أعينها هدفا استراتيجيًا يتمثل في أن تصبح مركزا إقليميا للابتكار والإبداع، اعتمادا على عقول مصرية واعدة ومؤسسات تعليمية وبحثية راسخة.
وفي هذا الإطار، يأتي دعم الابتكار وتعزيز دور البحث العلمي في صدارة أولويات الدولة المصرية، من خلال تمكين الجامعات ومراكز الأبحاث من قيادة عملية التطوير الاقتصادي والاجتماعي، وتوفير بيئة محفزة لتوليد المعرفة وتطبيقها، بما يعزز من مكانة مصر وتنافسيتها على المستويين الإقليمي والعالمي؛ تنفيذا لأهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 التي اطلقتها الدولة المصرية في 2023.
"سياسة وطنية للابتكار"
تم إطلاق "السياسة الوطنية للابتكار المستدام" كإطار استراتيجي يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، وتأتي هذه السياسة لتربط بين منظومة التعليم والبحث العلمي والقطاعات الإنتاجية والخدمية، بما يضمن التكامل وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من مخرجات البحث.
في السياق ذاته، أطلقت المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" لتعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة وقطاع الأعمال والحكومة ،وتم تشكيل المجلس التنفيذي للتحالفات الإقليمية للجامعات والمؤسسات الصناعية والإنتاجية في الأقاليم الجغرافية المختلفة لمصر، بهدف متابعة تنفيذ خطة التحالفات لدعم البحث العلمي في خدمة الصناعة والاقتصاد الوطني، ومواجهة التحديات التي تواجه كل إقليم.
وقد نجحت هذه التحالفات في إبرام عدد من الشراكات، حيث يحصل كل تحالف على تمويل يتراوح بين 90 إلى 150 مليون جنيه، بمعدل سنوي من 25 إلى 60 مليون جنيه.
"اكتشاف النوابغ "
تحقيقا لطموحات الجمهورية الجديدة، أطلقت وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والعمل، مبادرة "مصر GATE – نبوغ"، والتي تهدف لاكتشاف الأطفال النوابغ والموهوبين بجميع أنحاء الجمهورية، وإدراجهم في برامج متخصصة لصقل مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل.
كما أطلق برنامج "GEN Z"، أحد أكبر المبادرات الداعمة للأفكار الابتكارية لدى طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، بالتعاون بين وزارة التعليم العالي وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وبدعم مالي يصل إلى 100 مليون جنيه.
"الرياضيات وعلوم المستقبل"
في ضوء التوجيهات الرئاسية، يجري العمل حاليا على إنشاء الأكاديمية المصرية لعلوم الرياضيات، والتي ستكون بمستوى يضاهي أعرق الأكاديميات العالمية، وتستهدف هذه الأكاديمية احتضان النوابغ وربط علوم الرياضيات بالتكنولوجيا الحديثة، بما يسهم في تطوير مجالات البرمجيات والأمن السيبراني في مصر.
وفي مجال الذكاء الاصطناعي، نشرت قاعدة بيانات Scopus نحو 16,700 بحث علمي لباحثين مصريين من 2019 حتى 2024، وفي هذا الإطار، يتم إنشاء "مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي" بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، اتساقا مع الإصدار الثاني للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي الصادر في يناير 2025، ويهدف إلى دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي المسئول، وبناء قاعدة بيانات للباحثين المصريين، وتعزيز التعاون الدولي مع المنظمات العالمية.
"حماية الإبداع"
أطلقت الدولة "الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية"؛ إدراكا لأهمية هذه المنظومة في دعم الإبداع، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعظيم القيمة الاقتصادية للأفكار المبتكرة، وذلك في تقاطع مباشر مع أهداف رؤية مصر 2030، خاصة ما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
"بنك المعرفة المصري"
بمبادرة رئاسية، تأسس "بنك المعرفة المصري" ليكون أحد أبرز منصات نشر العلم والمعرفة في مصر والمنطقة، ويقدم البنك محتوى ضخمًا يضم أكثر من 7,000 دورية علمية، 250 ألف كتاب إلكتروني، 1.4 مليون أطروحة، بالإضافة إلى تنظيم أكثر من 1,000 نشاط سنوي وتوفير 28 ألف مورد رقمي بعدة لغات.
وقد اختير البنك كحالة دراسية من قبل "اليونسكو واليونيسف" ضمن مبادرة "بوابات التعلم الرقمي العام"، ليعد نموذجا عالميا في تعميم المعرفة الرقمية، ويعكس التزام الدولة بتطوير التعليم والمعرفة مدى الحياة.
"تكنولوجيا الفضاء"
تخطو مصر بثبات نحو توطين تكنولوجيا الفضاء، بإطلاق قمرين صناعيين جديدين مع نهاية عام 2025؛ أحدهما "SPNEX" لرصد التغيرات المناخية وقياس خصائص البلازما، والآخر هو "قمر التنمية الإفريقي" بالتعاون مع خمس دول إفريقية.
كما أنشأت مصر مركز التجميع والتكامل بوكالة الفضاء المصرية، وهو الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتم من خلاله تجميع القمر الصناعي "مصر سات 2"، في إطار تعاون استراتيجي مع الصين، كذلك، أطلقت القمر "نكس سات 1" بالتعاون مع شركة ألمانية، في خطوة نحو توطين صناعة الأقمار الصناعية.
واستضافت مصر حفل تدشين المقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية بالمدينة الفضائية المصرية، ضمن فعاليات مؤتمر "نيو سبيس إفريقيا 2025"، بمشاركة أكثر من 500 ممثل من نحو 60 دولة.
"الجينوم المصري"
أطلقت مصر مشروع "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، وهو الأكبر في تاريخها الحديث بتكلفة 2 مليار جنيه، ويهدف إلى دعم الطب الدقيق، والوقاية من الأمراض، وتطوير الخدمات الصحية، كما أطلقت المرحلة التنفيذية من مشروع "الجينوم الرياضي" لاكتشاف المواهب الرياضية بناءً على البنية الجينية.
"الأمن الصحي والدواء"
نجحت مصر في أن تكون المقر الإقليمي للمركز الإفريقي لرفع القدرات التصنيعية الحيوية لشمال إفريقيا، ضمن التحالف المصري لمصنعي اللقاحات، بدعم من المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض، وهو ما يعزز الأمن الصحي لمصر وإفريقيا.
"السيارات الكهربائية"
أنتجت مصر أول 100 سيارة كهربائية منخفضة السرعة بنسبة مكون محلي بلغت 60%، على أن تصل إلى 83% خلال ثلاث سنوات، بما يعزز طموحات الدولة في تصنيع المركبات الذكية محليًا وتقليل الاستيراد.
"فلك ورصد فضائي"
انتهى المعهد القومي للبحوث الفلكية من تجهيز مرصد "سيناء" الفلكي الجديد بقمة جبل الرجوم بارتفاع 1600 متر، وهو الأكبر في الشرق الأوسط بمرآة قطرها 6.5 متر، كما يُجرى إنشاء محطة لرصد الحطام الفضائي بالتعاون مع الصين، تشمل تليسكوبين بقدرات فائقة، بما يمكن مصر من تتبع الأجسام في المدارات الجغرافية الثابتة.
"المؤشرات الدولية"
نتيجة للجهود المكثفة، تقدمت مصر إلى المرتبة 86 عالميًا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024، بعد أن كانت في المرتبة 96 عام 2020، كما احتلت المرتبة الـ25 عالميا في مؤشر "سيماجو" بين 236 دولة، وحققت تقدمًا في مجالات الكيمياء، الطب، الهندسة، الرياضيات، والزراعة.
وسجل الباحثون المصريون منذ عام 2019 أكثر من 219 ألف بحث علمي و152 ألف ورقة بحثية، ووفقًا لتقرير 2024، تصدرت القاهرة الكبرى قائمة أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا، لتكون ممثل إفريقيا والعالم العربي الوحيد في القائمة.
"العلماء والمجالس النوعية"
ظهر أكثر من ألف باحث مصري في قائمة ستانفورد لأفضل العلماء عالميًا، وزاد عدد الشركات الناشئة، لتحتل مصر المركز الأول إفريقيا والثالث عربيا من حيث حجم الاستثمارات.
وأعادت الدولة تشكيل المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي، وعددها 20 مجلسا، بتمثيل شبابي واسع بلغ 20%، لتعزيز الربط بين الأبحاث وقطاعات الإنتاج.
"إعادة الثقة في المنتج المصري"
أطلق المركز القومي للبحوث مبادرة "بديل المستورد"، لتوفير 200 منتج قابل للتطبيق الصناعي، في رسالة قوية لدعم المنتج المحلي والاعتماد على البحوث التطبيقية في تلبية احتياجات السوق.
"حلول صناعية مبتكرة"
أثمرت الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي عن ابتكارات وطنية تخدم الصناعة وتنتج محليا، بما يعزز الاعتماد على الذات ويدعم الاقتصاد المعرفي في عدة مجالات حيوية منها إنشاء وحدة إنتاج سيراميك نصف صناعية، ومعمل لتكنولوجيا الخيول، ودعم إنتاج حيواني بقيمة 15 مليون جنيه، ويجرى العمل على إنتاج مصر لدواءين جديدين، أحدهما حاصل على براءة ألمانية دولية لعلاج أمراض الذكورة، والآخر لرفع المناعة وعلاج الفيروسات التنفسية، والذي حصل على إشادة دولية، نظرا لارتباطه بأهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة، وحقق المركز القومي للبحوث انجازا جديدا لإنتاج خام" السيليمارين" الدوائي المصري للعلاج والوقاية من أمراض الكبد.
كما تم ابتكار نظام ذكي ساهم في تقليل 30% من استخدام المياه في زراعة محصول الأرز، وتنفيذ مشروع بحثي لتوظيف الطحالب البحرية الكبيرة والذكاء الاصطناعي للتوليف الأخضر لمنتجات ذات قيمة مضافة ومواد نانوية من أجل بيئة نظيفة ومستدامة.
"جامعة الطفل"
وفي إطار اهتمام الأكاديمية بتنمية القدرات البشرية واكتشاف المواهب منذ الصغر، أُطلقت مبادرة "جامعة الطفل" كمشروع تعليمي غير تقليدي، يستهدف تقديم بيئة علمية محفزة للأطفال من مختلف الأعمار، ويهدف البرنامج إلى تنمية التفكير النقدي، وتعزيز الفضول العلمي، وفتح آفاق جديدة في العلوم والفنون والتكنولوجيا بما يتواكب مع تطورات العصر الرقمي.
وقد نجح البرنامج في تدريب نحو 20 ألف طفل سنويا في أكثر من 50 مؤسسة تعليمية وبحثية على مستوى الجمهورية، مع مشاركة واسعة في مسابقات دولية مثل أولمبياد الرياضيات والفيزياء والمكعبات الذهبية، مما يعكس تميز مصر في إعداد جيل علمي واعد منذ المراحل المبكرة.
"الاستثمار في العقول"
في سياق دعم الطلاب الجامعيين وتشجيعهم على تنفيذ مشاريع تخرج ذات بعد تطبيقي، مولت الأكاديمية نحو 524 مشروع تخرج بمشاركة 2,657 طالبا، بإجمالي تمويل بلغ 28 مليون جنيه، كما تم إيفاد 18 باحثًا للمشاركة في المدرسة الشتوية للعلوم النووية بروسيا، في إطار بناء الكوادر البحثية المتخصصة.
وشهد تحدي مصر لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي مشاركة 148 فريقا طلابيا، تأهل منها الفائزون إلى المنافسات الإقليمية، تأكيدا على دعم الأكاديمية لريادة الأعمال التكنولوجية والابتكار الطلابي.
وفي إطار دعم التميز العلمي، منحت الأكاديمية 59 جائزة علمية بقيمة إجمالية بلغت 5.7 مليون جنيه، تقديرًا لانجازات بحثية رفيعة المستوى في مجالات متعددة، بما يسهم في خلق بيئة تنافسية محفزة داخل المجتمع العلمي.
" نحو مجتمع معرفي"
تواصل الأكاديمية لريادة الأعمال التكنولوجية جهودها في نشر الثقافة العلمية وتبسيط المفاهيم المعقدة لكافة فئات المجتمع، حيث أصدرت العدد 583 من مجلة "العلم"، إلى جانب 4 موسوعات علمية، و20 كتابًا مبسطًا، و14 مطوية علمية، تسعى من خلالها إلى إيصال المعرفة بشكل جذاب وسهل.
كما نظمت الأكاديمية عدة مسابقات في مجالات التأليف والترجمة والتصوير العلمي، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، في محاولة جادة لربط العلوم بالثقافة والدين والمجتمع، بما يعزز من الوعي العلمي الشامل.
"التعاون الدولي"
حقق ملف التعاون الدولي نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث انضمت الأكاديمية إلى شبكة NASAC (أكاديميات العلوم الإفريقية)، ووقّعت بروتوكول تعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) لدعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
كما استضافت الأكاديمية الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP) لعام 2025 تحت شعار "جسر العلوم والسياسة والمجتمع"، ومثلت مصر في 13 مجموعة عمل ضمن تجمع البريكس، وعرضت جهودها في قمة الأمم المتحدة للعلوم في نيويورك (سبتمبر 2024)، في حضور أبرز القيادات العلمية العالمية.
وفي مجال الابتكار البيئي، أطلقت الأكاديمية النسخة الثالثة من كتاب "التكنولوجيا الخضراء لمجابهة التغيرات المناخية" بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، دعما للتوجهات الدولية نحو الابتكار المستدام.
وانطلاقا من رؤية الدولة لتحقيق تنمية عادلة تشمل مختلف أنحاء الجمهورية، وقعت الأكاديمية عددا من بروتوكولات التعاون لإنشاء مراكز تنموية متخصصة في المناطق الحدودية، من بينها المركز الإقليمي لصون الحياة البحرية بمدينة الغردقة، لدعم الدراسات البيئية والحفاظ على التنوع البحري، مركز التنمية الإقليمي للزراعات الصحراوية بمنطقة المغرة، لتعزيز الاستخدام المستدام للموارد في المناطق الجافة.
وفي إطار دعم تطبيق مخرجات البحث العلمي وربطها بالصناعة، أنشأت الأكاديمية المركز الوطني للتسويق التكنولوجي، ليكون همزة الوصل بين المبتكرين ورواد الأعمال والقطاعات الإنتاجية، بما يعزز من كفاءة نقل التكنولوجيا والاستفادة القصوى من الأبحاث.
" التعاون الأوروبي"
تم إطلاق برنامج عمل "هورايزون أوروبا 2025" لدعم البحث في مجالي المياه والغذاء المستدام، وتطوير القدرات البحثية وريادة الأعمال، كما تم التوقيع بالأحرف الأولى لمد اتفاقية "بريما"، بميزانية إجمالية للمبادرة تصل إلى 494 مليون يورو، استفادت منها مصر بـ17 مليون يورو لـ90 مشروعًا.
"التعاون الإفريقي"
وتلعب مصر دورا محوريا في دعم التعليم العالي والبحث العلمي في إفريقيا، حيث تستقبل أكثر من 120 ألف طالب وافد من 123 دولة، من بينهم 43,824 طالب إفريقي، كما تقدم الدولة 570 منحة دراسية سنوية للدول الإفريقية للعام الجامعي 2024/2025، دعما للعدالة التعليمية وبناء القدرات البشرية في القارة.
كما تمنح مصر جوائز علمية سنوية مخصصة لـعلماء شباب من إفريقيا في مجالات الزراعة، الصحة، المياه والطاقة، في إطار تعزيز التكامل القاري وتشجيع البحث العلمي الإفريقي.
وترتبط مصر بعدد من الشراكات الاستراتيجية القوية مع كيانات إفريقية وعالمية مؤثرة، أبرزها شبكة أكاديميات العلوم الإفريقية، الوكالة الجامعية الفرانكوفونية، المجلس الوطني للبحوث العلمية وتسعى هذه الشراكات إلى تعزيز البحث والتطوير والابتكار، بما يعكس التزام مصر بدورها الريادي في إطلاق إمكانات المواهب الإفريقية، وتحقيق نمو معرفي مستدام في ربوع القارة.