صرخة في الظلام.. الأطفال بين التسول والاستغلال
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
5 يناير، 2025
بغداد/المسلة: عصابات الاتجار بالأطفال في العراق تُسجّل نشاطاً ملحوظاً، ما أثار موجة من الجدل والمخاوف بين المواطنين والمنظمات الإنسانية على حد سواء. في كل يوم تقريباً، تتسرب قصص مأساوية من زوايا المدن العراقية، تحمل معها أوجاع أطفال تُستغل براءتهم في أعمال غير مشروعة.
في تصريح، قال مقداد ميري، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن السلطات الأمنية نجحت خلال الأشهر الماضية في تفكيك شبكتين تعملان على استدراج الأطفال واستغلالهم في التسوّل وجمع الأموال بطرق غير قانونية في منطقة الرصافة ببغداد.
ووفق تحليلات أمنية، فإن هذه العصابات تعتمد تكتيكات محكمة في استدراج الأطفال، مستغلّة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يواجهها كثير من العائلات.
ناشط اجتماعي من الموصل، علي السامرائي، نشر تغريدة مؤثرة على منصة “إكس”، قال فيها: “الطفولة تُباع في الشوارع، أين نحن من الإنسانية؟ أطفالنا يتحولون إلى أدوات في يد عصابات لا تعرف الرحمة”. هذه الكلمات أثارت تفاعلاً واسعاً، حيث دعا مواطنون إلى وقفات احتجاجية للمطالبة بسن قوانين صارمة لمكافحة هذه الجرائم.
وتشير تقارير مفوضية حقوق الإنسان في العراق إلى أن نشاط شبكات الاتجار بالبشر لا يقتصر على استغلال الأطفال فقط، بل يمتد إلى تشغيل فتيات قاصرات في المقاهي والكافيهات بظروف عمل قاسية ومهينة. وقال مصدر من المفوضية إن “هذه الشبكات تعمل بشكل منظم، مستغلة ضعف الرقابة الأمنية وتفكك النسيج الاجتماعي في بعض المناطق”.
باحث اجتماعي في جامعة بغداد، أحمد الجابري، أفاد بأن ظاهرة الاتجار بالأطفال ازدادت بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية والنزوح الناتج عن الحروب والصراعات. وأكد أن “غياب سياسات شاملة لمعالجة الفقر والتسرب المدرسي يساهم في زيادة عدد الأطفال الذين يسهل استغلالهم”.
وقال تحليل نشره موقع محلي إن هذه الظاهرة لها جذور عميقة مرتبطة بفشل المنظومات الاجتماعية والتربوية. وأضاف التحليل: “العديد من العائلات تجد نفسها مضطرة لدفع أطفالها إلى الشوارع بسبب الحاجة الملحة، مما يجعلهم عرضة لاستهداف العصابات”.
وفي سياق الحديث عن الجهود الحكومية، أعلنت السلطات تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلين عن وزارات متعددة وجهات أمنية لدراسة الظاهرة ووضع استراتيجيات لمكافحتها. ومع ذلك، يشكك كثيرون في فاعلية هذه الجهود ما لم تُدعَم بخطط واقعية وقوانين رادعة.
في أحد المنتديات الإلكترونية، كتبت مواطنة تُدعى سمر الزبيدي: “لن تُحل المشكلة دون وعي مجتمعي حقيقي ودون أن نحاسب أنفسنا كأفراد قبل أن نطالب الحكومة بالتدخل”.
هذا الرأي يعكس الحاجة إلى تضافر الجهود الشعبية والرسمية للحد من تنامي هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل أجيال بأكملها.
تُجمع الآراء على أن الحل يبدأ من الجذور، عبر تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتوفير بيئة آمنة للأطفال تعيدهم إلى مدارسهم بدلاً من أن يصبحوا أدوات في يد تجار البشر.
ويعرّف القانون العراقي جريمة الاتجار بالبشر بأنها أي تجنيد، أو نقل، أو إيواء، أو استقبال لأشخاص من خلال التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر، أو الاختطاف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو استغلال السلطة، أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية لنيل موافقة شخص له سلطة أو ولاية على شخص آخر بهدف البيع، أو الاستغلال، أو العمل القسري، أو الاسترقاق، أو التسول، أو المتاجرة بالأعضاء، ويفرض القانون عقوبات مشددة بالسجن والغرامة المالية على المتاجرين بالبشر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عملية المسباح.. ضبط عصابة عربية تضم 41 متسولاً في فندق بدبي
تمكنت إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي بالإمارات ، في ضبط عصابة تضم 41 متسولاً من الجنسية العربية في عملية أطلق عليها اسم 'المسباح'.
وذكرت شرطة دبي في بيان لها أن أفراد العصابة كانوا جميعاً يقطنون في فندق واحد، ويستغلونه في إدارة مهاهم التسول، وأنها عثرت بحوزتهم على أكثر من 60 ألف درهم.
تفاصيل القضية
وتعود تفاصيل القضية إلى ورود بلاغٍ إلى مركز الاتصال (901) يفيد بوجود مُتسولين يقومون ببيع المسابح وبعض من الاكسسوارات لغرض التسول.
واشارت شرطة دبي الي أنه وفور استلام البلاغ عمل قسم الرصد والتحليل في إدارة المشبوهين والظواهر الجنائية على مراقبة المكان إلى إن تم مشاهدة ثلاثة أشخاص يقومون ببيع المسابح والاكسسوارات، بالإضافة إلى التسول من الأشخاص الموجودين في المكان، فتم إلقاء القبض عليهم.
وقالت شرطة دبي: ومن خلال عملية البحث والتحري اعترف المضبوطون بأنهم عصابة من المتسولين دخلوا الدولة بتأشيرة زيارة ويقيمون في فندق ، و بالتنسيق مع إدارة الفندق تم ضبط 28 منهم، جميعهم من نفس الجنسية، وفي اليوم الثاني تم ضبط الـ 10 الآخرين، وكانوا على وشك مغادرة الفندق إلى مكان آخر، حيث اعترفوا بتشكيلهم العصابي بغرض التسول، وتم تحويل إلى الجهات المُختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم'.