"طرق دبي" توعي 1000 سائق شاحنة بسياسة حظر حركة المركبات الثقيلة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
نظمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، بالتعاون مع شرطة دبي، حملات توعوية ميدانية لتعريف سائقي الشاحنات بسياسة حظر حركة الشاحنات والسلامة المرورية للمركبات الثقيلة ومواقع حظر حركتها، وذلك تزامناً مع تطبيق حظر حركة الشاحنات الذي نفذته الهيئة مع شرطة دبي في الأول من يناير (كانون الثاني) الجاري على شارع الإمارات من العوير بالاتجاه إلى إمارة الشارقة خلال ساعات الذروة المسائية من الـ5:30 إلى الـ8.
وتضمنت الحملات الميدانية جانب التوعوية بسلامة المركبات الثقيلة، وتتمحور هذه الحملات حول ثلاثة أهداف هي: سلامة التنقّل، والتوعية، والسلامة المرورية، وشملت الحملة التوعوية لسلامة المركبات الثقيلة 1000 سائق شاحنة ومركبة ثقيلة، وجرى توعيتهم بأهمية التزامهم بمعايير الأمن والسلامة عند قيادة شاحناتهم ومركباتهم الثقيلة بالإضافة إلى توعيتهم بضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور. التوسع في الحظر وتحظر هيئة الطرق والمواصلات مرور حركة الشاحنات في بعض شوارع وطرق إمارة دبي بأوقات مختلفة، حسب المحور والمنطقة، حيث تحظر حركة الشاحنات طوال الوقت في الطرق الرئيسية داخل الإمارة، مثل: شارع الاتحاد، وشارع الميدان، وجميع المعابر، وتخضع شوارع أخرى مثل شارع الشيخ زايد والمناطق السكنية القريبة من إمارة الشارقة، مثل: المزهر، والمحيصنة، وعود المطينة، إلى حظر حركة الشاحنات 16 ساعة يومياً تبدأ من الـ6 صباحاً وتنتهي في الـ10 مساء، فيما تخضع المناطق الحضرية المتوسطة الازدحام إلى حظر مرور الشاحنات في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، مثل: شارع المطار، وشارع عمَان، وشارع دمشق، حيث يحظر مرور الشاحنات خلال الأوقات التالية: من الـ6:30 إلى الـ8:30 صباحاً، ومن الـ1 ظهراً إلى الـ3 عصراً، ومن الـ5:30 إلى الـ8 مساء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية طرق دبي الإمارات طرق دبي حظر حرکة الشاحنات المرکبات الثقیلة مرور الشاحنات
إقرأ أيضاً:
سائقو الشاحنات العالقون بمعبر رفح يروون حكاية الانتظار والصبر
شمال سيناءـ تحت شمس قاسية تلفح الأجساد وتكاد تذيب الصبر، وعلى امتداد الطريق الحدودي شرقي مدينة رفح المصرية، تصطف مئات الشاحنات المحملة بمواد إغاثية خفيفة الوزن عظيمة الأثر، تنتظر السماح بالعبور نحو قطاع غزة، حيث ملايين الأرواح تتوق للحياة وتتشبث بالأمل.
ورغم صمت الشاحنات المركونة، فإن تفاصيلها تنطق بحكايات إنسانية لسائقيها الذين وجدوا أنفسهم عالقين بين واجب إنساني جسيم ومحنة انتظار مرهق بلا نهاية واضحة، فلا فنادق ولا مرافق تليق بالبشر، فقط مقاعد الشاحنات وأغطية خفيفة وبعض الظلال المؤقتة، ومشاعر مرهفة تتشبث بالأمل رغم الجفاف القاسي.
من بين هؤلاء، يجلس محمد سيد عبد الصبور (32 عامًا) على طرف درج شاحنته، يروي للجزيرة نت أنه لم يبرح مكانه منذ أكثر من 120 يوما، بعد انطلاقه من مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة، محمَّلا بالتمر والبسكويت والحليب المجفف لصالح قوافل أهلية.
يقول محمد "هذه الشاحنة لم تعد مجرد وسيلة نقل، بل صارت بيتي وسقفي ووسادتي، نحمل الخير في قلوبنا قبل الشاحنات، وننتظر إذن عبور قد لا يأتي سريعًا".
إعلانويضيف -وهو يمسح عرقه بقطعة قماش مبللة- "نطهو طعامنا على أنابيب غاز صغيرة ونقتسم الماء والدعاء، لا كهرباء ولا حمامات، فقط ظل الصبر، ولكننا لا نفكر في العودة لأننا نؤمن بأن ما نحمله حياة لناس خلف الجدار".
وبصوت تغلب عليه العزيمة رغم الانكسار، يقول أبو خالد (45 عامًا) "لسنا مجرد سائقين، نحن نحمل رسالة إنسانية، نصحو مع أول خيوط الشمس، نغسل وجوهنا بمياه قليلة احتفظنا بها من الليلة الماضية، ونبدأ يوما جديدا من الانتظار والترقب".
ويتابع "وجباتنا بسيطة؛ أرز، علب تونة، خبز وزيتون، نتبادلها ونتعاون على طهيها على نار بدائية، لا مطابخ مجهزة هنا، فقط أدوات متنقلة، لكن قلوبنا معلقة بمن ينتظرونها بفارغ الصبر".
بانتظار إذنويعيش محمد عبد العزيز (46 عاما) وضعا لا يختلف كثيرا عن زملائه، ويقول للجزيرة نت "نبحث عن أماكن نائية للاستحمام بمياه قليلة أو نستخدم خزانات الشاحنات، والحمامات المؤقتة غير كافية ولا تصلح للاستخدام إلا في أضيق الظروف. لكننا نبقى، لأن العودة معناها أن نترك إخواننا بلا أمل".
أما حسن سيد أحمد (33 عامًا) فيقول إن ساعات الانتظار تُستهلك في الصلاة، قراءة القرآن، صيانة الشاحنات، أو حتى لعب الورق لتخفيف الضغط النفسي، ويضيف "الاتصال بالأهل صعب، الشبكة ضعيفة، نترقب الأخبار، لعلها تحمل خبرا عن عبور قريب".
ويتابع "المحنة ليست فقط في قلة الطعام أو شح المياه، بل في العجز.. حين تعلم أن ما تحمله قد ينقذ حياة، وتُمنع من الوصول، لا لسبب إلا تأخر الإذن أو تعقيدات إدارية".
محاولات الإسنادأحمد عبد العزيز علي (52 عامًا)، القادم من محافظة المنوفية، يتحدث بنبرة يغلبها التعب "منذ فبراير/شباط وأنا هنا، قطعت المسافات محمّلًا بالمعلبات والمساعدات، أشتري ما أحتاجه من مدينة الشيخ زويد، عبر سيارات خاصة، ونتدبر أمورنا بما نستطيع، لكننا نعيش على أمل إفراغ الحمولة والعودة لتحميل أخرى.. بإذن الله".
إعلانويضيف للجزيرة نت "نحتاج على الأقل كرفانات أو كبائن مكيفة تحفظ الحد الأدنى من الكرامة، نحن نعيش في حرارة قاسية لا تطاق، ولا نطلب رفاهية، فقط مقومات حياة آدمية أثناء الانتظار".
ويقول أسامة بلاسي (40 عامًا)، وهو سائق شاحنة أخرى، إن المتطوعين والجمعيات الأهلية كانوا يقدمون وجبات يومية في بداية الأزمة، لكن الإمدادات تراجعت مع الوقت بسبب ضعف الموارد.
ويتابع موضحا أن "أهل شمال سيناء كرماء، يفتحون بيوتهم لنستخدم دورات المياه، ويعطوننا ما لديهم من خضار وماء، رغم أن الموارد شحيحة أصلًا، لكننا بحاجة لحلول جذرية، فالانتظار طال، والاستجابة من الجهات المعنية بطيئة".
رد رسميفي المقابل، أكد اللواء عاصم سعدون، نائب محافظ شمال سيناء، أن المحافظة تبذل ما بوسعها لتأمين احتياجات السائقين العالقين، من خلال جولات ميدانية تنفذها إدارة الأزمات لتقديم الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وشدد سعدون على أن الأجهزة المحلية تعمل لضمان كرامة السائقين الذين وصفهم بـ"خط الدفاع الأول" في المعركة من أجل الحياة، مؤكدا أن المحافظة تدرك حجم التحدي وتواصل التنسيق لتذليل العقبات أمام مهامهم الإنسانية.
في ظل تلك الظروف، تتجلى قصة نادرة من التضحية والواجب الإنساني، فهؤلاء السائقون، العالقون منذ أشهر، لا يطالبون بأكثر من ظروف تحفظ كرامتهم وتُيسّر أداء دورهم. وبينما تمضي الأيام في حرارة رفح ولهيب الانتظار، تظل عيونهم معلقة ببوابة معبر يأملون أن تفتح في أي لحظة، لتنطلق شاحناتهم من صمت الحدود إلى صخب الحياة في غزة.