أكد الدكتور القس اندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، أن هناك نقلة كبرى تستحق الدراسة حدثت في مصر بعد ثورة 30 يونيو، حيث أن هناك إرادة سياسية تسعى للتطوير والمساواة بين كل المصريين، من خلال اجراءات وممارسات ومشروعات تحدث على أرض الواقع.. مشددا على أن الدولة المصرية والجمهورية الجديدة هي نعمة من عند الله ويجب أن نشكر الله على أمن وآمان المصريين، فسلام الناس وأمنهم أمر في غاية الدقة في ظل التوترات والحروب والتغيرات التي يمر بها العالم بشكل عام وتمر به منطقتنا بشكل خاص.


وقال رئيس الطائفة الإنجيلية: "نشكر الله من أجل أمان مصر واستقرارها، وسط حالة عدم الاستقرار التى تشهدها المنطقة ، ونصلي من أجل دولتنا وندعمها ونقف خلفها، فمصر الآن تعد الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي نستطيع أن نقول عنها منطقة آمنة".

الكنيسة ضد كل أشكال العنف

وأعرب عن قلقه إزاء استمرار الحرب في غزة والأحداث في لبنان وسوريا .. مؤكدا أن الكنيسة ضد كل أشكال العنف، فالحياة قيمة إنسانية كبرى لابد أن يحافظ عليها وأن يحترمها الجميع ،وقال "إن استمرار الحرب في غزة أمر مقلق، ونصلي من أجل استقرار الأوضاع في لبنان، ونتابع بقلق ما يحدث في سوريا، ومع كل هذه المشاهد في عدد من الدول، نشكر الله على نعمة الاستقرار في مصر".


وأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية أن مصر تتغير وتتقدم للأفضل في العديد من المجالات خاصة في ملف المواطنة، مع تفعيل قانون بناء الكنائس، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على إقامة كنيسة بجوار المسجد في مختلف المدن الجديدة التي يتم انشاؤها، وكذلك قرار إنشاء هيئة الأوقاف الإنجيلية وهيئة الأوقاف الكاثوليكية، وهي أمور تخلق رأي عام إيجابيا بين كل المواطنين، فضلا عن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، وكذلك مبدأ تطبيق القانون على الجميع.

وأكد القس أندريه حرصه على نقل كل هذه الصور الإيجابية خلال جولاته الرعوية في الخارج، وخلال الاجتماعات العديدة مع الوفود الأجنبية التي تزور مصر من أجل نقل الحقائق التي تحدث في بلادنا، مع التأكيد على أن مصر هي صمام أمان المنطقة بالكامل.

وتابع قائلا إن الجمهورية الجديدة تسعى إلى المساواة وتعميم ممارسة القانون على الجميع .. مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية أزمة عالمية أثرت بشكل كبير على العالم .. مشيدا بمجهودات الدولة المصرية في التعامل مع تلك الأزمة قائلا "لا أحد ينكر الأدوار التي لعبتها الدولة المصرية في بناء الاستقرار واللحمة الوطنية في المجتمع المصري خلال العشر سنوات الماضية، وجميعنا نتمني أن نتجاوز الأزمة الاقتصادية وأن نخرج منها أكثر صلابة".

وأشار الدكتور إندريه زكي إلى أنه من الأمور التي ميزت الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة هي المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث لعبت دورا هاما في ظل الأزمات والتحديات الاقتصادية الحالية، وعملت على سد الفجوة بين تأثيرات الإصلاح الاقتصادي واحتياجات أهلنا الأولى بالرعاية، فكانت بمثابة فكرة خلاقة وجديدة .

وشدد على أن الجمهورية الجديدة أثبتت قدرتها على الصمود وأسست قدراتها الأمنية للحفاظ على المصريين، والكل يشهد للدور الإيجابي الذي يقوم به الجيش المصري والشرطة المصرية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، فضلا عن مجهودات مصر في استقبال اللاجئين.

وأوضح الدكتور إندريه زكي أن إقامة قساوسة جدد في الكنائس الإنجيلية يهدف إلى تسديد الاحتياجات الرعوية، وتجديد الدماء ومساندة القساوسة الكبار في أمور الخدمة .. مشيرا إلى أن عملية الاختيار تخضع إلى العديد من المراحل ولابد أن يكون الشخص لديه الرغبة في الخدمة الكنسية، ويتم اختيار الشخص الذي أتم دراسته الجامعية، ثم يتم اختياره من المجمع المحلي التابع له الكنيسة التي يريد الخدمة فيها، ويتم امتحانه وفي حال نجاحه يتقدم لكلية اللاهوت الإنجيلية ويتم اختباره وإذا نجح يتم الحاقه بالكلية، وبعد تخرجه من كلية اللاهوت يحصل على تصريح ديني للخدمة، ومن ثم يخضع لاختبار آخر، وبعدها يتم انتخابه للخدمة وفي الخطوة الأخيرة يقوم المجمع بسيامته قسا.

وقال الدكتور القس إندريه زكي إن احتفالات تنصيب القساوسة الجدد في مختلف المحافظات المصرية، تكون بمثابة احتفالية وتأكيد على وحدة كل المصريين، حيث يشارك فيها مختلف القيادات التنفيذية والسياسية والدينية ونواب البرلمان والشيوخ، والمواطنين وهي أمور كلها تؤكد على العيش المشترك ووحدة كل المصريين من مسلمين ومسيحيين.

وأكد أنه يحاول أن يستغل كل وقته في خدمة المجتمع والوطن والكنيسة، وهو يعمل طوال أيام الأسبوع إلى جانب الاهتمام بالدراسات الخاصة والقراءة.
وأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر أن العلاقة بين الكنائس الإنجيلية والأرثوذكسية والكاثوليكية علاقات طيبة للغاية، ونجل كل الاحترام لقداسة البابا تواضروس الثاني وغبطة البطريرك إبراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك، ونتبادل التهاني معا .. مؤكدا أن العلاقات بين الجميع يسودها الاحترام المتبادل بين كافة قيادات الكنائس، وشعوب الكنائس تميل إلى التسامح والمحبة.

وأشار إلى أنه منذ توليه مسئولية قيادة الكنيسة الإنجيلية منذ 10 سنوات لم يكن هناك أي خلاف بين كافة الكنائس .. موضحا أن مجلس كنائس مصر يتحرك بخطوات تبدو بطيئة ولكنها ثابتة وأن هناك تطورا ملحوظا في العديد من اللجان.
وردا على سؤال حول إمكانية الوحدة بين الكنائس، أكد الدكتور إندريه زكي أنه لا يعتقد بحدوث وحدة إدارية بين الكنائس وأن لكل كنيسة عقيدتها ونظامها الخاص .. معربا عن اعتقاده بأن كل كنيسة لن تتخلى عن نظامها الإداري والعقائدي، وأن ذوبان الأنظمة الإدارية بين الكنائس أمر شبه مستحيل.

وأكد في الوقت نفسه أن هناك وحدة في المواقف والأدوار، مثل مواجهة المثلية الجنسية والتعصب ورفض الآخر ومواجهة الفقر والإلحاد، قائلا "نحن لا نتحدث إطلاقا عن وحدة إدارية ولكن لدينا وحدة في التعامل مع مختلف القضايا التي تهم كل المصريين".

واختتم الدكتور إندريه زكي حواره قائلا "إن سؤال قلبه الدائم أمام الله مرتبط بالسلام سواء على مستوى المنطقة أو الدولة أو الكنيسة والأسرة أيضا، وهو أمر يشغلني باستمرار، فضلا عن سلام الأسرة المصرية في مواجهة التحديات الحالية".. مؤكدا أن الشباب هم الأمل لكل أسرة ولكل مجتمع وكل دولة، لذا يدعو الله أن يحقق الشباب آمالهم المختلفة في الحياة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المصريين الطائفة الإنجيلية الدكتور القس اندريه زكي المزيد رئیس الطائفة الإنجیلیة الدکتور إندریه زکی الدولة المصریة کل المصریین بین الکنائس المصریة فی أن هناک من أجل فی مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تملك الدولة إرادة حقيقية للإصلاح ؟

أحمد أبو هزيم يكتب … هل تملك الدولة إرادة حقيقية للإصلاح ؟

تعمل أغلب دول العالم على تنمية اقتصادها الوطني من خلال تحسين جودة حياة الفرد ، وخفض معدلات البطالة ، ومحاربة جيوب الفقر ، ورفع مستوى دخل المواطن ، وتحسين مستوى التعليم باستمرار ، وتعميم الرعاية الصحية ، وجلب الإستثمارات ، والدخول بعقد الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية مع الدول الأخرى لأن المنعة الاقتصادية هي صمام الأمان في وجه التحديات الإجتماعية والأمنية ، وبلا اقتصاد مزدهر للدولة ودخل مريح وحياة كريمة للمواطن تبقى كل هياكل الدولة عرضة للمخاطر الداخلية والخارجية ، ومهما سعت الدول عبر أجهزتها المختلفة لإشغال المواطن بكثرة الأعياد والمناسبات الوطنية وتعمبم الاحتفالات على المستوى الرسمي والشعبي تحت بند تعزيز الجبهة الداخلية ، يبقى الاخفاق ظاهراً للعيان ومرشح للانفجار عند أول منعطف .
الأردن ليس استثناء ولا يستطيع الاِنغلاق على نفسه والاستمرار في تبيض الصورة إعلامياً على المستوى الداخلي في ظل انكشاف الوجه الخارجي للسياسة الدولية ، وتغيير قواعد لعبة التحالفات الإقليمية الناجمة عن التحولات السياسية واختلال موازين القوى في المنطقة ، مع بروز تحالفات إقليمية ودولية تتخطى الدور الأردني الذي انفرد به منذ عشرات السنين والذي مثل له طوق نجاة في كل أزمة أو نائبة ، واستطاع معه الحفاظ على كينونته السياسية والاجتماعية و بقي واحة أمن و أمان بمفهوم ” الأمن العام ” في وقت سقط فيه الكثير من دول العالم العربي في مستنقع النزاعات والفوضى .
الأردن سبق أغلب دول المنطقة في وضع خطط ثلاثية وخمسية وعشرية للتنمية منذ عقود ، وكان لهذه الخطط اليد الطولى فيما شهده الأردن من تقدم و ازدهار في كافة القطاعات في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، وقبل عدة سنوات بدأت الحكومات الأردنية بإطلاق سلسلة من منظومات الاصلاح الإداري والاقتصادي والسياسي … ولكن لم يلمس المواطن أثر يذكر ” كما كان يتوقع ” لغاية الآن ، وفي نظر البعض لم تخرج ثلاثية عناوين الإصلاح عن معزوفة ” هجيني ” تتغنى بشيء قد لا يكون موجود أصلاً ، ولكن من باب التفاخر وإدخال المجتمعات في حالة نشوة ” أبر مورفين ” تنسيهم الواقع المرير الذي تعيشه شريحة مهمة من المجتمع منذ أمد بعيد ، يضطر معه المواطن أحياناً إلى تصديق ما يردده بعض المسؤولين عن مشاريع قد تكون وهمية أو على الورق تجلب لهم الخير والفلاح في قادم الأيام على أمل أن تكون تصريحاتهم حقيقية بما يضمن خروج آمن للاقتصاد الأردني من عنق الزجاجة ” على حد تعبير أحد رؤساء الحكومات السابقين ” ، مع أن بعض التصريحات تتحدث عن نجاحات تحققت بسبب منظومات التحديث وهي غير موجودة إلا في مخيلة من يدلي بها ، ومع غياب المسائلة الفاعلة وبحسب الأعراف الأردنية المسؤول غير محاسب على أقواله ويبقى كل شيء ممكن نظرياً ، ويستطيع أي ” مسؤول ” تبرير عدم التنفيذ والإنجاز للمشاريع بشح الموارد وعدم وجود تمويل أو مزيد من الدراسات ، ” ومن باب سد الفُرج ” مصلحة الدولة العليا تقتضي بث الأمل والروح المعنوية حتى لأ تذهب الأمور إلى منحى آخر مع أن ذلك المسؤول يعرف بأنه ” … ” والمواطن يعلم بأنه ” … ” ، وتستمر مسيرة القادم الأجمل .
العديد من دول المنطقة تعمل على خطط ورؤى عشرية واضحة المعالم أنجزت منها الكثير من أهدافها قبل الوصول إلى سنة اكتمال الرؤية ، وأصبحت قوى اقتصادية يشار لها بالبنان ، قد يقول البعض بأنها تمتلك النفط وهذا صحيح ولكنها أيضا تملك الإرادة والإدارة ، وعلى نفس المسار دول لا تملك النفط أصبحت قوى اقتصادية عالمية أيضاً نتيجة التخطيط السليم والإدارة الحكيمة ، وما يملكه الأردن من إمكانيات وثروات لا تقل أهمية عن النفط ويتفرد بها مثل المناخ والإنسان وعوامل أُخرى ، ولكن التركيز على الحالة المعنوية ” مؤخراً ” من خلال المبالغة في الاحتفالات وتبيان الإنجازات الجمعية عبر عقود من الزمن للتغطية على الاخفاق في أماكن أُخرى ” ربما ” جعل التركيز على المعالجة الناجعة والنهوض بمستوى رفيع في بعض القطاعات يعتمد على الفزعة الآنية التي سرعان ما ينكشف المستور منها ليتطلب رثي الفتق في الجانب الظاهر ، وهكذا … تُستنزف موارد البلد بدون تحقيق نتائج ذات قيمة .
المصارحة والمكاشفة والشفافية والإرادة الصلبة في الإصلاح لا تتطلب كل هذا الصخب الإعلامي والتجييش المجتمعي في قضايا تدخل الدولة في صراعات عبثية تستنزف طاقاتها وتزرع بذور الشك والريبة حول نهجها ، الطريق الوحيد للإصلاح في كافة الملفات هي الإرادة الجادة واستغلال كل عناصر القوة المتاحة والعمل بصدق على نجاحها .
حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، و على أرضه ما يستحق الحياة .
أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم
أبو المهند
كاتب أردني ،
ناشط سياسي و إجتماعي

مقالات مشابهة

  • إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء
  • الدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية يلقي كلمة رئيسية في الدورة الخامسة من مؤتمر أخبار اليوم العقاري
  • رئيس إيران: لا نسعى للتسلط وإسرائيل تسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر
  • هل يتمكن رئيس وزراء إسبانيا من التغلب على الفضائح التي تهدده؟
  • رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى الدكتور القس سمير صادق الرئيس الأسبق للكنيسة الرسولية
  • رئيس النواب يشيد بأداء لجنة الشئون الاقتصادية برئاسة النائب الدكتور محمد سليمان
  • رئيس الوزراء يطالب المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء
  • هل تملك الدولة إرادة حقيقية للإصلاح ؟
  • العدل والمساواة تدين العدوان الاسرائيلي الغاشم على إيران
  • "لهذا السبب" رئيس مركز ديروط بأسيوط يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي لخدمة المواطنين