«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.
أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.
والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.
وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عن ع مان
إقرأ أيضاً:
تعزيز الشراكة المصرية-الموزمبيقية.. اتصال بين عبدالعاطي ولوكاس لبحث التعاون المشترك
أجرى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اتصالاً هاتفيًا مع ماريا لوكاس وزيرة خارجية جمهورية موزمبيق، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومواصلة التشاور والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
أعرب الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الذي أجري أمس الخميس، عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تربطها بموزمبيق، مؤكدًا الحرص على دفع أوجه التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب، خاصة بعد انتخاب الرئيس الموزمبيقى دانيل تشابو حديثا.
وزير الخارجية: ننسق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بغزة
في بيان حاسم.. الخارجية: لا نقبل التشويه ولا نشارك في حصار غزة.. وموقفنا من فلسطين ثابت لا يتغير
وفى ضوء مرور ٥٠ عاما على تأسيس العلاقات الثنائية بين البلدين، معربا عن التطلع لتعزيز التعاون فى مجالات بناء القدرات، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، فضلاً عن تشجيع التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
كما أشار وزير الخارجية إلى أهمية الترتيب لعقد جولة المشاورات السياسية بين البلدين.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الموزمبيقية تقدير بلادها للدعم المصري المستمر لاسيما في مجال بناء القدرات، وأعربت عن تطلعها إلى تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات، مشيدةً بالدور المصري المحوري على الساحتين الأفريقية والدولية.
وتبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية، والتحديات الأمنية والتنموية في القارة الأفريقية، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق في المحافل الإقليمية وتعزيز العمل المشترك في إطار الاتحاد الأفريقي، دعمًا لمبادئ التضامن والتكامل.