خالد الجندي: عبادة السكوت نتقرب فيها لله في هذا الوقت
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مفهوم "عبادة الصمت" وتوظيفها في الحياة اليومية هو وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إلى أن الصمت أو السكوت ليس مجرد امتناع عن الكلام، بل هو عبادة عظيمة في الإسلام، مشيرًا إلى أن العديد من الأنبياء، بما فيهم سيدنا زكريا وسيدنا مريم، قد لجأوا إلى الصمت كوسيلة لعبادة الله وإظهار التواضع.
وأشار إلى أن هناك حكمة في الحديث القليل والابتعاد عن الكلام غير المفيد، مستشهدا بمقولة ديل كارنيجي في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، حيث نصح بعدم فتح الفم إذا كان مليئًا بالماء، وهو تعبير مجازي عن أهمية الصمت في بعض المواقف.
وقال: "إذا كان الكلام سيؤدي إلى الفتنة أو إثارة المشاكل، فيجب على الإنسان أن يمتنع عن الكلام"، مستعرضًا تحذيرات الغرب من اندفاع الكلام دون تفكير.
كما أكد الجندي على أهمية مراعاة مشاعر الناس وثقافتهم عند الحديث، مشيرًا إلى قضية قد تكون غائبة عن الكثير من العلماء في الإعلام، وهي ضرورة مراعاة الجمهور وفهم مواقفهم ورفض التحدث بما قد يؤدي إلى فتن أو خلافات، خاصة في ظل المجتمعات ذات التنوع الثقافي والديني، ولكنه في نفس الوقت أكد على أن السكوت عن الحق يُعد خيانة له، مستشهدًا بقول الإمام أحمد بن حنبل: "إذا سكتت أنت وسكتت أنا، فمتى يظهر الحق؟".
وشدد على ضرورة القول بالحق حتى لو كان مخالفًا لما اعتاد عليه الناس، داعيًا إلى الوقوف مع الحق مهما كانت العواقب، وقال إن السكوت عن الحق في بعض الأحيان يؤدي إلى اندثاره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي الشيخ خالد الجندي الجندي المزيد
إقرأ أيضاً:
راقبوا أبناءكم.. خالد الجندي يحذر: أولادنا مختطفون من عصابة مجهولة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن أخطر ما يواجه المجتمع في العصر الحالي هو ما وصفه بـ"آفة العصر"، مشيرًا إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أصبح يشكّل تهديدًا مباشرًا على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن أبناءنا لم يعودوا ينسجون أفكارهم بأنفسهم، بل باتوا ضحايا لأفكار وسلوكيات دخيلة.
وأكد الجندي أن "أولادنا معظمهم تم اختطافهم من عصابة مجهولة"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من هذه المنصات تقف وراءها كيانات غامضة تروج لأفكار غريبة وسلوكيات شاذة، قائلًا: "فيه كلام كتير عند المتخصصين عن الديب ويب والدارك ويب والهاكرز، وأنا مش متخصص، بس شايف النتائج بعيني".
وشدد خالد الجندي على أن العادات التي بدأ بعض الشباب في اتباعها لا تمتّ بصلة إلى تقاليد المجتمع، مضيفًا: "الجرائم مش جرائمنا، والتقليد مش تقليدنا"، داعيا إلى ضرورة تحصين الشباب وتوعيتهم بالمخاطر الكامنة في النوافذ الرقمية التي تطل على عقولهم دون رقابة أو وعي.
وناشد الأهالي، قائلاً: "راقبوا أبناءكم، وكونوا أقرب إليهم من هذه النوافذ المجهولة، قبل أن نخسرهم تمامًا".
علاج مرض الوسواس
وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قال إن الوسواس الذي يعاني منه البعض ينقسم إلى نوعين: وسواس مرضي ووسواس قلبي، موضحًا أن "الوسواس المرضي يحتاج إلى تدخل الأطباء النفسيين والعلاج الدوائي، وهو أمر طبي معترف به، ونسأل الله الشفاء لكل مريض".
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، "أما الوسواس القلبي، فهو تردد الإنسان بين الفعل وتركه، وبين الطهارة وعدمها، والشك في الأمور العبادية مثل الوضوء أو الصلاة، وهنا يأتي دور القواعد الفقهية التي تحسم الأمر".
وأكد الجندي أن القاعدة الأصولية الفقهية تقول: "الشك لا ينقض اليقين"، مشددًا على أهمية هذه القاعدة التي قال إنها من القواعد الخمس الكبرى في الفقه الشافعي، والتي قام عليها بناء الفقه الإسلامي.
وتابع "إذا كان الإنسان قد توضأ لصلاة الظهر، ثم دخل وقت العصر وبدأ يشك: هل ما زال على وضوء أم لا؟ فالأصل أنه متوضئ، ولا ينتقض وضوؤه إلا بيقين، ولا يجوز اتباع الوسواس والظنون، لأن هذا يؤدي إلى المشقة والعبث بالعبادة".
وأكد "من الوسائل التي نُعلمها للناس قاعدة الاستصحاب، أي أن تستصحب الحالة السابقة ما دمت لم تتيقن من تغيرها، فطالما لم تتيقن أنك أحدثت، فاعتبر نفسك على طهارة".
وأشار إلى مثال عملي قائلاً: "لو كنت تصلي، وتذكرت بيقين أنك خرجت ريحًا، فالصلاة باطلة لأن شرط دخول الصلاة هو الطهارة، أما إذا انتهيت من الصلاة وقال لك أحدهم إنه رآك تدخل الحمام قبلها بيقين، فهذا يُسمى بلاغًا خبريًا يقوم مقام اليقين، وعليك إعادة الصلاة".